السياسي :
قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية إن بعض الأفغان يضطرون إلى بيع أطفالهم، في ظل الفقر الشديد الذي يواجهونه، بينما حذّرت الأمم المتحدة من أن 95% من الأفغان لا يملكون ما يكفي من الطعام، مع اقتراب فصل الشتاء البارد.
وروت الصحيفة في تقرير نشرته السبت، أن ”صالحة“، التي تعمل في تنظيف المنازل في مدينة ”هرات“ الأفغانية ومع ”حاجتها الماسة لإطعام أسرتها، اضطرت إلى الاستدانة، وأصبحت الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها التخلص من الدين هي تسليم ابنتها إلى الرجل الذي أقرضها 550 دولارا“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”صالحة“، وهي أم لستة أطفال، وتبلغ من العمر 40 عاما، تحصل على 70 سنتا مقابل تنظيف المنازل في الحي الأكثر ثراء في مدينة ”هرات“، بينما لا يستطيع زوجها الأكبر منها سنا العمل.
ومضت الصحيفة تقول: ”في ضوء حالة الفقر المدقع في أفغانستان، فإن الأزمة الإنسانية تسوء سريعا، بعد استيلاء حركة طالبان على البلاد في الخامس عشر من أغسطس الماضي، واضطرار الولايات المتحدة لتجميد 9 مليارات دولار من أصول المصرف المركزي الأفغاني، حيث توقفت أيضا معظم المساعدات الخارجية“.
ونقلت الصحيفة عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قوله إن 95% من الأفغان لا يحصلون على ما يكفي من الطعام، ويجاهدون من أجل البقاء على قيد الحياة، ويمكن أن يصبح كل الشعب الأفغاني البالغ عددهم 40 مليون نسمة تحت خط الفقر خلال الشهور المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى الارتفاع الكبير في أسعار السلع الرئيسية، مثل الدقيق والزيت، منذ منتصف أغسطس الماضي، مع حالة الشلل التي ضربت النظام المالي والتجاري.
وقالت الصحيفة إن المأساة الخاصة بالأفغانيات تتفاقم بصورة غير إنسانية على الإطلاق، حيث تضطر المواطنات اللاتي يعملن في المنازل إلى تسليم بناتهن إلى من أقرضوهن الأموال، في حالة عدم سداد الدين، حيث تقول ”صالحة“ إنها ستكون مضطرة إلى تسليم ابنتها ”نجيبة“ إلى صاحب المال، حيث يمكن أن تتزوج أحد أبنائه الثلاثة، بعد وصولها إلى سن البلوغ.
ونقلت عن ”صالحة“ قولها: ”إذا استمر هذا الوضع المريع، فسوف أقتل أطفالي، وأقتل نفسي. أنا حالياً لا أملك ما نأكله الليلة“، في حين قال زوجها عبدالوهاب إنه سيحاول كسب المال كي ينقذ ابنته.
وفي الوقت نفسه، فإن صاحب المال خالد أحمد، أكد أنه تقدّم بهذا العرض إلى صالحة وزوجها، وقال: ”لا أملك الأموال أيضاً، وهم لم يدفعوا الدين، وبالتالي، فإنه لا يوجد اختيار سوى الحصول على ابنتهم“.
وتحدثت ”وول ستريت جورنال“ عن الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الأفغان في مدينة ”هرات“، وقالت: ”في ”هرات“، يوجد مركز تغذية طارئ للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، وتديره منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الفرنسية، وهو ممتلئ عن آخره، ويصل إليه الأطفال الرضع وهم يعانون من ضيق التنفس والجفاف. تحصل أمهاتهم على القليل من الطعام، لدرجة أنهم لا يستطيعون إنتاج ما يكفي من الحليب“.