DW :
في أول تصريحات يدلي بها منذ أسوأ أعمال عنف في بيروت منذ ما يزيد على عشر سنوات، وجه زعيم جماعة حزب الله انتقادات حادة لحزب القوات اللبنانية المسيحي وزعيمه سمير جعجع، مكرراً اتهامات بحقه ومحذراً من مغبة الاصطدام بعناصره.
قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية، حسن نصر الله، في خطاب تلفزيوني الاثنين (18 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) إن أعمال العنف التي شهدتها بيروت الأسبوع الماضي والتي قتل فيها سبعة شيعة هي تطور خطير وتشكل مرحلة جديدة في السياسة الداخلية للبلاد.
وفي أول تصريحات يدلي بها منذ أسوأ أعمال عنف في بيروت منذ ما يزيد على عشر سنوات، وجه نصر الله انتقادات حادة لحزب القوات اللبنانية المسيحي وزعيمه سمير جعجع، مكرراً اتهامات بأنه كان السبب وراء عمليات القتل يوم الخميس. وقال نصر الله في خطابه المتلفز: “البرنامج الحقيقي لحزب القوات اللبنانية هو الحرب الأهلية”.
ودوى صوت إطلاق أعيرة نارية كثيفة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل حزب الله، احتفالاً ببدء خطاب نصر الله، الذي يأتي وسط تصاعد التوتر فيما يتعلق بالتحقيق في انفجار المرفأ العام الماضي.
وقال الأمين العام لجماعة حزب الله إن الحزب لديه 100 ألف مقاتل مع عتادهم وإن الجماعة لم تكن أقوى مما هي عليه الآن، مضيفاً: “أنا أنصح حزب القوات ورئيسه التخلي نهائياً عن فكرة الاقتتال الداخلي والحرب الاهلية… أنا أقول لك أنت تحسب غلط … لم يكن حزب الله في المنطقة أقوى مما هو عليه الآن”.
وأكد نصر الله أن حزب الله ليس عدواً لمسيحيي لبنان. وتابع قائلاً: “أكبر تهديد لأمن المجتمع المسيحي هو حزب القوات اللبنانية ورئيسه”.
وقُتل سبعة من الشيعة يوم الخميس في أعمال عنف في بيروت، بينما كانت حشود في طريقها لاحتجاجات دعت إليها جماعة حزب الله، المدعومة من إيران، وحليفتها حركة أمل. وأعادت إراقة الدماء للأذهان ذكريات الحرب الأهلية التي دارت رحاها في البلاد بين عامي 1975 و1990.
من جانبه، ندد حزب القوات اللبنانية بأحداث يوم الخميس وألقى بالمسؤولية عن العنف على “تحريض” حزب الله ضد القاضي طارق بيطار، المحقق الرئيسي في انفجار مرفأ بيروت.
وألقى حزب القوات اللبنانية باللائمة في إثارة الاضطرابات على الجانب الآخر بإرساله أنصاره إلى حي مسيحي هو عين الرمانة، حيث يقول إن أربعة سكان أصيبوا قبل أن تنطلق أي رصاصة.
وفي وقت سابق، قالت حركة أمل الشيعية اللبنانية الاثنين إن أحداث العنف التي وقعت في بيروت الأسبوع الماضي تهدف إلى إحياء الفتنة الداخلية وتهديد السلم الأهلي.
وقالت الحركة في بيان: “ما جرى يضع جميع اللبنانيين أمام حقيقة ما تقوم به هذه الجماعات من محاولة لإحياء الفتنة الداخلية والانقسام الوطني وتهديد السلم الأهلي وإعادة اللبنانيين إلى زمن الحروب الداخلية”.
ويتزعم رئيس البرلمان نبيه بري حركة أمل، وهو من أكثر الشخصيات السياسية نفوذاً في البلاد. وحثت الحركة السلطات على اعتقال المسؤولين عن أعمال العنف.
ولم يحرز التحقيق في انفجار المرفأ، الذي أدى في الرابع من أغسطس/ آب عام 2020 إلى مقتل أكثر من 200 شخص وتسبب في دمار واسع في بيروت، تقدماً يذكر وسط معارضة من فصائل سياسية.
ع.أ.ج/ ي.أ (رويترز)