اليمن : غضب واتهامات بـ«الخذلان» لحكومة هادي بعد سيطرة الحوثيين على العبدية في مأرب

تعز- «القدس العربي»:

ارتفعت وتيرة المخاوف الشعبية والسياسية في أوساط اليمنيين، من استمرار تدهور الأداء العسكري لقوات الجيش التابع للحكومة الشرعية في اليمن، إثر تتالي سقوط المناطق في أيدي ميليشيات الانقلابيين الحوثيين في محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، وهي المناطق المتجاورة والمرتبطة ببعضها البعض، والتي تعد أكثر لُحمة وتماسكاً قبلياً وأكثر خصومة للحوثيين.
وتصاعدت هذه المخاوف، عقب السقوط المتسارع والمتتالي للمناطق القبلية في هذه المحافظات الثلاث البيضاء وشبوة ومأرب، وكان آخرها سقوط منطقة العبدية، جنوبي محافظة مأرب، قبل يومين، والتي سقطت بعد أسابيع محدودة فقط من سقوط مناطق بيحان وحريب وعسيلان وعين في محافظة شبوة بالإضافة إلى سقوط بقية مناطق محافظة البيضاء.
وأصيب الشارع اليمني بالذهول جراء هذا السقوط المريع والسريع لهذه المناطق التي كانت تعد من أكثر المناطق اليمني صموداً في وجه المحاولات العديدة للميليشيات الحوثية، المتمترسة بمخزون الجيش اليمني السابق وبمخزون كبير من المقاتلين الذين أجبرتهم جماعة الحوثي على الانضمام إلى جبهات القتال ضد القوات الحكومية.
وفتحت حالات الانكسار المتتالية لقوات الجيش اليمني الحكومي أمام ميليشيات الحوثيين في محافظات مأرب والمحافظات المجاورة لها أبواب التكهنات على مصراعيها، تراوحت بين اتهامات بالخيانة، واتهامات بالفساد واللوم بقلّة الخبرة العسكرية وقلة الحيلة والإمكانيات المادية، وهذه الأخيرة تقود إلى توجيه الاتهامات في أوسع نطاق لها للتحالف العربي بقيادة السعودية الذي ظل يقيّد تحركات قوات الجيش اليمني ويمنع عنه الدعم العسكري والمادي ويمنعه من توفير الذخائر والمعدات العسكرية الحديثة لخلق نوع من التوازن العسكري في الميدان.

«هنالك من تآمر»

وقال الخبير العسكري اليمني، علي الذهب، في سلسلة تغريدات له بشأن التداعيات الأخيرة في محافظة مأرب: «قاومت العبدية، منفردة، جحافل الحوثي التي حشدها من كل الجبهات الصامتة. يكذب عليكم من يقول إن كل الجيش، وكل الدولة قاومت مع العبدية، بل الصحيح أن هنالك من تآمر، وهناك من تخاذل، وهناك من تفرج على ما جرى، وهو قادر على الإسهام ولو بكتيبة أو بضع فصائل».
وذكر بأن «ما دام الجانب العسكري المعبر عن الشرعية، يتخذ وضعاً دفاعياً في كل جبهاته، ويسقط من حساباته مبدأ التعاون بين محاور القتال، فإن الهزائم ستلحق به تباعاً. وهناك معضلة استراتيجية تتمثل في تشتت القوات بين ولاءات متعارضة، حتى الجيش الوطني نفسه فيه جيوش خاصة، تحافظ على قوتها ليوم آخر».
وكشف عن الخلل الكبير في ميزان القوى وفي التوازن العسكري بين الميليشيات الحوثية والقوات الحكومية، فقال: «لك أن تتخيل أن مليار طلقة، لأسلحة متنوعة، وقعت في قبضة الحوثي بعد عام 2015، فيما الشرعية تولول طوال سبع سنوات، ولم تستطع توفير عشر هذه الكمية. الشحنة هذه، كشف عنها محسن لصحيفة سعودية قبل أربع سنوات».
وأوضح أن «الفوارق واضحة بين وضع ميليشيات الانقلابيين الحوثيين وبين قوات الحكومة الشرعية، وقال: «هناك من يتقدم، دورياً، على الأرض، مقابل من يخسر من رصيده، أرضاً وشعباً.. هناك من يسيطر على العاصمة، والموانئ، ويتمركز قادة جهازه السياسي والعسكري والتشريعي على الأرض، وهناك من يدعي مقارعة هؤلاء وهو متشرد عن أرضه خارج البلاد».
وأشار إلى أن «الشرعية تزعم أنها تتعرض لمؤامرات وخذلان، وشيء من هذا القبيل، لتبرر انتكاساتها المتتالية!! حسناً. إذا كانت هذه الشرعية غير قادرة على إحباط ومواجهة ما تدعيه، فهي غير جديره بالثقة والمسؤولية. اتركوا أماكنكم لمن يستحقها، ويكفي إلى هذا الحد، ولا يزال هناك متسع لتفادي الكارثة».

«لم تحرك ساكنا»

وأشار إلى وجود العديد من الوحدات العسكرية والقوات الكبيرة في أيدي قادة عسكريين محسوبين على الحكومة الشرعية ولكن قواتهم لا تتبع إدارياً لوزارة الدفاع الحكومية وتتبع مباشرة للسعودية والإمارات، وبالتالي لم تحرك ساكناً في المواجهات المسلحة التي دارت في محافظات البيضاء وشبوة ومأرب، والتي كانت يمكن أن تــلعب دوراً في تغيير ميزان القوى هناك، وعبّر عن خيبة أمله جراء ذلك واختزل المشهد الــــيمني الراهن بقوله: «سنة وراء سنة. دماء تراق، وأموال تبدد، ووطن يضيع تــــمزقاً».
وكانت موجة سخط عارمة سيطرت على الشارع اليمني ضد الحكومة الشرعية وضد قواتها التي اتهموها بخذلان الجبهات العديدة في محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، بتقصيرها في دعم ونصرة تلك الجبهات والتي تركوها تواجه مصيرها منفردة بواسطة مقاتليها المحدودي العدد والعُدّة من رجال القبائل وأبناء تلك المناطق الذين استبسلوا في الدفاع عنها حتى آخر قطرة من دمائهم.

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

عقيد بريطاني يحذر إسرائيل من تهديد اليمن أكبر من “حماس” و”حزب الله”

RT : عقيد بريطاني يحذر إسرائيل من تهديد أكبر من “حماس” و”حزب الله” حذر العقيد …