بيروت ـ “راي اليوم” :
ما زالت تفاعلات احداث الخميس الدامي يتردد صداها في بيروت، مع اشتداد حالة الانقسام السياسي الداخلي، بانتظار ما سيقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه المنتظر عند الساعة الثامنة والنصف بتوقيت بيروت، ومن المؤكد ان السيد نصر الله سيعيد تأكيد اتهام حزب “القوات اللبنانية” برئاسة سمير جعجع، بقتل 7 متظاهرين وجرح العشرات بعمليات قنص من أسطح الأبنية، في الطيونة، رغم المحاولات الحثيثة منذ يوم امس لوسائل اعلام وجيوش الكترونية محسوبة على الخط الأمريكي لحرف هذا الاتهام والتعمية على الوقائع، ومن المرجح ان لا ينجر حزب الله الى لعبة التفاصيل والفيديوهات المقتطعة، فهو بات في صورة الموقف الكامل لما جرى من احداث، وبات يعرف حتى بالاسماء من اطلق النار على رؤوس المدنيين الخميس الماضي، وكل ضحية برصاص من سقطت.
واصدر الحزب القومي السوري الاجتماعي بيانا قال فيه : مرت ثلاثة أيام على مجزرة الطيونة، فأطل سمير جعجع بالأمس مزهوا بما اقترفت يداه، مستبقا كل التحقيقات كعادة المجرم الوقح والقاتل الطائش، الذي افتعل حدثا يعيد لغة اعتادها، بالحرب والمناطق المغلقة والجزر الأمنية.
إن ممارسات حزب القوات اللبنانية المستمرة، تهدد بإدخال البلاد في مسار تقسيمي خطير لوضعها تحت الوصاية الغربية، واستدراج التدخل الدولي في الشأن اللبناني، أملا بمكتسبات سياسية مادية حقيرة.
كما أن تلازم المطالبات بـ«الحياد» والدعوة إلى تطبيق بعض قرارات الأحادية القطبية الدولية، يستهدف تغيير المعادلة الداخلية اللبنانية، لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والدولة اليهودية الزائلة، ويترافق مع تحضيرات أمنية وعسكرية لحزب القوات.
لا ينفصل هذا الأداء لحزب القوات، عن دأبه التاريخي بالاستثمار الرخيص وسعيه الدائم لبناء الكانتونات ومحاولات جر جزء من أبناء شعبنا نحو الانغلاق، كما يفعل في التحقيق بكارثة تفجير المرفأ، مدعيا دفاعه عنه، فيما استعداداته التخريبية بدأت منذ أكثر من عامين.
إن استمرار التلكؤ الرسمي والسياسي في ملاحقة مرتكب جريمة الطيونة سمير جعجع، الذي يدعي الحفاظ على منطق الدولة والمؤسسات علنا وينفذ مشروع الفوضى سرا، والتأخر في ردعه عن تنفيذ مشاريعه، سيدخل لبنان بتحديات خطيرة خلال وقت قريب.
يطالب القوميون الاجتماعيون، الجهات الرسمية بحل حزب القوات اللبنانية لمنعه فورا من تذكية السعار الطائفي، وإحالة الملف على المجلس العدلي واعتقال عصابة القتل التي نفذت الجريمة، ومن وجهها وأدارها.
نقول لجعجع، إن الدولة اليهودية زائلة، ومشاريعها وأدواتها هزمت على أرض لبنان، وأميركا تسعى لاسترضاء دمشق. وكان الأجدر بالمتسلل إلى السياسة بعفو عام، أن يتعظ من التاريخ وتجاربه الدموية الفاشلة، وألا يسعى لتوريط شعبنا في مغامرات جديدة تصيغ فيها القوى الدولية الكبرى تفاهماتها على توزيع الغاز والموارد، فوق دماء الأبرياء.
ننبه شعبنا من التورط في مغامرات الطيش والحقد، ونحث أهلنا من ضحايا كارثة المرفأ ومجزرة الطيونة إلى التعقل والهدوء والصبر، فالأيام سترد مظلوميتهم بعيدا عن الاستثمار السياسي والمالي.
ورد حزب القوات على اتهامات نواب حزب الله له بتدبير المجزرة بحق المدنيين في الطيونة وقال حزب القوات في بيانه : أسفت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، في بيان “أشد الأسف بأن يقوم نواب من كتلة “حزب الله” كالنائبين محمد رعد وحسن فضل الله بشن هجومات عشوائية ظالمة مجردة من أي موضوعية ومليئة بالمغالطات على “القوات اللبنانية”. وقالت: “نفهم الحرج الذي وقعت به قيادة “حزب الله” على أثر ما انتهت إليه التحركات التي كانت قد دعت إليها يوم الخميس الماضي، بهدف الضغط لوقف التحقيق بجريمة المرفأ، ونعيد بالمناسبة التذكير بأن مسؤولي الحزب كافة كانوا قد أوضحوا في مناسبات عدة بأنهم سيحاولون إزاحة القاضي طارق البيطار عن طريق الإجراءات القانونية، وإذا لم يفلحوا فسيلجأون إلى الوسائل الأخرى. وبعد أن فشلوا بإزاحة القاضي عن طريق الإجراءات القانونية لجأوا الى الوسائل الأخرى يوم الخميس الماضي في سلسلة التحركات التي شهدتها العاصمة وانتهت، ويا للأسف، بما انتهت إليه”.
وتابعت: “نفهم الحرج الذي وقعت به قيادة “حزب الله”، ولكن لا نفهم أن يخترعوا لبيئتهم الحاضنة عدوا خياليا هو “القوات اللبنانية” ويسبغون عليها الصفات الشنيعة الممكنة كلها والتي هي منها براء. لقد كرر كل من النائب محمد رعد وحسن فضل الله عدة مرات بأنهم كحزب الله يريدون تحقيقا كاملا في هذه القضية، ونحن معهم للآخر في هذا المطلب، ولكن كيف يسمحون لأنفسهم باتهام “القوات” زورا، ناهيك عن تشويه الحقائق والوقائع، بينما الفيديوهات والأفلام القصيرة، إضافة إلى صور الكاميرات الموجودة في المحلة، فضلا عن التحقيقات التي أجرتها محطات التلفزة كلها تدحض زيف ادعاءاتهم.
كيف يسمحون لأنفسهم بإصدار الأحكام والتحقيقات ما زالت جارية وكثير من الحقائق أصبحت واضحة أمام الرأي عام بعكس كل ما يدعونه؟”. وختمت: “إذا كانوا يريدون مهاجمة “القوات اللبنانية” لغاية في نفس يعقوب فيجب ألا يختبئوا وراء دماء الأبرياء واختلاق القصص والروايات لمجرد الهجوم على “القوات”.
أما بالنسبة إلينا فنحن بانتظار نتائج التحقيقات النهائية ليبنى على الشيء مقتضاه”.