القاهرة ـ وكالات: ترقب حذر لارتفاع وتيرة التوترات بين المغرب والجزائر، التي بدأت تدخل إلى مستويات أعلى خطورة مما كانت عليه حتى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
المعلومات التي نشرتها الجزائر مؤخرا حول تورط المغرب في دعم مجموعة تنتمي لمنظمة “الماك”، التي تصنفها الجزائر بـ”الإرهابية”، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية، طرحت العديد من الأسئلة بشأن سيناريوهات التصعيد بين البلدين.
وتمكنت القوى الأمنية في الجزائر، الأسبوع الماضي، من إلقاء القبض على مجموعة مسلحة قيل إنها تنتمي لمنظمة “الماك” الإرهابية وبثت مشاهد وصفت بـ”الصادمة” لاعترافاتهم مع عرض مشاهد لمجموعة كبيرة من الأسلحة.
وأوقفت القوى الأمنية في الجزائر، 17 مشتبها به، وبث التلفزيون الجزائري اعترافات لهم تحدثوا فيها عن مخططهم الذي يعود للعام 2014، حسب ما نقل الإعلام الجزائري.
وكشفت التحقيقات الأولية أن أعضاء المجموعة “كانوا على تواصل دائم مع (جهات أجنبية) عبر الفضاء السبيرياني (الإنترنت)، تنشط تحت غطاء جمعيات ومنظمات للمجتمع المدني متواجدة بالكيان الصهيوني (في إشارة إلى إسرائيل) ودولة من شمال إفريقيا”، (في إشارة إلى المغرب).
خبراء من الجزائر قالوا إن تحركات الجزائر تصاعدية وتسير في الإطار الصحيح المتزن، وأنها سترد على المستويات كافة.
وأثار التطبيع الإسرائيلي مع المغرب ردود فعل غاضية من الجزائر، التي اتخذت العديد من الخطوات تجاه المغرب ووجهت اتهامات عدة لها عقب هذا الإجراء المغربي.
من ناحيته قال البرلماني الجزائري السابق زواني بن يوسف، إن المؤامرة على الجزائر قديمة من جهات خارجية متعددة، وأنها ازدادت حدتها هذه الأيام بعد التطبيع المغربي مع إسرائيل.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن المعروف لدى الجزائر أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وتسعى لإقامة علاقات قوية مع الدول ولا سيما دول الجوار، بحكم التاريخ المشترك والقواسم المشتركة.
وسائل الإعلام والشرطة تحيط بقافلة من مركبات الشرطة بينما يتم نقل رجل أعمال مشتبه به إلى المحكمة في الجزائر
وأوضح أن الجزائر اليوم من حقها اتخاذ كل إجراءات الحيطة والحذر من إفشال أي مؤامرة تستهدف سيادتها ووحدتها.
بشأن المسار المحتمل مع المغرب يوضح النائب الجزائري، أن العلاقات بين البلدين ترتبط بملف الصحراء الغربية، وأنها يمكن أن تعود بعد أن يجد ملف الصحراء الغربية حلا عادلا لدى هيئة الأمم المتحدة، ويتوقف المغرب عن كل سلوك يخل بروح الصداقة والجوار.
في الإطار قال الخبير الأمني إدريس عطية، إن بعض الأطراف تبحث عن عشرية سوداء ثانية في الجزائر.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن المغرب يشن الكثير من الحملات على الجزائر، ويسعى لقلب الحقائق، في حين أن الجزائر لا ترد بنفس الطريقة، بل أنها تتخذ خطوات منطقية.
وتابع بقوله: “إن إسرائيل هي عدو للجزائر حتى من قبل الاستقلال الجزائري، وأن تحركها الإفريقي الرافض لوجود إسرائيل يزعجها”.
ويرى أن الجزائر قد تلجأ للمحاكم الدولية لتسجيل مثل هذه العمليات الداعمة للإرهاب والفوضى من خلال رفع القضايا ضد الأطراف المتورطة في العمليات.
وأشار إلى أن لجوء الجزائر لتطبيق القانون الدولي أو المحاكم الدولية يعني أنها تحترم المواثيق والشرعية الدولية.
وفيماي تعلق بمستقبل العلاقات بين البلدين، يرى عطية، أن الأمر سيحتاج لسنوات طويلة حتى تتحسن، أو أن يكون الرهان على ظهور أطراف جديدة في المغرب تؤمن بحسن الجوار وإقامة علاقات سوية.
وشدد على أن الجزائر سترد على التجاوزات على المستويات كافة.
قال البيان إن الأدلة الرقمية بالجزائر واعترافات المشتبه بهم خلال التحقيق المبدئي أظهرت أن عناصر هذه المجموعة الإرهابية كانوا على اتصال دائم بجهات أجنبية عبر الفضاء الإلكتروني.
ولفت إلى أن أعضاء الجماعة كانوا ينشطون متسترين بغطاء جمعيات ومنظمات للمجتمع المدني “متواجدة في الكيان الصهيوني (إسرائيل) ودولة من شمال إفريقيا”.
ووفقا للمصدر ذاته فإن عمليات تفتيش منازل المشتبه بهم كشفت عن وثائق ومستندات تدلل على اتصالات متواصلة مع مؤسسات إسرائيلية، وأسلحة وعتاد حربي، ورايات ومنشورات تحريضية خاصة بمنظمة “الماك”.
وفي أغسطس/ آب الماضي، اتهمت الجزائر جماعتين تم تصنيفهم مؤخرا ضمن التنظيمات الإرهابية، بالتسبب في اشتعال حرائق الغابات المدمرة في البلد خلال الشهر الجاري، وقالت إن إحداهما مدعومة من المغرب وإسرائيل.
وتشهد العلاقات بين الجزائر والمغرب توترا منذ عقود، حيث تدعم الجزائر “جبهة البوليساريو” المسلحة التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب وهي منطقة تعتبرها الرباط ضمن أراضيها. ولا تعترف الجزائر بإسرائيل ولا تشير إليها في البيانات الرسمية سوى بوصف “الكيان الصهيوني”.