اعتقل الجاسوسان المفترضان أثناء محاولتهما التخطيط لخطف مسؤول عسكري إيراني سابق من منطقة وان في شرق تركيا، وإعادته بالقوة لبلده حسبما أعلن المسؤول لوكالة فرانس برس.
كذلك اعتقل ستة “متعاونين” محليين في عمليات شاركت فيها وكالة الاستخبارات الوطنية التركية والشرطة الوطنية، وفق المسؤول.
ولم يكشف المسؤول عن هوية المشتبه بهما أو الأسباب التي تقف وراء محاولة خطف المسؤول العسكري الإيراني السابق.
ترتبط تركيا وإيران تاريخيا بعلاقات اقتصادية وثيقة، لكنهما يقفان أحيانا على طرفي نقيض في نزاعات إقليمية مثل سوريا.
في شباط/فبراير، اعتقلت تركيا لفترة وجيزة موظفا في القنصلية الإيرانية في اسطنبول على خلفيه تحقيق في اغتيال معارض إيراني في تركيا في 2019، وفق وكالة الاناضول للأنباء.
ومن جهة أخرى حمل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الولايات المتحدة وروسيا المسؤولية عن عدم الوفاء بالتزاماتهما بشأن كبح جماح المقاتلين الأكراد في سوريا.
وأشار تشاووش أوغلو، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده في أنقرة اليوم الأربعاء مع نظيره من نيكاراغوا، دينيس مونكادا كوليندرس، إلى أن “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا مرتبطا بـ”حزب العمال الكردستاني” كثفت هجماتها ضد تركيا وبدأت بإطلاق قذائف يصل مداها 30 كيلومترا باتجاه الأراضي التركية.
وشدد وزير الخارجية التركي على أن الولايات المتحدة وروسيا تتحملان المسؤولية عن هذه الهجمات، متهما إياهما بعدم تطبيق التزاماتهما بإبعاد المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية لمسافة لا تقل عن 30 كلم.
ووجه تشاووش أوغلو انتقادات إلى موسكو وأنقرة، قائلا: “لم يفوا بوعودهم ولم يطهروا المناطق المتفق عليها من الإرهابيين، ولذلك تتحمل هتان الدولتان أيضا المسؤولية عن هجمات مسلحي “واي بي جي\بي كا كا”، وفي هذه الظروف ينبغي لتركيا حل المسألة بنفسها وضمان أمن هذه المناطق”.
وشن الوزير على وجه الخصوص هجوما على الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنها “تدعم الوحدات التركية وفي الوقت نفسه تعلن التضامن مع تركيا بشأن هجمات تنفذ بأسلحة أمريكية”.
وتعهد تشاووش أوغلو بأن أنقرة “ستتخذ كل الخطوات اللازمة لإزالة المخاطر التي تواجهها تركيا من سوريا”.
وتطرق الوزير إلى الهجمات التي تستهدف قوات بلاده في سوريا وأخرى تستهدف الأراضي التركية مؤخرا انطلاقًا من شمال سوريا قبل عامين، وأوضح أن مدى الصواريخ التي يطلقها المقاتلين الاكراد على تركيا تبلغ حوالي 30 كيلومترا.
وذكّر بأن أنقرة توصلت مع الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاقين عقب العمليات العسكرية التي أطلقتها بلاده في سوريا، يقضيان بانسحاب الإرهابيين بأسلحتهم عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم على الأقل.
وقال تشاووش أوغلو، إن على روسيا إبعاد المقاتلين المتواجدين في مدينتي “تل رفعت” (شمالي حلب) و”منبج” (شمال شرقي حلب).
وأضاف: “للأسف لم يتم الوفاء بهذه الوعود، لذلك فإن روسيا والولايات المتحدة مسؤولتان عن الهجمات الأخيرة على المدنيين في هذه المنطقة، لأنهما لم تلتزما بتعهداتهما”.
وتابع: “سنفعل كل ما يلزم لتطهير هذه المناطق من هؤلاء الإرهابيين”.
وأكد الوزير التركي أن الحل الوحيد في سوريا هو سياسي وليس عسكريا.
وأشار إلى أن تكثيف التنظيم من هجماته في شمال سوريا.
وأضاف: “في الواقع ، كل خطوة نتخذها ضد التنظيم مهمة للحدود السورية وسلامة أراضيها، على غرار ما فعلنا ضد داعش. تحركاتنا تساهم في وحدة أراضي سوريا”.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتطرق تشاووش أوغلو، إلى تقديم الولايات المتحدة التعازي في مقتل جنود أتراك في سوريا، وأضاف: “الآن تصدر الولايات المتحدة بيانا تقول فيه: ندين الهجمات على حليفنا (تركيا) من سوريا”.
وتساءل مستنكرا: “من الذي يقدم الأسلحة لهؤلاء الإرهابيين ومن يدربهم؟ أنت (واشنطن) تقدم لهم السلاح وتدربهم ثم تصدر بيان إدانة شكليا. سوء النية واضح جدًا هنا”.
وكانت الخارجية الأمريكية، أعربت الثلاثاء، عن إدانتها للهجمات عبر الحدود ضد “حليفة الناتو تركيا”، مقدمة تعازيها لأسر الشرطيين التركيين الذي استشهدا الأحد الماضي في الشمال السوري.
وعلى صعيد آخر، قال تشاووش أوغلو، إن وزراء خارجية أربع أو خمس دول قرروا زيارة أفغانستان لنقل مقترحاتهم إلى طالبان وللحديث عن كيفية التعامل معها، وأضاف: “نعمل حاليًا على الزيارة عبر الهاتف”.
وبخصوص العلاقات بين تركيا ونيكاراغوا قال تشاووش أوغلو إن البلدين يرغبان في افتتاح سفارتين بشكل متبادل، وذكر أن وزيري الزراعة في البلدين سيوقعان اتفاق تعاون.
وتابع: “نرى فوائد تعاوننا مع منطقة أمريكا اللاتينية، فقد ارتفع عدد سفاراتنا فيها إلى 17، ولدينا أيضًا قنصلية عامة في البرازيل”.
ولفت إلى أن عدد المكاتب الإقليمية للوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” في أمريكا اللاتينية بدأ في الازدياد، وعدد الوجهات التي تطير إليها الخطوط الجوية التركية ارتفع إلى 8.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول أمريكا اللاتينية، زاد بحوالي 10 أضعاف ووصل إلى 10.5 مليارات دولار، خلال العام الماضي.
ولفت إلى أن تركيا تدعم عملية المصالحة الداخلية في نيكاراغوا، وقال إن “استقرار نيكاراغوا وسلامها وديمقراطيتها مهمان لنا أيضًا”.
وتطرق إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في نيكاراغوا، وقال: “نريد أن تكون هذه الانتخابات نقطة تحول لاستقرار البلاد”.
وانتقد تشاووش أوغلو العقوبات المفروضة على نيكاراغوا ووصفها بـ”الخاطئة”.
ونوه أن العقوبات تعاقب الشعوب ولا يمكن الوصول إلى حل عبرها، وأن المشاكل لا تحل بالعقوبات أو بالإقصاء.