القاهرة ـ «القدس العربي»:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) – البقرة }
انتقلت الحرب ضد الأشجار والحدائق من أحياء القاهرة الراقية لخارج العاصمة، وبالتحديد الفيوم حيث السواقي التاريخية التي مرّ عليها 2000 سنة، وكانت مصدرا للري وشاهد عيان على تاريخ الفيوم، وقبلة السياح من شتى بلدان العالم، تواجه مصيرا غامضا في ظل صمت الجهات المعنية، بينما تنتاب الأهالي حالة من الغضب بسبب ما يتردد حول عزم الحكومة ازالتها،على الرغم من نفي محافظ المدينة ما يتردد من شائعات في هذا المضمار، غير أن الحقائق على الأرض توحي بما لا يحمد عقباه، وفق شهادات لكتاب ومراقبين..
وفي صحف أمس الاثنين 11 أكتوبر/تشرين الأول تواصلت المعارك ضد وزير التعليم العالي الذي طالب البعض بمساءلته حول صفقة الجامعات الأهلية العشر، التي قرر أن يسند تشييدها لرجل الأعمال السويدي، وبدوره تلقى المستشار شريف الجبالي رئيس البرلمان أكثر من استجواب واستفسار حول القضية، حيث طالب أعضاء بضرورة طرح القضية للتداول.
ولا يزال الغموض يسيطر علي واقعة شغلت الرأي العام والشارع المصري خلال الساعات القليلة المنقضية، حول سقوط سيارة ميكروباص على متنها 14 راكبا في مياه النيل، من أعلى كوبري الساحل، ما بين محافظتي القاهرة والجيزة، ولم يتم رصد أي دليل على سقوط السيارة في مياه النيل، حيث استمرت عمليات البحث من قبل الضفادع البشرية واللانشات لمدة تقارب 10 ساعات، في الموقع المشار إلي سقوط السيارة فيه، دون العثور علي شيء. ومن أخبار القصر الرئاسي: توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة المجرية بودابست للمشاركة في قمة دول تجمع “فيشغراد” مع مصر، حيث يضم التجمع كلا من المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مشاركة مصر في قمة مع تجمع “فيشغراد” تأتي للمرة الثانية عقب عام 2017، حيث تعكس حرص الجانبين على تطوير العلاقات بينهما، والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
مصير مشترك
امتلكت وفاء بكري الشجاعة اللازمة لتعلن شعار الحكومة الجديد قائلة في “المصري اليوم” تحت عنوان “عايزينها تبقى صحرا”: قبل انتهاء أزمة حديقة الأسماك أو الجبلاية الشهيرة في منطقة الزمالك، والتوجه لاستقطاع جزء بسيط منها لصالح نشاط آخر، انتشر الحديث حول إزالة السواقي المتبقية في محافظة الفيوم، لصالح مشروع «تطوير» أيضا، ورغم نفي المحافظ هذا الأمر، إلا أن القلق مازال يساورني من كلمة «تطوير»، فقد باتت بالنسبة لي أشبه بـ«عفريت» يظهر ويختفي ويصيبني وغيري بـ«الرعب». أشعر بأن هناك «فجوات» وليست فجوة واحدة، بين الجهات المتعددة التي تشترك في «تطوير» أي مكان، بجانب غياب المعلومات في كثير من الأحيان، وهو ما يثير الريبة، فقد أصبحنا نتفاجأ بأمور فجة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن «طمس» للتراث والتاريخ وأي مساحة خضراء، دون اعتبارات لأي قيمة، ولنبدأ بأزمة «الجبلاية»، فوزير الزراعة السيد القصير، تفقد الحديقة منذ أيام قليلة، لينفي اقتطاع أي جزء منها، ولكن فوجئنا ببيان للمجلس الأعلى للآثار، يؤكد أن هناك دراسة عُرضت بالفعل على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية – التي لا أعرف سبب اختصاصها بالحديقة – لشطب مساحة صغيرة فقط من «الأسماك»، لا يوجد عليها أي مبانٍ مسجلة أثريا، وأنه لن يُسمح بأي نشاط يضر بالبيئة الأثرية فيها.
اتركوها لنعمرها
تابعت وفاء بكري، مثل هذا التصريح جدير بالبلبلة و«القلق» وترقب حذر لما سيحدث لاحقا، لننتظر ما النشاط الذي سيتم اختياره ولا يضر بالبيئة، أما «سواقي الفيوم» فلا نزال في انتظار وعد المحافظ بإعادة تركيبها، ولا أتمنى أن يتم تجاهلها مثلما حدث مع «كوبري أبوالعلا» التاريخي، الذي تم تكهينه قبل عدة سنوات لصالح إنشاء كوبري 15 مايو، وكنت وما زلت أحلم باستغلال هذا الكوبري المميز ضمن مشروع «ممشى أهل مصر» الذي يتم تنفيذه الآن على كورنيش النيل، أخشى القول إننا أصبحنا من هواة «اغتيال تاريخنا وتراثنا»، في الوقت الذي تقوم فيه بعض البلاد باستعادة هذا التراث، فكنت في زيارة لدولة الإمارات الجميلة، قبل نحو سنتين، وخرجت بصحبة إحدى صديقاتي المقيمات هناك، على ضفاف الخليج، لأفاجأ بأنني وسط عمارات مصر الجديدة مع شريط الترام الشهير والمصابيح النحاسية المميزة، وبعد خطوات كنا وسط «مراكب إسكندرية» بألوانها الجميلة وشباك الصيد، لتعلمني صديقتى بأنه تم الإعلان عن مسابقة لتطوير المكان، فاز بها مصمم مصري وسط منافسات أجنبية. أرى وجود نوايا طيبة للتطوير، ولكن التنفيذ يحيد عن مساره بشكل يثير الشك، مع عدم شفافية المعلومات، بل غيابها، كنا نتغنى قبل سنوات بتعمير الصحراء: «عايزينها تبقى خضرا» و«لا نريدها صحراء».
فليستقل أو يعترف
الهجوم على وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار يتواصل ومن المهاجمين المحرر السياسي لـ”الأخبار” الذي طرح أسئلة ملغمة: أسئلة مشروعة للدكتور وزير التعليم العالي..وإجابات متوقعة. لماذا تجاوزتم التنسيق الموحد للجامعات الخاصة، وسمحتم لها بقبولها للطلاب بشكل مباشر دون رقابة؟ ماذا فعلتم في ملف جذب الطلاب العرب والأفارقة للجامعات الأهلية.. وهل سافر رئيس اللجنة إلى الخارج لشهور.. ونسينا التسويق للجامعات المصرية؟ هل تعلم أن 23 ألف طالب مصري التحقوا بجامعات في الخارج، ولم تستطع جذبهم للجامعات الأهلية؟ لمصلحة من عزل طلاب الجامعات عن معركة التنمية الجارية.. وما هو دور نواب رؤساء الجامعة المكلفين بخدمة المجتمع؟ عندما كتبنا عن منح رجل أعمال عشر جامعات خاصة، لم تكن معلومات سرية.. كما ظن البعض ولا تسريبات كما توهم كثيرون، بل هو بيان رسمي نشرته الوزارة مصحوبا بصور من حفل توقيع برتوكول التأسيس. الدكتور خالد عبد الغفار مع كل الاحترام لشخصه.. خرج على القنوات الفضائية في ما يشبه الرد المنظم.. متحدثا بما يشبه التراجع عما نشرته الوزارة رسميا عن منح رجل أعمال 10 جامعات.. وراح يعدد للزملاء أحمد موسى وخيري رمضان عن خطوات طويلة، ولجان متتابعة قبل تأسيس جامعة واحدة.. رغم أن في البيان الرسمي على صفحة الوزارة، بشرنا بنتائج وتأثير هذه الجامعات الخاصة في العملية التعليمية، وسوق العمل وتأمين احتياجاته من العمالة المدربة.. والسؤال الآن.. هل الجامعات العشر حصلت على موافقات اللجان ووصلت إلى مجلس الوزراء؟ سيادة الوزير الذي بدا غاضبا من مجرد نقلنا ما نشرته صفحة وزارته الرسمية.. وطرحنا تساؤلا: هل تصرف الوزير في هذا الإسناد أو ذلك البروتوكول بتنسيق مع مؤسسات الدولة واللجان التي شرحها مساء في جولة الفضائيات المسائية؟ ولم يجب عن خبرات رجل الأعمال في مجال التعليم، وقدرته على إدارة عشر جامعات دفعة واحدة وهو عدد يفوق عدد الجامعات في دول كثيرة.
أزمة كل سنة
مع بدء العام الدراسي عادت المشاكل تلقي ظلالها، وقد اهتم محمد أحمد طنطاوي بالقضية في “اليوم السابع”: نتفق أو نختلف مع طبيعة المناهج التعليمية الجديدة، وأسلوب التدريس، وتأهيل المعلمين، لكن المشكلة التي يجب أن نعترف بها دون أن نُحملها للحكومة في الوقت الراهن أو الفترات السابقة هي كثافات الفصول، وأعداد المدارس مقارنة بالطلاب، وأذكر هذه الكلمات تزامنا مع واقعة اتخذها البعض وسيلة للتندر على التعليم في مصر، بعدما جلس تلاميذ في مدرسة تابعة لمدينة الخانكة في محافظة القليوبية على الأرض، نتيجة عدم وجود “مقاعد” تستوعبهم. من يظن أن واقعة مدرسة الخانكة هي الأولى من نوعها مخطئ، ولا يعرف كيف الحال في مدارس الريف، صحيح كان يجب دراسة الموقف، وتحديد أعداد الطلاب من جانب المدرسة، إلا أن الزيادة السكانية أكبر من قدراتنا جميعا، وأشد تأثيرا فينا من أي مشكلة سابقة أو حالية، فالبلد الذي يزيد عدد طلاب مدارسه في مرحلة التعليم الأساسي عن 30 مليون طالب، يجب أن لا نلقي كل هذا اللوم على حكومته، لعدم قدرة مدرسة “واحدة” على توفير مقاعد للتلاميذ في أول يوم دراسي. وزارة التربية والتعليم تحاول زيادة أعداد الفصول بصورة مستمرة، فقد تم بناء أكثر من 72 ألف فصل دراسي خلال السنوات الخمس الماضية، ورغم ذلك لم تتمكن من ضبط معادلة الكثافة الطلابية، فالزيادة في أعداد التلاميذ سنويا تفوق كل توقع، وقد كشفت أحدث بيانات حصلت عليها من وزارة التعليم أن عدد المدارس حتى عام 2020، وصل إلى 56569 مدرسة، ومع كل هذا العدد الضخم من المدارس تظل الكثافات مشكلة مُلحة، ليس لتراخي أجهزة الحكومة، أو التقصير في خلق حلول جادة، لكن بسبب معدلات النمو السكاني غير المنضبطة، التي تشهدها مختلف محافظات مصر، وهذا يدعونا إلى التأمل، ويُعيدنا إلى المربع الأول حول فكرة الزيادة السكانية، باعتبارها العقبة الكؤود أمام كل تنمية نأملها.
كورونا أرحم منه
ما زال الغضب من وزير التعليم والحكومة متصلا مع بدء الموسم الدراسي وشارك في التعبير عن وجة نظر الأهالي هشام مبارك في “الوفد”: لا تزال الغالبية العظمى من الناس تعتقد أن قرار استئناف الدراسة هو قرار مؤقت فقط لتحصيل المصروفات الدراسية، وبعدها سوف يصدر قرار تأجيل الدراسة، أو جعلها فقط عن طريق النت، بسبب أن وباء كورونا لا يزال يعيش بيننا، ويحصد يوميا ما لا يقل عن ثلاثين نفسا تقريبا، وفقا لأرقام المصادر الرسمية، وهو رقم أقل بكثير من الرقم الحقيقي الذي يلمسه الناس من واقع حياتهم. الحكومة ممثلة في وزير التعليم تؤكد يوميا أن قرار عودة الدراسة قرار حقيقي لا يوجد فيه أي شبهة ادعاء أو تمثيل، أو حتى مماطلة لتحصيل المصروفات. أنا شخصيا أصدق الحكومة وأصدق الوزير في ذلك، لكنني أيضا، مثلي مثل ملايين من أولياء الأمور، لا نثق كثيرا في التصريحات الرسمية، خاصة أن تجاربنا السابقة فيها تؤكد أنها غالبا ما تكون تصريحات غير حقيقية، وتصدر فقط للاستهلاك المحلي. أنا عن نفسى نقلت عن وزراء طيلة عملى الصحافي الذي يقترب من الأربعين عاما أرقاما مهولة عن فرص العمل التي توفرها الدولة للشباب، وهي أرقام لو صحت لكانت نسبة البطالة في مصر صفرا. الشيء نفسه حدث في أرقام الشقق التي تم توفيرها للشباب وغيرها من المتطلبات الأساسية اللازمة لأي شاب يريد أن يبدأ حياته العملية بعد انتهاء الدراسة.
في الهم سواء
لا ينكر أحد والكلام ما زال لهشام مبارك في “الوفد”، أن هناك طفرة كبيرة في أرقام الناس التي حصلت على التطعيم مؤخرا، خاصة في أوساط الطلبة وتلاميذ المدارس، لكن أيضا هل يكفي التطعيم لحماية أولادنا وسط هذه الفصول غير الصحية والمكدسة بأرقام كبيرة من التلاميذ نظرا للعجز الكبير في الفصول، وفي المدارس بشكل عام، والتي لا تحصل على الاهتمام نفسه الذي يحصل عليه بناء الكباري مثلا وغيرها من المنشآت. كيف نضمن صحة وسلامة أولادنا حتى في استخدامهم لوسائل المواصلات العامة، حيث تعتمد الغالبة العظمى منهم على تلك المواصلات وبالذات مترو الأنفاق، الذي يكفي وحده لنشر العدوى، إن لم يكن بكورونا فبغيرها من الأمراض الكثيرة المنتشرة هذه الأيام. كما أن غالبية الدراسات الطبية أكدت أن التطعيم ليس معناه عدم الإصابة بفيروس كورونا، ولكنه فقط يقلل من تأثيره. وواصل الكاتب كلامه: كنت أظن أن نظام التعليم عن بعد، الذي ثبت نجاحه في كثير من المجتمعات ستكون له الكلمة العليا بعد جائحة كورونا. ربما تكون تجربتنا في مصر لم تحقق النجاح نفسه الذي حققته دول أخرى، لكن من المؤكد أنها كانت فرصة للاستمرار فيها مع تصحيح الأخطاء والاستفادة منها، خاصة أنني اظن أن هذا هو التعليم في المستقبل، حيث لن تكون هناك حاجة إلى فصول أو قاعات للدرس يجتمع فيها الآلاف تحت سقف واحد، ليتعرضوا هم وأسرهم من خلفهم للكثير من الأوبئة التي تنتج عن الزحام. نعم أنا من المؤمنين بأن التعليم التقليدي إلى زوال ولو بعد حين، حتى لو لم يكن العالم يعاني من جائحة في حجم جائحة كورونا.
لهذا فاز بها
ما لم يتوقف عنده الكثيرون هو أن كل عالم فاز في بنوبل على حد رأي عبدالله عبدالسلام في “الأهرام” في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء إضافة للاقتصاد، جرى إنفاق ملايين الدولارات على أبحاثه، حتى يحقق نتائج استثنائية تؤهله للفوز. لم يعد إجراء بحث علمي حقيقي يحتاج فقط إلى اعتكا الباحث في معمله وبعض أدوات بسيطة ليخرج بابتكار أو اختراع، بل أصبح التمويل هو الذي يفرق بين دول يفوز أبناؤها بنوبل، وأخرى لا مجال أمامها سوى الفرجة والتعجب. ماريا جبرائيل مفوضة الاتحاد الأوروبى للابتكار والبحث قالت إنها فخورة بأن العالمين اللذين فازا بنوبل للفيزياء 2021، الألمانى كلاوس هالسمان والإيطالي جورجيو باريزي، مول الاتحاد أبحاثهما الفائزة، مشيرة إلى أن الاستثمار في العلم يساعد في إبقاء البحث الأوروبى في المقدمة. لكن باريزي شن هجوما شديدا على بلاده قائلا: الأبحاث في إيطاليا تعاني نقصا في التمويل، والوضع يزداد سوءا. إنها بلد لا يرحب بالباحثين سواء إيطاليين أو أجانب. وقبل سنوات، كشفت دراسة أن الحكومة الأمريكية مولت 70% من الأبحاث الفائزة بنوبل في الفترة من 2000 إلى 2008، بينما مولت مصادر غير حكومية النسبة الباقية. ولا أشك في أن هذا الدعم مستمر ويتزايد، ولذلك لا عجب أن تأتي أمريكا دائما بالمرتبة الأولى من فائزي نوبل. دور الباحثين ليس البحث عن مصدر تمويل لأبحاثهم، فكل ساعة يقضونها في محاولة الحصول على تمويل هي ساعة مفقودة من التفكير والبحث. في الماضي، كان الموسرون وجهات الوقف، يتولون التمويل، لكن حكومات الغرب أدركت أن الأمر أهم وأخطر من تركه للأعمال الطوعية على أهميتها، ولذلك دخلت بثقلها مخصصة نسبة معتبرة من الميزانية تزيد سنويا للبحث العلمي. هناك دول تنتظر عشرات السنين حتى يفوز أحد أبنائها بنوبل في مجال لا يحتاج أبحاثا علمية، وهناك أخرى تعتبر نوبل مناسبة سنوية لحصد أكبر عدد من الجوائز.. كلمة السر.. تمويل البحث العلمي.
يقدسون مارك
شدد الدكتور وحيد عبدالمجيد في “الأهرام”، على أنه لا شيء منتظر من الكونغرس الأمريكي، على الرغم من أن تعطل منصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب لأكثر من ست ساعات قبل أيام، أظهر مدى الخطر المترتب على ممارسات الشركة التي تملكها. انتفض مجلس الشيوخ الأمريكي، أو هكذا بدا خلال الجلسة التي تحدثت فيها الموظفة السابقة في الشركة فرانسيس هاوجن، وفي جلسات تالية، غير أن غضب شيوخ الكونغرس لم يتمخض سوى عن كلمات حادة لا قيمة عملية لها، خاصة أنهم مختلفون على سبل علاج الاختلالات، رغم اتفاقهم على تشخيصها، فضلا عن أن بعضهم وربما الكثير منهم لا يرغبون في مواجهة ضد الشركة. وعندما نتابع ما وصلت إليه دعاوى قضائية مرفوعة ضدها، ونلاحظ البطء الشديد في مساراتها، يتبين أن البحث عن علاج تشريعي أو قضائي لا محل له في المدى المنظور. وقل مثل ذلك عن التطلع إلى دور الوكالة الأمريكية لمكافحة الاحتكار، رغم أنها تلقت ملفات موثقة من شركات متضررة من احتكار المارد الأزرق. ففي تحقيقات هذه الوكالة، كما في ردهات المحاكم الفيدرالية في بعض الولايات، يتبارى محامو الشركة في فتح الثغرة تلو الأخرى. كما يستغلون الخلافات الموضوعية على كيفية معالجة احتكار هذه الشركة في حالة إثباته بشكل نهائي، وعلى تقييم الحل التقليدي الذي يُلجأ إليه في مثل هذه الحالة، وهو تقسيمها. العلاج، إذن، ليس لدى الهيئات التي يخولها القانون الأمريكي صلاحيات لمحاسبة الشركات على ممارسات ضارة، بل في أيدي مستخدمي منصات شركة فيسبوك الذين تعودوا عليها، وباتوا أسرى لها، وغير مستعدين لاستبدالها. يبدو أغلب مستخدمي هذه المنصات في حالة تشبه القابلية للاستعباد. وهي الحالة التي لا يرغب فيها الشخص في تغيير وضع يؤذيه، متصورا أنه لا بديل له، أو أنه الخيار الذي لا يوجد أفضل منه. ورغم أن تعطل منصات شركة فيسبوك أظهر خطر الارتهان لها، لم يجرب سوى قلة من مستخدميها التحول إلى غيرها مثل تيليغرام. الخلاص من حالة الاستعباد هذه، إذن، هو السبيل إلى معالجة الاختلالات المترتبة على احتكار شركة فيسبوك وممارساتها الضارة سواء بالمستخدمين أو بالشركات المنافسة.
كراهية قديمة
ساهم الإعلام العالمي بحسب رأي الدكتور سيد قاسم المصري مساعد وزير الخارجية الأسبق في “الشروق” بقسط وافر في انتشار ظاهرة كراهية الإسلام أو الخوف منه، وهو ما أصبح يعرف بالإسلاموفوبيا، فبعد ظهور المنظمة الإجرامية التي أطلقت على نفسها اسم “داعش” اختصارا لعبارة «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أصبحت أعمالها الوحشية هي الوقود الأساسي الذي استخدمه الإعلام لزيادة الاشتعال، والمتابع لهذا الشأن يلحظ حرص الإعلام العالمي على عدم استخدام اسم داعش أو ISIS عن الإشارة إليها، بل استخدام عبارة «الدولة الإسلامية»؛ لأن انتساب الأعمال الإجرامية إلى “داعش” أو “إيزيس” لن يحدث ربطا مباشرا ودائما بين العمل الإجرامي والإسلام، مثل ذلك الذي يحدثه نسبتها «للدولة الإسلامية». والمؤسف أن الإعلام العربي على إطلاقه إنساق وراء هذه التسمية. وأوضح الكاتب: تحضرني مفارقة في هذا الصدد تتعلق بكلمة «الانتفاضة».. فعلى عكس «داعش» ذات الرنين الغريب على المجتمع غير العربي، التي رفض الإعلام الغربي استعمالها، فإن الإعلام نفسه رحب باستخدام كلمة «انتفاضة» عوضا عن كلمة Uprising وهى ترجمة دقيقة لها، لأن Uprising تحمل معاني إيجابية كبيرة، ومحملة بمشاعر رومانسية على المستوى الغربى والعالمى بوجه عام، لأنها تستحضر في أذهان المجتمع الأوروبي والغربي بطولات وتضحيات المقاومة الأوروبية للنازية، بينما كلمة «انتفاضة» تجعلها شيئا غريبا على المستمع غير العربي ولا ترتبط في ذهنه بأي قيم إنسانية أو مشاعر نبيلة مثل كلمة Uprising. وقد قاد اللوبي الصهيوني حملة في هذا الشأن تهدف إلى عدم استعمال كلمة Uprising عند الحديث عن الانتفاضة الفلسطينية.. ونجح في ذلك، دون جهد نظرا لسيطرته الواسعة على هذا المجال. فرح الفلسطينيون أو كثير منهم متصورين أنهم أجبروا الإعلام الغربي على إدخال الكلمة العربية في قاموسهم، ولم يتنبهوا إلى ما وراء ذلك من أهداف.. وقد نجح هذا الإعلام المعادي أيضا في إدخال كلمتي السلفيين والجهاديين Salafist and Jihadist في دكانة مصطلحاتهم، وربطهما بالأعمال الإرهابية الإجرامية بحيث أصبحت من الكلمات الرديئة سيئة السمعة.
شيطان البيوت
اهتم محمود فتحي في “فيتو” بأزمة المحلل الذي بات نجما: شهدت وسمعت كغيري من القراء والمتابعين، بل المهووسين بمواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام المنقضية بفتنة جديدة تضرب بيوت المصريين عن المحلل الشرعي، وربما يكون السبب الأبرز لها وعلى لسان بطلها محمد الملاح هو إنقاذ البيوت من الخراب، وهي كلمة حق يراد به باطل، علي حسب قول أحد الأصدقاء. المحلل الشرعي محمد الملاح قال بملء فيه: إن ما قام به هو عمل إنساني بحت لم يأخذ عليه أجرا، بل حتى رفض أن يقوم به لغير أصدقائه ومعارفه، وأضاف أنه كان يراعي الله في ما يقوم به من عمل، واشترط الدخول بـ33 زوجة لـ33 زوجا لا أعرف كيف ارتضوا هذا الأمر، ولا كيف يفعلون حين يرونه وقد اطلع علي “حرماتهم” بحسب اللفظ الديني، و”حريمهم” بحسب اللفظ الشعبي، ولا يهمني هذا الأمر كثيرا، بل إن ما يهمني في هذا الأمر هو هذه العبارة التي ما زالت تتردد في أذهان الكثيرين، كلما عرضت في أفلام ومسرحيات الزعيم عادل إمام “زوج تحت الطلب” ومسرحيته الشهيرة “الزعيم”.. أول تحرك برلماني بعد واقعة المحلل الشرعي، وعلى الرغم من أن الفيلم أراد تسليط الضوء على هذه القضية والتحذير منها ومن خطورتها، إلا أنه ناقض المفهوم الديني عن الزواج، وهو الاستقرار وبناء الأسر والمجتمعات، وليس المتعة والاستمتاع فقط، حسبما يري البعض، حيث ترددت فيهما هذه العبارة الشهيرة “لا بد أن يدخل بها”، وصارت مبررا للتحليل، حسبما قال وأكد المحلل الشرعي محمد الملاح، من اشتراطه الدخول بالزوجة ورفضه أخذ مال نظير عدم الدخول بها، وذلك لوجه الله، وهو الأمر الذي دار حوله الفيلم وكان ثيمة صناعه، وهو أمر يحسب لهم إلا أنه ربما قد غاب عن الجميع أن مقصد الزواج هو الاستقرار وليس التحليل، وهو أحد أهم أركان الزواج في كل الشرائع.
في ثوب أطباء
انتبه أحمد إبراهيم في “الوطن” لمآسي آخذة في الانتشار: شاب مريض بالأعصاب ذهب إلى أخصائى التغذية الذي تملأ إعلاناته جميع الفضائيات ليلا ونهارا، الشاب دفع 6 آلاف جنيه في كيس أعشاب وحالته تزداد سوءا. سألته: لماذا اخترته؟ أجاب: إعلاناته تطاردنا في التلفزيون، وحتى في الثلاجة والبوتاجاز والغسالة، ويدّعي أنه يعالج كل الأمراض، وحاصل على ترخيص من وزارة الصحة. أخصائى التغذية احتكر القنوات الفضائية ويبيع الوهم للمواطنين مع الكركمين والأعشاب على الهواء مباشرة، وتليفوناته وعناوينه معروفة، ويطلب وكلاء له في المحافظات، والأخطر أنه يستضيف بعض البسطاء للترويج لمنتجاته بكلام يسيء لمنظومة الطب والصحة، حيث يقولون إن حالتهم ساءت من مستشفيات الدولة والشفاء جاء من أخصائي التغذية. وللأمانة ليس هو فقط الذي يفعل ذلك، بل الموضوع أصبح تجارة رابحة وأسهل طريق للثراء الفاحش السريع باستغلال المرضى البسطاء الذين يصدقون كل ما يذاع في التلفزيون، باعتبار أن ذلك بضمان الدولة. الأمر وصل إلى انتشار إعلانات عن أخصائيين روحانيين لعلاج السحر والشعوذة وجلب الرزق والحبيب والصديق ورد المطلقة، وبيع الأدوية والأعشاب، التي تعالج كل الأمراض وتوصيلها للمنازل، حتى أن مفسري الأحلام والطباخين يعالجون المواطنين على الهواء مباشرة، وكل من يملك أموالا يشتري وقتا في التلفزيون ويفتي في الطب والصحة، حتى لو كان غير متعلم. إنها فوضى غير مسبوقة ضحيتها المواطن، كانت هناك قواعد وشروط قاسية لظهور الأطباء على الشاشة، منها مثلا أن يكون الطبيب أستاذا أو استشاريا، وكانت لجنة الصحة في اتحاد الإذاعة والتلفزيون يرأسها وزير الصحة، أو من ينوب عنه، ووظيفتها مراقبة البرامج الطبية، ووضع قواعد صارمة لضيوفها، أما اليوم فأصبحت صحة المواطن حقل تجارب لمن لا مهنة له من مُدعي الطب والإعلام.
مال حرام
واصل أحمد ابراهيم هجومه على لصوص المرضى: هذه مأساة نشاهدها يوميا بكثافة في كل القنوات الفضائية على مرأى ومسمع من جميع المسؤولين في الدولة وأيضا المجلس الأعلى للإعلام، الذي اتخذ قرارا منذ عامين ولم يُنفذ، بشأن ضوابط البرامج الطبية تضمّن عدم قبول برامج مهداة أو بنظام تأجير الوقت، وعدم الإعلان عن مستشفيات، أو مراكز علاجية إلا بعد التأكد من تسجيلها في وزارة الصحة، وعدم الإعلان عن أدوية إلا بعد الحصول على موافقة إدارة الصيدلة في وزارة الصحة. البرامج الطبية مدفوعة الأجر تتاجر بآلام المواطنين، وتستغل حاجتهم للشفاء من الأمراض الخطيرة، وكذلك لهفتهم على الإنجاب والتخسيس والتجميل.. وتسببت في وفيات وكوارث كثيرة، كذلك إعلانات الأطباء في الشوارع وعلى الطرق والكباري، وللأسف الضحية هو الشعب الذي يعاني من الفقر والجهل والمرض، وما زال يصدق كلام هؤلاء النصابين في الفضائيات، باعتبارها مصدرا للثقة.البرامج الطبية موجودة في كل الدول، لكنها بدون أجر وتخضع للرقابة الصارمة ويقدّمها كبار المتخصصين، وهدفها الثقافة الطبية التي تسهم في الوقاية من الأمراض، وبالتالي تخفيض فاتورة العلاج والحفاظ على صحة المواطنين. إذا كان أخصائي التغذية والأعشاب ومفسرو الأحلام والطباخون يعالجون جميع الأمراض، فلماذا إذا تنفق الدولة أموالا طائلة على الصحة، وما فائدة كليات الطب؟
لا تنسى
واصل صلاح منتصر في “الأهرام” التنقيب في خزانة ذكرياته: ذكريات صحافية: أدت الحرب العالمية الثانية إلى انقسام العالم إلى معسكرين كبيرين أحدهما رأسمالي بقيادة واشنطن والثاني شيوعي بزعامة موسكو. ورأى بعض الرؤساء الحكماء الذين ينتمون إلى الدول النامية أن من مصلحتهم التزام سياسة لا تنحاز إلى الشرق أو الغرب، وإنشاء حركة عدم انحياز رتبوا لعقدها في إندونيسيا في مدينة باندونج يوم 24 إبريل/نيسان 1955. كانت أول مرة يسافر فيها عبد الناصر للخارج إلى عالم متشوق لمعرفة المزيد منه وعنه، وقد وجد ناصر نفسه في باندونج ضمن رؤساء 29 دولة افريقية وآسيوية منهم: جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند، وجوزيف تيتو رئيس يوغسلافيا. وقد استغرق المؤتمر ستة أيام، وبينما كان كبار الصحافيين الذين رافقوا عبد الناصر يبدأون لقاءه صباحا بسؤاله عن آخر الأخبار، كان عبد الناصر يفتح عينيه على تقرير مطول كتبه محمد حسنين هيكل، متضمنا آخر الأخبار التي جرت في كواليس المؤتمر وتصريحات الزعماء، والقضايا والأسئلة التي يتطلع كبار الصحافيين العالميين لسؤال عبد الناصر عنها، وبعض النقاط التي يمكن أن تتضمنها ردود عبد الناصر. هكذا فإنه في اللقاءات التي عقدها عبد الناصر بهر الجميع بأفكاره وسرعة ردوده. وأصبح من مهام الأستاذ هيكل في ما بعد أن يلتقى كبار الصحافيين الأجانب الذين يصلون مصر لإجراء أحاديث مع عبد الناصر واستضافة الصحافي الأجنبي إلى غداء أو عشاء حوار، يعرف منه بذكائه القضايا التي يريد أن يسأل فيها عبد الناصر ويناقشه فيها بحيث لا يفاجأ ناصر عند لقاء الصحافي الأجنبي ويكون جاهزا للرد على كل سؤال. ولعلنا نلاحظ أن أحاديث عبدالناصر العالمية حققت نجاحا كبيرا رفعت من أسهمه، في الوقت الذي لم يكن عبد الناصر يدلى بأي أحاديث لصحافيين مصريين مكتفيا بالنسبة للشعب مخاطبته من خلال الخطب التي يلقيها في مختلف المناسبات. أما عن علاقة عبد الناصر وهيكل فقد ازدادت تماسكا.. تقارب الاثنان حتى فرضت الصداقة نفسها عليهما، لكن بعد أن أصبحت لها مهامها الضرورية.
مر وحلو
نعيش هذه الأيام الذكرى 48 لحرب أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي غيرت مجرى التاريخ واستعادت الكرامة المصرية والعربية وحطمت أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يُقهر. وبدورها تقول سحر عبدالرحيم في “المشهد” إنه لا يخفى على أحد التضامن العربي مع مصر وسوريا وقت الحرب من العديد من الدول، سواء بالسلاح والعتاد والفرق العسكرية أو بقطع النفط عن إسرائيل، والدول التي تدعمها أو غيرها من وسائل الدعم، فقد كانت الأمة العربية، على قلب رجل واحد وتسعى وراء هدف واحد تمكنت مصر من تحقيقه بعزيمة رجالها الأبطال، وهو ما أشار إليه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه “خريف الغضب”: “كانت المعركة قد صنعت تحالفا هائلا يضم قوى كثيرة قادرة على تحقيق حل مشرف لأزمة الشرق الأوسط. كان العرب لأول مرة قد تحركوا معا على أكثر من جبهة بقواتهم المسلحة، وكان سلاح البترول مشهرا، وكانت الإمكانيات العربية المالية والنفسية عند أقصى درجات قوتها”. وسرعان ما أدركت إسرائيل أن هذا التضامن هو جزء أصيل من أسباب هزيمتها الساحقة، لذلك سعت بكل قوتها إلى تفريق شمل العرب، وبث الفرقة ونشر الخلافات، التي بدأت فور تصديق مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل وتفكيك التحالف العربي. صحيح استطاعت مصر أن تسترد أراضيها كاملة عقب توقيع مبادرة كامب ديفيد.. لكن كان الثمن غاليا على المستوى العربي، فقد أدت الاتفاقية إلى نشوء نوازع الزعامة الإقليمية والشخصية في العالم العربي، لسد الفراغ الذي خلفته مصر، وبدأ الخلاف والوهن يدب في أوصال الأمة العربية. تتساءل الكاتبة: والآن.. بعد مرور ما يقرب من نصف قرن على حرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة ماذا تبقى من الدور العربي في مواجهة إسرائيل؟
القدس العربي
بالصور والفيديو |سواقي الفيوم أصبحت تائِه بين تجاهل السياحة والري
كتب مصطفى كامل
وقف المياه يعطل السواقي مرة في العام وإهمال الدولة والمواطنين يعطلها طوال العام
تاريخ يروي عظمة المصريين الزراعي، لهدير ماء كانت تدفعه سواقي الفيوم، التي طالما تغنى بجوارها العاشق، والأحبة، لتتحول إلى مقصد شهير يزين المحافظة، إنها السبع سواقي.
فى زيارة لكتلة وستات وشباب أد التحدي لمحافظة الفيوم امس برعايه النائبة مايسه عطوة فؤجتئا ان محافظة الفيوم اصابها الاهمال
سواقى محافظة الفيوم التى تميز محافظة الفيوم دون باقى المحافظات، تاريخ يرويه عظماء المصريين عن هدير ماء كانت تدفعه سواقي الفيوم، التي طالما تغنى بجوارها العاشقين، وغنت لها كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وتم تصوير بعض الأفلام الرائعة مثل فيلم “الحرام” لتتحول إلى مقصد شهير يزين المحافظة.
أصبحت سواقى الفيوم الآن فى طريقها إلى الانقراض للإهمال الشديد من قبل إدارة السياحة والرى لقيام كل جهة بإلقاء المسئولية على الجهة الأخرى.
ولان الساقية هي أداة لنقل ماء النهر إلى اليابسة على ضفافه، ولكن فى الفيوم تحولت إلى مقصد شهير يزينها، فمن يذكر الفيوم لا بد أن يذكر الـ 7 سواقي، فتنفرد عن باقي محافظات مصر باحتضانها سواقي عريقة أنشئت في عهد المصريين القدماء، ولذلك استخدمت شعاراً للمحافظة، وتواجدت في علمها، بسبب أنها المحافظة الوحيدة التي بها اختلاف في مناسيب أرضها فتنخفض في شمالها عن سطح البحر 42 متراً، و26 متراً في جنوبها، وبذلك تدور عليها سواقي الهدير وطواحين المياه بقوة دفع المياه، والسواقي من المعالم السياحية للمحافظة لكنها تعاني من الإهمال.
آلة ري
تنفرد الفيوم بوجود سواقي الهدير، وهى آلة ري قديمة تدور بقوة دفع المياه من الهدارات، وتعمل طوال العام وتصنع من خشب الشجر المحلى، وبالفيوم حوالي مائتي ساقية منتشرة في الحقول على المجارى المائية، واتخذت المحافظة الساقية شعاراً لها عرفاناً بدورها الهام في ري الأراضي الزراعية، فتستمد شهرتها من سواقي الهدير التي ليس لها مثيل في كل بلدان العالم، وهي ليست مزارا سياحيا فحسب إنما هي قصة كفاح.
سواقي لها تاريخ
وسواقى الهدير في الفيوم، عمرها يزيد على 2000 عام، وتحديدا تم ابتكارها في العصر البطلمي، بعد أن اتجه المصري القديم إلى الزراعة في الفيوم، ولأنها لها طابع مختلف عن بقية المحافظات، فهي المحافظة الوحيدة التي تعتبر منخفض، ولحاجة الفلاح القديم إلى ري أراضيه من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى، كان عليه أن يفكر في وسيلة لرفع الماء إلى الأرض الزراعية، فاستغل البطالمة شلالات بحر يوسف، في دفع سواقي الهدير، لتجلب هذه السواقي المياه من أسفل إلى أعلى بفعل قوة دفع المياه ذاتها وسواقي الفيوم، وبذلك نمكن الفلاح من تجاوز إن الفيوم منخفض، وانفردت الفيوم بوجود السواقي بها، واستطاعت السواقي أن تمكين الفلاح الفيومي من ري أراضيه بكل يسر.
وتشتهر الفيوم بأنها بلد السبع سواقي، والتي جلبت الشهرة السياحية للمحافظة مع العديد من المزارات الأخرى والتي من أشهرها بحيرة قارون، وعين السيليين، وعين الشاعر، فمن النادر أن تجد مواطنا من محافظات القاهرة الكبرى وبعض محافظات الوجه القبلي والبحري لم يزر الفيوم ويشاهد معالمها السياحية ومنها سواقى الهدير خاصة الأربع سواقي الموجودة في الميدان الشهير، الذي يعرف باسمها”ميدان السواقي” والمعروف في مدينة الفيوم.
200 ساقية أخرى
الفيوم ليس بها 4 سواقي أو 7 فقط، بل هم يعتبروا الأشهر والأكبر، وإنما بها أكثر من 200 ساقية، في مختلف الأراضي الزراعية بالمحافظة، موزعين في جميعا أنحاء المحافظة، وتدور السواقي بقوة دفع المياه وتستخدم في نقل المياه من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى، دون وجود أي آلات أو ماكينات وتتميز بصوتها أو نعيرها الذي يشد الأذان.
يقول محمد حسن، مهندس معماري، إن الفيوم تتميز بالسواقي فقط، وأن الساقية تصنع من عروق الخشب الأبيض، كما أن لها عدة أجزاء يتم تجميعها مع بعضها لتخرج لنا الشكل الذي نراه في النهاية عبارة عن دائرة كبيرة يختلف قطرها حسب قوة دفع المياه في المكان الذي توجد به، وحسب مساحة الأرض التي ترويها ويسمى هذا الجزء بالدوارة، كما يتم تغليفها من الجانبين بالخشب الأبيض ويطلق على هذا الغلاف اسم الغطاء، وتترك به فتحات ليخرج منها الماء اسمها العيون، وتثبت على الدوارة، لتستقبل قوة دفع المياه لتدفع التابوت فيدور ليحمل الماء من أسفل إلى أعلى حاملا المياه لتسقى الأرض.
وهو يمثل أيضا حالة خاصة لشعب الفيوم، فتقول مارى، 32 سنة، من مدينة الفيوم، إن ميدان “سواقي الهدير”من أهم ميادين المحافظة، ففيه كل المحلات التجارية، التي نشترى منها كل شي، كما أنه في الأعياد والمناسبات يكتظ بالأهالي، لأنه بوسط مدينة الفيوم، وبه العديد من الحدائق العامة والأندية. وأضافت أن السواقي تعطى له أهمية سياحية وترفيهية خاصة، يحبها الأطفال، فهو مكان متكامل لهم لقضاء أفضل الأوقات، بالإضافة إلى العديد من الكافيات والملاهي للأطفال، الذين يقبلون على شراء البالونات، وتناول حمص الشام، وتناول العصائر، واختتمت كلامها قائلة “الفيوم هي السواقي لو مفيش سواقي مفيش فيوم”.
ولكن رغم المميزات الكثيرة للسواقي في الفيوم، والتي تعتبر قبلة السائحين في قلب المدينة، إلا أنها تعاني من الإهمال، بسبب عدم الاهتمام والصيانة الدورية لها من جانب الدولة، وسوء سلوكيات الناس من ناحية أخرى، من رمي القمامة عليها وتلويثها، مما يجعلها تتوقف عن الدوران كل فترة حتى يتم إصلاحها، وذلك بعد أن تتآكل أجزاؤها الخشبية وتتراكم عليها القاذورات، وتصبح في حالة يرثى لها، لتقوم بعدها المحافظة وهيئة الآثار بتجديدها وإصلاحها، ولكن سرعان ما تعود هذه السلوكيات السيئة التي تضر بالسواقي، وتتوقف أيضاً في موسم السدة الشتوية خلال شهر يناير، نتيجة توقف حركة المياه من بحر يوسف، لأن السواقي تعمل بنظام الدفع الذاتي.