"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

باحث في شؤون الجماعات المتطرفة يتحدث لـRT عن سبب توحش “داعش خراسان” ضد “طالبان”

RT :

قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة عمرو فاروق لـRT إن زيادة وتيرة عمليات “داعش” ضد “طالبان” في عمق أفغانستان يهدف إلى إحراج الحركة دوليا ومحليا، وكشف ضعفها وعجزها.

وأضاف أن ذلك يأتي “ضمن مسعى لفضح وتناقض قيادات “طالبان”، والتي تتغنى بقدرتها على إحكام سيطرتها الأمنية والسياسية على المشهد الداخلي”.
وأوضح فاروق أن “ولاية خرسان، نفذت أكثر من 120 عملية مسلحة في العمق الأفغاني منذ بداية عام 2021، 80% منها كان موجها ضد طالبان، إذ تعتبرها حركة مرتدة، فضلا عن أن العلاقة العدائية بين تنظيم “داعش” وحركة “طالبان”، وتنظيم “القاعدة”، يحكمها مباشرة التنافس في السيطرة على زعامة الحالة الجهادية عالميا، والمغالبة في الهمينة المطلقة على الساحة الجغرافية والانتصار لمنهجيتها الفكرية، وفرض مذهبها الإقصائي التكفيري على مخالفيها، ما يمثل انطلاقة حتمية لمعارك دامية منتظرة في العمق الأفغاني”.
وأضاف فاروق أن “فرع ولاية خراسان يُعد واحداً من أقوى فروع تنظيم “داعش”، الممتدة من شمال أفريقيا حتى جنوب شرق آسيا، لما يتمتع به من قدرة على الانتشار والتمدد، بخاصة في المناطق القبلية الباكستانية وولاية ننغرهار، وبعض مناطق ولاية كونر”.
وأكد فاروق أن “حركة طالبان مخترقة فعليا من قبل تنظيم داعش، إذ أن الإشكالية الكبرى لدى “طالبان”، وتخوفها من التنظيم في خراسان، تتمثل في أنه قام على أكتاف الكثير من قياداتها السابقين، الذين انشقوا عن صفوفها، وأعلنوا بيعتهم للتنظيم، ويتمتعون بخبرة عسكرية طويلة، وقدرة على قراءة طوبوغرافية الحركة وكياناتها”.

وقال فاروق إن “مبايعة عدد من قيادات حركة “طالبان” فرع باكستان تحديداً، لتنظيم “داعش”، جاء بعد خلافات وصراعات داخلية، إلى جانب تنفيذ الجيش الباكستاني عمليات عسكرية واسعة النطاق ضدهم في المناطق القبلية الشمالية الغربية، ما دفعتهم إلى التمركز على الحدود الشرقية لأفغانستان، أمثال شهيد الله شهيد ودولات خان وفتح جول زمان والمفتي حسن، والشيخ أمين الله البيشاوري”.
ونوه فاروق، إلى أن “تنظيم داعش خراسان، في إطار الهيمنة على الخريطة الجهادية وتعزيز وجوده في الدول الآسيوية وشبه القارة الهندية سعى إلى استقطاب عدد من مقاتلي جماعة “جيش محمد” التي أسسها مسعود أزهر عام 1999، وتنشط بين باكستان وكشمير، وجماعة “عسكر طيبة”، الباكستانية المحسوبة على تيار السلفية الجهادية، والقريبة من تنظيم “القاعدة”، والتي أسسها في تسعينات القرن الماضي حافظ محمد سعيد، أستاذ الهندسة في جامعة البنجاب الباكستانية، على رأسهم أسلم فاروقي الملقب بعبد الله أوراكزاي، الذي تولى قيادة “ولاية خراسان” في ما بعد، وألقى القبض عليه الجيش الأفغاني، في أبريل 2020، عقب تفجير استهدف معبدا للهندوس في كابول، أسفر عن 25 قتيللا في 25 مارس 2020، كما تمكن من ضم مقاتلين من طاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وإندونيسيا وإيران وروسيا وجزر المالديف والهند”.
وأوضح أن “داعش خراسان” خرج عن “القاعدة الرئيسية التي اعتمدها في مختلف فروعه من مواجهة “العدو القريب”، (الأنظمة المحلية وأجهزتها الأمنية)، إلى مواجهة “العدو البعيد”، متمثلا في استهداف القوات الأمريكية، بهجمات مختلفة على مدار السنوات الماضية، ودعا إلى ضرورة تكثيف تلك الهجمات، طبقاً لما جاء في العدد (89) من مجلة “البناء” الداعشية، في يونيو 2017، لا سيما أن القوات الأمريكية ضربت معاقل التنظيم في أبريل 2017 بأقوى قنبلة أمريكية غير نووية، وتُعرف بـ”أم القنابل”، ويبلغ ثمنها 16 مليون دولار، كما يبلغ وزنها 10000 كلغ، كما توعد قائد القوات الأمريكية الأسبق في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون، في أغسطس 2017، بإبادة تنظيم “داعش” في أفغانستان نهائيا”.

ناصر حاتم

المصدر: RT