سبوتنك :
يتم الحديث عن “فيسبوك” دائما باعتباره التطبيق القوي الذي يستطيع أن يحرك الجماهير، ويفرض قواعده على الجميع، إلا أن العطل الذي ضربه مساء اليوم الاثنين، أثبت أنه أضعف بكثير مما توقعه الجميع.
وحتى كتابة هذا التقرير، مر أكثر من 5 ساعات على العطل العالمي الذي ضرب “فيسبوك”، وعدد من المنصات التابعة لها، ومن بينها “إنستغرام” و”واتسآب”، و”فيسبوك” و”ماسنجر”، ولم تتمكن عملاق التواصل الاجتماعي من السيطرة على الوضع و”إعادة الأمور إلى طبيعتها” كما وعدت.
وأبلغ عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الاثنين، في حوالي الساعة 16:44 بتوقيت غرينتش، عن تعطل عدد من المنصات الأخرى.
غردت شركة “فيسبوك” عبر حسابها الرسمي على “تويتر”، معتذرة عن العطل العالمي الذي أصاب المنصة الأكثر شهرة في العالم.
We’re aware that some people are having trouble accessing our apps and products. We’re working to get things back to normal as quickly as possible, and we apologize for any inconvenience.
— Facebook (@Facebook) October 4, 2021
وكتب حساب الشركة في تغريدته: “نحن ندرك أن بعض الأشخاص يواجهون مشكلة في الوصول إلى حساباتهم… نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن”، وتابعت: “نعتذر عن أي إزعاج”.
إلا أن الأمور لم تعد إلى طبيعتها كما وعدت الشركة، واستمرت شكوى المستخدمين من تعطل الموقع.
توقيت العطل
ويأتي هذا العطل بعد ساعات من اتهامات وجهت إلى “فيسبوك” بالاهتمام بالتربح على حساب أمور أخرى، والكشف عن هوية الموظفة السابقة في الشركة العملاقة التي سربت معلومات تتعلق بسياسات “فيسبوك” إلى صحيفة “وول ستريت جورنال“.
Despite Facebook’s massive reach, former employee turned whistleblower Frances Haugen told 60 Minutes the company does not offer the same safety systems for every language on the platform or country where Facebook is used. https://t.co/pk6qtFGwFN pic.twitter.com/9bwzgs2edE
— 60 Minutes (@60Minutes) October 4, 2021
وقالت مديرة الإنتاج السابقة في موقع “فيسبوك”، فرانسيس هوغن، خلال مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” التلفزيوني، على فضائية CBS، إنها هي من سربت المعلومات إلى الصحيفة الأمريكية، مشددة على أن “فيسبوك” “يضع الأرباح في مقدمة اهتماماته”، وأكدت على أن الشركة لا تهتم بأنظمة الأمان على حد سواء في كل اللغات التي تعمل عليها.
وقال هوغن:
“ما شاهدته في فيسبوك مرارا وتكرارا هو تضارب المصالح بين ما هو جيد للجمهور وما هو جيد للفيسبوك”.
وتابعت: “في كل مرة كانت تختار فيسبوك مصالحها الخاصة وكسب مزيد من المال على حساب الجمهور”.
واتهمت الموظفة السابقة بأن “فيسبوك” يفعل ذلك “على حساب خطاب الكراهية، والمعلومات المضللة وتعزيز الاضطرابات السياسية”، وأنه (أي فيسبوك) “لعب دورا في هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول”.
وأشارت إلى أن فيسبوك “يطبق قواعد مختلفة على الحسابات رفيعة المستوى”.
وقال مديرة المنتجات السابقة التي تم تعيينها للمساعدة في الحماية من التدخل في الانتخابات على “فيسبوك”، إنها “أصيبت بالإحباط بسبب ما رأت أنه افتقار الشركة للانفتاح بشأن إمكانية تعرض منصاتها للضرر وعدم رغبتها في معالجة عيوبها”، بحسب صحيفة “وول ستريت جورونال“.
ومن المقرر أن تدلي بشهادتها أمام الكونغرس غدا الثلاثاء.
وتسببت هذه التسريبات في خسائر كبيرة لـ”فيسبوك” إذ تراجعت أسهم الشركة اليوم الاثنين بأكثر من 5% خلال جلسة اليوم، وقالت “رويترز” إنه “قد يكون أسوأ يوم لهم منذ ما يقرب من عام”.
خبراء يكشفون سبب العطل
ولم تعلن “فيسبوك” حتى الآن الأسباب التي قد تكون وراء العطل العالمي، إلا أن وكالة “رويترز” نقلت عن خبراء أمن إلكتروني أنه هناك أكثر من سبب قد يؤدي إلى هذا العطل، والتي من بينها حدوث خطأ داخلي في الشركة، لافتة إلى أن “التخريب من قبل شخص من الداخل سيكون ممكنا نظريا”.
وقالت الوكالة إن “فيسبوك” كذلك تنظر في إمكانية أن يكون العطل العالمي ناتج عن “اختراق خارجي”، لكنها تؤكد أنه يبقى “احتمالا ضعيفا”.
وأرجعت الوكالة ذلك إلى أن هجوما كبيرا مثل هذا “يتطلب إما التنسيق بين الجماعات الإجرامية القوية أو تقنية مبتكرة للغاية”.