وعدّ البعض مقتل الرسام السويدي البالغ من العمر 75 عاما واحتراقه داخل سيارة كانت تقله مع اثنين من حراسه إثر اصطدام سيارتهم بشاحنة في طريق رئيس قريب من بلدة ماركاريد الواقعة جنوب السويد، بمثابة انتقام إلهي.
وفيما وصفت رئيسة شرطة المنطقة كارينا بيرسون الحادث الذي أسفر عن مقتل “رجل تحت الحماية واثنين من الزملاء”، بأنه “حزين للغاية”، استبعد المتحدث باسم الشرطة المحلية أن يكون الحادث المروري المروع نتيجة أفعال كيدية، مضيفا أن الأمر لو كان كذلك “لتحرك التحقيق في اتجاه مختلف.. بما أن الحادث مس شرطيين، فقد أوكل التحقيق إلى إدارة خاصة بمكتب المدعي العام”.
وفي التفاصيل، تقول الأنباء إن السيارة التي كانت تقل الفنان السويدي وحارسيه اصطدمت بشاحنة في الطريق “إي 4” جنوب البلاد، ونجم عن الاصطدام اشتعال النار في السيارتين، وأغلقت السلطات الطريق لعدة ساعات أثناء عملية إخماد الخريق. ونجا سائق الشاحنة إلا أنه أصيب بجروح خطيرة.
يشار إلى أن الفنان السويدي لارس فيلكس كان اشتهر على نطاق واسع برسوماته الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وآله. وكان صوّر هذا الرسام النبي (ص) في كاريكاتير مهين جدا في عام 2007 .
ورُفض هذا الكاريكاتير الصادم في البداية من قبل المعارض السويدية والمعارض الفنية، إلا أنه نشر في النهاية من قبل صحيفة نيريكس أليهاندا المحلية.
وأثار الرسم الساخر موجة غضب عارمة في عدد من دول العالم، وتلقى فيلكس تهديدات بما في ذلك بالقتل، وعرضت تنظيمات متطرفة مكافأة مالية مقابل رأسه قدرها مئة ألف دولار، رفعت لاحقا إلى 150 الف دولار.
وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة ولتفادي تضرر مصالح السويد في الخارج، التقى فريدريك راينفيلدت، رئيس الوزراء السويدي حينها بسفراء يمثلون 22 دولة إسلامية.
وعاش فيبكس منذ ذلك الحين حتى مصرعه تحت حراسة مباشرة على مدار الساعة، فيما تعرض في عام 2010 للضرب خلال محاضرة كان يلقيها في جامعة أوسولا، وكانت تدور حول حدود الحرية الفنية. ولم يتسبب الاعتداء في إلحاق ضرر بالرسام، عدا تحطم نظارته.
وفي نفس العام، احتجز مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي سيدة أميركية تدعى، كولين لاروس، بتهمة التخطيط لقتل فيلكس. كما جرى اعتقال سبعة أشخاص في إيرلندا بتهمة التآمر لاغتيال هذا الفنان السويدي، وجرت أيضا محاولات لإضرام النار في منزله والاعتداء عليه واختراق موقعه الإلكتروني.