الخليج الجديد :
أعلنت شركة “تيك توك” (TikTok) أن عدد مستخدمي التطبيق النشطين بلغ مليار شخص شهريا، ويعني ذلك أن واحدا من كل 7 أشخاص من سكان الكرة الأرضية يشاهد على نحو منتظم مقاطع فيديو قصيرة على هذا التطبيق.
وعلى سبيل المقارنة، فإن شركة “فيسبوك” (Facebook) أعلنت في يونيو/حزيران الماضي أن لديها 2.9 مليار مستخدم نشط شهريا، بزيادة 7% على أساس سنوي، لكن نمو “تيك توك” أسرع بكثير، إذ تشير البيانات الجديدة إلى زيادة بنسبة 45% في عدد المستخدمين النشطين شهريا منذ يوليو/تموز 2020 عندما كان لدى التطبيق 289 مليون مستخدم فقط.
فضلا عن ذلك، في شهر يوليو/تموز هذا العام أصبح “تيك توك” أول تطبيق غير تابع لـ”فيسبوك” يحقق 3 مليارات تنزيل عالميا، حسب شركة تحليلات التطبيقات “سنسور تاور” (SensorTower).
والمنافسة التي يطرحها “تيك توك” -الصيني الأصل- على عمالقة التقنية الغربية واضحة، فتطبيق “إنستجرام” (Instagram) المملوك لـ”فيسبوك” غيّر تركيزه جذريا، معلنا أنه لم يعد تطبيقا لمشاركة الصور، وبات يروّج على نحو كبير لميزة “ريلز” (Reels) التي تحاول محاكاة “تيك توك”، وحتى منتديات المناقشة مثل “ريديت” (Reddit) أصبحت تستهويها فكرة مشاركة الفيديوهات القصيرة.
وبلغ الخوف من “تيك توك” حد أن “إنستجرام” نصح صُنّاع المحتوى بأنهم إذا أعادوا تدوير مقاطع الفيديو التي تحتوي على علامة “تيك توك” المائية كمشاركات ضمن ميزة “ريلز” في “إنستجرام” فإن محتواهم سيكون أقل قابلية للاكتشاف.
وتقول “تيك توك” إن أكبر أسواقها موجودة في الولايات المتحدة وأوروبا والبرازيل وجنوب شرقي آسيا مع أن مقر الشركة الأم “بايت دانس” (ByteDance) يقع في الصين.
بالطبع، واجهت “تيك توك” تهديدات تنظيمية شديدة في السنوات الأخيرة، فعلى سبيل المثال حاول الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” منع المعاملات التجارية الأمريكية مع “تيك توك”، وفي الهند التي تضم 1.36 مليار نسمة تم حظر “تيك توك” منذ العام الماضي.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن تطبيق “تيك توك” يواصل إظهار نمو مثير للإعجاب؛ ففي الشهر الماضي فقط اشترت “بايت دانس” -الشركة الأم لـ”تيك توك”- شركة تصنيع أجهزة الواقع الافتراضي “بيكو” (Pico)، وذلك يشير إلى توسع مستقبلي محتمل للشركة في عالم الواقع الافتراضي.
لهذا، فليس من المصادفة أن الرئيس التنفيذي لـ”فيسبوك” -“مارك زوكربيرج”- يريد تحويل منصته التي تبلغ قيمتها تريليون دولار إلى شركة “ميتافيرس”.
وقال “زوكربيرج” بعد إعلان النتائج المالية لشركته في يوليو/تموز الماضي “أردت مناقشة هذا الأمر الآن حتى تتمكنوا من رؤية المستقبل الذي نعمل من أجله وكيف ستعمل مبادراتنا الرئيسة في جميع أنحاء الشركة على تحديد ذلك”.
وأضاف: “ما هو ميتافيرس؟ إنه بيئة افتراضية حيث يمكنك الاجتماع مع الأشخاص في المساحات الرقمية؛ يمكنك نوعا ما التفكير في هذا على أنه إنترنت متجسد توجد فيه بدلًا من مجرد النظر إليه”.