منظمة دولية رائدة في العراق تمحي دمار “داعش” من موطن الثيران المجنحة… صور

استطاع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والرائد في إعادة الاستقرار للمناطق المحررة في العراق من الإرهاب، ترميم آلاف المنازل من دمار الحرب التي تسبب بها “داعش” الإرهابي في موطن الثيران المجنحة.

وكشفت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، زينة علي أحمد، في حوار خاص أجرته معها مراسلة “سبوتنيك”، اليوم الثلاثاء، 28 أيلول/سبتمبر، عن إجمالي المنازل التي رممت وجُمّلت مزيحة ملامح التخريب والتدمير إثر الحرب مع “داعش” الإرهابي وما خلفته من جثث وأنقاض في نينوى ومركزها الموصل شمالي البلاد.

وجاء في نص الحوار:

كم بلغ عدد المنازل التي تم ترميمها وإعادة تأهيلها في المدينة القديمة من الموصل حتى الآن؟ ومنذ أي تاريخ تم البدء؟ وما هي تكلفة إعادة الترميم الكلية؟

علي أحمد: في معركة تحرير العراق من تنظيم “داعش” الإرهابي، كانت الموصل التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في البلاد بعدد السكان بعد العاصمة بغداد، والتي كانت مركزاً ثقافياً مهما، هي الأكثر تضرراً من المعارك الضارية لتحرير المدينة.

ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها داعش في الموصل العراق
© PHOTO / UNDP IRAQ
ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها “داعش” في الموصل العراق

من خلال البرنامج الرائد، برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة، الذي ينفذه البرنامج منذ التحرير والممّول من 27 دولة مانحة والحكومة العراقية، تم إعادة تأهيل أكثر من 2700 منزل في مدينة الموصل القديمة (من أصل 7204 منزل في الموصل بأكملها).

خلال العام المقبل، سيتم إعادة تأهيل 800 منزل آخر في المدينة القديمة، وحتى الآن تم تمويل جهود أعمال الإسكان بـ35.8  مليون دولار أمريكي في غرب الموصل.

ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها داعش في الموصل العراق
© PHOTO / UNDP IRAQ
ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها “داعش” في الموصل العراق

 خطة ترميم البيوت في المدينة القديمة كم سنة؟ وما عدد البيوت التي سيشملها الترميم؟ وكم يقدر عمر هذه المنازل تقريباً وفي أي مناطق بالتحديد ؟

علي أحمد: من المهم أن نعلم أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل فقط على تأهيل المنازل المتضّررة جزئيا وليس تلك المدمّرة بشكل تام، حيث كانت شوارع الموصل ذات يوم مركزاً تجارياً واقتصادياً مزدهراً يعود تاريخها إلى العصور الوسطى على وجه الخصوص، كانت المنازل في المدينة القديمة غنية بالتصميم المعماري والفن والذوق الجميل.

يعود تاريخ بعض المنازل التي قمنا بإعادة تأهيلها إلى أكثر من 300 عام، وفي جميع أنحاء الموصل لدينا أكثر من 2700 منزل يتم إعادة تأهيلها خلال العامين المقبلين، لكن الاحتياجات لا تزال قائمة حيث تضرر أو دمر حوالي 138 ألف منزل في المدينة خلال الحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي.

في غرب الموصل وحده، لا يزال هناك أكثر من 53000 منزل مدمر بالكامل وآلاف أخرى تضررت بشدة.

وبناءً على الاحتياجات المتبقية وبالاتفاق مع الحكومة العراقية والدول المانحة، فإننا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قمنا بتمديد فترة عمل برنامج إعادة الاستقرار حتى عام 2023.

ينصب تركيزنا الآن على “الأعمال غير المنجزة” لتحقيق الاستقرار وبالتحديد المساهمة في تحقيق العودة الكريمة للأسر العراقية النازحة داخلياً، بما في ذلك المجموعات السكانية التي تواجه صعوبات في العودة.

ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها داعش في الموصل العراق
© PHOTO / UNDP IRAQ
ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها “داعش” في الموصل العراق

هل تم العثور على جثث لمدنيين أو جثث تعود لعناصر “داعش” في البيوت الموصلية القديمة؟

 علي أحمد: بعد تحريرها، احتوت الموصل على ما يقرب من 10 ملايين طن من الأنقاض، أي ما يعادل حجم ثلاثة من أهرامات الجيزة.

قبل أي إعادة إعمار وإعادة تأهيل، يتأكد الفريق الهندسي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن المنطقة تم تطهيرها من مخاطر المتفجرات والجثث بمجرد التأكد من جاهزية المكان، يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتوظيف آلاف السكان المحليين لإزالة الأنقاض وبدء إعادة الإعمار، وخلال هذه العملية، وجدنا للأسف عددا من الجثث تحت الأنقاض رغم أن ذلك كان نادراً حيث أن معظم العائلات قد عادوا إلى منازلهم وسكنوا فيها بالفعل.

 ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها داعش في الموصل العراق
© PHOTO / UNDP IRAQ
ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها “داعش” في الموصل العراق

 ما هي فرص العمل التي توفرت للشباب والفتيات في الموصل من إعادة ترميم البيوت في المدينة القديمة؟

علي أحمد: يركز برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشكل كبير على تعزيز سبل العيش المستدامة وتوفير فرص العمل خاصة للفئات الشابة، وعلى وجه الخصوص، مع عودة العائلات، ممن يبحثون عن فرص معيشية مستدامة لإعادة البناء وتجنب العودة للنزوح، وبالأخص، الشباب والشابات العراقيين، حيث أن القدرة الفريدة على الابتكار وإيجاد حلول محلية لمشاكل مجتمعاتهم تكمن في أيديهم.

في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نعمل مع الشباب والشابات العراقيين في الموصل لمنحهم الموارد المناسبة للحصول على عمل من خلال الدعم والإرشاد والتدريب وبرامج النقد مقابل العمل، ومنح لبناء وإطلاق أفكارهم لتأسيس مشروعاتهم . فعلى سبيل المثال ننفذ حالياً مشاريع لدعم التدريب المهني والتوظيف في الموصل لـأكثر من 450 شابةً وشاباً موصلياً.

 ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها داعش في الموصل العراق
© PHOTO / UNDP IRAQ
ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها “داعش” في الموصل العراق

 ترميم البيوت في المدينة القديمة تم بأموال تبرعات جمعت من أين؟ وهل هناك أعمال ترميم في مدن أخرى من نينوى مثل سهل نينوى لاسيما برطلة التي تعاني من نسبة دمار كبيرة؟

علي أحمد : تموّل العديد من الدول المانحة مشاريع الإسكان في الموصل بشكل سخي من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

“يمتد دعمنا لإعادة تأهيل المنازل ليشمل كل مناطق نينوى، على سبيل المثال، أكمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 1331 منزلاً في برطلة، و 2597 في بعشيقة و 299 في بطنايا، في العام المقبل لدينا أكثر من 890 منزلاً قيد التأهيل.

ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها داعش في الموصل العراق
© PHOTO / UNDP IRAQ
ترميم المنازل من دمار الحرب التي تسببها “داعش” في الموصل العراق

ومنذ تحرير الموصل في عام 2017، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يعد المنفذ الرائد لأنشطة تحقيق الاستقرار في العراق منذ نحو ستة أعوام، استثمر نحو 80 مليون دولار في إعادة تأهيل أو إعادة بناء المستشفيات والمراكز الصحية في نينوى، بتمويل العديد من المانحين وخاصة حكومات ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة، وهذا يجعل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكبر لاعب دولي في دعم قطاع الصحة في شمال العراق.

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

الانتخابات الأمريكية.. هل تنبأ برنامج “عائلة سيمبسون” بنتيجتها؟

RT : ثبت أن برنامج “عائلة سيمبسون” يتمتع بقدرة خارقة على التنبؤ بدقة وبشكل صادم …