أخبار عاجلة

“السد الإثيوبي مقابل إيران وحماس”.. هل اتفق بينيت والسيسي؟

القدس العربي :

احتل لقاء رئيس الوزراء نفتالي بينيت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، عناوين الصحف في إسرائيل، بسبب مضمونه بل أساساً بسبب انعقاده؛ فهو لقاء علني أول منذ أكثر من عقد على أرض مصرية.

مع ذلك، كان في إسرائيل من سعى لرؤية اللقاء تعبيراً عن تحسن في العلاقات بين الدولتين، بل وعن رغبة مصرية لتطويرها وتوثيقها. وأعرب هؤلاء عن الأمل في تجنيد مصر لمساعدة إسرائيل في جبهات الكفاح المختلفة، الكفاح المشترك لإسرائيل ومصر على حد سواء، في وجه حكم حماس في غزة وتطلعات التوسع الإقليمية لإيران.

ولكن يتبين أن قلب مصر في مكان آخر. فمع كل الاحترام لحماس أو لإيران – يشغل بال المصريين موضوع آخر. بالفعل، التقارير الصادرة من القاهرة عن لقاء بينيت والسيسي كادت لا تذكر حماس أو طهران. وبدلاً من ذلك، قيل إن الرئيس السيسي طرح في الحديث مسألة سد النهضة الذي تقيمه إثيوبيا، ومن شأنه أن يمس بضخ مياه النيل في طريقها إلى مصر. إن تصميم إثيوبيا على التقدم في بناء السد أثار أزمة غير مسبوقة في علاقات القاهرة وأديس أبابا، لدرجة التخوف من نشوب مواجهة عسكرية.

نعم –إقامة سد على النيل يؤدي إلى حرب أخرى؛ حين سعى المصريون لإقامة سد أسوان في جنوب مصر قبل نحو 65 سنة. وبعد أن رفضت دول الغرب طلبهم لتمويل إقامة السد، أمم الرئيس المصري جمال عبد الناصر قناة السويس التي كانت في حينه بملكية بريطانية – فرنسية. ورداً على ذلك، خرجت بريطانيا وفرنسا إلى هجوم على مصر، وانضمت إليهما إسرائيل التي خرجت إلى حملة السويس.

انقلبت الخواطر هذه المرة. فمنذ نحو عقد وإثيوبيا تقيم سداً هائل الأحجام يسعى لتخزين مياه النيل، قبل أن تواصل من أراضيها إلى السودان وتنتهي بمصر. كل الجهود للتوسط والمصالحة بين الدولتين، بل وتدخل مجلس الأمن، فشلت، وها هي إثيوبيا الآن تقترب بخطوات كبرى لاستكمال السد وتفعيله.

 غير أن مصر بقيت وحدها في المواجهة مع إثيوبيا. الدول الإفريقية غير معنية بالتدخل في النزاع بين دولتين مركزيتين جداً في القارة، والدول العربية تجر الأرجل، فيما القوى العظمى، مثل روسيا أو الصين، تبث عطفاً على القاهرة. ولكنها غارقة حتى الرقبة في مشاريع غنية بالتمويل والربح في إثيوبيا.

 اتهمت القاهرة في الماضي إسرائيل بوقوفها خلف خطط إقامة السد، وذلك للمس بمصر. أما الآن فتهب رياح جديدة في مصر، وكما قيل على لسان السيسي بعد لقائه نفتالي بينيت: “تحقق تفاهم بين الزعيمين واتفق على العمل معاً لحل المشكلة التي تعدها مصر مسألة حياة أو موت”.

تتوقع مصر من إسرائيل أن تتجند لمساعدتها في حل مشكلة السد، غير أنه توقع حقيقي تقريباً مثلما هو توقع في إسرائيل بأن تقود مصر العالم العربي في صراع مع إيران ولجم حكم حماس. ينبغي الأمل في أن يكون واضحاً لبينيت وللسيسي ما الذي يمكن، وأساساً ما الذي لا يمكن للدولتين أن تفعلاه كي تساعد إحداهما الأخرى. 

بقلم أيال زيسر

 إسرائيل اليوم 19/9/2021

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

دوتش فيليا : تهديد لأوروبا.. شولتس يحذر من تنامي نفوذ اليمين الشعبوي

DW : حذر المستشار أولاف شولتس خلال مؤتمر الاشتراكيين الأوروبيين من تعاظم نفوذ اليمينيين الشعبويين …

اترك تعليقاً