غزة- “القدس العربي”:
في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تحتفل مع بعض الدول العربية بمرور عام على توقيع اتفاقية التطبيع، وجهت الفصائل الفلسطينية، انتقادات جديدة لهذه الاتفاقيات، وطالبت الدول العربية بـ”التحلل” منها.
وفي تحدي جديد لمشاعر الشعوب العربية الرافضة لاتفاقيات التطبيع الأخيرة، وفي تحدي جديد للشعب الفلسطيني، الذي عانى كثيرا من تلك الاتفاقيات، التي استخدمتها إسرائيل للتغطية عن ممارساتها العنصرية، التي تمثلت بزيادة وتيرة تهويد مدينة القدس المحتلة وتصعيد الاستيطان، وشن حرب على غزة، نظمت دول عربية “الإمارات والبحرين” احتفالات بمرور عام على “اتفاق أبراهام”.
وفي هذا السياق كان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عقد اجتماعًا عبر الفيديو بمشاركة نظرائه الإسرائيلي والإماراتي والبحريني والمغربي، وخلال ذلك اللقاء أعلن أن بلاده ستشجع المزيد من الدول العربية لتوقيع اتفاقيات مماثلة.
وفي إطار العمل الإسرائيلي على تمتين اتفاقية التطبيع وتطويرها، من المقرر أن يزور وزير الخارجية يائير لبيد، مملكة البحرين الشهر الجاري، على غرار زيارته التي قام بها سابقا للإمارات.
والجدير ذكره أن سفارة الإمارات في تل أبيب، احتفلت قبل أيام بمرور عام على اتفاق التطبيع، بلافتات، نشرتها في تل أبيب والقدس الغربية. كُتب عليها باللغات العربية والعبرية الانكليزية “السلام هو مستقبل أبنائنا”، مع رسم للعلمين الإماراتي والإسرائيلي.
وقد وقع اتفاق التطبيع في بدايته مع كل من الإمارات والبحرين في البيت الأبيض، يوم 15 مايو من العام الماضي، وحضره وزيرا خارجية البلدين ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وقوبل الاتفاق برفض فلسطيني من كافة المستويات الرسمية والشعبية والفصائلية، كونه ينتقص من الحقوق الفلسطينية ويخالف بنود مبادرة السلام العربية.
وفلسطينيا، دعت حركة حماس الدول العربية المطبعة بالتراجع عن “اتفاقيات أبراهام” التي وصفتها بـ”المخزية”، والتحلل الكامل منها ومن أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال، مطالبة الشعوب العربية والإسلامية وكل قواها الحية إلى “استعادة دورها القومي في الدفاع عن فلسطين ومكانتها كقضية مركزية للأمة”.
ولفتت الحركة في بيان صحافي، في الذكرى السنوية الأولى لهذه الاتفاقيات، إلى أن ما تسمى بـ”اتفاقيات أبراهام” تعد “مشروع صهيوني أمريكي بامتياز، تهدف إلى الانفتاح والتطبيع الإقليمي مع الكيان الصهيوني، ودمجه في المنطقة، وإقامة تحالفات معه لاستبدال أولويات الصراع بدلاً من أن يكون مع الاحتلال الصهيوني المحتل لفلسطين والخطر الأكبر على المنطقة، بصراع إقليمي داخلي، ينهك قوى الأمة وعوامل صمودها، ويعزل فلسطين وقوى المقاومة الفلسطينية”.
دعوات لوقف الهرولة نحو التطبيع وتحذير من عزل فلسطين وقوى المقاومة
ونبهت الحركة إلى أن الإدارة الأمريكية والاحتلال “يواصلان عمليات خداع وكي وعي أبناء الأمة بتكثيف التسويق والترويج لما يسمى باتفاقيات أبراهام، وإبرامها مع الأنظمة المارقة على تاريخ وحاضر ومستقبل المنطقة”، وأكدت أن الاحتلال استغل هذه “الاتفاقيات المشؤومة” في التغول على الشعب الفلسطيني، ودعت حماس إلى اعتماد “استراتيجية وطنية فلسطينية إقليمية قوية وفاعلة لمواجهة المشاريع كافة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها اتفاقيات أبراهام وصفقة القرن”.
وفي السياق، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن حركته ما زالت تحذر من “الهرولة” من بعض الأنظمة العربية باتجاه التطبيع وفتح علاقات مع الاحتلال، واصفا اتفاقيات التطبيع التي يمر عام على توقيع أولها في البيت الأبيض، بأنها تعد “انحراف سلوكي وأخلاقي”.
وأكد أن المستفيد الوحيد من التطبيع هو الاحتلال، وقال “التطبيع يريد أن يجعل من كيان الاحتلال كيانا طبيعيًا في العالم العربي والإسلامي خصوصًا بعد ما مُني به من فشل ذريع في كسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي سجل نقاط انتصارًا كبيرة عليه”.
وأضاف “الأنظمة المطبعة اعتقدت أنه من خلال التطبيع تستطيع أن تأخذ تذكرة الرضا من الولايات المتحدة للحفاظ على عروش حكمها وحماياتها من عدو وهمي تسوق له أمريكا وإسرائيل وتريد أن تقنع العرب أن إيران هي العدو المركزي”، وأشار إلى أن تطبيع النظامين الإماراتي والبحريني مع إسرائيل “ساعد الأخيرة على اختراق الشعبين الاماراتي والبحريني وتسويق الفساد وجعل شعوب أمتنا سوقًا استهلاكيًا لها، إضافة إلى جعلها أوكارًا لمخابراته لملاحقة أحرار العالم”.