المعرفة :
قبة أئمة البقيع سنة 1308 ه
‘الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي (15 رمضان3 هـ – 7 صفر50 هـ / 4 مارس625م – 9 مارس670 م)، هو أول أسباط نبي الإسلاممحمد بن عبد الله وحفيده، وخامس الخلفاء الراشدين، والإمام الثاني عند الشيعة، أطلق عليه النبي محمد لقب سيد شباب أهل الجنة فقال:[7]«’الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، وكنيته أبو محمد، أبوه علي بن أبي طالب ابن عم النبي محمد، ورابع الخلفاء الراشدين، وأول الأئمة عند الشيعة، أمه: فاطمة بنت النبي محمد، وقيل أنه أشبه الناس بالنبي.[8]
الحسن بن علي خليفة المسلمين في الكوفة |
|||||
---|---|---|---|---|---|
المجتبى[1] | |||||
العهد | 661-661 | ||||
سبقه | علي بن أبي طالب | ||||
ثاني أئمة الشيعة (الاثنى عشرية والزيدية) |
|||||
سبقه | علي بن أبي طالب | ||||
تبعه | الحسين بن علي | ||||
أول أئمة الشيعة (الإسماعيلية المستعلية) |
|||||
تبعه | الحسين بن علي | ||||
وُلِد | 1 ديسمبر 624 م (15 3 رمضان هـ في التقويم العربي القديم)[2][3] المدينة المنورة، الحجاز |
||||
توفي | 1 أبريل 670 (عن عمر 45 عاماً) (5 ربيع الأول 50 هـ)[4][5] المدينة المنورة، الخلافة الأموية |
||||
الدفن | |||||
أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم خولة بنت منظور بن زَبّان بن سيار بن عمرو أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبةجعدة بنت الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي[6] أم ولد تدعى بقيلة أم ولد تدعى ظمياء أم ولد تدعى صافية أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله زينب بنت سبيع بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي |
|||||
الأنجال | الحسن المثنى بن الحسن السبط فاطمة بنت الحسن زيد بن الحسن السبط أم الحسن بنت الحسن بن علي القاسم بن الحسن بن علي عبد الله بن الحسن بن علي حسين بن الحسن بن علي (حسين الأثرم) عبد الرحمن بن الحسن بن علي أم سلمة بنت الحسن بن علي أم عبد الله بن الحسن بن علي عمرو بن الحسن بن علي طلحة بن الحسن بن علي |
||||
|
|||||
قبيلة | قريش (بنو هاشم) | ||||
الأب | علي بن أبي طالب | ||||
الأم | فاطمة بنت محمد | ||||
الديانة | الإسلام |
ولد في النصف من شهر رمضان عام 3 هـ، وكان النبي محمد يحبه كثيرًا ويقول:[9] «اللهم إني أحبه فأحبه»، بويع بالخلافة في أواخر سنة 40 هـ بعد وفاة علي بن أبي طالب، في الكوفة. كما بويع مُعاوية من جديد في بيت المقدس، ودعاه أهل الشام بأمير المؤمنين.[10] وكان الحسن لا يُريد القتال وينفر من الحرب،[11] فكتب إلى مُعاوية يُسالمه ويُراسله في الصلح، واصطلح معه على أن يتولّى مُعاوية الخِلافة ما كان حيًا، فإذا مات فالأمر للحسن. ثمَّ تنازل عن الخِلافة لمُعاوية في شهر ربيع الأوَّل من عام 41 هـ الموافق لعام 661م، وقد سُمّي هذا العام “بعام الجماعة” لإجماع المُسلمين فيه على خليفةٍ واحد.[12] توفي سنة 49 هـ،[13] وقيل سنة لخمسِ ليالٍ خَلَونَ من شهر ربيع الأول سنة 50 هـ، ودفن بالبقيع.[14]
نسبه، كنيته و عائلته
- هو: الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
- أمه: فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كنيته
كنيته أبو محمد، من أشهر ألقابه «التقي»؛ وله ألقاب أخرى: التقي، الطيب، الزكي، السيد، المجتبى، السبط و كريم أهل البيت . وقد لقبّه النبي محمد بـالسيد.[15]
زوجاته وأبناؤه
أحصى الذهبي للحسن تسع زوجات و الشيخ المفيد من علماء الشيعة متفق معه[16]، فزوجاته و أبناؤه منهن:
- أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة.
- زيد بن الحسن السبط.
- أم الحسن بنت الحسن بن علي.
- أم الحسين بنت الحسن بن علي.
- خولة بنت منظور بن زَبّان بن سيار بن عمرو.
- أم إسحاق بنتطلحة بن عبيد اللهبن عثمان التيميالقرشي.
- حسين بن الحسن بن علي(حسين الأثرم).
- فاطمة بنت الحسن بن علي.
- طلحة بن الحسن بن علي.
- زينب بنت سبيع بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي.
- أم ولد تدعى نفيلة (رمله).
- القاسم بن الحسن بن علي.
- عمرو بن الحسن بن علي.
- عبد الله بن الحسن بن علي.
- جعدة بنت الأشعثبن قيس بن معدي كرب الكندي.[6]
- أم ولد تدعى صافية.
- عبد الرحمن بن الحسن بن علي.
- أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم.
- أم ولد تدعى ظمياء.
و أم عبدالله و فاطمة وأم سلمة و رقية لامّهات شتّی.
اختلف العلماء في عدد أولاده وهناك عدد من الأولاد مذکورون في بعض الکتب و هم اسماعیل و یعقوب و عقیل و محمد الاکبر و محمد الاصغر و ابوبكر و حمزة و أم الخير.[17][18]
قصي 400* |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عبد العزى | عبد مناف 430* |
عبد الدار | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أسد | مطلب | هاشم 464* |
نوفل | عبد شمس | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
خويلد | عبد المطلب 497* |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عوام | خديجة | حمزة | عبد الله 545* |
أبو طالب | عباس | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الزبير | محمد 570* |
علي 599* |
عقيل | جعفر | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فاطمة | مسلم | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حسن 625* |
حسين 626* |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ميلاده ونشأته
أول سبط للنبي محمد ، وأوّل ولد لعلي بن أبي طالب، وفاطمة الزهراء بنت محمد، ولد في النّصف من شهر رمضان، في السّنة الثّالثة من الهجرة.[19] قدم النبي محمد إلى بيت علي ليهنّئه، وسماه «الحسن».
قيل أن أول من سماه هو رسول الله، وقد أذّن في أذنه اليمنى، وأقام في يسراه.
سيرته
مع جده النبي
- أمضى الحسن السبط مع النبي محمد زهاء سبع سنوات من حياته[20]، وكان يحبّه الجدّ حبّاً جمّاً، وكثيراً ما كان يحمله على كتفيه ويقول: « اللّهمَّ إنّي أُحبُّه فأحِبَّه »[21].
- ويقول: « من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني »[22].
- ويقول أيضاً: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة »[23].
- ويقول أيضاً عنهما: « إبناي هذان إمامان، قاما أو قعدا »[24].
- ولِما يملكه الإمام الحسن من سمو في التفكير، وشموخ روح، كان النبي محمد يتّخذه شاهداً على بعض عهوده، بالرّغم من صغر سنّه، وذكر الواقدي: أنّ النبي محمد عقد عهداً مع ثقيف، كتبه خالد بن سعيد، وشهد عليه الحسن والحسين[25][26].
بعد وفاة النبي
شارك في فتح شمال إفريقيا وطبرستان في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، ووقف مع أبيه في موقعة الجمل ووقعة صفين وحروبه ضد الخوارج.
فترة خلافته
استلم الحكم بعد والده وكانت فترة خلافته ستة أشهر، وقيل ثمانية، وكان أول من بايع الحسن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فقال: أبسط يدك على كتاب الله وسنة رسوله وقتال المخالفين، فقال الحسن: “على كتاب الله وسنة رسوله فإنهما ثابتان”.
صلحه مع معاوية بن أبي سفيان
- مقالة مفصلة: عام الجماعة
كادت أن تندلع الحرب بين الحسن ومعاوية وأنصاره من الشام؛ فقد سار الجيشان حتى التقيا في موضع يقال له (مسكن) بناحية الأنبار؛ كان حريصًا على المسلمين وعدم تفرقهم، فتنازل عن الخلافة، لتكون الخلافة واحدة في المسلمين جميعاً، ولإنهاء الفتنة وإراقة الدماء. وقيل كان تسليم الحسن الأمر إِلى معاوية في ربيع الأول 41 هـ، وقيل في ربيع الآخر، وقيل في جمادى الأولى وقيل سنة 40 هـ؛ فلما تنازل عن الخلافة أصلح الله بذلك بين الفئتين كما أخبر بذلك رسول الله محمد حين قال: «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»[27]. وسمي العام الذي تنازل فيه الحسن عن الخلافة لمعاوية بعام الجماعة. روى عن النبي محمد أنه قال: “الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك“[28][29]، فكان آخر الثلاثين يوم انحرف الناس عن الحسن وبويع معاوية.
ذكر ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ، أن الحسن سلم الأمر إلى معاوية، لأنه لما راسله معاوية في تسليم الخلافة إليه خطب في الناس، فحمد الله وأثنى عليه وقال:
“إنّا والله ما يثنينا عن أهل الشام شك ولا ندم، وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فشيبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع، وكنتم في مسيركم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم، وأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين: قتيل بصفين تبكون له، وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره، وأما الباقي فخاذل، وأما الباكي فثائر، ألا وإن معاوية دعانا لأمر ليس فيه عزّ ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عز وجل، بظُبي السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضى”. |
فناداه الناس من كل جانب: البقية البقية!، وأمضى الصلُح[30].
وقال البخاري في كتاب الصلح: حدثنا عبد الله بن محمد ثنا سفيان عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: “استقبل والله الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان بكتائب أمثال الجبال”، فقال عمرو بن العاص: “إني لأرى كتائب لا تُولي حتى تقتل أقرانها”، فقال معاوية: “إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس؟ من لي بضعفتهم؟ من لي بنسائهم”، فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس هما عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر، قال: “اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه”، فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له وطلبا إليه[31].
شروط الصلح
ما يذكره المؤرخون في هذا الشأن هو صحيفة كتب عليها الحسن شروطه مقابل الصلح، ولم يذكر أي من المؤرخين كل ما كتبه عليها، إنما تعرضوا لبعض ما فيها، إلا أنه يمكن أن نصل إلى بعض هذه الشروط بتتبع المصادر والتوفيق فيما بينها، ويمكن تقسيم هذه الشروط إلى ثلاثة أقسام:
الشروط المتعلقة بالحكم مثل:
|
صفاته وخصاله
شكله وهيئته
كان أشبه الناس بجده رسول الله محمد في وجهه، فقد كان أبيضا مشربا بحمرة، فعن عقبة بن الحارث أن أبا بكر الصديق لقي الحسن بن علي فضمه إليه وقال: “بأبي شبيه بالنبي محمد ليس شبيه علي” وعلي يضحك، وكان شديد الشبه بأبيه في هيئة جسمه حيث أنه لم يكن بالطويل ولا النحيف بل كان عريضا.
الكرم والعطاء
- سمع رجلاً إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم.
- وحيّت جارية للحسن بطاقة ريحان، فقال لها: « أنت حرّة لوجه الله » فقيل له في ذلك، فقال: « أدّبنا الله فقال: وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا [32] وما وجدت أحسن من إعتاقها ».
- وقد قسّم كلّ ما يملكه نصفين، ثلاث مرّات في حياته، وحتّى نعله، ثمّ وزّعه في سبيل الله كما يقول عنه الرّاوي مخاطباً إياه « وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النّعل والنّعل ».
- ويذكر أنه في أحد الأيام دخل فقير المسجد يسأل الناس فأرشده رجل إلى الرجال الذين كانوا في ذلك الجانب من المسجد ليسألهم، وحين توجه إليهم فإذا بهم هم الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر. فأعطاه الحسن 50 درهما، وأعطاه الحسين 49 درهما، وأعطاه عبد الله بن جعفر 48 درهما[محل شك][بحاجة لمصدر].
- وكان من ألقابه الزكي، المجتبى، كريم أهل البيت، ريحانة رسول الله محمد.
الحلم
- روي أنّ شاميا رأى الإمام راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردّ، فلمّا فرغ أقبل الحسن فسلّم عليه وضحك فقال: « أيّها الشّيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لانّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً ». فلمّا سمع الرّجل كلامه بكى، ثمّ قال: « أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته ».
- لمّا مات الحسن، بكى مروان بن الحكم في جنازته، فقال له الحسين، أتبكيه وقد كنت تُجرَّعه ما تُجرّعه؟ فقال: إنّي كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، وأشار بيده إلى الجبل.
من أقواله وحكمه
|
|
فضله
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ“.[39]
استشهاده
ذكرت الروايات أن الحسن بن علي استشهد متأثراً بالسم[40]، و جعدة بنت الأشعث هي التي دست السم بأمر من يزيد حسب بعض الروايات، ورواية أخرى تقول أن معاوية هو الذي أمر جعدة ان تسقيه سماً.[41][42] و يعتقد الشيعة أنّ معاوية حاول مرات لتسمية الحسن و ذلك ليجعل ابنه يزيد خليفة له بخلاف ما نص عليه الصلح.[43] و مساعيه فشلت في ثلاث مرات و في مرة الرابعة تآمر مع جعدة بنت الاشعث ، زوجة الحسن ، فأَرسل لها مائة ألف درهم ووعدها بالزواج من ابنه يزيد شرط أن تدسّ السمّ للحسن ، فاستجابت و قبلت أن تسمه فوضعت السم في شربة من لبن ، و كان الحسن صائمًا فسقته اللبن المسموم في وقت الافطار فشربه فتقطّع كبده، وطلب طشتاً وتقيأ كبده فيه وأدى ذلك إلى شهادته بعد مرض استمر أربعين يومًا. فوفى معاوية لجعدة بالمال، ولكنّه لم يزوجها من ابنه فقال:” من لم تفِ مع الحسن فلا وفاء لها مع يزيد.”[44][45] إلا أن أهل السنة والجماعة لا يقرّون بهذا الأمر ولا يحددّون بالضبط من قتل الحسن ويعتبرون ذلك أمرًا مجهولاً غير معروفٍ، إلا أنهم يرجحون أن لأهل العراق يدًا في الأمر لبغضهم للحسن بعد أن تنازل لمعاوية حيث كانوا يدعونه بـمذّل المؤمنين وقد قال لهم الحسن يومًا: يا أهل العراق مما زهَّدني فيكم ثلاث، قتلكم أبي، وانتهابكم متاعي، وطعنكم لي.[46]
فاستشهد الحسن بن علي في 7 صفر سنة 50 هـ عن عمر يناهز الثمانية و أربعين عاماً و استمرت إمامته لأهل الشيعة عشر سنوات.[47][48]
مدفنه
تولى الحسين بن علي مهمة تغسيل جسد أخيه الحسن فغسّله و كفّنه وحمله على سريره وانطلق به إلى قبر جدّه ليجدّد به عهداً.ولمّا وصلوا المسجد اعترض مروان طريق الجنازة للحيلولة دون الدخول بها إلى المسجد. و يعتقد الشيعة أنّ عائشة جائت على بغلة شهباء و منعت دفنه جوار النبي و قالت لا تدخلوا بيتي من لا أحب.[49][50][51][52] وأقدم بنو أمية على رشق جنازة الحسن بالسهام، ولكن الحسين لم يأذن لأحد من الهاشميين بالردّ عليهم، عملاً بوصية أخيه الحسن فقطع النزاع وقضى على الفتنة. ثم حُمل جسدُه إلى البقيع ودُفن إلى جوار جدّته فاطمة بنت أسد.[45] أما نظرة أهل السنة لدفن الحسن فإنهم يرون أن الحسن لم يأمر بدفنه بجوار النبي محمد بل أن ذلك لم يكن بالحسبان وأنه لا سَند لتلك القصة بل أن بني أمية صلوا على الحسن بأنفسهم ويستشهد السنة بذلك أن سعيد بن العاص هو من صلى عليه.[53]
كتب عن الحسن بن علي بن أبي طالب
- أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير، 2، 10.
- الإصابة في تمييز الصحابة، 1، 328.
- إنها فاطمة الزهراء، محمد عبده يماني، 201.
- علي بن أبي طالب والحسن بن علي، محمد علي مغربي، 441.
انظر أيضاً
الهوامش
المصادر
- ^ “Imam Hassan as”. Duas.org.
- ^ Shabbar, S.M.R. (1997). Story of the Holy Ka’aba. Muhammadi Trust of Great Britain. Retrieved 30 October2013.
- ^ Shaykh Mufid. Kitab Al Irshad. p.279-289.
- ^ Hasan b. ‘Ali b. Abi Taleb,Encyclopedia Iranica.
- ^ Suyuti, Jalaluddin. تاریخ الخلفاء.
- ^ أ ب أسد الغابة, ج1, ص562.
- ^ فضل الحسن والحسين رضي الله عنهما، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية
- ^ البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء الثامن، الحسن بن علي بن أبي طالب
- ^ صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب السخاب للصبيان، حديث رقم 5545
- ^ الكامل في التاريخ، جـ 3. بيروت–لبنان: دار بيروت. 1967. p. 403.Check date values in:
|year=
(help) - ^ الإمامة والسياسة. القاهرة–مصر: دار المعارف.1937. p. 153.Check date values in:
|year=
(help) - ^ مروج الذهب ومعادن الجوهر، جـ 3. بيروت-لبنان: المكتبة العصريَّة، اعتنى به وراجعه: كمال حسن مرعي. 2005. p. 24.Check date values in:
|year=
(help) - ^ الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني، ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب
- ^ الطبقات الكبرى، لابن سعد البغدادي، ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب
- ^ الأربلي، كشف الغمة،ج 2 ص 296.
- ^ الإرشاد ،الجزء:2، صفحة:20.
- ^ سير أعلام النبلاء ط الرسالة ، الذهبي ،الجزء:3،صفحة:279.
- ^ تاريخ اليعقوبي ، اليعقوبي، الجزء:2، صفحة :135.
- ^ الشيخ المفيد،الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج2، ص5
- ^ دلائل الإمامةللطبري، ص60
- ^ تاريخ الخلفاء، ص188
- ^ البحار، ج43، ص264
- ^ تاريخ الخلفاء، ص189
- ^ البحار، ج 43، ص278
- ^ الطبقات الكبرى، ج1، ص33
- ^ غاية المرام، ص287
- ^ صحيح البخاري.
- ^ رواه الترمذي (2226) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي
- ^ خلافة الحسن بن علي – الدرر السنية
- ^ الكامل في التاريخلابن الأثير، المجلد الثالث، صفحة 406، طبعة بيروت، 1385 هـ، 1965م.
- ^ صحيح البخاري، كتاب الصلح.
- ^ القرآن الكريم، سورة النساءالآية 86.
- ^ (أعيان الشيعة 4 ق1/107).
- ^ الحسن بن علي, عبد القادر أحمد اليوسف, 60).
- ^ مطالب السؤول, 69.
- ^ كشف الغمة, 170.
- ^ تحف العقول, 169.
- ^ الخصال, 29.
- ^ مسند الإمام أحمد بن حنبل رقم الحديث: 1219 (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نَافِعٍ النَّوَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ،وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ “.
- ^ سير أعلام النبلاء ط الرسالة، الذهبي، الجزء:3،صفحة:275.
- ^ مقاتل الطالبيين ؛ أبو الفرج الأصبهاني ، دار المعرفة، بيروت؛ صفحة 82،81.
- ^ أنساب الأشراف ؛للبلاذري ؛جزء:1،صفحة:404.
- ^ الإمام الحسن ابن علي؛من صفخة المعجم الإسلامي.[[تصنيف:مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة from خطأ: زمن غير صحيح]]<span title=” منذ خطأ: زمن غير صحيح” style=”white-space: nowrap;”>[وصلة مكسورة] Archived 21 December 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ کتاب منتهى الامال ؛ الشیخ قمي ؛ الجزء الاول؛صفحة:326.
- ^ أ ب کتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ؛ الشیخ مفيد؛ الجزء الثاني؛ صفحة : 19-16.
- ^ حقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس
- ^ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، أحداث سنةتسع وأربعين.
- ^ مقاتل الطالبيين، أبو الفرج الأصبهاني، ص20.
- ^ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، مفيد، محمد بن محمد ، الجزء : 2 ،صفحة : 18.
- ^ تأريخ اليعقوبي،اليعقوبي، جزء:2؛صفحة:134.
- ^ مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الأصبهاني ، دار المعرفة، بيروت؛ صفحة 82.
- ^ تاريخ دمشق ، لابن عساكر ،الجزء:13 ،صفحة:293.
- ^ حقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس ، ج1 / ص132
المراجع
- Madelung, Wilferd (1997). The Succession to Muhammad: A Study of the Early Caliphate. Cambridge University Press. ISBN0-521-64696-0.
- Madelung, Wilferd (2003). ḤASAN B. ʿALI B. ABI ṬĀLEB. Encyclopedia Iranica.
وصلات خارجية