الناصرة-“رأي اليوم” :
ما زال كيان الاحتلال مُنشغلاً في إخفاقه التاريخيّ الذي وقع يوم السادس من أيلول (سبتمبر من العام الجاري 2021، والذي تجلّى واضحًا بهرب ستّةٍ من الأسرى السياسيين الفلسطينيين من السجن، ولكن مع ذلك، فإنّ حزب الله اللبنانيّ كان وما زال ووفق كلّ المؤشّرات يؤرّق مضاجع المؤسستيْن الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب حيث أنّ مسألة اندلاع الحرب على الجبهة الشماليّة، تُواصِل احتلال الحيّز الإسرائيليّ.
وفي هذا السياق، نقل عاموس هارئيل، الخبير العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، صباح اليوم الجمعة، نقل عن محافل رفيعةٍ في المنظومة الأمنيّة قولها إنّ إسرائيل شرعت في هذه الأيّام بإقامة وحدةٍ عسكريّةٍ جديدةٍ تعمل في منطقة الجليل، شمال، وأطلق جيش الاحتلال عليها اسم (دفورا)، وتعني بالعربيّة نحلة، والتي تضُمّ مئات المقاتلين من الاحتياط ومهمتها الرئيسيّة مُحاربة حزب الله حتى وصول القوّات النظاميّة، كما قالت المصادر.
وشدّدّت المصادر الرفيعة في تل أبيب، كما نقلت عنها (هآرتس) على أنّ جيش الاحتلال ليس قلقًا في الوقت القريب من إمكانية اندلاع حربٍ جديدةٍ في الشمال بينه وبين حزب الله، مُضيفةً أنّ الدولة اللبنانيّة مُنشغلة جدًا في الأزمة الاقتصاديّة التي تعيشها، وأنّ الوضع الداخليّ في لبنان بات صعبًا للغاية من جميع النواحي، إذْ أنّ قسمًا من المُواطنين في بلاد الأرز، تابعت المصادر عينها، وصلوا إلى حافّة الجوع، كما أنّ تشكيل الحكومة الجديدة لن تُسعِف لبنان، ولن تتمكّن من إخراجه من الأزمة العميقة التي يشهدها، طبقًا لأقوال المصادر الإسرائيليّة.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر ذاتها في حديثها للصحيفة العبريّة أنّ قيام حزب الله في الشهر الفائت بإطلاق أكثر من عشرين قذيفة (كاتيوشا) باتجاه شمال الكيان، لم يؤدِّ إلى تغيير التقدير السائد لدى المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة بأنّ حزب الله ليس في وارد إشعال حربٍ ضدّ إسرائيل، لافِتةً في الوقت عينه إلى أنّ تنظيماتٍ فلسطينيّةٍ صغيرةٍ، تابِعةٍ لحركة (حماس) هي التي قامت بإطلاق القذائف الشهر الماضي، وأوضحت المصادر أيضًا أنّ الكيان قام بالتصعيد وصفق مواقع بالقرب من مكان إطلاق قذائف الـ(كاتيوشا).
مع ذلك، أقرّت المصادر ذاتها أنّه بالنسبة للمُستقبل غير البعيد فإنّ إسرائيل ستُعاني من مشكلةٍ عويصةٍ، إذْ أنّ التقديرات الإسرائيليّة الأخيرة، أوضحت المصادر، يمتلك حزب الله الـ”شيعيّ” (!) أكثر من سبعين ألف قذيفةٍ لمدّياتٍ مُختلِفةٍ، وهذه القذائف، شدّدّت ذات المصادر، قادرة على إصابة كلّ هدفٍ داخل الدولة العبريّة، والأمر الأخطر من ذلك، تابعت المصادر قائلةً لصحيفة (هآرتس) العبريّة، فإنّ حزب الله يمتلك مئات القذائف الدقيقة التي تُصيب أيّ هدفٍ وتصل نسبة الخطأ إلى متريْن أوْ ثلاثة فقط، على حدّ قولها.
في سياقٍ صلةٍ، نقلت القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ عن مسؤولٍ كبيرٍ في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة قوله إنّ تل أبيب اتخذت قرارًا مبدئيًا بالسماح للصهاريج التي انطلقت من سوريّة إلى لبنان محملّةً بالمازوت بالعبور، ولم تقُمْ باعتراضها عن طريق ضرباتٍ عسكريّةٍ، وذلك من مُنطلقاتٍ إنسانيّةٍ، وبالإضافة إلى أنّ ضرب الصهاريج كانت ستؤدي لاندلاع مُواجهةٍ عسكريّةٍ، وأيضًا المجتمع الدوليّ كان سيشجب ويستنكِر العمليّة الإسرائيليّة، وفقًا للمسؤول نفسه.