بوتين والأسد يلتقيان في الكرملين … ماذا في زيارة الأسد إلى موسكو ؟

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الأسد، في الكرملين، في زيارة غير معلنة.

وقال بوتين في بداية اللقاء: “يسعدني أن أرحب بكم مرة أخرى في موسكو. وقبل كل شيء أود أن أهنئكم بعيد ميلادكم الذي كان قبل أيام”.

كما تحدث الرئيس الروسي عن نتائج الانتخابات الرئاسية في سوريا، مهنئا الرئيس السوري بالنتائج الجيدة، قائلا له: “إن هذه النتائج تؤكد ثقة السوريين بك وعلى الرغم من كل الصعوبات ومآسي السنوات السابقة، فإنهم يعولون عليك في عودة الحياة الطبيعية”.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن الأسد يفعل الكثير من أجل إقامة حوار مع المعارضيين السياسيين.

ونوّه بوتين إلى أن توطيد الدولة يعيقه التواجد غير الشرعي للقوات الأجنبية في سوريا، قائلا: “في رأيي، إن المشكلة الرئيسية تكمن في تواجد القوات الأجنبية في مناطق معينة من البلاد دون قرار من الأمم المتحدة، ودون إذن منكم، الأمر الذي يتعارض مع القانون الدولي ولا يمنحكم الفرصة لبذل أقصى الجهود لتوطيد البلاد والمضي قدما في طريق إعادة الإعمار بوتيرة كان من الممكن تحقيقها لو كانت أراضي البلاد بأكملها تحت سيطرة الحكومة الشرعية”.

يذكر بأن القمة ابتدأت باجتماع ثنائي مطول بين الرئيسين ثم انضم إليهما لاحقاً وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وبحثت القمة التعاون المشترك بين جيشي البلدين في عملية مكافحة الإرهاب، واستكمال تحرير الأراضي التي ما زالت تخضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية، كما تم التباحث بشأن الخطوات المتخذة على المسار السياسي، حيث أكد الجانبان أهمية استكمال العمل على هذا المسار من أجل التوصل إلى توافقات بين السوريين ودون أي تدخل خارجي. وتطرقت المباحثات أيضاً إلى مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين. وناقش الرئيسان الأسد وبوتين آخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

سبوتنك

قالت مصادر سورية مطلعة لـ “سبوتنيك” أن الجلسة المغلقة التي عقدها الرئيسان الأسد وبوتين في موسكو اليوم استمرت لـ 90 دقيقة، قبل أن ينضم بعدها كل من وزير الخارجية السوري ووزير الدفاع الروسي إليهما لمدة 45 دقيقة إضافية.

وأشارت المصادر إلى أن مناطق سيطرة مسلحي تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، كانت حاضرة في الاجتماع، إلى جانب الدعم الاقتصادي الذي شكل أحد عناوين الاجتماع، بالإضافة إلى قضية إصلاح وتأهيل محطات الكهرباء كجزء أساسي من الدعم الروسي للشعب السوري.

وكشفت المصادر عن أن الجلسة المُغلقة تناولت مختلف المسائل التي تخص الشأن السوري، وأهمها الوضع الميداني بعد تحرير أجزاء مهمة من مدينة درعا، إلى جانب استكمال بقية اجزائها لاحقاً، والتطلع نحو تحرير مدينة إدلب، مشيرة إلى أن توقيت زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو يأتي بعد تحرير منطقة درعا البلد، ويبدو أنها تأتي في سياق استكمال تحرير باقي مناطق درعا. 

وألمحت المصادر إلى أن انضمام وزير الدفاع الروسي إلى جلسة المباحثات المُغلقة، تؤكد أن القيادة الروسية متمسكة، إلى جانب دمشق، بقضية استكمال تحرير الأراضي، مشيرة إلى أن القيادة الروسية تعتبر أن استكمال تحرير الأراضي هي قضية لا يمكن التراجع عنها.

واستخلصت المصادر في حديثها لـ “سبوتنيك” بأن انضمام وزير الدفاع الروسي إلى الاجتماع، يعني أيضا أن الأولوية بالنسبة لموسكو هي للتحرير لاسيما، وأن الرئيس الأسد في المقابل هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة السورية.

ولم يكن التعاون الاقتصادي بين البلدين أقل حضورا على جدول أعمال القمة السورية الروسية، حيث بحث الرئيسان هذا التعاون بما يساهم في تعافي الاقتصاد السوري ويساعد الشعب السوري على تجاوز آثار الحصار الأمريكي والغربي المفروض عليه، ويسرع عملية عودة اللاجئين السوريين. 

وبينت المصادر أن الاجتماع تناول التفاهمات التي توصلت لها اللجنة المشتركة السورية الروسية، لاسيما في مجال توريد القمح الروسي إلى سورية، وإعادة تأهيل عدد من المحطات الكهربائية والعمل على إقامة مشاريع مائية، والتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات.

وفق المصادر ذاتها، تطرقت القمة لمسار آستانة ولجنة مناقشة الدستور، إلا أن التركيز انصب على الشق الاقتصادي وتحرير باقي الأراضي السورية، ذلك أنه بات من الواضح بأن مسألة لجنة مناقشة الدستور لم تعد تحمل أهمية كبيرة بالنسبة للقيادة الروسية، خصوصاً بعد الانتخابت الرئاسية السورية وما حملته من دلالات سياسية والتي عبر عنها الرئيس بوتين لنظيره السوري عندما هنأه بفوزه “المستحَق” في الانتخابات الرئاسية.

sputnik

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

سكاي نيوز : أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الاثنين، على “الموقف المصري الثابت والساعي …