لندن – “القدس العربي” :
نشرت صحيفة “الغارديان” تقرير ا للصحافية إيما غراهام هاريسون من قندهار قالت فيه إن اثنين من كبار قادة طالبان اختفيا عن المشهد العام، مما دفع بعض الأفغان للتساؤل عما إذا كان المرشد الأعلى للجماعة ونائب رئيس الوزراء الجديد على قيد الحياة.
ولم يشاهد زعيم طالبان، الملا هيبة الله أخوند زادة، في مناسبات علنية بعد شهر من سيطرة المتشددين على أفغانستان. وقام متحدث باسم الحركة بإصدار نفي رسمي لشائعات وفاته.
كما واختفى الملا عبد الغني برادار، أحد أشهر وجوه طالبان من المشهد. وبدأت الأسئلة حول سلامة رئيس المكتب السياسي والشخصية الرئيسية في محادثات السلام في التزايد بعد عدم ظهوره علنا لعدة أيام. وكانت هناك شائعات في كابول بأنه قتل أو أصيب بجروح بالغة في خلاف مع شخصية بارزة أخرى داخل طالبان أثناء جدال حول كيفية تقسيم الوزارات في أفغانستان.
وكل ما فعلته الجهود الرسمية يوم الاثنين لتبديد الشائعات هو أن عمقت الغموض. نشرت حركة طالبان صورا لمذكرة مكتوبة بخط اليد من أحد نواب برادار تقول إنه كان في قندهار، ثم شاركت رسالة صوتية يزعم أنها من برادار، مع صور قديمة. فأثار غياب شريط فيديو المزيد من التساؤلات لدى الأفغان حيث لم تعد طالبان جماعة متمردة مختبئة، ووجه برادار معروف بسبب الدور الدولي الذي لعبه.
ونفى المتحدث سهيل شاهين هذه الشائعات باللغة الإنكليزية على تويتر فغرد: “رفض الملا برادار، نائب رئيس وزراء إمارة أفغانستان الإسلامية، في رسالة صوتية كل الادعاءات بأنه أصيب أو قتل في اشتباك. ويقول إنها أكاذيب ولا أساس لها على الإطلاق”.
كما تمت مشاركة مقاطع فيديو وصورة على الإنترنت، يزعم أنها تظهر برادار في قندهار، ولم تظهر أي شيء يمكن أن يؤكد وقت التقاطها.
وقد يكون سجل المجموعة قد غذى النظريات، حيث تم إخفاء وفاة الزعيم المؤسس الملا محمد عمر لمدة عامين، وخلال تلك الفترة استمرت طالبان في إصدار بيانات باسمه.
وذكرت شبكة محللي أفغانستان أن برادار كان يعتبر بالفعل خاسرا في خلافات طالبان الداخلية حول تشكيل الحكومة الجديدة.
ومن بين الرجال الثلاثة الذين كانوا نوابا للمرشد الأعلى للجماعة قبل سقوط كابول، كان برادار هو الوحيد الذي لم يؤمن وزارة كبيرة. ومنح القائد العسكري يعقوب عمر، نجل الزعيم المؤسس للجماعة، وزارة الدفاع، وتولى سراج الدين حقاني وزارة الداخلية.
كما أشارت شبكة المحللين الأفغان إلى أن غياب أخوند زادة عن جميع المناسبات العامة والخاصة، بعد حوالي شهر من سقوط كابول، يشير إلى أنه لم يعد على قيد الحياة. وأشار المحللون إلى أنه حتى الملا عمر الانطوائي ظهر علنا، وإن لم يكن على شريط فيديو، عندما حكم البلاد. وشمل ذلك لقاء مسؤولين أجانب وإلقاء بيانات ومقابلات إذاعية.
وقالت الشبكة: “سيكون من الغريب، إذن، أن يكون هيبة الله، الآن بعد أن أصبحت الحركة في السلطة، على قيد الحياة ولا يزال منعزلا للغاية. ويبدو في الوقت الحالي، أنه يعمل كرمز صوري يمكنه التوحيد دون الظهور أو التحدث فعليا”.