الناصرة-“رأي اليوم” :
ما زالت قضية هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن “جلبوع” الإسرائيليّ، الواقِع بمحاذاة بيسان، (واسمها اليوم بيت- شأن)، ما زالت طاغيةً على الأجندة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، الذي أقّر في ساعات الصباح أنّ هروب الأسرى هو إخفاق تاريخيّ، يُوازي إخفاق جيش الاحتلال في حرب العام 1973.
وفي هذا السياق، تناول الخبير العسكريّ، عاموس هارئيل، في موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة، عصر اليوم الاثنين، بتوقيت فلسطين المحليّ، تناول القضية وأبعادها وتداعياتها، مُشدّدًا على أنّ نجاح العملية سيؤدّي وبسرعةٍ فائقةٍ إلى تحفيز التنظيمات الـ”إرهابيّة” الناشِطة في قطاع غزّة على تنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ ضدّ إسرائيل.
هارئيل، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، نقل عن مصادر عليمةٍ في الكيان أنّ عملية الهرب، التي وصفها بغير المعقولة، قوبلت بفرحةٍ عارمةٍ لدى الفلسطينيين، أمّا في إسرائيل، أضاف، فقد ساد وما زال يسود الارتباك، على حدّ تعبيره.
وأضاف أنّ الإخفاق الإسرائيليّ المُدّوي، والذي تقشعّر له الأبدان، يصرخ للسماء، مُضيفًا أنّ العملية قريبةً جدًا من أحد الأفلام السينمائيّة التي يتّم إنتاجها وإخراجها في “هوليوود”، وحذّر من أنّ نجاح العملية يحمل في طيّاته أخطارًا أمنيّةٍ شديدةً على الكيان، على حدّ وصفه.
وشدّدّ هارئيل، نقلاً عن ذات المصادر، على أنّ السجناء الفلسطينيين الذين هربوا من السجن الإسرائيليّ تحوّلوا بسرعة البرق إلى أبطالٍ في الضفّة الغربيّة، وفي حال انتهاء ملاحقتهم بصدامٍ بينهم وبين القوّات الإسرائيليّة التي تقوم بالبحث عنهم، فإنّ موتهم، أيْ استشهادهم، سيجلِب الكثير من العمليات الـ”تخريبيّة” الفلسطينيّة ضدّ الأهداف الإسرائيليّة، أوْ بحسب كلماته إلى موجةٍ كبيرةٍ وسريعةٍ للعمليات الإرهابيّة الفلسطينيّة، كما نقل عن مصادره الخاصّة.
وزعم المّحلِّل الإسرائيليّ أنّ وسائل الإعلام الفلسطينيّة تقوم بغسل دماغ الشعب العربيّ-الفلسطينيّ وتقديم عملية الهرب على أنّها الانتصار الثاني والرديف لعملية قتل القنّاص الإسرائيليّ قبل أسبوعيْن برصاص أحد أفراد حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) على الحدود مع غزّة، ومن مسافة صفر.
المصادر الإسرائيليّة عينها أوضحت أنّ عملية الهرب من السجن ستُضيف العديد من النقاط لصالح حركة (الجهاد الإسلاميّ) في فلسطين، ذلك أنّ خمسة من الستّة الهاربين، ينتمون إلى (الجهاد الإسلاميّ).
في سياقٍ ذي صلةٍ، سمحت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة لوسائل الإعلام العبريّة بنشر تفاصيل عملية الهرب، والتأكيد على أنّ سلسلة من الإخفاقات على الصعيد العملياتيّ والمُخابراتيّ أدّت إلى نجاح العملية بشكلٍ باهِرٍ، وأضافت أنّ الفشل الإسرائيليّ بات مكشوفًا ومُدوّيًا.
وتطرّقت المصادر الإسرائيليّة إلى ما يدور داخل مخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين، وقالت إنّه في الفترة الأخيرة تُسيطِر الجماعات المُسلحّة على المُخيّم وتمنع قوّات الأمن الفلسطينيّة، التابِعة لسلطة الحكم الذاتي في رام اللهـ، من أداء التزاماتها وواجباتها داخل المُخيّم.
وخلُصت المصادر الإسرائيليّة إلى القول، بحسب موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة، إنّه في حال عدم تمكّن إسرائيل من إدارة الأزمة، أيْ هرب السجناء الفلسطينيين، بشكلٍ ناجحٍ فإنّه من غيرُ المُستبعد بتاتًا أنْ يقود الأمر في نهاية المطاف إلى اندلاع الانتفاضة الثالثة، ذلك أنّ التنظيمات الفلسطينيّة ستستثمر الحدث من أجل تأجيج الرأي العام وقيادة الفلسطينيين إلى الانتفاضة الثالثة، لأنّ عملية الهرب هي بالنسبة للتنظيمات الفلسطينيّة بمثابة عود الثقاب الذي سيُشعِل الأراضي الفلسطينيّة، على حدّ تعبيرها.
القدس العربي
صدمةٌ في إسرائيل: ستّة أسرى سياسيين فلسطينيين حفروا نفقًا خلال أربعة أشهر ولاذوا بالفرار من سجن “بيسان”.. التقديرات بأنّهم سيتوجّهون للأردن أوْ مُخيّم جنين.. وخشيةٌ عارِمةٌ من قيامهم بتنفيذ عمليّةٍ عسكريّةٍ.. مسؤولٌ رفيعٌ في سلطة السجون الإسرائيليّة: الإخفاق هو بحجم إخفاق الجيش في حرب 1973″
أكّدت سلطة السجون الإسرائيليّة صباح اليوم الاثنين، بتوقيت فلسطين، أنّ ستة أسرى سياسيين فلسطينيين تمكّنوا من الفرار من سجن الجلبواع قرب بيسان، فجر اليوم الاثنين. وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” أنّ من بين الأسرى القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين، زكريا زبيدي.
وسيطر الحدث على الأجندة الإعلاميّة، الأمنيّة والسياسيّة في كيان الاحتلال. ونقلت القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ عن مصدرٍ مسؤولٍ ورفيع المُستوى قوله إنّ الحديث يجري عن إخفاقٍ مُجلجلٍ وصادِمٍ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الإخفاق هو تمامًا كما أخفق جيش الاحتلال الإسرائيليّ في حرب تشرين من العام 1973، على حدّ تعبيره.
ونقلت وسائل الإعلام العبريّة عن مصادر أمنيّةٍ مطلعةٍ قولها إنّ التفتيش عن الأسرى الهاربين يتمحور في نقطتيْن مركزيتيْن: الأولى، أنْ يقوم الأسرى بالتوجّه نحو مخيّم جنين، المعروف بمُقاومته وبصلابته، والثاني أنْ يُقرروا الفرار إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة، علمًا أنّ السجن الذي هربوا منه قريبًا جدًا من الحدود الإسرائيليّة-الأردنيّة.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر ذاتها أنّ المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة تخشى من أنْ يقوم الأسرى بتنفيذّ عمليّةٍ عسكريّةٍ ضدّ أهداف إسرائيليّةٍ من طرفيْ ما يُطلَق عليه الخّط الأخضر، مُضيفةً أنّ الحديث يدور عن أسرى خطرين جدًا، على حدّ تعبيرها، لذا، أضافت، فإنّ التفتيش عنهم لاعتقالهم يجري أيضًا على المُستوى المُخابراتي.
إلى ذلك، وبحسب بيانٍ صادرٍ عن المتحدّث بلسان شرطة الاحتلال فإنّ في أعقاب بلاغ من مصلحة السجون حول هروب ستّة سجناء أمنيّين من سجن جلبوع، باشرت قوات كبيرة من الشرطة بالتعاون مع حرس الحدود والجيش الإسرائيلي بنشاط تفتيش وبالتعاون مع جهاز الأمن العام.
وتابع البيان قائلاً:” تمّ إخبار ضباط الأمن في البلدات المجاورة حول هروب السجناء وتمّ إقامة حواجز تفتيش على الطرق”.
واختتم البيان: “في غضون ذلك تمّ إقامة غرفة عمليات مشتركة في المكان ونشر قوات الشرطة في البلدات المحيطة. تشارك في نشاط التفتيش قوات الشرطة الخاصة والكلاب ووحدة المروحيات الشرطية لضمان أمن وسلامة المواطنين”، على حدّ تعبير البيان.
في السياق عينه، نشر نادي الأسير الفلسطينيّ أسماء الأسرى الستة ومعلومات عنهم:
-
الأسير محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من عرابة /جنين معتقل منذ عام 1996، محكوم مدى الحياة.
-
الأسير محمد قاسم عارضه (39 عاما) من عرابة معتقل منذ عام 2002، ومحكوم مدى الحياة.
-
الأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من بير الباشا معتقل منذ عام 2003، ومحكوم مدى الحياة.
-
الأسير أيهم نايف كممجي ( 35 عاما) من كفردان معتقل منذ عام 2006 ومحكوم مدى الحياة.
-
الأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 وما يزال موقوفا.
-
الأسير مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد معتقل منذ عام 2019″.