"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

قتال “عنيف” في وادي بانشير بين طالبان والمقاومة.. وبوتين يأمل في تصرف”متحضر” من الحركة وحلف الأطلسي يسعى لإجلاء المزيد.. ومساعدة الاتحاد الأوروبي لطالبان مشروطة باحترام حقوق الإنسان وضمان الأمن

راي اليوم :

كابول – موسكو  :

(أ ف ب) – أعلنت المقاومة المناهضة لطالبان الجمعة مشاركتها في قتال “عنيف” ضد مقاتلين إسلاميين يحاصرون وادي بانشير (شرق)، المركز الوحيد للمعارضة المسلحة للنظام الأفغاني الجديد.

وقال علي ميسم نظري وهو ناطق باسم الجبهة الوطنية للمقاومة التي تضم ميليشيات مناهضة لطالبان وأفرادا سابقين في القوات الأفغانية “هناك قتال عنيف في بانشير”.

وأضاف “مسعود مشغول في الدفاع عن الوادي” في إشارة إلى أحمد مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود، وهو شخصية مقاومة للسوفيات ولحركة طالبان اغتاله تنظيم القاعدة في 9 أيلول/سبتمبر 2001.

وأفادت الجبهة الوطنية للمقاومة في البداية عن خسائر كبيرة في صفوف طالبان مؤكدة أنها صدت الهجوم. وفي المقابل تفيد حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لطالبان بأن 31 من مقاومي بانشير قتلوا.

وقالت منظمة “إميرجنسي” الإيطالية غير الحكومية على تويتر إنها استقبلت في مستشفى تابع لها في كابول “أربعة جرحى وأربعة قتلى (…) نتيجة القتال في غلبهار” عند مداخل وادي بانشير.

وكتبت مارتن فان بيجلرت من شبكة المحللين الأفغان أن “قوات طالبان تجمعت حول مدخل الوادي لكنها تعرضت لكمين وتكبدت خسائر”.

وأضافت “فيما بدا أن الجانبين يسعيان بشكل أساسي إلى توجيه ضربات لتعزيز موقفهما في المفاوضات، دون بدء معركة شاملة، بدأت طالبان تستدعي تعزيزات من ولايات أخرى”.

وتعهّدت الجبهة التي أعربت عن أملها في الحوار مع طالبان، الدفاع عن الوادي الذي يحيط به مئات المقاتلين من الحركة الإسلامية. لكن هذه المحادثات فشلت، بحسب طالبان التي دعت الأربعاء مقاتلي المقاومة إلى الاستسلام دون قتال.

وقال أحمد مسعود الأربعاء “عرضت طالبان تخصيص مقعدين للجبهة الوطنية للمقاومة في الحكومة التي يريدون تشكيلها فيما نطالب بمستقبل أفضل لأفغانستان”. وتابع “لم نفكر حتى في” عرضها، مقدرا أن طالبان “اختارت أن تسلك طريق الحرب”.

وبانشير المعقل المناهض لطالبان منذ فترة طويلة، هو واد مغلق ويصعب الوصول إليه في قلب جبال هندو كوش التي تقع نهايتها الجنوبية على مسافة 80 كيلومترا تقريبا شمال العاصمة كابول، وقد لجأ إليه نائب الرئيس السابق أمر الله صالح عدو طالبان اللدود.

lمن جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إنه يأمل أن تتصرف حركة طالبان بطريقة “متحضرة” في أفغانستان، كي يتمكن المجتمع الدولي من الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع كابول.

وقال بوتين إن “روسيا مهتمة بعدم تفكك أفغانستان. إذا حصل هذا لن يكون هناك أي طرف للتفاوض معه”.

وكان يتحدث خلال جلسة عامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي.

وأضاف “كلما أسرعت طالبان في الانضمام لأسرة الشعوب المتحضرة، إذا جاز التعبير، سيكون من الأسهل التواصل معها والتأثير عليها نوعا ما وطرح أسئلة”.

وقال الزعيم الروسي إن انسحاب القوات بقيادة أميركية من أفغانستان الذي استكمل الشهر الماضي انتهى ب”كارثة”.

وأوضح “أنفقوا 1,5 تريليون دولار على هذه الحملة والنتيجة؟ لا نتيجة”.

اتخذت روسيا نهجا حذرا في تعاملها مع الحركة المسلحة التي سيطرت على السلطة في أفغانستان هذا الصيف.

والتقى سفير روسيا لدى كابول ممثلين عن طالبان بعد بضعة أيام من استيلائها على السلطة، وقال إن موسكو ستبقي على سفارتها في أفغانستان.

الأسبوع الماضي بدأت روسيا إجلاء رعاياها ورعايا العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة مع تدهور الوضع الأمني في هذا البلد.

وحذرت روسيا من احتمال تسلل جماعات متطرفة بين لاجئين بذريعة الاضطرابات السياسية لدخول دول مجاورة.

تتشارك أفغانستان الحدود مع ثلاث جمهوريات سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى، لروسيا قواعد عسكرية فيها.

 

و قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اليوم الجمعة إن الحلف يسعى لإجلاء المزيد من المواطنين المهددين من أفغانستان والإبقاء على الاتصالات مع طالبان، لكن على الحركة أن تظهر أنها جديرة بالمساعدة والاعتراف بها.

وأضاف أنه ناقش الأمر مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ووزير الخارجية القطري.

وأشار إلى أن الكثير من الأفغان تعاونوا مع القوات الدولية وقد يكونون في خطر إن ظلوا في أفغانستان.

من جهته قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة إن الاتحاد مستعد للتعامل مع حكومة طالبان الجديدة في كابول، لكن يتعين على الحركة أن تحترم حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة، وألا تسمح بتحول أفغانستان إلى قاعدة للإرهاب.

وأضاف في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في سلوفينيا “من أجل دعم الشعب الأفغاني سيكون علينا التعامل مع الحكومة الجديدة في أفغانستان”.

وتحدث عن “تواصل عملي” لا يمثل في حد ذاته اعترافا رسميا بحكومة طالبان، موضحا أن “زيادة مستواه تتوقف على سلوك هذه الحكومة”.

وقال بوريل إن الحكومة الجديدة يتعين عليها منع تحول البلاد مرة أخرى إلى تربة خصبة للإرهاب، مثلما كانت في سنوات حكم طالبان السابقة لأفغانستان، كما يتعين عليها احترام حكم القانون وحرية الإعلام.

وأضاف أن تشكيل حكومة مؤقتة ينبغي أن يكون عبر مفاوضات مع القوى السياسية الأخرى في البلاد.

وأشار إلى أن من واجبات الحكومة الجديدة في كابول السماح بحرية دخول المساعدات الإنسانية واحترام إجراءات وشروط الاتحاد الأوروبي لتسليم المساعدات.

وقال بوريل “سنزيد المساعدات الإنسانية، لكننا سنحكم عليهم بناء على حرية الوصول التي يتيحونها”.

من جهته قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن سرعة عودة مساعدات التنمية المجمدة، والتي تختلف عن المساعدات الإنسانية غير المشروطة، تعتمد على حركة طالبان.

وأضاف ماس للصحفيين في سلوفينيا “سمعنا تصريحات معتدلة كثيرة في الأيام الماضية، لكننا سنقٍيم طالبان بناء على الأفعال وليس الأقوال”.

ومضى قائلا “نرغب في تقديم المساعدة لتجنب أزمة إنسانية وشيكة في الشتاء المقبل.. لهذا السبب يتعين علينا التحرك بسرعة”.

الأناضول