"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

“جيروزاليم بوست” تكشف “سرّ” الوقود الإيراني لـ حزب الله!

راي اليوم :

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” تقريراً، للمُحلّل السياسي المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط سيث جيه فرانتزمان، يتحدَّث فيه عن سفن “الدعم” الإيرانيّة المُحمّلة بالوقود، معتبرًا أن “ذلك سيكون تغييراً كبيراً في اللعبة، بالنسبة للبنان و”حزب الله”، الذي يهدف إلى الاستفادة من الوقود الإيراني الذي يتم شحنه”.

وقال فرانتزمان في التقرير: “أفادت تقارير إعلامية إيرانية ولبنانية بأن سفينة إيرانية محملة بالوقود وصلت الى المياه الإقليمية السورية. وكانت صحيفة “الأخبار” أول من أعلن الخبر. إن هذه الخطوة ستكون تغييراً كبيراً في اللعبة بالنسبة للبنان و”حزب الله” الذي يهدف إلى الاستفادة من الوقود الإيراني الذي يتم شحنه. هذا ومن المفترض أن يتم تفريغ الوقود في ميناء سوري ثم نقله إلى لبنان”.

أضاف: “لكن شركة “تانكر تراكرز” المتخصصة في تتبع حركة السفن شككت في تلك المعلومات، مشيرة إلى أن “الناقلة الأولى لم تصل إلى قناة السويس بعد، فيما لم تغادر الناقلة الثانية إيران بعد ولكنها غادرت الميناء. أما الناقلة الثالثة فغادرت إيران. يستغرق الأمر عادةً ما بين 10-12 يوماً حتى تصل إلى السويس”.

وأشارت “تانكر تراكرز” الى أن ناقلة أخرى تحمل 730 ألف برميل من النفط الخام الإيراني وصلت قبل أيام عدة الى القناة”.

وتابع الكاتب: “في حين أن تقرير “الأخبار” يفتقر نسبياً إلى التفاصيل المتعلقة بالناقلات، فإن أخبار وكالة “تسنيم” الإيرانية لديها المزيد من المعلومات. وهذا يدل على مدى “فخر” الجمهورية الإسلامية بهذا الأمر”.

في هذا السياق، ذكّر فرانتزمان بأنه في تمّوز من العام 2019، استولت مشاة البحرية الملكية البريطانية مؤقتًا على ناقلة النفط الإيرانية “غريس 1” الكبيرة، عندما كانت في طريقها إلى سوريا. كما أرسلت طهران سفنا محملة بالبنزين إلى فنزويلا، وصادرت الولايات المتحدة وقودا من بعض تلك السفن في صيف العام 2020.

هذا، وأشارت “تسنيم” إلى أن “الوصول الوشيك لشحنات الوقود الإيرانية إلى لبنان يتزامن مع حديث الكونغرس الأميركي عن أن” الولايات المتحدة تسعى الى حل أزمة الوقود اللبنانية ولبنان لا يحتاج إلى استيراد الوقود إيراني “.

ووفقاً، للكاتب فإن “حزب الله” على خلاف مع الولايات المتحدة و”يريد استخدام توصيل الوقود لإثبات قدرته على إدارة الاقتصاد اللبناني، كما يريد “حزب الله” توثيق العلاقات مع الصين عبر إيران أيضاً”.

وأكد الكاتب أن تدخل “حزب الله” وأمينه العام حسن نصر الله يأتي ليؤكد أن “الحزب المدعوم من إيران تريد الإستفادة من هذه الشحنة”.

وقال الكاتب: “كتبت “الأخبار”، بحسب المصادر التي تتابع الموضوع، أن حمولة السفينة ستنقل بواسطة ناقلات من سوريا إلى لبنان، بعد تفريغها في ميناء سوري. سيتبرع “حزب الله” للمستشفيات الحكومية ودور الرعاية، مع إعلان شركة خاصة عن آلية بيع المؤسسات الخاصة ومولدات الكهرباء. وبحسب المصادر فإن سفينتين ستصلان تباعا بالآلية عينها، من دون الكشف عما إذا كانت محملة بالديزل أو البنزين أو كليهما، “مع احتمال مغادرة باخرة رابعة من إيران”.

وشدد فرانتزمان في مقاله على أن ذلك “يخبرنا بأن “حزب الله”، الذي تولى بالفعل السياسة الخارجية والدفاع اللبنانية، يتولى الآن سياسة الطاقة الخاصة به. قريباً، “حزب الله” الذي لديه شبكات هاتفية خاصة به، ويلعب دوراً في الأعمال المصرفية والميناء والمطار والمتاجر الكبيرة – سيستورد الآن الغاز والنفط ما يجعل لبنان بشكل أساسي مقاطعة داخل إمبراطورية “حزب الله””.

وأعرب الكاتب عن اعتقاده أنه “لا يوجد في أي مكان آخر في العالم مليشيا مسلحة غير شرعية تقوم بإدارة دولة بالطريقة التي يسيطر بها “حزب الله” على لبنان”.

وتابع الكاتب: “أيضاً، ابتزّ “حزب الله” السياسة اللبنانية للسيطرة على الرئاسة، ومنع تشكيل حكومة جديدة وتعيين رئيس وزراء. كما أرسل مقاتلين إلى سوريا لتهديد إسرائيل، واغتال منتقدين مثل لقمان سليم، وقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وكان على الأرجح وراء التخزين غير القانوني لنترات الأمونيوم في ميناء بيروت الذي دمر جزءًا من بيروت في انفجار العام الماضي. والآن يسعى الحزب الإرهابي إلى أن يصبح بارون نفط أيضاً”.

ولفت الى أن “الهدف من تصدير الطاقة الإيرانية هو توفير الشحنات إلى “حزب الله” – لتمكينه من إرسال الصواريخ والطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة بشكل غير قانوني”.

الى ذلك، لاحظ الكاتب أن التغريدات من موقع “تانكر تراكرز”، والتي يبدو أنها تلقي بظلال من الشك على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الموالية لإيران، “الأجواء الغامضة لشحنات النفط والغاز، حيث تقوم السفن بإيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بنظام AIS (منظومة التعريف/التحديد الآلي للسفن) بهدف التواري عن الأنظار”.

وسأل في هذا السياق: “لماذا تصور وسائل إعلام موالية لإيران وصول ناقلة نفط وهي شحنة أكثر انتظاما إلى سوريا وكأنها غاز متجه إلى لبنان؟ وهل هدفهم إحراج الوفد الأمريكي الأخير الذي زار لبنان وإعطاء جرعات من الدفع الى “حزب الله”؟”.

وختم فرانتزمان بالقول: “لكن الآمال المحطمة في توزيع الوقود قد تأتي بنتائج عكسية”.

“ليبانون ديبايت”