DW :
شدد الاتحاد الأوروبي على أن “الانخراط العملياتي” للتكتل مع طالبان لا يرقى للاعتراف بها. وفي الوقت نفسه، حذر وزير خارجية ألمانيا الحركة من عدم الالتزام بالشروط الأساسية للاتحاد، لكن ماذا لو لم تلتزم الحركة بهذه الشروط؟
اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة (الثالث من سبتمبر/ أيلول) على أنه يجب على التكتل أن يلتزم بخمسة “شروط أساسية” في إطار التعامل مع حركة طالبان، من أجل توصيل المساعدات إلى أفغانستان، دون الإشارة إلى ما سوف يحدث حال تم تجاوز تلك الشروط.
شروط خمسة أساسية
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، “من أجل دعم السكان الأفغان، يجب أن ننخرط مع الحكومة الجديدة في أفغانستان”، وذلك في تلخيص لمحادثات الوزراء التي جرت اليوم في سلوفينيا.
وقال بوريل إنه حتى تعمل طالبان مع الاتحاد الأوروبي يجب عليها ألا تدع أفغانستان تأوي الإرهابيين الذين يمكن أن يخططوا لشن هجمات على الدول الأخرى، كما كان الحال في الماضي. وأضاف أنه بدلا من ذلك يجب على الحركة أن تحترم حقوق الإنسان، خصوصا النساء، وأن تشكل حكومة شاملة، وتسمح بوصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى السماح للمواطنين الأجانب والفئات الضعيفة من الأفغان بمغادرة البلاد.
والثلاثاء الماضي، وخلال اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، تعهدت الدول السبع والعشرون بدعم بلدان المنطقة المجاورة لأفغانستان لاستضافة اللاجئين الهاربين من نظام طالبان.
ويرغب الاتحاد الأوروبي في تجنب موجة تدفق المهاجرين على أراضيه كما حصل في العام 2015. وتستضيف باكستان وإيران أكبر عدد من اللاجئين الأفغان.
وشدد جوزيب بوريل اليوم الجمعة على أن “الانخراط العملياتي” للتكتل مع الحركة لا يرقى للاعتراف بها. وقال بوريل للصحفيين: “انخراطنا يعتمد على الوفاء بتلك الشروط. وسوف يقول البعض: حقا! ولكن طالبان لن تفي بيهم. إذن دعونا نرى”. وقال بوريل في السابق إنه لن يتم تقديم أي أموال من المساعدة الإنمائية الأوروبية لأفغانستان المخصصة لفترة 2021 – 2025 والتي تصل إلى 1.2 مليار يورو (1.4 مليار دولار) حتى توضيح طبيعة التعاون مع طالبان.
ماس: الحكم على الأفعال وليس الأقوال
من جهته قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن سرعة عودة مساعدات التنمية المجمدة، والتي تختلف عن المساعدات الإنسانية غير المشروطة، تعتمد على حركة طالبان. وأضاف ماس للصحفيين في سلوفينيا “سمعنا تصريحات معتدلة كثيرة في الأيام الماضية، لكننا سنقٍيم طالبان بناء على الأفعال وليس الأقوال“.
وحذر ماس من خطر حدوث “كارثة إنسانية” في أفغانستان خلال فصل الشتاء المقبل، وقال في سلوفينيا الجمعة إنه من أجل الحيلولة دون حدوث ذلك، يجب التحرك سريعا، موضحا أن إمكانيات تنفيذ ذلك تكمن في اتخاذ تدابير داعمة للاستقرار والتعاون الإنمائي.
وفي الوقت نفسه، حذر ماس طالبان من عدم الالتزام بالشروط الأساسية التي صاغها الاتحاد الأوروبي بناء على مبادرة فرنسية-ألمانية عقب استيلاء الحركة على مقاليد الأمور في أفغانستان.
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، رويترز، أ ف ب)