الخليج الجديد :
اعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني”، أن رفض حركة “طالبان” السماح بوجود أمني أجنبي في مطار كابل “يعرقل الجهود الدولية لإعادة فتحه أمام الرحلات التجارية” بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
وصرح الوزير القطري لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية بأن الدوحة حثت قادة “طالبان” على قبول المساعدة الخارجية لتشغيل المطار، لكن الحركة قالت إنهم “لا يريدون رؤية وجود أمني أجنبي في مطارهم أو أراضيهم”، مشيرا إلى أن قطر أوضحت للحركة أن “سلامة المطار وأمنه يتطلبان أكثر بكثير من مجرد تأمين محيط المطار”.
وأكد وزير خارجية قطر أنه “لا يمكن لشركات الطيران الدولية السفر إلى كابل ما لم يتم استيفاء معيار أمني معين”.
وتصاعدت المخاوف من مصير آلاف الأفغان والأمريكيين بعد الانسحاب الأمريكي من البلاد، كما أكدت الأمم المتحدة على استمرار عمل المطار من أجل تقديم المساعدات الإنسانية الملحة.
كما تصاعدت المخاوف بعد هجوم انتحاري في محيط المطار، وقع الخميس الماضي، وأسفر عن مقتل العشرات بينهم 13 جنديا أمريكيا.
وتجري “طالبان” محادثات مع قطر وتركيا لطلب المساعدة في مواصلة الرحلات المدنية في المطار.
وقال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، الأحد، إنه يجب إجراء إصلاحات في المطار قبل إعادة فتحه أمام الرحلات المدنية.
وأعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أن أنقرة ما زالت تجري تقييما لعرض الحركة لإدارة مطار العاصمة الأفغانية بعد الانسحاب الأمريكي.
وأوضح وزير الخارجية القطري في المقابلة مع الصحيفة البريطانية أن البلدين ينسقان جهودهما في هذا الشأن.
وقال: “لا مانع لدينا من الذي يقوم بتشغيله، ولكن ما نركز عليه، إذا توقعنا أن يقوم المطار بتشغيل الرحلات الجوية للمدنيين، أن يكون على مستوى المعايير الأمنية التي نبحث عنها…هذا يعتبر أولوية قصوى بالنسبة لنا”.
وشدد على أهمية التعامل مع “طالبان”، وقال قائلا إنه يجب أن يكون هناك إجماع دولي بشأن إذا كانت الحكومات ستنظر في الاعتراف بحكومة تقودها الحركة.
وذكر الوزير أن على “طالبان” أن تُظهر إذا كانت على استعداد للوفاء بالتزاماتها وتشكيل حكومة شاملة، والدخول في محادثات مع جميع الأطراف الأفغانية.
وأضاف أنه من غير الواضح شكل النظام الأفغاني الجديد، ونسبة تمثيل جميع الأطراف فيه، لكن “طالبان” قالت إنها على استعداد لاتخاذ خطوات لا تعيد أفغانستان إلى العهد القديم.
وتابع أنه بعد الهجوم الانتحاري الخميس الماضي، كانت هناك بعض الاتصالات والتعاون في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مع قيام الدوحة بدور الوسيط بين واشنطن وطالبان.