"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

هكذا لعبت الشرطة الإسرائيلية دوراً في تزايد الجريمة في الوسط العربي

القدس العربي :

بقلم : إيلي سنيوز :

  أثبتت شرطة “كوبي شبتاي” في نهاية الأسبوع بأنها فقدت السيطرة تماماً. أربعة الضحايا الذين دفعوا حياتهم ثمناً ليسوا شيئاً شاذاً. هم أقرب من ذلك، ربما يكونون نوعاً من الروتين. المشكلة الكبرى هي أن الشرطة كانت قد أعلنت عن حملة سلاح كبيرة في الوسط العربي في نهاية الأسبوع، فإذا ما زال المجرمون يواصلون عملهم دون عراقيل مع وجود قوات كبيرة تتحرك في الخارج، إذا أين شرطة.

منذ بداية الولاية، عندما شكل طاقم قيادته العليا، انتقدت محافل عديدة في الشرطة وادعت بأن المفتش العام للشرطة شبتاي يفضل المقربين منه على الضباط المهنيين الذين أزيحوا جانباً بل واضطروا إلى الاعتزال. يفهم شبتاي اليوم كم كان محقاً هذا النقد. بدأ هذا مع أعمال الإخلال بالنظام في القدس، وفقدان السيطرة لبضعة أيام أمام أعمال الشغب التي قام بها العرب في إسرائيل في أيار، والآن الفوضى التي تعربد في الوسط العربي.

لا يملك أي قائد لواء خطة مرتبة للحرب في الوسط. فضلاً عن هذا، لا نرى قادة الألوية في بعض من أحداث القتل. ولعله يستثنى من ذلك قائد اللواء الشمالي، اللواء شمعون لفي، الذي لا يزال يحاول قتال منظمات الجريمة، ولكنه أيضاً بات منشغل البال بعمق بلجنة التحقيق لمصيبة ميرون. أما باقي الألوية فيحافظون على الصمت ويفضلون الاختباء والصلاة في أن يكون إطلاق النار التالي على مسافة متر على الأقل من منطقة مسؤوليتهم.

في خطوة يائسة، قرر المفتش العام أمس، عقد جلسة طوارئ في لواء الوسط الذي قتل في نطاقه أربعة أشخاص في الأيام الأخيرة. غير أن هذه الجلسة -حسب دروس الماضي- لا تبشر بالخير. ففي المرة السابقة التي عقد فيها المفتش العام جلسة طوارئ كهذه في لواء الوسط، كان هذا في اليوم الأول لبدء أعمال الشغب في اللد، وعندها أنزل غرفة عمليات الشرطة إلى المدينة واستقر فيها بنفسه. وتذكر نتائج تلك الجلسة حتى اليوم بأن الشرطة فقدت السيطرة على مدينة اللد.

قبل بضعة أسابيع أعلن قائد اللواء الحالي اللواء موشيه بركات على نحو مفاجئ، اعتزاله سلك الشرطة. ولم يعلن حتى اليوم المفتش العام عن قائد اللواء الجديد، الذي يفترض بأن يستعد لدخوله هذا اللظى. فضلاً عن هذا، فإن قائد محطة اللد – وقد تكون هذه المنطقة الأكثر سخونة في اللواء – غادر قبل بضعة أسابيع منصبه، ولكن لم يصل بعد من حل محله. إذا كانت الشرطة تتعاطى مع اللواء ومع المدينة بهذا النهج، فلماذا نلوم المجرمين؟ قبل أسبوعين فقط، احتُفل بفخار وبهاء عظيمين بتدشين قسم “سيف” الذي يفترض أن يحارب الجريمة في المجتمع العربي. وهي مناورة ذر الرماد في العيون التي تقوم بها الشرطة للوسط مرة كل بضع سنوات، دون أي نية حقيقية: مبنى جديد آخر، مقر آخر كبير ومنتفخ، وظائف أخرى للقادة – ولكن دون وجود أي قوات في الميدان.

ثمة افتراض بأن تقدم “شرطة شبتاي” عرضاً مرة أخرى في الأيام القريبة القادمة. ستدخل إلى المدينة قوات خاصة، وثمة مباحث ووحدات خاصة تنفذ اجتياحات، وسنسمع عن اعتقالات وسنتلقى صوراً لبضعة أسلحة تم جمعها. هذه المناورات نفذتها الشرطة غير مرة بعد أن كانت تحت الضغط. أما الجمهور فبات أقل تصديقاً لهذا، ويبدو أن الشرطة لا تصدق نفسها هذه المرة.

بقلم: ايلي سنيور

 يديعوت 30/8/2021