ماذا وراء سماح إسرائيل للفلسطينيين بالبناء في جزء من مناطق “ج”؟

القدس العربي :

ينبغي التقدير بأن إقرار البناء الفلسطيني في المناطق “ج” جاء لثلاثة ضغوط سياسية على الأقل: الأول من البيت الأبيض، ونأمل أنه جاء لقاء مقابل كبير. ولكن حتى لو كان، فهذه سابقة خطيرة تربط البناء الإسرائيلي بالبناء الفلسطيني، في منطقة هي تحت السيطرة الإسرائيلية حتى اتفاقات أوسلو.

الضغط الثاني على ما يبدو هو الرغبة في تعزيز السلطة الفلسطينية في مقابل حماس. وهذا أيضاً يبدو أنه يحصل تحت ضغط أمريكي. وفي هذه الحالة، فإن الثمن عال جداً. يجدر بالذكر أن الولايات المتحدة بالتوازي تفتح قنصلية في شرقي القدس، وهذه هدية أخرى، مهمة جداً للسلطة الفلسطينية لأنها تشكل سابقة لتقسيم القدس عملياً إلى منطقتي خدمة لفئتين سكانيتين – يهودية وعربية.

أما الثالث فهو الضغط داخل الحكومة انطلاقاً من ضرورة التوازن بين اليمين واليسار والحرص على بقائها بكل ثمن، ولا سيما في الأيام الحرجة لإقرار الميزانية. ويبدو أنه الضغط الأكثر حسماً.

نأمل بأن يكون المقابل كبيراً لإسرائيل – في مجال الصراع مع إيران أو حزب الله. ومع ذلك، فإن بيان المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية، أن إقرار ألفي وحدة سكن في البلدات اليهودية في يهودا والسامرة سيصعب حل الدولتين للشعبين، يتعارض والفرضية القائلة بوجود صفقة مجدية من خلف الكواليس تمنح إسرائيل مقابلاً لقاء البادرة الطيبة باهظة الثمن التي تقدمها. وإلا، فلماذا تعرب وزارة الخارجية عن عدم الرضا؟

ربما يكون البيت الأبيض، من خلال وزارة الخارجية، يدفع ضريبة لفظية لمعارضي هذه الصفقة (الأوروبيين، الإيرانيين؟) إذا كان نعم، فهذه أنباء سيئة، وذلك لأن هذا يشير إلى أن البيت الأبيض غير قادر، أو غير معني، بإسناد علني للاتفاقات مع إسرائيل، دون خوف من ردود الفعل ودفع المقابل. الإمكانية الثانية أسوأ من ذلك – أن الصفقة لم تعقد على الإطلاق، ولا تزال هناك مفاوضات بين إسرائيل والبيت الأبيض. وثمة إمكانية ثالثة بأن تكون حكومة إسرائيل قد قامت بالبادرة الطيبة من طرف واحد، بدون اتفاق، ثم اكتُشف لاحقاً أنها لم ترض البيت الأبيض.

على أي حال، إن الضرر وقع الآن، وهو كبير جداً. إذ إن كل من يريد الضغط على إسرائيل أدرك أنه أسلوب ناجح، وانه يمكن الوصول إلى نتائج غير مسبوقة، ويجب مواصلة الضغط بكل سبيل، سواء كان دبلوماسياً، أو حتى عسكرياً مستقبلاً. حصل هذا كثيراً في الماضي، ولا يوجد ما يدعونا لنصدق بأنه لن يحصل في المستقبل.

ينبغي البحث عن أسباب هذا الفشل في الصراعات السياسية الإسرائيلية الداخلية: إما أن غانتس كان قد صادق على هذا القرار بدون مصادقة رئيس الوزراء، كي يقود سياسة منفردة ويضعف رئيس الوزراء؛ أو أن بينيت وافق على مصادقة غانتس هذه ليجعله عدواً للاستيطان، وهكذا يضعفه في كل مفاوضات مستقبلية مع نتنياهو لإقامة حكومة بديلة. مهما كان السبب، فإن حكومة إسرائيل في هذه اللحظة أضعف وقابلة للضغط أكثر، داخلياً وخارجياً.

بقلمإليكس نحومسون

مدير عام أمن إسرائيل – منتدى القادة الوطني وعضو منتدى الشرق الأوسط

 معاريف 22/8/2021

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

نيوزيلندا تدرج “حزب الله” اللبناني و”أنصار الله” على قائمة الإرهاب

RT : أعلنت نيوزيلندا تصنيفها “حزب الله” اللبناني وحركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن “منظمتين …