” عاشوراء فتنة كل عام “
بعد وصية خطباء المنابر بصيام عاشوراء في جمعة اليوم 4 محرم 1440 هـ :
حديث صوم عاشوراء موضوع و إليكم الأدلة : ” فتنة كل عام أترجوا أمة قتلت حسيناً و أغلقت مسجده يوم زيارته بعاشوراء شفاعة جده يوزم الحساب”
عاشوراء فتنة كل عام و بيان آية يفتنون كل عام
أمة تفرح بيوم مقتل أهل بيت نبيها هل ترجوا فلاحاً في الدنيا ونجاة من النار يوم القيامة
قالت الجن في رثاء الإمام الحسين عليه السلام :
أترجوا أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب
لما قتل الحسين واحتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة ليشربوا النبيذ خرجت عليهم يد من الحائط معها قلم حديد، فكتبت سطرا بدم :
أترجو أمة قتلت حسينا ………… ……… …. شفاعة جده يوم الحساب
المصادر :
المعجم الكبير 147، ذخائر العقبى 144، مقتل الحسين 2/93، كفاية الطالب 291، تاريخ دمشق 4/342، تاريخ الاسلام 3/13، مجمع الزوائد 9/199، البداية والنهاية 8/200، الصواعق المحرقة 116، الخصائص الكبرى 2/12، الطبقات الكبرى 1/23، جمع الفوائد 2/217، وسيلة المآل 197، إسعاف الر اغبين 217، ينابيع المودة 230 و 315، إحقاق الحق 11/561-565
و [ عن إمام لبني سليم عن أشياخ له قالوا غزونا بلاد الروم فوجدنا في كنيسة من كنائسها مكتوبا أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب فقلنا للروم من كتب هذا في كنيستكم قالوا قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة عام كذا قال وإنما هو يحيى بن اليمان – سير الاعلام 13 / 239 ]
رثاء الحسين (ع) عند الشيعة و صيام و فرح وحلوي عند السنة
{ ذلك مبلغهم من العلم }
صدق الله العلي العظيم
هذا وصف وصفه الله تبارك وتعالى لفئة من أمة محمد صلى الله عليه وآله علمها بسيط فقدت كثير من العلوم الحقيقية والصحيحة دون التحقيق والتدقيق المطلوبين في النصوص الدينية .
فأصبحت الأمة لا تعلم عن دينها إلا القليل من النقولات الصحيحة والموضوعة و قال فيها زيد وعمر من الناس بهواه واتفق فلان مع فلان و اختلف آخر معه وتاهت الحقيقة من بين كل هؤلاء لعدم جعل القرآن الكريم ميزاناً للحكم بين النصوص .
والسؤال :
هل هذا هو مبلغ علم بعض هذه الأمة بالأحكام يشرعون الفرح والسرور وينسبونه للنبي (صلى الله عليه وآله) وكأنه لا يعلم ما سيحدث لأهل بيته (عليهم السلام) في عاشوراء 19 رجلاً من أهل بيته وذريته
(صلى الله عليه وآله)
أبيدوا على يد الأمويين النبي ثم يزعمون بأن النبي قد أمر بصيامه و إعداد الحلوى والذبح فيه فيحتفل بهذا اليوم هؤلاء وأشياعهم وشيعة أهل البيت (عليهم السلام)
يبكون ويلطمون ويحزنون في ذلك اليوم ولا يفرح في ذلك اليوم الأسود على أهل بيت النبي
(عليهم السلام) إلا فاسق زنديق وذلك لأنها تهمة في حق رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه كان لا يعلم ما سيحدث في عاشوراء سنة 62 هـ لأهل بيته بعد أن أخبر الأمة بما هو كائن إلى يوم القيامة .
وإليكم البحث الخاص بمركز القلم للأبحاث والدراسات ولقد نشرناه من قبل ولأهميته نعيد نشره في كل مناسبة ليعلم الناس وضع تلك الاحاديث التي تحض على الصيام في عاشوراء والذبح والحلوى والإحتفالات التي نشرها الأيوبيون بعد القضاء على الدولة الفاطمية نكاية في أهل بيت النبي
(عليهم السلام) وشيعتهم وأنصارهم ومحبيهم .
مركز القلم للأبحاث والدراسات
الإحتفال بعاشوراء وقتل الحسين فتنة كل عام
يقول تعالي[أولم يروا أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذكرون ـالتوبة] .
هذه الفتنة هي احتفال شطر الأمة بصوم عاشوراء والصوم فرحة قال فيها صلى الله عليه واله للصائم فرحتان وليست فرحة واحدة والشطر الآخر يعتبرونه يوم تعزية وتأبين لآل بيت محمد في مصابهم وتجديدا لأحزانهم ضد اليهود المسؤول الأول عن مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه ثم بنو أمية وهذا التضارب خاصة احتفال شطر الأمة بهذا اليوم كأنه اتهام للمصطفى صلى الله عليه واله وكأنه لم يكن يعلم ما سيحدث لابنه في هذا اليوم وهو المنبئ بالوحي وما سيحدث للأمه إلي يوم القيامة.
أولاً:
وعن صيام هذا اليوم وتضارب وقت روايته:
-صيام عاشوراءمخترع أموي لم يكفهم سب ولعن آل بيت الرسول80عاماأردواصرف المسلمين عن مذبحة كربلاء وكالعادة أتوابالوضاعين لأختلاق الروايات لكن الكذب مفضوح
-صيام يوم عاشوراء في كتب الحديث
روى مسلم في صحيحه ـ كتاب الصوم ـ صوم يوم عاشوراءـ عن ابن مسعود أنه قال: (( قد كان يصام (أي : يوم عاشوراء) قبل أن ينزل رمضان, فلما نزل رمضان ترك )).
وإن الأحاديث الواردة في صوم يوم عاشوراء في الصحاح والمسانيد عند أهل السنة في غاية الاضطراب والتناقض مما يقوي اليقين بأن كل هذه الاحاديث مختلقه من قبل أجراء بني أمية:ففي بعضها: أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء, فصامه النبي (ص), ثم أمر الناس بصومه حين قدم المدينة, ثم فرض صوم رمضان, ونسخ وجوبه وبقي مستحباً.
*(صحيح البخاري: ط 4/ دار ابن كثير واليمامة / كتاب الصوم ـ رقم 1794, وكتاب فضائل الصحابة ـ رقم 3619, صحيح مسلم 8/4 ـ13).
وفي بعض الأحاديث : أن النبي (ص) لم يكن ملتفتاً إلى صوم عاشوراء, وإنما علم به بعد قدومه المدينة من اليهود, فأمر به, لأحقيته من اليهود بموسى.*(صحيح البخاري رقم 1900, ورقم 3726 و 3727).
فالاحاديث بين ما يسند صومه وصوم المسلمين بأمره (ص) إلى تقليد أهل الجاهلية, وبين ما يسنده الى تقليد اليهود وتشاهد في رواية مسلم وأبي داود أن النبي (ص) عند ما صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه لم يكن عالماً بأن اليهود والنصارى يعظمون يوم عاشوراء, فماعلم به (ص) عزم على ترك صومه وقصد صوم اليوم التاسع, لكنه (ص) توفي قبل حلول العام المقبل.
*(صحيح مسلم 8/12 كتاب الصيام, سنن أبي داود 2/339).فلا يعقل أن يغفل النبي (ص) طيلة تسعة أعوام عن تعظيم أهل الكتاب لليوم المذكور, فان الاحاديث الأخرى تدل على أنه (ص) صام يوم عاشوراء من أوائل دخول المدينة.وكذلك تجد التناقض بين حديث مسلم وأبي داود هذا, وبين حديث مسلم وأبي داود الآخر عن ابن عباس: (( إذا رأيت هلال المحرم فاعدد واصبح يوم التاسع صائماً, قلت: هكذا كان رسول الله (ص) يصومه؟ قال: نعم )).
*(صحيح مسلم 8/11 كتاب الصيام, سنن أبي داود 2/340).قالمتأمل في هذه الروايات المتعارضة المتضاربة, يفهم أنها موضوعة مجعولة من قبل بني أمية, ويزيد في وضوح كذبها أنه لا أثر لهذا الصوم فيما نقل عن آثار أهل الجاهلية, وهؤلاء اليهود والنصارى لا يعرفون يوم عاشوراء ولا صومه!!- وإنما هي أكذوبة اموية تضاف الي اكاذبيهم في حرف وتزييف الإسلام .
وبالتالي الروايات تقسم إلى :
- رواية أنه صام عندما قدم المدينة وبعد الهجرة : أن النبي (ص) لم يكن ملتفتاً إلى صوم عاشوراء, وإنما علم به بعد قدومه المدينة من اليهود, فأمر به, لأحقيته من اليهود بموسى.*(صحيح البخاري رقم 1900, ورقم 3726 و 3727)
عن الطبراني :
[لما دخل المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئل أي يوم هذا قالوا عاشوراء فقال نحن أحق باتباع موسى عليه السلام ـ رواه الطبراني في المعجم]وهنا لو أفترض أن النبي سأل اليهود عن سبب صيامهم وقت قدومه للمدينة في ربيع فيكون في السنة الثانية للهجرة العاشر من محرم يتوافق وليوم التاسع والثامن من الشهر الخامس[آب من التقويم العبري]ولا يجوز لليهود أن يصوموا ذلك اليوم حسب إدعاء من وضع الحديث حيث أن التوراة تذكر في سفر التكوين أن خروج نوح من السفينة كان في السابع والعشرين من الشهر الثاني أيار.2) هناك روايات تقول لئن عشنا إلى العام المقبل لنصوم التاسع والعاشر كما في حديث ابن عباس ـ كنز العمال رقم 24226&24238 &مسلم 1134.
3) روايات تقول إن قريش كانت تصومه بمكة في الجاهلية عن أم المؤمنين عائشة [كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله بصيامه حتى فرض رمضان ـ رواه البخاري ومسلم ] .
وهل يقلد رسول الله صلى الله عليه واله المشركين ؟
(.يقول الأستاذ محمود عرنوس في مجلة لواء الإسلام العدد8 سنة 4 ص 559 أن لليهود يوم عاشوراء وهو العاشر من تشري الذي صادف وقت حلوله يوم عاشوراء والذي كانت قريش تصومه في الجاهلية )وبالرجوع لأجهزة الكومبيوتر وحساب عاشوراء يوم ورود رسول الله للمدينة في السنة الثانية والتي كانت سنة 4383عبري8آب ولم يصادف شهر تشري إلا بعد خمسة وعشرين عاماً من الهجرة كما سنبين بالجداول التقويمية للأديان الثلاثة .
ثانياً:
سبب صوم هذا اليوم
1) صوم لليهود الذي اظهر الله فيه موسي وبني إسرائيل علي فرعون وملئه فأغرقهم الله تعالي – صحيح مسلم 0 واليهود يحتفلون بذكري عبور البحر الأحمر و يسمون ذلك اليوم ( بيساخ) وهي أيام من 15 – 20 نيسان فيقيمون احتفالات عائليه يأكلون فيها الطعام الرمزي و الخبز الخالي من الخميرة اقتداء بأسلافهم وهذا التاريخ لا يتوافق و عاشوراء كما سنبين بل لا يدرون عن عاشوراء شيئا و الأكثر من ذلك انهم لا يحتفلون بأعياد نجاة نوح ولا يونس ولا غيره من الأنبياء وذلك لأن أعيادهم كالآتي ( عيد رأس السنة اليهودية المسمي بروس حسناه في الأول من الشهر السابع تشري وذلك عندهم أول شهر في السنة لما ورد في سفر الخروج 2 / 12 علي أن يكون هذا الشهر أول أشهر السنة وذلك لاعتقادهم أن ولادة الشعب اليهودي في هذا الشهر 0 وهناك السبث وهو يوم توقف فيه الأنشطة ليوم الرب .
وهناك عيد يوم كيبور وسبعة أيام عيد سكوت وشميني آتزيريت وسمحات تورا وهذه ليست أعياد خروج سفينة نوح ولاغيره من الأنبياء بل هي مواقيت لمناسبات بتاريخهم العبراني )
2) روي في الأحاديث أنه يوم نجاة نوح عليه السلام ويقول سفر التكوين أن خروج نوح من السفينة كان في 27 آيار وهذا تاريخ لا يجوز صيامه حسب ادعاءات التوراة .
3) كانت قريش تصومه كما في حديث أم المؤمنين عائشة ومعلوم وثنية قريش وهذا لا يحتاج إلى رد لرفضه عقلاً و نقلاً فقد رفض رسول الله تقليد اليهود و النصاري وهم أهل كتاب فهل يقلد الوثنيين صلي الله عليه وآله
( وأما عن التقويم العبري اليهودي الذي زعموا في أكثر الأحاديث أنه توافق مع عاشوراء نبحث في تقويمهم ما هو )
بالرجوع إلي سفر التكوين يتبين لنا أن اليهود يدعون أن تقويمهم يبدأ من يوم هبوط آدم إلي الأرض ولو دققنا النظر في التواريخ المذكورة في التوراة سنجدها تعتمد علي التقويم الشمسي و ليس القمري وهذا يجعلنا نرفض تلك التواريخ لأنها لم تأت أصلاً في التوراة المنزلة علي موسي إنما أخذت من السومريين والبابليين حيث أن تقويمهم كان شمسياً ويجب ان لا ننسى أن سفر التكوين قد كتب في زمان متأخر عن موسى عليه السلام والسنة اليهودية في غاية التعقيد فهي اثنا عشرا شهراً شمسياً وبين كل بضع سنين يضيفون شهراً آخر يسمى (آذار ثاني) وهذا هو النسيئ الذي قال تعالي فيه
[إنما النسيئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين ـ التوبة 37](وهنا يقول الفخر الرازي قال قطرب: النسيئ أصله الزيادة يقال نسأ الأجل وأنسأ إذا زاد فيه وقد عملت اليهود بالنسيئ حيث أن السنة الشمسية زائدة عن القمرية بمقدار معين احتاجوا إلى الكبيسة وحصل لهم بسبب تلك الكبيسة أمران أحدهما كانوا يجعلون بعض السنين ثلاثة عشر أشهراً بسبب اجتماع تلك الزيادات والثاني :أنه كان ينقل الحج من بعض الشهور القمرية إلي غيره ويضيف فحصل بسبب الكبيسة أمران الأول زيادة في عدة الشهور والثاني تأخير الحرمة الحاصلة لشهر إلى شهر آخر)
ويقول صاحب كتاب صوم عاشوراء (وإذا عملنا بالنسيء في التقويم العبري بما يعتقدونه هم فلا اعتبار لتواريخهم فلو نظمنا برنامج على الكومبيوتر لضبط التقويم العبري بما يعتقدونه نجد أن سنة 1997ميلاديةتساوي 5757عبري ولابد من إضافة151,5سنة نسيء وذلك لأنهم يضيفون ستة أشهر كل 19 عام وبقسمة5757÷19 =303سنة ×6 أشهر لتحويلهم إلى شهور =1818شهر تم إضافتها نسيء منذ بداية التاريخ العبري .وهذا حساب ليس دقيق أيضاً خاصة وأنهم يضيفون خمسة أيام إلى مجموع السنة كأيام حرم أو أعياد وهذه التواريخ أيضاً لا تتوافق وعاشوراء فهل بالله عليكم يقر رسول الله صلى الله عليه واله هذا العبث اليهودي في التواريخ وهم العاملون بالنسيء وهو الكفر كما بينا أم كان لا يعلم بيوم قتل ابنه الحسين كما هو وارد في السنة في مسند أحمد الجزء 5 صفحة111(أخبرني جبريل أن حسينا ًيقتل بشاطئ الفرات )(يقتل الحسين على رأس الستين من مهاجري) ويجب أن تعلم أخى المسلم أن موافقة عاشوراء تاريخيا ًلم يأت شهر تشري الموافق لعاشوراء إلا بعد 25 عاماً من هجرة الرسول وكفى كذباً بعد ذلك و إفكاً لأمة تحتفل بيوم مقتل ابن بنت نبيها صلى الله عليه وآله وسلم
وهل بعد ذلك فتنة لأمة أحمد أكبر من هذا اليوم الذي يتذرع فيه عوام الناس بأنه يوم نجاة الأنبياء من الدائد والكروب والأهوال وهلاك ابن بنت رسول الله وتسعة عشر من أهل البيت حتى كاد ينقطع نسلهم فهل بعد ذل ك منأتهام بأن رسول الله ماكان ليعلم بما سيحدث لذريته وأهل بيته من بعدة بالصوم والذبح والحلويات وهل ذلك إلا أحتفاءاً بمقتلهم بعد أن قال فيهم الإمام الشافعي
مرثياً لهم :
عين جودي بعبرة وعويل | واندبي ان ندبت آل الرسول | |
ستة كلهم لصلب علي | قد اصيبوا وسبعة لعقيل | |
واندبي ان بكيت عونا اخاهم | ليس فيما ينوبهم بخذول | |
وسمي النبي غودر فيهم | قد علوه بصارم مصقول | |
واندبي كهلهم فليس اذا ما | عدّ في الخير كهلهم كالكهول | |
فلعمري لقد اصيب ذوو القربى | فبكى على المصاب الجليل | |
فإذا ما بكيت عيني فجودي | بدموع تسيل كل مسيل |
هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
خالد محيي الدين الحليبي
مقال ذا صلة من موقع رصيف 22 :
يوم عاشوراء… هل صام النبي محمد مع اليهود في يوم الغفران؟
يشير هذا الحدث إلى تأثر العبرانيين بعبادة العجل أبيس في مصر القديمة، البلاد التي غادروها لتوهم. ووقعت الترجمة العربية غير الدقيقة للتوراة في خطأ لم يصححه أحد حتى الآن، إذ تقول إن اليهود عبدوا العجل. لكن الحقيقة أن خطيئة اليهود لم تكن أنهم عبدوا عجلاً، وإنما أنهم جعلوا للرب (يهوه) تمثالاً يصوره في شكل عجل، لأن الرب نهى عن تمثيله في أية صورة.
وأتى غضب الرب على الشعب الإسرائيلي بسبب ذلك وكاد أن يفنيهم لولا تدخل موسى، كما يذكر سفر الخروج، فغفر لهم وقال لموسى: “وَالآنَ اذْهَبِ اهْدِ الشَّعْبَ إِلَى حَيْثُ كَلَّمْتُكَ. هُوَذَا مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ. وَلكِنْ فِي يَوْمِ افْتِقَادِي أَفْتَقِدُ فِيهِمْ خَطِيَّتَهُمْ”. ومن هنا أتى يوم الغفران، أحد أهم الأعياد اليهودية.
مملكة يهودية
بعد مئات السنين من حادثة العجل، وتحديداً عام 622 م، هاجر النبي محمد من مكة إلى يثرب (طيبة أو المدينة المنورة لاحقاً) التي كانت تحوي قبائل يهودية عدة.
يذكر إسرائيل ولفنسون في كتابه “تاريخ اليهود في بلاد العرب” البطون والقبائل اليهودية التي سكنت يثرب قبل قدوم العرب إليها. يقول: “كان ممّن يسكن المدينة، حتى نزلها الأوس والخزرج، من قبائل بني إسرائيل بنو عكرمة وبنو ثعلبة وبنو محمر وبنو زعورا وبنو زيد وبنو النضير وبنو قريظة وبنو بهدل وبنو عوف وبنو القصيص” وآخرون.
وكانت البطون الكبرى تتمثل في بني قينقاع وبني قريظة وبني النضير. ولاحقاً نزلت على هذه المملكة اليهودية قبيلتان عربيتان هما الأوس (حلفاء بني النضير وبني قريظة) والخزرج (حلفاء بني قينقاع).
وكان يهود يثرب قبل ظهور النبي محمد إذا تصادموا مع العرب لسبب أو لآخر، يتوعدونهم بالملك المقدس الذي ينتظرونه ويأتي ليوحدهم وينتصرون به عليهم، أي المسيا أو الماشيح، وهو الأمر الذي تحدثت عنه الآية القرآنية {وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} (البقرة:89).
لذلك، لما ظهر النبي محمد في مكة، ظن الأوس والخزرج أنه هو ذلك الملك المقدس الذي يتحدث عنه اليهود.
المسيح العربي
ارتقب اليهود مجيء ذلك النبي العربي بفرحة لا تخلو من ريبة، إذ وفقاً للعقيدة اليهودية، انتهت النبوة مع هدم الهيكل، وهو ما تؤكده المشناه (كتب الأحكام والتعاليم والتفاسير والفتاوي والوصايا الخاصة بالشريعة اليهودية).
ورغم أن معرفة يهود الجزيرة العربية بالتلمود محلّ جدل بين الباحثين، يقول ولفنسون إن “العقلية اليهودية لا تلين أمام شيء يزحزحها عن دينها وتأبى أن تعترف بأن يوجد نبي من غير بني إسرائيل، بل يعتقدون عقيدة راسخة أنه بعد أن ختمت صحف التوراة وكتب العهد القديم انقضى عهد بعث الرسل وظهور الأنبياء، سواء كانوا من بني إسرائيل أو من غيرهم كما يعتقد المسلمون أنه لن يبعث نبي بعد الرسول محمد”.
وكانت العقبة أمام افتراض أن النبي محمد هو الماشيح تتمثل في نص كتب الأنبياء على أن الماشيح سيكون من نسل داود، (صموئيل الثاني: 7-14). وكان محمد لا ينتمي إلى داود لا من جهة أبيه ولا من جهة أمه، وبالتالي فمسأله أن يكون الماشيح أو الملك النبي المنتظر كان مقطوع ببطلانها من وجهة النظر اليهودية.
ولكن ذلك لم يمنعهم من الاستبشار به. ففي تلك الرقعة الحافلة بالأديان الوثنية من كل جهة، كان ظهور دعوة توحيدية، أياً مَن كان صاحبها، يُعَدّ أمراً يستحق التشجيع بالنسبة لليهود، لا سيما وأن هذا النبي كان يؤمن بربهم ويتوجه في قبلة الصلاة نحو بقايا هيكلهم في القدس (بيت المقدس)، قبل تحويل القبلة نحو الكعبة، فضلاً عن أنه يعترف بتوراتهم وأنبيائهم وكثير من أمور شريعتهم.
النبوة العربية
يفسر الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون (1135-1204) الآية 13 في الإصحاح الأول لسفر التثنية قائلاً: “لا يسمح لأي نبي أن يأتي بجديد… وبناء عليه، إن جاء أحدهم، سواء من الأمم، أم من إسرائيل، وفعل خوارق ومعجزات، وقال إن الله أرسله ليضيف فريضة أو ينقص فريضة، أو أن يقدم تفسيراً لفريضة لم نسمع به، أو أن يقول إن الفرائض التي فرضت على إسرائيل ليست أبدية وإنما مؤقتة، فهذا نبي كذب”.
ويقول إسرائيل ولفنسون في كتابه المذكور: “كان يهود يثرب يتشوقون لرؤية الرجل الذي ينشر دعوة دينية تتفق في جوهرها مع عقائدهم، وكانوا يعتقدون أن ظهور رجل ليس من بني إسرائيل يدعو إلى توحيد الإله وإلى تعاليم التوراة وإلى تمجيد إبراهيم وموسى إنما هو ظاهرة غريبة في التاريخ البشري”.
ويذكر ابن هشام في سيرته أنه عند قدوم النبي إلى يثرب “كان أول من رآه رجل من اليهود، فصرخ بأعلى صوته: يا بني قيلة (يقصد الأوس والخزرج) هذا جدّكم قد جاء”.
الخدعة اليهودية
وصل النبي محمد إلى يثرب في يوم كان يصوم فيه اليهود. وتحكي الرواية الإسلامية ما حدث نقلاً عن ابن عباس: “قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه” (البخاري 2004 – مسلم 2659، 2658).
إذا صحت هذه الرواية، ربما مثّل هذا اللقاء فرصة لليهود المتوجسين من الدعوة الجديدة لاختبار صاحبها، لأن جواب هؤلاء النفر من اليهود انطوى على خدعة، سيمتد أثرها منذ ذلك الحين حتى اليوم بعد مرور أكثر من 1400 عام.
شاركغردربما مثّل لقاء النبي محمد بيهود يثرب فرصة لليهود المتوجسين من الدعوة الجديدة لاختبار صاحبها، لأن جواب هؤلاء النفر على سؤال النبي انطوى على خدعة، سيمتد أثرها حتى اليوم
شاركغردكان يهود يثرب قبل ظهور النبي محمد إذا تصادموا مع العرب لسبب أو لآخر، يتوعدونهم بالملك المقدس، أي المسيا أو الماشيح. لذلك، لما ظهر النبي في مكة، ظن الأوس والخزرج أنه هو ذلك الملك المقدس
فقد ذكر هؤلاء اليهود أن ذلك اليوم كان عيد نجاة بني إسرائيل من الفرعون أي عيد الفصح (بيسح بالعبرية أي العبور)، في حين أن ذلك اليوم كان يوم الغفران (يوم كيبور بالعبرية) أي عيد غفران خطيئة عبادة الرب في صورة العجل الذهبي.
وجاء قرار النبي بأن يصوم المسلمون مع اليهود وصام هو نفسه في ذلك اليوم، وربما في هذه اللحظة حسم اليهود أمرهم تجاه النبي العربي الذي سيقول في ما بعد: “لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم”.
الفصح أم كيبور؟
كان يوم صوم اليهود الذي شهده النبي يوم كيبور، أي عيد غفران خطيئة العجل الذهبي، وليس يوم عيد نجاة بني إسرائيل بقيادة موسى من فرعون (عيد الفصح)، وذلك لأسباب كثيرة، منها أن عيد الفصح ليس عيد صيام، بل إن الصيام فيه حرام، بنص التوراة في سفر الخروج في الإصحاح 12 وفي المشناه في مبحث موعيد (الأعياد).
ويذكر غازي السعدي في كتابه “الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود” أنه في عيد الفصح يُفرض على اليهود أكل خبز غير مخمر ناهيك عن قطعة مشوية من عظم الضأن، وبعض النباتات المرة، وكأس ماء مالح “لتذكيرهم بما عاناه أسلافهم أثناء فرارهم من الصحراء”، كما تشمل مائدة الفصح “أربع أقداح من النبيذ يشربها أفراد الأسرة وترمز لوعد الله لليهود بتخليصهم”. ويقول إن الفصح هو “عيد خبز الفطير وموسم الحج والعيد الذي يضحى فيه بحمل أو شاه أو جدي من الماعز”.
في المقابل، يُعَدّ يوم كيبور يوم صيام حقاً، وتعدد المشناه في صيام هذا اليوم قائمة من المحظورات تمثل طقوس الصيام اليهودي، في مبحث يوما (اليوم)، وتقول: “يُحرم في يوم الغفران الأكل، والشرب، والاستحمام، والدهان، وانتعال الصندل، والجماع”.
بشكل عام، لا يكون الصيام في اليهودية إلا في المناسبات الحزينة، ويقول موسى بن ميمون في كتابه الموسوعي “تثنية التوراة، إن “الصوم هو تذكرة لأعمالنا السيئة وأعمال آبائنا التي كانت كأعمالنا اليوم مما سبب لهم ولنا المعاناة”، ونجاة الشعب كانت مناسبة سعيدة يحتفل بها اليهود في الفصح.
دليل آخر تقدّمه الرواية الإسلامية التي تقول “كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً قال النبي صلى الله عليه وسلم: صوموه أنتم” (البخاري 2005 – مسلم 2660، 3942).
وإذا صحت هذه الرواية، لا يمكن أن يكون هذا اليوم غير يوم كيبور لأنه يقع في اليوم العاشر (10 تشري حسب التقويم العبري) وهو سبب تسمية هذا اليوم بعاشوراء، في حين يبدأ عيد الفصح في 15 ويستمر حتى 22 نيسان حسب التقويم العبري، وبالتالي لا يعود من معنى لتسمية اليوم بعاشوراء.
عاشوراء أم كيبور؟
كان صوم عاشوراء بداية الصوم في الإسلام، وهناك خلاف على وجوبه واستحبابه في الفقه الإسلامي، ولكن ما لا خلاف عليه أنه سبق صوم رمضان في العقيدة الإسلامية، وكلمة صوم العربية مأخوذة من كلمة “تسوم” العبرية، فهذا الطقس كان يهودياً في الأساس {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} (البقرة: 138)، والفارق بينهما أن الصوم في الإسلام دوره تعبدياً، في حين يمثل في اليهودية إحياء ذكرى أليمة مثل هدم الهيكل، أو خطيئة عبادة الرب في صورة العجل.
والمثير للدهشة أن المسلمين يصومون عاشوراء في يوم العاشر من محرم، رغم أن النبي وصل إلى المدينة في شهر ربيع الأول، إذ يذكر الواقدي في كتاب المغازي: “قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة مضت من شهر ربيع الأول، ويقال لليلتين خلتا من شهر ربيع الاول، والثابت لاثنتي عشرة”.
ويؤكد ابن كثير تاريخ 12 ربيع أول، إذ يقول في كتابه “البداية والنهاية”: “وفي تحديد وفود النبي محمد على يثرب قال الواقدي وغيره: وذلك لليلتين خلتا من شهر ربيع الاول. وحكاه ابن إسحاق إلا أنه لم يعرج عليه ورجح أنه لاثنتي عشرة ليلة خلت منه، وهذا هو المشهور الذي عليه الجمهور”.
إذن تسمية عاشوراء لا علاقة لها بالتقويم العربي، ولا علاقة لها بالعاشر من محرم، وهو ما يتماشى مع فرضية أن عاشوراء هي نسبة إلى العاشر من شهر تشري أي عيد الغفران.
وما يدعم هذه الفرضية أنه بالاعتماد على الخوارزميات الخاصة بتحويل التواريخ نجد أن يوم 12 ربيع أول عام 1 هجرياً (تاريخ وصول النبي إلى المدينة) يوافق في الشهور الغريغورية (الميلادية) 23 سبتمبر عام 622م. وبتحويل التاريخ الأخير إلى التقويم العبري نجد أنه يوافق تماماً 10 تشري 4383 (أي يوم الغفران).
هكذا، يصوم المسلمون خطأ في العاشر من محرم، على اعتبار أن محرم أول شهور السنة الهجرية التي تؤرخ لهجرة الرسول، وأن عاشوراء نسبة إلى اليوم العاشر منه، في حين أن عاشوراء تشير إلى العاشر من تشري وهو ما تؤكده الرواية الإسلامية التي تذكر “كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً قال النبي صلى الله عليه وسلم: صوموه أنتم”.
يبقى أن هناك رواية إسلامية أخرى عن صيام يوم عاشوراء تقول إنه كان من عادات أهل قريش قبل الإسلام وإن الرسول صامه قبل وبعد هجرته إلى المدينة. فعن عائشة أنها قالت: “كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك صيام يوم عاشوراء”.
لكن هذا مستبعَد لعدة أسباب منها أن النبي لو كان يصومه لما سأل اليهود عن سبب صيامهم فيه، فضلاً عن أن قريش في الجاهلية كانت وثنية، والوثنيون العرب لم يعرفوا الصيام ضمن شعائرهم، أو على الأقل لا يوجد أي دليل على ذلك، ناهيك عن أنه لا يوجد أي سبب يجعل العرب يصومون في يوم لا يقع في تقويمهم أصلاً، إذ لا توجد أية مناسبة في يوم العاشر من محرم ولا العاشر من ربيع أول ولا أي عاشر من أي شهر.
المصادر والمراجع:
1ـ صحيح البخاري، أبو عبد الله محمد البخاري، دمشق، دار ابن كثير، 2002.
2ـ صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، تحقيق: نظر بن محمد الفاريابي، القاهرة: دار طيبة للنشر والتوزيع، 2006.
3ـ تثنية التوراة: اليد القوية، أبو عمران موسى بن ميمون القرطبي، ترجمة محمد خليل حسين، بيروت، منشورات الجمل، 2016.
4ـ ترجمة متن التلمود: المشنا، القسم الثاني، ترجمة مصطفى عبد المعبود سيد، القاهرة، مكتبة النافذة، 2009.
5ـ الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود، غازي السعدي، عمان، دار الجليل للنشر، 1994.
6ـ تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام، إسرائيل ولفنسون، القاهرة، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1914.
7ـ السيرة النبوية، ابن هشام، تخريج فؤاد بن علي حافظ، بيروت، دار الكتب العلمية، 2009.
8ـ كتاب المغازي، محمد بن عمر الواقدي، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت، عالم الكتب، 1984م، طـ3.
9ـ البداية والنهاية، عماد الدين ابن كثير، دمشق، دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، 2010، طـ2.
رصيف 22