القدس العربي :
1 ـ سفينة بملكية إسرائيلية تعرضت للهجوم في نهاية الاسبوع قرب عُمان حوامات هجومية قتلت اثنين من رجال الطاقم، روماني وبريطاني، وسائل الاعلام الإيرانية اعلنت أن الهجوم نفذ ردا على هجوم إسرائيلي على قاعدة حزب الله في سوريا.
تخوض إسرائيل وإيران مناوشات حظيت منذ الآن باسم “المعركة بين المعارك”. ويحذر المحللون من أن الإيرانيين يغيرون قواعد اللعب، ويخيل أنه حان الوقت لمراجعة بعض الفرضيات الأساسية في مفهوم الأمن القومي لإسرائيل في كل ما يتعلق بإيران. في حينه، تزودت إسرائيل ظاهرا بسلاح نووي وفقا لرؤيا دافيد بن غوريون الذي اعتقد أن هكذا تضمن الدولة وجودها في المنطقة المعادية لها. إضافة إلى ذلك: اعلنت إسرائيل بانها ستمنع عن كل دولة عربية في المنطقة التزويد بسلاح نووي. أما عمليا، فإن دول المنطقة لم ترتدع. وحاليا تنجح إسرائيل في أن تمنع عن إيران امتلاك السلاح النووي، ولكن السؤال هو هل سيكون ممكنا إيجاد حل آخر في إطار اتفاقات دولية تتمتع فيها كل الأطراف بفترة أمن معقول.
ولكل المترددين في هذه المسألة نذكرهم بما قاله البرت آنشتاين: “لا أعرف أي سلاح سيستخدم في الحرب العالمية الثالثة، ولكن في الرابعة سيستخدمون العصي والحجارة”.
2 ـ هذا الاسبوع ستحل الذكرى الـ 76 لإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما. الصحافي جون هارسي كتب في آب 1946 في “نيو يوركر” مراجعة أولى لإلقاء القنبلة التي سميت “طفل صغير”، وقد عدت إلى هذا التقرير وأشاركه القول إن ما ينشر في وسائل الاعلام يشكل المسودة الأولى للتاريخ. “15 دقيقة بالضبط بعد الساعة الثامنة صباحا في 6 آب 1945 في اللحظة التي شق طريق ضوء هائل سماء هيروشيما جلست السيدة توشيكو ساساكي، الموظفة في شركة تجارية على كرسيها والتفتت برأسها نحو الفتاة التي جلست بجوارها”، كتب هارسي الذي يصف بالتفاصيل ماذا كانت تفعل في تلك اللحظات ام ستة يابانيين بقوا على قيد الحياة بعد إلقاء القنبلة التي قتلت أكثر من مئة ألف شخص. “كان الصباح باردا ولطيفا. لم يفهموا شيئا مما حصل. لم يسمع أحد في المدينة صوت قنبلة”. بعد إلقاء القنابل على هيروشيما ونغازاكي لم يستخدم أبدا سلاح نووي من أي دولة ضد دولة اخرى.
في كتابه “إسرائيل والقنبلة” كتب آفني كوهن الباحث الإسرائيلي الكبير في الموضوع، إن سياسة النووي الإسرائيلية استهدفت معالجة خط التماس الذي يربط درس اوشفيتس مع دروس هيروشيما ونغازاكي. ولكن عندنا لا يتحدثون عن هذا. كان جديرا عقد بحث في تداعيات تهديدات استخدام السلاح النووي وتداعيات حيازة مثل هذا النوع من السلاح على البيئة وعلى مئات آلاف بني البشر ممن يعيشون هناك – من ديمونا عبر قطاع غزة وحتى السهل الساحلي.
3 ـ احتجاج الفرنسيين على خلفية الأنباء بأن الرئيس إيمانويل ماكرون كان هدفا للتنصت الخفي، ذكرني بحديث قصير أجريته في حينه مع أحد كبار رجالات الأمن السابقين. “ألا تخجل بما تفعله اليوم؟”، سألت الرجل، الذي تعاون مع شركات تجارية، تابع منافسين وجمع مواد شخصية عنهم، وكان رده: “هذا ما أعرف أفعله”، ضبطت نفسي ولم أقل له ما أفكر به عنه. باختصار: الخزي.
4 ـ النائبة ميري ريغف وصفت الوزير زئيف الكين بلقب “شاويش” – وهي تقصد خادم. وهكذا واصلت تذكيرنا إلى اي هوة بلا قاع جرت السياسة عندنا.
5 ـ عندما كنا صغارا جدا، نزلنا روني دانييل، غازي باركائي وأنا مع عائلاتنا في اجازة لبضعة ايام في نويبعة. أتذكر كم كان روني متفانيا لابنه عدي الذي كان مصابا بالذبحة الصدرية. كان يمسك بجهاز التنفس ولا ينزع نظره عنه. لاحقا، توفي عدي متأثرا بالذبحة. في قصيدة “توقف القلب” كتب الشاعر تمير كرينبرغ: “وحدي في العالم بلا ابن، بلا صديق وبلا أب، احوم كبقعة في الفضاء والحزن لي حضن”.
لروني ولنا جميعا، كانت وتوجد حياة أيضا، لحظات سعادة وخيبات امل تتجاوز التقارير الصحافية التي نشرناها وتتجاوز ما يخيل لمحيطنا.
شمعون شيفر
يديعوت – 1/8/2021