Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

السيد نصر الله : لا يُمكن تحرير فلسطين بمعزل عن مواجهة الهيمنة الأمريكية في منطقتنا والفتنة السوداء كان من أهدافها أن تُنسَى فلسطين.. ونُريد مساعدة الإعلام لتكريس المُعادلة الإقليمية الجديدة وهي حماية القدس.. نعرف نقاط ضعف العدوّ للانتصار عليه

بيروت ـ “رأي اليوم” :

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه لا بد من تطوير المواجهة الاعلامية كما في المواجهة العسكرية، مؤكدا ان الفتنة السوداء كان من أهدافها أن تنسى فلسطين لولا انتصار المقاومة، وقال “نريد مساعدة الإعلام لتكريس المعادلة الإقليمية الجديدة وهي حماية القدس”، مضيفا “رغم اعتراف الجميع بانتصار المقاومة في فلسطين كان بعض الإعلام في الخليج ينكرونه”.

وفي كلمة له خلال افتتاح مؤتمر تجديد الخطاب الاعلامي وإدارة المواجهة الاثنين اكد السيد نصر الله “نعوّل على هذا المؤتمر وعلى نقاشاته ونتائجه في معركتنا الاعلامية التي هي جزء جوهري من المعركة الكبرى والمواجهة الشاملة”، وتابع “نشكر القائمين على هذا المؤتمر وبذلوا الجهد حتى اكتملت عناصره وللمشاركين فيه”.

ورأى السيد نصر الله ان “أهمية الاعلام والخطاب الاعلامي واضحة جدا ولا تحتاج الى ان نوضح ذلك للاعلاميين، كما ان أهمية تطوير وتجديد الخطاب الاعلامي ايضا من الواضحات والآن بالتحديد سواء من حيث المبدأ وهذه سُنة الحياة كي لا يكون هناك اي جمود، وايضا سواء من حيث أدوات المواجهة”، وتابع “كما نطور أدوات المواجهة العسكرية والامنية والسياسية يجب ان تتطور المواجهة الاعلامية لانها جزء أصيل في المعركة”، واضاف “يجب ان نطور الخطاب لمواكبة التطور في الساحات الاخرى لان الاعلام هو الذي يبين ما يجري في الميادين الاخرى السياسية والعسكرية والامنية”.

وقال السيد نصر الله “الحاجة ملحة ايضا لتطوير الخطاب الاعلامي نتيجة ما مرّ على ساحتنا من عواصف شديدة الاثر ومن أهدافها ان تضييع فلسطين التي كادت ان تنسى لولا صمود المقاومة وهذا المحور بمواجهة الفتنة الكبرى”، واضاف “يجب التجديد ايضا بسبب صمود محور المقاومة وانتصاره خلال الـ10 سنوات في مختلف الجبهات”، وتابع “عندما نقول صمود محور المقاومة نشير الى انه قدم كم هائل من الشهداء والجرحى والتضحيات ومعارك الوجود”، ولفت الى انه “من جملة الدواعي لتجديد الخطاب الاعلامي هو انتصار المقاومة الفلسطينية المدوي في معركة سيف وما فرضته من معادلات جديدة”، وأكد ان “المعركة مستمرة بل هي في تصاعد وامام مخاطر ومعادلات جديدة”.

وأوضح السيد نصر الله ان “الخطاب الاعلامي الذي نريد ان نطوره يجب ان نعرف بمواجهة من؟ فهنا لا نتكلم عن الامور الداخلية او القطرية بل عن المشروع الاسرائيلي الصهيوني الاميركية والهيمنة في المنطقة وايضا الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر”، وأكد ان “الهيمنة الاميركي في المنطقة هي الاساس والاخطر لانها هي مشكلة بحد ذاتها وقائمة على سلب الخيرات ومنع شعوبنا من تقرير مصيرها”، وشدد على ان “هذه الهيمنة هي التي تحمي اسرائيل ولا يمكن تحرير فلسطين بمعزل عن مواجهة الهيمنة الاميركية في منطقتنا لانها هي التي حولت الجيوش الى هياكل ميتة وهذه الهيمنة هي التي تقدم كل عناصر البقاء للكيان الغاصب”.

وقال السيد نصر الله “اعلام المقاومة يتميز بنقل الخبر بصدق ويجب ان يستمر لان هذا الامر راكم مصداقية حقيقية”، وتابع “العدو والمستوطنون يصدقون اعلام المقاومة اكثر مما يصدقون قادتهم واعلامهم”، واضاف “الصدق بالوعد ما ميز المقاومة لانها منذ انطلاقتها كانت صادقة وواقعية في كل وعودها ضمن امكاناتها وظروفها، المقاومة عندما وعدت بالتحرير حققته في العام 2000 وعندما وعدت بعد ترك الاسرى في سجون خاضت الحروب لتحريرهم، والمقاومة الفلسطينية وعدت بتحرير الاسرى الذي بقوا على رأس اولوياتها والمقاومة في غزة بدأت معركتها بالدفاع عن القدس لتصنع معادلة جديدة”، واشار الى “صدق المقاومة فيما ترتبه من آمال فالمقاومة لا تعد بالاحلام فهي عندما تتحدث عن معادلات الحماية فهي تصنعها وتثبتها”، وأشار الى انه “عندما نتحدث في محور المقاومة عن تحرير فلسطين وإزالة العدو الاسرائيلي نحن لا نتحدث عن أحلام وخيالات وآمال كاذبة وعندما نقول القدس أقرب نحن هي أقرب ومعركة سيف القدس جعلت القدس أقرب من أي وقت مضى”، وأكد “نحن لا نبالغ في نقل الوقائع والاحداث وبتوصيف الانتصارات والآمال البعيدة”.

ولفت السيد نصر الله الى ان “اعلام المقاومة يتميز بتأييد شعبي كبير وهو تأييد متنوع وليس من لون واحد سواء من حيث الفكر والعقيدة والقومية والاعراق وتجمعها القدس ومقدسات فلسطين ومظلومية الشعب الفلسطيني وهذه تجعل كل هذه القاعدة تجتمع على الحق بمواجهة الظلم”، وتابع “هذه القاعدة الشعبية تتفاعل بشتى الطرق مع وسائل الاعلام المقاومة ويعبر عن نفسه بمختلف الطرق وصولا للتعبير عن الجهوزية للتضيحة والشهادة وعلى مواصلة الطريق رغم فقدان الاولاد والممتلكات”.

واكد السيد نصرالله ان “إعلام المقاومة أسهم في صنع الانتصار عبر استناده إلى الوقائع والحقائق والدراسات والأبحاث”، وأشار الى ان “من عناصر قوة خطابنا الإعلامي أنه مستند إلى إدراك لنقاط ضعف العدو”، ولفت الى ان “المقاومة في فلسطين وعدت بالدفاع عن القدس وصدقت في وعدها”، و ذكر ان “إعلام المقاومة اليوم لا ينشد قصائد شعر على الاطلال بل قصائد انتصارات”، وشدد على “ضرورة التكامل والتعاون الاعلامي بين وسائل اعلام محور المقاومة والاستفادة من الايجابيات والخبرات كما هو الحال في الميدان العسكري”، ودعا “للاستفادة بالتحديد من شبكات التواصل الاجتماعي وتحويل التهديد المعادي الى فرصة، وبعض الدراسات تحدثت ان العالم تفاعل مع الشعب الفلسطيني خلال معركة سيف القدس بسبب شبكات التواصل الاجتماعي”.

وأوضح السيد نصر الله “بعض الاعلام الخليجي بات ينظر لأحقية العدو بفلسطين وللتركيز على قوته وايضا العمل على تشويه صورة المقاومين، بإلصاق بعض التهم بهم وتسميتهم بتسميات غير حقيقية، بالقول ان المقاومين أذناب او انهم يتبعون ايران وايضا يركزون على آلام الناس والصعوبات التي تواجهمم مع العلم ان هؤلاء الناس يؤكدون باعتقادهم بالنصر”، وتابع “العدو الذي عجز عن صنع صورة النصر تأتي وسائل اعلام عربية معادية لتصنع له هذه الصورة بدماء الاطفال في قطاع غزة”، وأكد “نحن يجب ان تكون ثقتنا عالية بالله وبأنفسنا وبأخواننا ومقاومينا وان حركات المقاومة تتمتع بالاخلاص وبالوفاء وهذا لا يمنع ان فيها من يرتكب الاخطاء والذنوب وهذا ما يجب ان نعمل على معالجتها”، وأضاف “أنتم في هذا المؤتمر مدعوون لتطوير الخطاب بما يتناسب مع ما يجري في المنطقة وبما يتناسب مع امكاناتنا ومع التحديات والفرص المتاحة والعمل على تحويل التهديدات الى فرص ونحن بحاجة الى مراجعة أدبياتنا والمصطلحات اي مراجعة المضمون والشكل، بالاستناد الى الثوابت وان نبني على الكم الكبير من الانجازات في محور المقاومة ومنها الانجاز الاعلامي”.

وقال السيد نصر الله “أنا أطلب شخصيا جهدكم الخاص لتكريس المعادلة الاقليمية الجديدة لحماية المدينة المقدسة”، وتابع “المقاومة في غزة ارادت ان تضع غزة بمقابل القدس، نحن نريد ان نضع المنطقة كلها بمقابل القدس وهذا ليس كلاما للاستهلاك الاعلامي وانما هذا كلام جدي”، واكد انه “عندما يعلم الصهاينة ان تهديد المدينة المقدسة سيؤدي الى حرب كبرى سيعيدون النظر وسيطلق هذا معادلة ردع ونحن نعمل على تشبيك عناصر القوة لهذه المعادلة”.

وفي الشأن اللبناني، أعلن الأمين العام لحزب الله أن “من يضع المخططات التآمرية للمنطقة يهدف إلى انشغال الناس بمعيشتهم، وهذا ما يجري”، مؤكداً أن السبب الأساسي في الأزمة هو “السياسة الأميركية التي تحاصر أي مساعدة للبنان وتمنعها”.

وشدد السيد نصر الله على أن “السياسات الخاطئة هي من أسباب الأزمة في لبنان، لكن أميركا هي السبب الأساسي، لأنها شريك الفاسدين”.

وتساءل نصر الله “أليست الإدارة الأميركية هي التي تمنع البنوك اللبنانية من إحضار أموالها من الخارج؟ أليست الإدارة الأميركية هي التي تمنع المساعدة من الشرق، مثل الصين؟”.

وأوضح أن الهدف من الحصار الأميركي هو “إثارة الشعب اللبناني وبيئة المقاومة على المقاومة”، بينما بعض المسؤولين اللبنانيين “يخافون أن يضعهم الأميركي في لائحة العقوبات.. ولبنان كله يذهب إلى الموت”.

واعتبر أن من الواجب “العمل على مسارين: الأول هو مواجهة الأعداء، والثاني أن نعمل لمعالجة أزماتنا الداخلية في أقصى جهد”، واصفاً العمل على هذين المسارين بالـ”متعب”.

وأشار السيد نصر الله إلى أن ملف تأليف الحكومة يمرّ “في أيام حاسمة”، لافتاً إلى أن أزمة التأليف “ناتجة من أزمة نظام”.

وعن التسريبات المتعلقة بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي حدث في 4 آب/أغسطس الماضي، أسف السيد نصر الله لمعرفة المدعى عليهم خبر الادعاء من الإعلام، معتبراً أن ذلك “شكل من أشكال التوظيف السياسي، الذي نعود ونرفضه”.

وأضاف “ما نسعى إليه هو العدالة والحقيقة. وحتى الساعة، العدالة بعيدة، والحقيقة ما زالت مخفية”، مطالباً بنشر التحقيق التقني “لنعرف سبب هذه الجريمة، وما الذي تسبّب بهذا الانفجار الكبير، ولنعرف هل يوجد وحدة معايير، وهل يوجد أي استهداف سياسي”.