"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

خلق أعمال بني آدم فتجلب ملائكة أو شياطين في الدنيا و تجسدها يوم القيامة ليراها العبد رأي العين

بقلم : خالد محيي الدين الحليبي

خلق الأعمال وجلبها للملائكة أو الشياطين في الدنيا و تجسدها في البرزخ ويوم القيامة

لماذا يرى كثير من الناس االإمام المهدي مناماً وعياناً بمناطق العراق وإيران  

ولماذا العكس صحيحاً في أمريكا حيث يخبر البعض  بأن الرب قد ظهر لهم و أمرهم بأفعال شيطانية كجرائم قتل أو شن حروب , فهذه أم تقول بأن الرب قد ظهر لها وأمرها بقطع رؤوس أطفالها و هذا مجنون يقتل أولاده لأن الرب قد ظهر له وأمره بذلك , وهذا هو الرئيس الأمريكي السابق ” جورج بوش” يصرح بكل وضوح ” بأن الرب قد ظهر له في ردهات البيت الأبيض عدة مرات وأمره بغزو أفغانستان ثم يظهر له مرة أخرى ويأمره بضرب العراق هكذا قال بمليء الفم  كما سنبينه في حينه .

وهنا سنثبت أن هذا الرب وهذه الأرباب التي تأمر البعض بالقتل وسفك الدماء خاصة في الجنوب الأمريكي ما هى إلا تجمع شيطاني كبير تجسد بسفكهم للدماء و الخروج على تعاليم الديانات السماوية  و عدم مراعاتهم للحلال و الحرام الوارد في كتبهم 

 وهنا خلقوا بأعمالهم  شياطين تظهر وتبدوا للبعض منهم لشدة جرائمهم وعتوهم على الله تبارك وتعالى فتظهر لهم و تأمرهم  بالقتل وسفك الدماء والعري و الشذوذ وغير ذلك من الآثام والكبائر التي ستسبب لهم الدمار والهلاك لهم ومن تقلد بهم كما ترى شتى أنواع البلايا من تسلط الناس بعضهم على بعض وكبرائهم على مستضعفيهم  فيقتل بعضهم بعضاً و أعاصير و زلازل وبراكين وفيضانات مدمرة والسيول وخسف  وثلوج توقف الحياة والتسونامي و الريح السموم و كوكب نيبرو  والكورونا والحروب و غير ذلك من البلايا على التي تنزل على أمريكا والعالم الواقع في نفس الجرائم مع الله تبارك وتعالى مستوى العالم .

و عكس ذلك ما  يحدث في العراق من ظهور ملاكاً  أو شخصاَ متجسدا يظهر لهم لكثرة أعمالهم الصالحة وكرمهم وصلاتهم الكثيرة على النبي وأهل بيته عليهم السلام فتتجسد أعمالهم فتظهر ملائكة أو يرى الطيبين فيهم  أئمة أهل البيت  أو الإمام المهدي (ع)  وذلك في المنام أو في الخلوات او في أثناء الجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى ونصرة المستضعفين  فيبشرونهم  أو يقاتلون معهم أو يأمرونهم بالأعمال الصالحة أو ينقذونهم من المهالك في منطقة ما بين العراق وإيران .

 .
والسؤال هنا ليس للتشكيك  :

لماذا يترك المهدي أهل سوريا و هم على الحدود العراقية فلا يظهر إلا في العراق وجزء من إيران ؟
لماذا لا يظهر في جزيرة العرب أم الإسلام و مركز الوحي النبوي ؟   .
لماذا لا يظهر في مصر إلا السيدة زينب منامياً أو الإمام الحسين (عليهما السلام) أو أحداً من أولياء الله الصالحين في القطر المصري ولا يظهر هؤلاء  بأماكن أخرى في سائر أنحاء العالم ؟! .


الموضوع :


يحدثنا القرآن الكريم  بأن الإنسان قد وهبه الله تعالى قدرة و موهبة إلهية في الدنيا على الصناعة و الاختراع والابتكار  وهيأ سبحانه وتعالى  لهم العقول والأسباب المادية لذلك  وكذلك في الآخرة منذ أول لحظة يموت فيها  وهبه قدرة على رؤية أعماله متجسدة  من مسكن وجنان ومركب وكل ما يشاءون فيها بالأعمال الصالحة التي عملوها في الدنيا .

وهذه وهبه من الله تعالى و قدرة من الله تعالى بأسبابها جسد الإنسان يمنعه من رؤية أعماله التي عملها وذلك لأنه هذه الأعمال جزاؤها مؤجل لما بعد الموت حيث يرى ما قدمت يداه { يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا }  

وهذه قدرة إلهية على خلق الأعمال وهبها الله تعالى بإذنه لبني آدم  وبالتالي كل أعمال الإنسان من خير وشر تتجمع بعدها في الدنيا إما ملائكة أو شياطين  فتتجسد ليراها الصالحين من الناس لتأمرهم بالأعمال الصالحة  أو عتاة  الظلم والجبروت فتحرضهم على ارتكاب افظع الجرائم بين الناس أو أئمة وصالحين يأمرون الناس بالأعمال الصالحة و يعاونون الناس على أعمال الخير  . 

و في مرحلة ما بعد الموت تبدأ رؤية الأعمال  ليراها الإنسان بنفسه خلقاً يسعى ويسير ويرى بالعين و يحس بالجسد الطيني الاصلي الذي خلق منه قبل الهبوط إلى الأرض  فإن خلق من طينة أهل النار  وعمل بأهلها لغلبة شقوته عليه في الدنيا لقوله تعالى { ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماَ ضالين } هنا 

يأتيه في القبر رجل قبيح المنظر مرعب الهيئة يقول له من انت فيقول له أنا عملك القبيح

 

وان كان عمله صالحا أتاه رجلا طيب المنظر طيب الريح يقول له من انت فيقول أنا عملك الصالح فيفتح له أبواب الجنان بأعماله التي عملها في الدنيا  ….الحديث .

وفي الحديث :

[(( ينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مدّ بصره، قال: ويأتيه (وفي رواية: يمثل له) رجل حسن الوجه حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، (أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم) هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: (وأنت فبشرك الله بخير) من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح (فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله، بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً)، ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة، قال: ربِّ عجل قيام الساعة، كي أرجع إلى أهلي ومالي، فيقال له: اسكن  (ابو داوود 4750   ))]
وذكر صلوات الله عليه وسلامه أن العبد الكافر أو الفاجر بعد أن يسيء الإجابة 

 [ (( ينادي منادٍ في السماء أن كذب، فافرشوا له من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه في قبره، حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه (وفي رواية: ويمثل له) رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: (وأنت فبشرك الله بالشر)، من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، (فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله، سريعاً إلى معصية الله)، (فجزاك الله شراً، ثم يقيض الله له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة، لو ضرب بها جبل كان تراباً، فيضربه حتى يصير بها تراباً، ثم يعيده كما كان، فيضربه ضربة أخرى، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين، ثم يفتح له باب من النار، ويمهد من فرش النار)، فيقول: رب لا تقم الساعة))    .ابو داوود 4753]
وفي حديث أنس: أن العبد المؤمن إذا أجاب الإجابة الصادقة في قبره، )) يقال له: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعداً من الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعاً، قال قتادة: وذكر لنا أنه يفسح له في قبره)) وذكر في حديث أنس أن الكافر والمنافق بعد أن يجيب في قبره تلك الإجابة الكاذبة، يقال له: ((لا دريت، ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين)) أخرجه البخاري ومسلم   ، ولفظ الحديث للبخاري، ولمسلم: ((إن العبد إذا وضع في قبره))، ثم ذكر نحواً مما تقدم إلى قوله: ((وذكر لنا: أنه يفسح فيه سبعين ذراعاً، ويملأ عليه خضراً إلى يوم تبعثون))    ، وفي رواية لأبي داود أن العبد المؤمن بعد أن يسأل ويجيب: ((ينطلق به إلى بيت كان له في النار، فيقول له: هذا كان لك، ولكن الله عصمك، فأبدلك به بيتاً في الجنة، فيراه، فيقول: دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي، فيقال له: اسكن))  ابو داوود 4751] .


وعن تخليق وتجسيد هذه الأعمال السيئة يوم القيامة وخلق الإنسان لها يقول تعالى {  قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ  -الأنعام 31 }

وهنا هذه الأوزار والأحمال أثقال تجسدت يوم القيامة ليحملها العبد فإن كانت صالحة حملته أعماله يوم الزحام والشدة والشمس فوق الرؤوس وذلك لأن أحمال السيئات التي يحملها العصاه لابد وأن تكون عكس الأعمال الصالحة لا يحملها الإنسان فتكون هى الحاملة له والمنجيه له من كل الشدائد والكروبات والأهوال يوم القيامة .

وهذه الأوزار في الحياة الدنيا ما هى إلا أفعال وكلام قبيح وأفعال سيئة وظلم يخرج به ابن آدم من دنياه ليلقاها بعد موته في صورة قبيحة كما أخبرت السنة النبوية المطهرة وهى التي تفتح له أبواب العذاب والعكس صحيح إن كان صالحاً جاءه عمله في صورة رجل صالح ليفتح له أبواب الجنان ويمنجيه بإذن الله من الأهوال .

وهؤلاء هم المؤمنين الذين يعملون الصالحات و الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله ورسوله صلى الله عليه وعلى خطى أهل بيته عليهم السلام وهم بالملايين بين العراق وإيران في كل زمن حتى يومنا هذا و منهم المنهمكين في العبادة الشديدة الذين يدخلون الخلوة للعبادة والتحنث الذين يخلقون بأعمالهم ملكاً عظيماً في الدنيا لقضاء الحوائج وتفريج الكربات وتوريث الأعمال للنطف الطيبة الزكية التي أودعت في الأرحام الطاهرة ويجلب النصر للأجيال اللاحقة وبناءاً عليه ماحدث الآن في اليمن من سفك دماء وليبيا والعراق وسوريا وسيناء بشارات بملاحم وفتح العالم لثبات الذي سيأتوا من بعدهم وهذه أهم أسباب نصر المقاومة الإسلامية في العالم بما اقترفته هذه الأمة  من قتل لأهل بيت النبي ومحبيهم وشيعتهم منذ زمن  الأمويين والحجاج وحتى يومنا هذا  .


  • وهذه الأعمال الإنسانية من خير وشر تنعكس على الإنسان بجسده الطيني السفلي أو السوءة في الحياة الدنيا  بالسلب أو الإيجاب فتحول حياته إلى ضنك  مهما كان غنياً أو رضاً و سعادة و قناعة مهما كان فقيراً و لذلك تجد العوام البسطاء إذا وجدوا شقياً لا ينجو من معضلة ولا يستجاب له دعاء قالوا لقد  ” وقف له عمله ” .

و هذا صحيح بالفعل  لذلك يسعى الإستعمار أو الأعداء دائماً لإيقاع المسلمين في الرذيلة والفواحش و الكبائر و سفك الدماء ليتسلطوا هم ويقومون  هم بالإنتقام الإلهي فينزلون على المسلمين بسيف الانتقام الإلهي للغضب الإلهي النازل عليهم لتركهم كتاب ربهم وقتلهم أهل بيت نبيهم وخروجهم على ولايتهم  وهنا تسلط العالم على أمة الإسلام كما في الحديث

[ عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت)) [7539] رواه أبو داود (4297)، وأحمد (5/278) (22450).    الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (7/290)، ((صحيح سنن أبي داود)) (4297).]  .

ولذلك تسلط العالم على رقاب  المسلمين بظلمهم لأنفسهم ووقوعهم في الكبائر والفواحش وضياع الوقت في المآثم الكثيرة دون عمل صالح للآخرة أو عمل في الدنيا يحسنون به دخلهم ومعيشتهم فلا هم عملوا لدنياهم ولا لآخراهم .

وعن هذه المعاصي وخلق الإنسان لها في الحياة الدنيا يقول تعالى عن نبي الله إبراهيم وقوله لقومه حينما عبدوا الأصنام :

{ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ – العنكبوت 19

ولاحظ هنا قوله لهم و (“تخلقون إفكا”)  وليس تعملون وذلك لأنهم خلقوا  شياطين بما عملته أيديهم جلبت عليهم  شياطيناً مقلدة لهم من الإنس تعمل بأعمالهم  لذلك يقول تعالى عن هذه الأعمال التي وهبها الله تعالى للإنسان وسيراها في الآخرة  في سورة الصافات { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}  ويوم القيامة يقول تعالى  مؤكداً على خلق الأعمال وتجسدها يوم القيامة أنهم سيرونها حاضرة أمام أعينهم قبل أن يعميهم الله تعالى { ووجدوا ماعملوا حاضرا – الكهف 49} فلا يرون إلا أعمالهم القبيحة فقط والعذاب الذي وضعوا أنفسهم فيه قال تعالى { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا – الإسراء} وهنا عماهم عن رؤية كل ما يصلح لهم معيشتهم فلا يرون إلا سيئاتهم وجرائمهم التي اقترفوها في الدنيا فهم عمي عن رؤية اي شيئ طيب ويرون فقط جرائمهم وقبائحهم لعنهم الله .

و في هذا اليوم يبين تعالى أنهم يرون أعمالهم ويحمولها على ظهورهم  كما في قوله تعالى { قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ – الأنعام 31 }  .

 و مادامت الذنوب تحمل على الظهور المجرمين يوم القيامة فمن المؤكد العكس بالعكس أي أن الأعمال الصالحة هى التي تحمل العبد في البيوت و الزروع و الجنان و المراكب والأجنجة والملبس وتوفر له سبل الحياة الأبدية الكريمة عند الله تعالى فقد أخبر  النبي صلى الله عليه وآله في  سيدنا حمزة (عليه السلام)  لقد ابدله الله تعالى بجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء  .

وفي الحديث الآخر  أن الجنة قيعان غراسها التسبيح والتهليل والتكبير كما في الحديث في قوله صلى الله عليه وآله [ عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وآله لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ : يا محمَّدُ ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ ، وأنَّها قيعانٌ ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ –  صحيح الترمذي  وقال حديث حسنوالطبراني (10/214) (10363)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (2/292) باختلاف يسير ] . 

ويقول تعالى أيضاً مبينا أن لباس الآخرة تقوى الله عز وجل في قوله تعالى { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ -الأعراف 26}  . 

ويقول صلى الله عليه وىله في النساء اللائي  لم يعملن صالحاً في الدنيا [رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة .. الحديث ] وذلك لأنها لم تستر نفسها في الدنيا بالأعمال الصالحة .

أي أن لباس الدنيا ما يصنعه الإنسان بيده فيخلقه بإذن الله وبقدرات أودعها الله تعالى فيه  وهيأ لها أسبابها و يسرها له  كما بينا , ولباس الآخرة ما يصنعه الإنسان في الدنيا من الصالحات وبأسباب هيأها الله تعالى له في الآخرة بأن جعل الإنسان صانعا لجنته بأعماله التي عملها في الدنيا

ويوم القيامة ينبئهم الله تبارك وتعالى بما عملوا  لقوله تعالى { قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم – التغابن 7}  أي أن أعمال العباد كلها مخلوقة والجسد الطيني الإنساني في الدنيا يحجبه عن رؤيتها   إلا أن يبشره الله تعالى جلب بركة وخير  الأعمال الصالحة أو لعنة وسوء وجلب مصائب وشرور الأعمال الطالحة مهما بلغ العبد من سطوة وجبروت وعلواً في الأرض فلابد وأن يعذب بماله الذي سرقه او بظلمه الذي ظلمه فيبتلى في نفسه وجسده أو في أولاده ومن أحب والله تعالى يبتلي الجميع ولكن المؤمن يرفع عنه البلاء بالدعاء والظالم الكافر لا يقبل له دعاء حتى يتوب وقد يضله احد شيوخ الضلالة فيستمر البلاء ويتحول إلى انتقام إلهي قال تعالى  { ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون }

وهذه الاعمال في الدنيا يجدها العبد حاضرة معه يوم القيامة  كما في قوله تعالى { إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ – يس 53}  فإذا حضروا وجدوا أعمالهم حاضرة معهم  كما في قوله تعالى { ووجدوا ماعملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا – الكهف 49 }  .

وبالتالي كل الاعمال صالحة أو طالحة سيئة  بمنفعتها ومساوئها  ومضارها سيشعر بها الناس في الدنيا ثم يجدونها حاضرة في القبر ثم يوم القيامة .

وذلك لأن الإنسان وهبه الله تعالى  القدرة على خلق الأعمال وتجسدها كما بينا دون أن يدري في الدنيا و الله تعالى خالق كل شيئ كما في قوله تعالى { الله خالق كل شيئ وهو على كل شيئ وكيل – الزمر 62 } حتى الصناعات الحديثة في الدنيا والتي يتباهون بها ويتعالوا بها على بعضهم خلقت بعقول خلقها الله تبارك وتعالى وبهذا الخلق صنع الإنسان  أصناماً وصناعات حديثة  تطير في الهواء وتغوص في البحار جلبوا بها شياطين عاثت في الارض فساداً و الله تعالى خلقهم وما يعملون من أعمال وصناعات كما في قوله تعالى

{  قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ  – الصافات 96-97}  .

  أي أنك وماصنعته بيدك من مخلوقات الله تعالى  و وضعها الله تعالى للأنام وصنعت بها ما تبطش به بالخلق  بهذا الصنع عملاً شيطانياً أنت خلقته لتدمير البشر ممن عصوا الله تعالى في الدنيا وهذه الأعمال الطالحة من صناعات وعصيان لله  صناعة وسلوكاً وشذوذاً جنسياً كلها مخلوقات خلقها الإنسان بعضها يراه حسياً بجسده الطيني من طائرات وصواريخ وأسلحة وغير ذلك من الصناعات وسلوكاً شائناً من كبائر وذنوب ومعاصي أيضاَ مخلوقة ولكن يرى أثرها في الدنيا ويعاينها بعينه يوم القيامة ولذلك يقول تعالى في قوم لوط وما فعلوه لعنهم الله  { وتخلقون إفكا} ولم يقل وتعملون إفكا وهناك فارق بين اللفظين تخلقون  وتعملون  .

و هذه الاعمال الطالحة تجلب  الشياطين الذين يحرضون بني آدم للوقع في نفس الجريمة و لذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وآله من دخول مساكن  الذين ظلموا قائلاً  ” إذا دخلتم مساكن الذين ظلموا أنفسهم فلا تدخلوها إلا باكين أو مستغفرين ”  وذلك لأن أعمال هذه الأمم جلبت شياطين خلقوها بأعمالهم والله خلق الجميع كما في قوله تعالى  { والله خلقكم وما تعملون }  . لذلك نهى عن دخولها إلا باكين أو مستغفرين

 وأما الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً فهم في بحر متلاطم من الثواب والعقاب الإلهي وقد يتركهم الله تعالى في الدنيا بلا ناصر ولا إجابة دعاء بعد أن تغلق السماء أمامهم أبوابها  قال تعالى  { وتركنا بعضهم يومئذِ يموج في بعض } .

وذلك لأنهم انغمسوا في الملذات و الكفر الشديد والفسوق والعصيان فخلقوا شيطاناً مريداً محرضاً على الفجور لأهل العصيان مورثاً الخبائث لأولاد الزنا ومن أكلوا الحرام من آبائهم ومنعوا حق الله في المال وهؤلاء أشد خطراً على أهل بيت النبي وذرية الأنبياء من آل إبراهيم عليهم السلام حيث تدفعهم شياطينهم التي خلقها آبائهم على الفتك بالصالحين من أولاد الأنبياء في كل زمن .

وأمامك مثالين على ذلك أعمال صالحة في العراق و شهداء و بكاء على أهل بيت النبي والعمل بعلمهم وتعاليمهم عليهم السلام 
وكانت البداية باستشهاد الإمام علي عليه السلام في العراق ثم الإمام الحسن ثم الإمام الحسين وإخوته وأبناء عمه وأهل البيت عليهم السلام جميعاً وشيعتهم في واقعة كربلاء حتى إنك لو دققت الإحصاء فيمن قتلوا بالعصر الأموي فهم ملايين الشهداء  هذا لو تفحصت وحاولت إحصاء هذه المذابح من كتب التواريخ والسير .

وفي فترة الحكم العباسي قتلوا ثلاثة أضعاف هذا الرقم حتى كان الرجل من أهل البيت النبوي الشريف (عليهم السلام) يتمنى رجوع العصر الأموي بما فيه من ظلم وبهذه الدماء الغزيرة ظهر هذا الخلق العظيم الذي يراه الصالحون بهذه البقعة فيحدثون الناس بما فيه صلاحهم أو يبشرونهم بشيء يخص مستقبلهم أو ينصرونهم في حروب أويستنقذونهم من بلاء و ذلك بعد أن خلقوا بأعمالهم ملكاً عظيما و ملائكة كثيرة حول مقامات أهل بيت النبي عليهم السلام وفي مناطقهم تدفعهم نحو التمسك بطريق أهل البيت عليهم السلام ومنهجهم سفك دماء أهل البيت بهذه البقعة و كثرة صلاتهم و ذكرهم تثبتهم وتنصرهم  . 

وهذه الرؤة تخضع لطريقين لا ثالث لهما إما في الخلوات لكثرة الذكر كما في قوله تعالى { قل لوكان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم ملكاً رسولا} والأطمئنان يكون بذكر الله كما في قوله تعالى { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } فلن يرى أحداًإماماً أو ملكاً إلا في أماكن تطمئن فيها القلوب بخلوات العبادة وذكر الله والثاني في الحروب لقوله تعالى { يمددكم ربكم بخمسة ألاف من الملائكة} وفي السيرة راي أحد الصحابة رجلا يقول لرجل أقدم حيزوم فسأل النبي عنهما فقال له صلى الله عليه وآله هذا مدد السماء الرابعة اي يمكن رؤسة ملائكة أو صالحين أو أئمة في الحروب مع أعداء الله تعالى وهذا ما أخبرنا به أحد الصالحين انه حدث بالفعل .

ومثل ذلك بالعراق في مصر يخبرك سكان حي السيدة زينب (ع) أنها جاءت في المنام لشخص ما  فأخبرته  بفعل معين لتفريج الكرب أو نصيحة للخلاص من مشكل أو الشفاء من مرض أو مصيبة والعياذ بالله ومثل ذلك في حي الحسين ينتشر ذلك وفي طنطا عن السيد البدوي الذي يكفره الوهابية ويكفرون زائريه وفي العراق مثل ذلك ايضاً كما بينا ولذلك يخبر بعض الصالحين هناك أنهم  رأوا الإمام المهدي أو حدثهم ـ أو نصحهم بنصيحة محددة أو أخبرهم بخبر هام فيه صلاح حالهم .

وأما في أمريكا وبعض بقاع من العالم

العكس حدث عندهم  من الجرائم الكبيرة ما فعلوه  بالهنود الحمر  من  سفك دمائهم و سفك دماء المظلومين حول العالم فخلقوا شيطاناً مريداً  قاتلاً متعطشاً لسفك الدماء عند الأمريكيين في حروبهم  ونوعية أسلحتهم و هذه الجرائم ستكون أهم أسباب زوال دولتهم إن لم يتوبوا ويشدوا على يد التيار اليميني المتطرف المتعطش لدماء الخصوم على كافة دياناتهم ومذاهبهم  وهذه الأعمال بتحريض من عدو الإنسان الأول إبليس  قال تعالى : { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب لسعير}
 
ومثل ذلك سيتكرر مع الأمم الأخرى إذا فعلت نفس تلك الأفعال التي اقترفتها أمريكا من قبل  وربما قريباً سيخرج علي العالم  الصيني المتمسك بتراثه البوذي و الهندوسي و الفرعوني  والفارسي وكلها شياطين مخلقة تدفع أهلها للسير على نهج الآباء والأجداد والتعصب لهم مع نبذ كتاب الله تعالى وعترة رسوله فيدخلوا قومهم في دائرة السوء كما قال تعالى { عليهم دائرة السوء

وكلهم قد ابتلاهم الله تعالى بالقرآن الكريم والترة النبوية الطاهرة فإما ولايتهم الحق أو الهلاك الحتمي بشتى أنواع الإنتقام الإلهي  

وأخيراً كما أن هناك خلق للأعمال في الآخرة كما يصنع الصانع صنعته كذلك توجد تجارة مع الله تعالى وبيع وشراء قال تعالى في هذه التجارة مع الله تبارك وتعالى { {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ  تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ – الصف10 – 12  }  وهذه تجارة مع الله تبارك وتعالى هنا كما يتاجر العبد بسلعته وهذا ليس مثال بل حقيقة وقانون فمن تاجر مع الله تعالى قبل سلعته إن كانت صحيحة ومتوافقة مع كتاب الله عز وجل وقال تعالى  في البيع والشراء مع الله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ  – البقرة 207 }  وهنا من باع نفسه لله تعالى مجاهداً في سبيله تعالى بالمال والنفس كان حقاً على المشتري أن يتصرف في سلعته كيفما يشاء .

وهنا :

نكون قد بينا خلق الأعمال وأن الدار الآخرة فيها صناعة وتجارة وخلق أعمال يرى الناس أثرها في الدنيا ويرونها عياناً مع بداية الموت في القبر ثم يوم القيامة .

{ هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت إليه أنيب }

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

خالد محيي الدين الحليبي