"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مصر تنجح في وقف القتال بين الإسرائليين و الفلسطينيين !! فما المقابل و العائد على مصر ؟

إلى متى تستنقذ مصر إسرائيل كلما اقتربت من الهاوية وهم متورطون في  سد النهضة

 هل  تحولت السياسة المصرية إلى خط دفاعي عن إسرائيل وعربدتها بالمنطقة خاصة بعد محاولتهم تدمير مصر بسد النهضة وتورطهم فيه تخطيطاً و تشييداً وحماية .

  ونحن لا نعارض دعم  وإغاثة اي شخص أو جماعة أو بلد أو شعب يحتاج لمعونة مادام غير محارب فمصر بلد كبير ومحترم  ولابد أن يتميز بالإعتدال في التوجه والتعقل في السياسة دون التسرع في العنف واستخدام القوة  وسفك الدم الحرام بلا داعي ولكن لماذا هذه الحكمة البالغة مع إسرائيل وهى متورطة في مشاكل كبيرة مع دول المنطقة فلماذا لم تفعل على أرض الواقع وتشترط حل الدولتين ويكون حقيقة لأنقاذ الجميع من حروب لا طائل منها إلا فناء أحد الطرفين ؟

ولماذا لم تشترط وقف إسرائيل وتحييدها عن دعم بناء سد النهضة فلماذا لم تساوم  مصر  أو تتفاوض  لحل هذه المشكلة سلمياً بالضغط على إسرائيل للحل أو  التخلي عن هذا المشروع المدمر لمصر  و إلا سيتحول دور مصر لمنقذ  لإسرائيل دون الفلسطينيين كلما تورطت  وأوقعت نفسها في مشكلة كبيرة لا شأن لمصر بها .

فهل تهب مصر لإستنقاذهم  كلما أقدموا على الإنتحار أو نزل بهم البلاء كما في حرائق الغابات ووجدنا طائرات القوات المسلحة تساهم في إطفاء حرائق إسرائيل و ذلك أثناء بناء سد النهضة وهنا شكر نيتانياهو وحكومته الرئيس السيسي و نشرت  ذلك السي إن إن في عددها بتاريخ  25 مايو 2019 :

تحت عنوان :

[ بعد شكر نتنياهو لـ”صديقه” السيسي.. إسرائيل تنشر فيديو للمروحية المصرية.. وأدرعي: الصديق وقت الضيق

الشرق الأوسط

نشر السبت، 25 مايو / أيار 2019

 نتنياهو: الإيرانيون سيكونون أول من يفرح بتغيير النظام بطهرانيُعرض حالياً

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—نشرت “إسرائيل بالعربية” الصفحة التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، مقطع فيديو قالت إنه يظهر إحدى المروحيتين المشاركتين في عمليات إخماد الحريق التي شبت في مناطق متفرقة بإسرائيل.

بالفيديو.. مروحية مصرية تساعد في إخماد حرائق اندلعت في جنوب إسرائيل. أرسلت اليوم مصر وفي موقف إنساني مروحيتين للمس… https://t.co/9PqbLJyN04

وقالت إسرائيل بالعربية في تغريدة تعليقا على مقطع الفيديو: “بالفيديو.. مروحية مصرية تساعد في إخماد حرائق اندلعت في جنوب إسرائيل.. أرسلت اليوم مصر وفي موقف إنساني مروحيتين للمساعدة في إطفاء حرائق شبت في إسرائيل بسبب موجة الحر الشديدة.. وقال رئيس الوزراء نتنياهو: ’أشكر صديقي السيسي‘.. شكرا للمساعدة المصرية”.

بالفيديو: رئيس الوزراء نتنياهو يشكر الرئيس المصري السيسي @AlsisiOfficial على قيامه بإرسال مروحيتين للمشاركة في عملي… https://t.co/KIUA3A9bl6

وأعاد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية نشر مقطع الفيديو ذاته، قائلا في تغريدة: “الصديق وقت الضيق. مصر تقوم بإرسال مروحيتين للمشاركة في عمليات الإطفاء الجوية التي يتم القيام بها حاليا لإطفاء الحرائق الكثيرة التي تنشب في أنحاء متفرقة من إسرائيل منذ يوم أمس شكرا..”

الصديق وقت الضيق. #مصر تقوم بإرسال مروحيتين للمشاركة في عمليات الإطفاء الجوية التي يتم القيام بها حاليا لإطفاء الحر… https://t.co/IHI1tP1LrO  …..

– CNN ] .

والآن تدخل مصر سياسياً  بعد نفاذ الذخائر الإسرائيلية وإجهادهم الشديد بعد قصف كل المدن الإسرائيلية تقريباً باستثناء حيفا ومفاعل ديمونه . وكأن الجميع يستخدم الحس الديني للتلاعب بمشاعر الشعوب وتحقيق هدف سياسي اقتصادي يمكن الوصول إليه بغير التستر بستار الدين وهو ما فعله نتانياهو و بعض التيارات الدينية التي  تستخدم نفس الإسلوب لتحقيق أهداف سياسية أقتصادية دنيوية  .

لقد تم إيقاف حروب سابقة لإسرائيل بواسطة أصدقاؤها  استنقاذاً لها و تم تغليفها بغلاف وقف القتال حرصاً على شعوب الطرفين خداعاً وما هو إلا نفاذ الذخيرة  والهدنة لاستكمال جولات لاحقة ولو كان وقف القتال حقيقي لماذا  قصفت إسرائيل سوريا عشرات المرات وتقتل المقاومين وتستفز إيران وتقصف مفاعلها النووي وتستهدف سفنها وتقتل قادة من المقاومة و حزب الله وأهل غزة وتشترك في ضرب الحوثيين في اليمن فهل تظن إسرائيل أنهم سيظلوا هكذا صامتين دون رد ؟! .

وهذه المرة لم يتوقع نيتانياهو أن هذه الجريمة  التي افتعلها في بيت المقدس ستكون بهذا الحجم والغريب أنه يعرف بأن شارون كررها من قبل وكانت انتفاضة كبيرة

و لقد كان يحسب نيتانياهو حسابات خاطئة بأن المشكلة لن تصل إلى ذلك الستوى من الصراع ليجني ثماره بالإستمرار على الكرسي والإبتعاد عن محاكمته في قضايا فساد مالي فجاء الرد على غير توقع نتيجة لتراكمات سياسية حمقاء وغبية بعد أن نشرت سياسته العداء بين كل الطوائف والأصدقاء حتى مصر التي ضحت بكرامتها وشرفها في معاهدة سلام ابرمها السادات ودفع ثمنها من دمه لم تراع إسرائيل هذه التضحيات وكأن جزاء مصر منهم الغدر كما هى عادتهم في الوعد بالليل ومخالفته بالنهار فكان جزاء مصر منهم سد النهضة وحلم تحويله إلى بحيرة أثيوبية ثم …. مخططات أخرى هم يخططون لها وكأن الأرض فضاء لا يوجد بها بشر .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا مع اعتراف كل العالم بالدور المصري ولن نقول في وقف الحرب بل في استنقاذ إسرائيل من المصير المحتوم الذي وضعهم فيه اليمين المتطرف وفقاً لسياسة  العدائية و الإستعلائية و الغدر بالأصدقاء قبل الأعداء  و بالصديق والحبيب قبل الجار اللصيق .

فهل بعد ذلك ينتظرون بقاء هذه الدولة على الخارطة يوماً ما بعد تأسيس سياستهم على الكراهية والعنصرية  دون القناعة بحل الدولتين فالمرحلة القادمة ستكون أخطر   إن لم تقتنع إسرائيل وتسارع بحل الدولتين الذي تبنته الخارجية الأمريكية  اليوم وتنادي به أوروبا و الصين وروسيا وتقريبا كل العالم  إلا إسرائيل و بعض قادتهم المتاجرون بدماء شعبهم وهم أمام أمرين :

أولاً : كتب الله السماوية  لم تقل بذلك فمهما حاول العالم تقديم الحلول وفقا لما تراه أعيننا في عالم الأشباح ففي عالم الأرواح مقدرات إلهية بينتها كتب الله السماوية ولن يفلت منها البشر مهما فعلوا ومهما قدموا من حلول فمآل الأحداث حددته \كتب الله السماوية .

ثانياً : الشخصية الإسرائيلية الإستعلائية الغادرة التي تكن الكراهية لكل من حولها كما قال تعالى { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء } بالفعل شخصية تجلب الكراهية والفتن أينما حلوا والحل هنا أبسط مما يتخيل الجميع ولكن يحتاج إلى عزيمة صادقة وهى  العمل بالوصايا العشر التي أمرت بها التوراة و مثلها في الإنجيل و القرآن الكريم في التعامل مع جميع البشر وليست طائفة دون أخرى .

 

و بالنسبة لمصر السؤال الذي يطرح نفسه :

لماذا لم تستثمر مصر الحدث لحل سد النهضة  ليس عن طريق الإنتهازية واستغلال الفرص بلا أخلاق  بل يكون  التعاون وفق عمل إيجابي يقوم على المصالح المشتركة بين مصر وإسرائيل وتكون خدمة  نظير خدمة .

والسؤال هنا لماذا لم تستثمر مصر الحدث  وتغير سياسة ثلاثة رؤساء متتابعين ولو بتعديل بعض بنود كامب ديفيد أو تجديدها بما يتواكب مع الظروف الراهنة لمصر و المنطقة وما يحقق المصالح المشتركة للجميع  .

نجد سياسة مصر تقوم على  استنقاذ إسرائيل من كل مصيبة يوقعون فيها أنفسهم بأنفسهم بعد أن أوقعوا الدسائس بين ابو مازن ودحلان وسد النهضة لتدمير مصر وإيذاء الشعب الفلسطيني واضطهادهم واستخدام سياسة التمييز العنصري ضدهم حتى في الصلاة بالمسجد الأقصى  وهنا كثر الأعداء عليهم  واضروا أنفسهم بأنفسهم بانتهازية ساستهم وعمى  قلوبهم  بعد أن

 

رفضوا  التعايش السلمي وحل الدولتين الذي سينقذ الشعب الإسرائيلي قبل الفلسطينيين والعرب

و افتعلوا حدثاً ليهيجوا به مشاعر الشعب اإسرائيلي  ليستمر رئيس وزرائهم في السلطة غير عابئ بالدماء التي ستسيل بين الطرفين  في انتهازية لا أخلاقية قل نظيرها .

 

وبالتالي بالنسبة لمصر  ما هو المقابل أمام إنقاذ إسرائيل من براثن الفلسطينيين بعد أن قدمت حكومة إسرائيل الخطة والسكين لذبح  مصر من الوريد إلى الوريد عند  سد النهضة الأثيوبي واكتفت مصر بالتصريحات الرنانة فقط وتضييع الوقت في مفاوضات لا طائل من ورائها وقد أعدت مصر بالفعل الخطط  و البدائل لنهر النيل كأنهم سراً موافقون على بناء السد وعلانية الشجب والرفض فقط والهرولة أمام المحاكم التي لا طائل من ورائها في  مسكنات للشعب الذي ينظر متعجباً ومندهشاً من حكومة تستخدم المسكنات ولا تجروء على الحلول الحقيقية وسيظل الوضع هكذا  حتى تأتي  وعد الله فيقلب الله تعالى عاليها سافلها و يتغير كل شيئ في لحظة  فلا يفرحن أحد  بسكوت العالم العربي على حكامه  فلكل أمة أجل قال تعالى { ولكل أمة أجل فغذا جاء أجلهم فلا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون – يونس}

 

{ ولقد عهدا إلى أدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما }

صدق الله العلي العظيم .

خالد محيي الدين الحليبي