"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

حماقات إسرائيلية تسبب حرباً كبيرة قد تمتد لمدة طويلة إن لم يتقدم أصدقائها للتهدئة

بقلم : خالد محيي الدين الحليبي

هل هى البداية   :

لقد قلنا في مقال سابق لنا بأن ضرب صاروخ بجوار مفاعل ديمونة بروفه للقادم وهو إنذار لإسرائيل . وبالتالي عليهم تعديل سياستهم نحو التعايش بين دول المنطقة وليس سفك دماء البعض وخداع البعض والغدر بالأصدقاء ثم التآمر على الجميع في سياسة عدائية لن تضر إلا باصحابها وستفض الناس من حولهم وها هى الحرب تبدأ مع  إحتفاظ  المقاومة بنقاط ضعف إسرائيلية  بالفعل  إذا تحولت هذه المرحلة لحرب حقيقية مصيرية  قد تجعل الحياة فيها صعبة جداً . ولذلك  عليهم الحذر و مراجعة سياستهم المتطرفة ولكن سبق السيف العزل ولا فائدة من الكلام بعد إطلاق الصواريخ والإحتكام للسلاح فلا مجال للسياسة الآن .

إن الأحداث التي يمر بها  اشعب الفلسطيني أحداثاً انطلقت من استخدام فكرة المقدس الديني تقريبا ً من الجميع  فرئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو استخدم اليمين المتطرف لاقتحام المسجد الأقصى  ومنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى وقد كان يحلم باضطرابات محدودة يستطيع السيطرة عليها لبيان قدراته وأهميته للإستمرار في منصبة والإفلات من المحاسبة القانونية على فساد مالي وقع فيه لكنه لم يكن يعلم أنه قد تعمد تهييج الرأي العام الدولي ضده حينما أصر على  فصف سوريا عشرات إن لم يكن مآت المرات دون رد وكذلك إيران وتخريبها واغتيال قادتها ومحاولة  قطع نهر النيل عن مصر بسد النهضة  وقناة بديلة لقناة السويس لذبح مصر من الشمال والجنوب .

وها هى النتيجة التي لم تكن تخطر في خياله و لا يدري ما يخبئه له القدر من صمود الشعب الفلسطيني ودعمه خفي عن بعد من بعض الدول العربية والإسلامية الرافضة لسياسة إسرائيل العدائية الخفية معه م  مع أزمة اقتصادية تجعل دعمهم انتحار حقيقي وتفتيت وانقسام ربما لأمريكا ذاتها والأتحاد الأوروبي وسكوت الصين صاحبة المصلحة وروسيا وكأن الوقت ممهد للثأر الإلهي منهم كما سنبين ولن ينتهي هذا الصراع هذه المرة إلا بموقف حازم من الأمم المتحدة ولكن هيهات هيهات فقد مضى الوقت فروسيا بعد خراب مالطا تصرح بوقف إسرائيل للإستيطان في تصريح قد يكون مضحك والخارجية السعودية حزينة على أهالي الشيخ جراح والمشكلة تخطتها بكثير وهاهى مصر تطالب المقاومة بالتوقف والمباحثات لوقف الحرب وكوردستان تطالب بالصلح والحقوق بين الفلسطينيين والإسرائيليين . وكأنهم يحاولون استنقاذ إسرائيل من المصير الإلهي المحتوم  لكل غادر وظالم بعد أن أوقعت نفسها في جرائم مع الله تستحق العقاب ثم جرائم مع بشر لن يتركها الله تعالى وتلك هى حماقة  قادتها وغطرستهم وعمى قلوبهم بعد أن نسوا الله وقدموا  الخيانة والغدر وسفك الدماء و مهما طال الزمن لن تأتي هذه السياسة بخير أبداً .

سنوضح الآن ونفصل أكثر

في الآونة الأخيرة وجدنا اضطرابات أردنية إسرائيلية بسبب القدس وأسباب أخرى أهمها استبعاد الأردن من إدارة المسجد الأقصى فعاقبت إسرائيل الأردن بحبس  المياه  عن الأردن وهنا مؤكد المعاضة الأردنية والإخوان هناك فتح لهم النور الأخضر للإحتجاج والتظاهرات ضد الموقف الإسرائيلي ووصلت الإشارة للمقاومة الفلسطينية الذين شعروا بخروج حليف لإسرائيل عن السرب وهذا الموقف الأردني المتصلب دعا  الحكومة السعودية للحنق عليه وعلى سياسته فمنعوا دخول الخضروات والفاكهة الأردنية للمملكة السعودية بحجج شتى واهية عقاباً للأردن على اعتراضه السياسة الإسرائيلية .

وفي نفس الوقت تعلم المقاومة بالداخل الفلسطيني موقف حزب الله الداعم لهم سراً وفي الخفاء و قلبه معهم وهى جبهة أخرى داعمة لهم كما أن الموقف القطري التركي الداعم لحكومة غزة يجعلهم يشعرون بأن خلفهم ظهراً يمكن الإعتماد عليه وكل هذه اسباب أقل ما يقال تطيل مدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بما يجعله استنزافاً للإقتصاد الإسرائيلي حتى لو خرجت سالمة من هذا الصراع .

والقنبلة الأكبر وهو الدعم المباشر والعلني الإيراني لهم وهو دعم مشروط بفك الحصار الأمريكي عليهم في قضية النووي الإيراني .

وأخيراً موقف الحوثي الذي هدد إسرائيل الشهر الماضي بأنه سيقصفها بالصواريخ . وهنا يمكن أن نقول أن حمق القيادات الإسرائيلية جعلتهم يقعوا في فخاخ كثيرة نصبت لهم وقعوا فيها بعمى قلوبهم .

وأخيراً الموقف المصري و إن أعلنوا استنكارهم لقصف إسرائيل أو اقتحام المسجد الأقصى  أو دعوتهم لوقف الحرب أو المواقف المتباينة بين تصريحات شيخ الأزهر الذي اتهم إسرائيل بالإرهاب و الخارجية التي تدعوا للتهدئة الخلاصة من هذه المواقف المتباينة أن مصر لا يعنيها الملف برمته لموقف إسرائيل الخطير من سد النهضة يجعلها تتركهم ليشنقوا أنفسهم بأنفسهم .

وأما الموقف السوري مؤكد بأنهم يشعرون بمرارة من إسرائيل وترسخ فكرة سفك الدماء العربية المسلمة للدفاع عن أنفسهم فهذه الحرب مفيدة للموقف السوري إن لم يكن داعماً لها ولو سياسياً فقط بالإضافة إلى المقاومة العراقية المنهمكة بطرد التحالف  الأمريكي من العراق وربما تتوسع الحرب ضدهم لتمتد إلى داخل العمق السوري قريباً جدا .

وأما الموقف التركي والقطري فهو توجه موالي لحكومة موالية لهم دينياً كإخوان مسلمين يتعاطف معهم الليبيين و أحزاب تونسية  ومغاربية وسودانية بالإضافة إلى جماعات القاعدة وداعش  بأفريقيا قد تعيدون النظر في حربهم وسياستهم  هناك .

وأما أمريكا وحلف الأطلنطي حالته الأقتصادية التي يرثى لها من جراء حروب عبثية كانوا يظنون بأن المسيح سينزل فيها وسيقتلون يأجوج ومأجوج فلن يدخلوها أبداً   .

وأما الموقف الروسي الصيني دعهم يغرقوا  جميعا بما فيهم أمريكا وأوروبا بحماقتهم و التفاحة ستسقط أخيراً في حجرنا . ولتتحول أمريكا واوروبا من جراء هذا الصراع الديني بين الديانات الثلاثة إلى دول عالم ثاني وربما يحدث بينهم أزمة اقتصادية تقسم بلدانهم بسبب أفكار دينية وصراع بين الديانات الثلاثة لن يستفيد منها إلا أصحاب الديانات الأرضية ليعلنوا بعدها انتصار آلهتهم على إله الديانات الثلاثة وهذا فيما بعد سقوط واضعاف كل الديانات السماوية .

وأما الخليج الداعم الرئيسي لإسرائيل يجد نفسه في حالة من الحرج الشديد بعد اختيار إسرائيل بداية الصراع من داخل المسجد الأقصى وطرد المصليين منه فأصبحوا في موقف مخجل لا يستطيعون إلا الدعوة للتهدئة إنقاذا إسرائيل وأما فك حصار غزة الذي استمر  لعشرات السنين لا يعنيهم في شيئ  .

وكأن الله تعالى أراد أن يفض الجمع من حول إسرائيل ولم يبق إلا الخليج الذي بدأ يهرول ناحية إيران خوفاً من حرب مدمرة قادمة هم الخاسرون فيها ونسى الإيرانيون والعراقيون كل شيئ كأن لم يكن .

كل هذه معطيات خطيرة لا تبشر بأن الحرب الآن ستتوقف بسرعة كما كانت من قبل والكارثة الأكبر على إسرائيل  إذا تدخل حزب الله في هذه الحرب أو الحوثيين  عملاً بشريعة المسلمين  ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا  يسلمه ولا يخذله “… الحديث هنا نكون بالفعل أمام معركة طويلة ربما يكون الخمنائي تختصرها بتصريحات عبارة عن تنبوء وتوقع بنهاية الإحتلال الإسرائيلي قريبا والعلم عند الله ولكن بالفعل أرى حماقات ستسبب خراب و هلاك  قد يتوسع ليشمل دولاً أخرى ولا نتمنى ذلك .

 

خالد محيي الدين الحليبي