لماذا ضرب إبن ملجم (لعنه الله) أمير المؤمنين (عليه السلام)

 

موسوعة انصار الحسين :
سبب قتل أمير المؤمنين عليه السلام – موسوعة أهل البيت (ع)

روى جماعة <من> أهل السير: أن نفراً من الخوارج اجتمعوا بمكّة فتذاكروا الاُمراء وعابوهم وذكروا أهل النهروان فترحّموا عليهم فقال بعضهم لبعض : لو شرينا أنفسنا لله وثأرنا لإخواننا الشهداء، وأرحنا من أئمّة الضلالة البلاد والعباد .

فقال عبدالرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله : أنا أكفيكم عليّاً.

وقال البرك بن عبدالله التميميّ : أنا أكفيكم معاوية .

وقال عمرو بن بكر التميمي: أنا أكفيكم عمرو بن العاص .

وتعاهدوا على ذلك وتواعدوا ليلة تسع عشر من شهر رمضان .

فاقبل ابن ملجم ـ عدو الله ـ حتى قدم الكوفة كاتماً أمره ، فبينا هو هناك إذ زار أحداً من أصحابه من تيم الرباب ، فصادف عنده قطام بنت الأخضر التيميّة ـ وكان أمير المؤمنين عليه السلام قتل أباها وأخاها بالنهروان وكانت من أجمل نساء زمانها ـ قال : فلمّا رآها ابن ملجم شغف بها، فخطبها فاجابته إلى ذلك على أن يصدقها ثلاثة آلاف درهم ووصيفاً وخادماً وقتل عليّ بن أبي طالب !!

فقال لها: لك جميع ما سألت ، فامّا قتل عليّ فانّى لي ذلك ؟

قالت : تلتمس غرّته ، فإن قتلته شفيت نفسي وهنّاك العيش معي ، وإن قُتلت فما عند الله خيرٌ لك من الدنيا !!

فقال : ما أقدمني هذا المصر إلأ ما سألتني من قتل عليّ ، فلك ماسألت .

قالت : فأنا طالبة لك من يساعدك على ذلك ، وبعثت إلى وردان بن مجالد من تيم الرباب فخبّرته الخبر وسألته معاونة ابن ملجم فأجابها إلىذلك .

ولقي ابن ملجم رجلاً من أشجع يقال له : شبيب بن بجرة فقال :يا شبيب هل لك في شرف الدنيا والاخرة!! قال : وما ذاك ؟ قال : تساعدني فيقتل عليّ ـ وكان يرى رأي الخوارج ـ فاجابه .

ثم اجتمعوا عند قطام ـ وهي معتكفة في المسجد الأعظم قد ضربت عليها قبّة ـ فقالوا: قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل .

ثمّ حضروا ليلة الأربعاء لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، وجلسوا مقابل السدّة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين إلى الصلاة، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا ما في نفوسهم إلى الأشعث وواطأهم عليه ، وحضر هو في تلك الليلة لمعونتهم .

وكان حجر بن عديّ رحمه الله في تلك الليلة بائتاً في المسجد فسمع الأشعث يقول لابن ملجم : النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح ، فاحسّ حجر بما أراد الأشعث فقال له : قتلته يا أعور، وخرج مبادراً ليمضي إلى أمير المؤمنين عليه السلام ليخبره الخبر، فدخل عليه السلام المسجد فسبقه ابن ملجم لعنه الله فضربه بالسيف ، وأقبل حجر والناس يقولون : قُتل أمير المؤمنين .

وقد ضربه شبيب بن بجرة فأخطاه ووقعت ضربته في الطاق ومضى هارباً حتّى دخل منزله ودخل عليه ابن عمّ له فرآه يحلّ الحرير من صدره ،فقال : ما هذا لعلّك قتلت أميرالمؤمنين ؟ فاراد أن يقول : لا ، فقال : نعم ، فضربه ابن عمّه بالسيف وقتله .

وأمّا ابن ملجم فإن رجلاً من همدان يقال له : أبو ذرّ لحقه وطرح عليه قطيفة كانت في يده ثمّ صرعه وأخذ السيف من يده وجاء به إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وأفلت الثالث فانسلّ بين الناس .

فلمّا أُدخل ابن ملجم لعنه الله على أميرالمؤمنين عليه السلام نظر إليه ثمّ قال : «النفس بالنفس ، إن أنا متّ فاقتلوه كما قتلني ، وإن سلمت رأيت فيه رأي » .

فقال ابن ملجم : والله لقد ابتعته بالف ، وسممته بالف ، فإن خانني فابعده الله .

فاُخرج من بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام والناس ينهشون لحمه باسنانهم وهم يقولون : يا عدوّ الله ماذا فعلت ، أهلكت اُمّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قتلت خير الناس ، وهو صامت لا ينطق ، فذهب به إلى الحبس .

وجاء الناس إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقالوا له : مرنا بأمرك فيعدوّ الله فقد أهلك الاُمّة وأفسد الملّة .

فقال : « إن عشت رأيت فيه رأي ، وإن هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبيّ ، اقتلوه ثمّ حرّقوه بالنار» .

فلمّا قضى أمير المؤمنين عليه السلام ، وفرغ من دفنه اُتي بابن ملجم لعنه الله فأمر به الحسن عليه السلام فضرب عنقه ، واستوهبت اُمّ الهيثم بنت الأسود النخعيّة جيفته منه فأحرقتها بالنار.

وأمّا الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العهد على قتل معاوية وعمرو بن العاص فإنّ أحدهما ضرب معاوية وهو راكع فوقعت ضربته في أليته فنجا منها، <فاُخذ> وقُتل من وقته .

وأمّا الاخر فإنّ عَمْراً وجد في تلك الليلة علّة فاستخلف رجلاً يصلّي بالناس يقال له : خارجة العامريّ ، فضربه بالسيف وهو يظنّ أنّه عمرو فاُخذ واُتي به عمرو فقتله ، ومات خارجة (1) .

(1) ارشاد المفيد 1: 17 ، كشف الغمة 1: 428، وقطعة منه في : الطبقات الكبرى 3 : 35،الإمامة والسياسة 1 : 159 ، أنساب الأشراف 2 : 489| 524 ، تاريخ الطبري 5 : 143، مروج الذهب 2 : 411، مقاتل الطالبيين : 29، مناقب الخوارزمي : 275، الكامل في التاريخ 3: 389، كفاية الطالب : 460.

 كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى ، للشيخ الطبرسي ، تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث   

 

 

لماذا قتل ابن ملجم الامام علي ( عليه السلام)

موسوعة انصار الحسين

✍?روى الطبري وابن الاثير في تاريخيهما ان سبب قتل الإمام علي (عليه السلام)، هو الإجتماع الـذي عقـد بين ثـلاثة اشـخاص من الخـوارج، كان أحـدهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي حيث تذاكروا أمر الناس، وعابوا الولاة، ثم ذكروا أهل النهروان، فترحموا عليهم وقالوا ما نصنع بالبقاء بعدهم، فلو شَرينا أنفسنا لله، وقتلنا أئمة الضلال، وارحنا منهم البلاد، فقال ابن ملجم أنا اكفيكم علياً، فأخذ سيفه وسمّه، واتى الكوفة، فلقي اصحابه بها، وكتمهم أمره، ورأى ابن ملجم اصحابِاً له من تيم الرباب، ومعهم امرأة منهم اسمها (قطام)، قتل أبوها وأخوها في معركة النهروان، وكانت فائقة الجمال فخطبها ابن ملجم فقالت: لا أتزوجك إلا على ثلاثة آلاف، وعبد، وقينة، وقتل علي. قال: والله ما جاء بي إلا قتل علي فلك ما سألت.

?وفي فجر اليوم التاسع عشر، من شهر رمضان المبارك، عام (40 هـ)، إمتدت يد اللئيم ابن ملجم إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ ضربه بسيفه المسموم وهو يصلي في مسجد الكوفة.

?روى الشيخ المفيد (رحمه الله): ان ابن ملجم بعد أن ضرب الإمام (عليه السلام)، لحقه رجل من قبيلة همدان فطرح عليه قطيفة، ثم صرعه وأخذ السيف من يده وجاء به إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).

?وفي امالي الشيخ الطوسي : وخرج الحسن والحسين (عليهما السلام)، وأخذا ابن ملجم وأوثقاه، واحُتمِل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأُدخل إلى داره، فقعدتْ لبابة عند رأسه، وجلست أم كلثوم عند رجليه، ففتح عينيه فنظر إليهما فقال:

⭕الرفيق الأعلى خير مستقراً وأحسن مقيلاً، ثم عرق ثم اغمي عليه، ثم أفاق فقال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمرني بالرواح إليه عشاءً ثلاث مرات.

✍?وقال ابن الاثير: أًدخل ابن ملجم على أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو مكتوف فقال: أي عدو الله ألم أحسن إليك، قال: بلى قال (عليه السلام): فما حَملَك على هذا؟! قال ابن ملجم: شحذته أربعين صباحاَ [يقصد بذلك سيفه]، وسألت الله أن يقتل به شر خلقه، قال علي (عليه السلام): لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلق الله، ثم قال (عليه السلام): النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني، وان بقيت رأيت فيه رأيي، يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين، تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يُقتلن إلا قاتلي، أنظر يا حسن إذا أنا متّ من ضربتي هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثـلن بالرجل، فاني سـمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أياكم والمثلة ولو بالكلب العقور.
⭕قال الشاعر في مقتله (عليه السلام):

?ولم أر مَهْراً سـاقه ذو سماحة كمَهر قطام من فصيح وأعجمِ

?ثلاثــة آلاف وعبـــد وقـيـنــة وضرب علي بالحسام المصممِ

?فــلا مــهر اغـلــى من علي وإن غــلا ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجمِ

?وفي كتاب الخرائج قال عمرو بن الحمق: دخلت على علي (عليه السلام)، حين ضرب الضربة بالكوفة، فقلت: ليس عليك بأس انما هو خدش، قال: لعمري اني لمفارقكم، ثم اغمي عليه، فبكت ام كلثوم، فلما أفاق قال (عليه السلام) :

?لا تؤذيني يا ام كلثوم، فانك لو ترين ما أرى، إن الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنبيين يقولون إنطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه.

?لقد بقي الإمام علي (عليه السلام) يعاني من ضربة المجرم الأثيم ابن ملجم، ثلاثة أيام، عهد خلالها بالإمامة إلى ابنه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، وطوال تلك الايام الثلاثة كان (عليه السلام) يلهج بذكر الله، والرضا بقضائه، والتسليم لأمره، كما كان يُصدر الوصية تلو الوصية، داعياً إلى إقامة حدود الله عزوجل، محذراً من اتباع الهوى والتراجع عن حمل الرسالة الإسلامية

*▪عظم الله لكم الاجر يا موالين*

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

15 شعبان…ولادة الإمام المهديّ (عج) وشواهدها التاريخية

مهر : السلام عليك يا صاحب العصر والزمان؛ يوافق 15 شعبان ذكرى ولادة الأمام الحجة …