"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الشيخ حافظ سلامة إمام المقاومين في ضمير المصريين.. الآلاف يشيّعونه إلى مثواه الأخير.. ذاكر نايك يدعو له ويترحم عليه.. تحدّى شارون و “ثغرته” ورفض أمره باستسلام أبناء السويس.. عاش طيلة حياته متيّماً بفلسطين

راي اليوم :

حالة من الحزن والأسى سادت في مصر والعالم العربي عقب الإعلان عن رحيل شيخ المقاومة الشعبية المصرية حافظ سلامة بعد أسبوعين من إصابته بفيروس كورونا القاتل.

الآلاف يشيعونه

في ذات السياق شيع الآلاف من أبناء مدينة السويس- في مشهد مهيب- الشيخ حافظ سلامة إلى مثواه الأخير .

 

النشطاء نعوْا في سلامة التضحية والمقاومة والفداء، مؤكدين أنه عاش حياته كلها مقاوما للمحتلين والمستبدين سواء بسواء.

د. كمال حبيب نعى إلي المصريين والعرب والمسلمين المجاهد الحاج حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في مدينة السويس عام 1973 حين حاول شارون دخول المدينة بعد الثغرة بدباباته وطلب من مواطني المدينه التجمع في الاستاد عنوانا للتسليم وكاد المحافظ وقتها أن يوافق ولكن الحاج حافظ سلامة رفض وقرر المقاومة الشعبية من مسجد الشهداء الذي أصبح مركز المقاومة الشعبية.

وتابع حبيب: “استطاعت المقاومة الشعبية بقيادته أن تنتصر على جحافل الدبابات الصهيونية وأن توقف تقدمها وأن تنتصر علي الجيش الصهيوني بقيادة شارون في ذلك الوقت “

وقال إن الشيخ حافظ يعتبر أول من مارس المقاومة الشعبية قبل أي حركة اجتماعية أخري في العالم العربي، مشيرا إلى أنه لعب دورا كبيرا في رفع معنويات جنودنا الذي كانوا يعملون خلف خطوط العدو إبان حرب الاستنزاف عبر قوافل الدعاة التي كانت تنطلق من مسجد عمر مكرم في القاهرة إلي مدينة السويس ومن هناك إلى نقاط تحركها خلف خطوط العدو حيث كان الجنود والضباط يبايعون علي الشهادة و كانت صيحة الله أكبر المدوية يوم 10 رمضان تعبيرا عن تربية إيمانية كان هو قائدها.

وقال حبيب إن الجيش الثالث الميداني كان ينسق بشكل كبيرا مع المجاهد حافظ سلامة لدرجة أنه كان يجهز لهم الدقيق الذي يحتاجونه وكان علي صلة ممتازة بقادته الكبار وعلى رأسهم القائد سعد الدين الشاذلي.

 

عاشق فلسطين

وقال حبيب إن سلامة كان يعشق القدس وفلسطين ويحب كل من يقاوم لأجلهم، مشيرا إلى أنه سافر معه ووفد مصري عام 2006 لدعم المقاومة الإسلامية في لبنان بعد التصدي للهجمة الصهيونيه عليه .

وتابع حبيب: “كانت جمعية الهداية ترعي الفقراء وكان يأتي كل يوم 5 في الشهر الأفرنجي في مقرها المتواضع بالعباسية لتوزيع اللحوم عليهم شيد مسجد النور ومسجد المظلات الضخم وقد اصطحبني للاطلاع علي مرافق المسجد الأخير الطبية وقال لي إن مدخله هو أكبر مدخل لمسجد في العالم الإسلامي”.

واختتم حبيب مؤكدا أن الفقيد عاش للإسلام وللدعوة وللجهاد والمقاومة، مشيرا إلى أنه لم ير أحدا يحب مصر مثله وظل مستمسكا بالطربوش كعنوان للأصالة الإسلاميه حتي مات ولم يتزوج الفقيد.

 

دوره في ثورة يناير

البعض ذكّر بدور الشيخ حافظ سلامة في ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس الراحل حسني مبارك، حيث قام الشيخ حافظ سلامة، بالانضمام إلى المعتصمين المطالبين بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، عن الحكم في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير عام 2011 وأصدر بياناً يناشد فيه الجيش المصري بالتدخل الفوري لإنقاذ مصر.

وشارك أيضا سلامة بقيادة وتنظيم مجموعات الدفاع الشعبي عن الأحياء السكنية في مدينة السويس ضد عمليات السلب والنهب التي انتشرت بسبب الفراغ الأمني أثناء الاحتجاجات.

 

في قلوب المصريين

الكاتب الصحفي كارم يحيى قال إن الشيخ حافظ سلامة رحل وهو في قلوب المصريين بمختلف توجهاتهم.. وأضاف يحيى: “رحل فارس ورمز لمقاومة الاحتلال الصهيوني للسويس تمتد سيرته الي مصر كلها”.

ذاكر نايك يدعو له من جهته نعى الداعية الإسلامي الشهير د. نايك ذاكر الشيخ حافظ سلامة ، داعيا له ومترحماً عليه.