"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

هل يمكن الخروج بلبنان من مرحلة الشياطين الخرساء

مركز القلم للأبحاث والدراسات :

بقلم : حالد محيي الدين 

يقول صلى الله عليه وآله عن المسلم العامي والمواطن البسيط لابد وأن يقول الحق ولو كان مراً فقال صلى الله عليه وآله ” الساكت عن الحق شيطان أخرس ” ويقول أيضاً صلى الله عليه وآله إحرص على الصدق وإن رأيت فيه الهلكة فإن فيه النجاه ” وهذا كسلوك عام بين المواطنين المفترض أن يكون سلوكاً بينهم ينتهجوه ليكونوا من المفلحين الدنيا والآخرة وإذا كان ذلك للمواطن العادي فما بالنا بسكوت مسؤولين ومشاركين في مؤسسة القرار فهل يكونوا شياطين خرساء أم مرتبة أعلى فيكونون أبالسة في صورة بشر يرتدون جلود  الضأن على قلوب الذئاب وهنا نكون قد بدأنا تحليل المواقف السياسية للأحزاب السياسية في الآونة الأخيرة

 

حزب الله كما ذكرت موسوعة ويكي بيديا :

[ تطور إلى منظمة لها مقاعد في الحكومة اللبنانية ، و‌محطة إذاعية و‌محطة تلفزيونية فضائية ، و‌خدمات اجتماعية، ونشر عسكري واسع النطاق للمقاتلين خارج حدود لبنان.  حزب الله هو جزء من تحالف 8 آذار داخل لبنان ، في مواجهة تحالف 14 آذار. وحزب الله يحافظ على دعم قوي بين السكان الشيعة في لبنان،  في حين أن السنة لم يوافقوا على جدول أعمال الجماعة.  كما يجد حزب الله دعمًا من داخل بعض المناطق المسيحية في لبنان التي هي معاقل حزب الله.[49] ويتلقى حزب الله التدريب العسكري والأسلحة والدعم المالي من إيران والدعم السياسي من سوريا . وحارب حزب الله وإسرائيل بعضهما البعض في حرب لبنان عام 2006.

بعد الاحتجاجات اللبنانية 2006–08  و‌الاشتباكات،  تم تشكيل حكومة وحدة وطنية في عام 2008، وحصل حزب الله وحلفائه المعارضون على أحد عشر مقعدًا من ثلاثين مقعدًا، مما يمنحهم حق النقض.  وفي أغسطس 2008، وافقت الحكومة اللبنانية الجديدة بالإجماع على مشروع بيان سياسي اعترف بوجود حزب الله كمنظمة مسلحة ويضمن حقه في “تحرير الأراضي المحتلة أو استردادها” (مثل مزارع شبعا)  منذ عام 2012، ساعد حزب الله الحكومة السورية خلال الحرب الأهلية السورية في معركتها ضد المعارضة السورية التي وصفها حزب الله بأنها دسيسة صهيونية ومؤامرة وهابية صهيونية لتدمير تحالفها مع الأسد ضد إسرائيل.  وقد نشرت قواتها في كل من سوريا و‌العراق لمحاربة أو تدريب القوات المحلية لمحاربة داعش.  وبمجرد اعتبارها حركة مقاومة في أنحاء كثيرة من العالم العربي، فإن هذه الصورة التي استندت إليها شرعية الجماعة قد تضررت بشدة بسبب الطبيعة الطائفية للحرب الأهلية السورية التي أصبحت متورطة فيها .

إن وضع حزب الله كحزب سياسي شرعي ، أو جماعة إرهابية ، أو حركة مقاومة، أو مزيجًا منها هو قضية مثيرة للجدل  وقد صنفت الجامعة العربية  والولايات المتحدة  وفرنسا  ومجلس التعاون الخليج  وكندا  واليابان   وهولندا  وإسرائيل  حزب الله كمنظمة إرهابية. وحظر الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا والمملكة المتحدة  وأستراليا  الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية، مع التمييز مع الجناح السياسي لحزب الله.  وتعتبر روسيا حزب الله منظمة اجتماعية وسياسية مشروعة.  ولا تزال جمهورية الصين الشعبية محايدة، وتجري اتصالات مع حزب الله.

الشياطين الخرساء في لبنان

يقول صلى الله عليه وآله عن المسلم العامي والمواطن البسيط لابد وأن يقول الحق ولو كان مراً فقال صلى الله عليه وآله ” الساكت عن الحق شيطان أخرس ” ويقول أيضاً صلى الله عليه وآله إحرص على الصدق وإن رأيت فيه الهلكة فإن فيه النجاه ” وهذا كسلوك عام بين المواطنين المفترض أن يكون سلوكاً بينهم ينتهجوه ليكونوا من المفلحين الدنيا والآخرة وإذا كان ذلك للمواطن العادي فما بالنا بسكوت مسؤولين ومشاركين في مؤسسة القرار فهل يكونوا شياطين خرساء أم مرتبة أخرى أكثر دونية في درك  أسفل فيكونون بالفعل قد تحولوا إلى أبالسة في صورة بشر يرتدون جلود  الضأن على قلوب الذئاب كما في الحديث عن شعوب آخر الزمان وهنا نكون قد بدأنا تحليل المواقف السياسية لحزب الله في الآونة الأخيرة .

إننا قبل الحديث عن حزب الله لابد وأن نؤكد على شرف سلاح المقاومة و حزب الله ولكن القوة ليست في السلاح فقط بل إذا اقترنت بالعلم والضمير تكون قوة لا يمكن هزيمتها من أحد .

وهذا العلم فقده حزب الله بعد أن أصبح لا يسعى لنشر المستوى المعرفي بين الناس بواسطة إعلامه لرفع مستوى الرأي العام بين كل العرب والعالم فقد التزم إعلامه بتوضيح مواقف المقاومة ورجالها والدفاع عن سياستهم وأنشطتهم متغافلاً أن فضائياته مسموعة ومشاهدة من نيوزيلاند حتى كندا مرورا بأوروبا وهنا هبط بمستوى الرأي العام وعزل نفسه بنفسه بعد أن صرفت وجوه المشاهدين لفضائيات أخرى أكثر فائدة تهتم بشؤونهم .

وبالتالي فضائيات المقاومة لم تقدم إعلاماً على المستوى العالمي في زمن أصبح استعمال الفضائيات والميديا بالإنترنت هو الغزو الجديد  بديلاً عن الجيوش بوسائله الإعلامية الحديثة وللأسف هذه المشكلة وقعت فيها كل الدول العربية تقريباً بعد أن وجهوا إعلامهم  لمدح  قادتهم والهتاف لساستهم وسياستهم فظلوا طوال اليوم والليلة يقسمون بحلاوة وطراوة وجمال سياستهم الناجحة وقادتهم الفالحين الملهمين .

 وبالتالي أصبح مشاهدة مثل هذا الإعلام التافة مضيعة للوقت يبن الناس فهبطوا بمستوى الرأي العام والذوق العام للمشاهدين بعد أن اتهمهم الجميع بالنفاق وكل فضائية تتهم الآخرى بين معسكر المقاومة وخصومهم أو الدول و المعارضين لهم والجميع يمتلك فضائيات لا تقدم إعلاماً تثقيفياً هادفاً حقيقياً بعد أن تمحور كل فكرهم حول جمال قادتهم وحلاوة ساستهم وليس في الإمكان أبدع مما كان  متناسيين كتجاهلين أن العالم من حولهم يراقبهم فيجدهم  لا يهتمون إلا  بقضايا حزبية أو قومية أو أثنية أو مناطقية ضيقة متجاهلين قضايا تهم  إخوانهم بالبلدان الأخرى في العالم حولهم  فانصرف كثير من الناس عنهم بعد أن عزلوا أنفسهم بأنفسهم في زمن الميديا التي أصبحت تحكم العالم وتقيم ثورات وتقعدها بالفيس بوك كما حدث في مصر عام 2011 حيث كان بيانا واحداً ينزل بسببه إلى الشارع بعد ساعة 50,000 مواطن وهذا حقيقي وليس مبالغة . والأهم من الميديا هنا الفضائيات التي أصبحت لا تهتم إلا بشؤونهم الخاصة دون النظر للمصلحة العامة للمسلمين . 

سقطة أخرى لا يمكن تغافلها وقع فيها حزب الله ولن يستطيع إنكارها ولابد له من إصلاحها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا  وذلك أنهم أصبحوا جزءاً من حكومة الدولة الفاسدة أي أنهم على أقل تقدير يعرفون كل صغيرة وكبيرة فيها وأسرار مسؤولي الدولة بلا استثناء بل ساهموا مساهمة فعالة في الإفراج عن رئيس الوزراء سعد الحريري حينما اختطفه الأمير سلمان واعتقله بالسعودية  فكان لحزب الله الدور الأساسي والقوي الواضح  في الإفراج عنه وهذه قضية وطنية أثبت فيها حزب الله دوره في الحماية الكلية للبنان دون تفرقة .

والسؤال هنا لماذا سكت حزب الله  على اللصوص والمفسدين في لبنان بعد أن اعتمد الشعب اللبناني عليه في حماية لبنان ووثق به ثقة كبيرة أنهم حماة الوطن و الديار .

 ومن هنا اعتبرهم الناس شركاء في الفساد إلا لسكوت حزب الله على الفساد الذي ضرب أطباب لبنان والناس تعلم أنه حزب قوي إن لم يكن له سيطرة على قطاعات كبيرة في لبنان سرية وعلنية وبالتالي سكوته أصبح إدانة له من جموع الشعب الذي كان يأمل فيهم إصلاح الإقتصاد اللبناني والنهوض به في إطار وطني .

لقد كان حزب المستقبل وحركات أخرى يسبون حزب الله ليلا ونهاراً سرأً وجهراً في الداخل والخارج  وتآمروا عليهم ولا داعي للتفاصيل والخوض فيها .وسكت على سبهم واتهامهم للحزب وإلقاء التهم عليه وهنا يقول تعالى { أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين } .

فلماذا لم يوقفهم عند حدهم إلا إنه الخوف من الحرب الأهليه والجبن وهذه ليست من شيمة المؤمنين المتوكلين على الله تعالى { أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فماله من هاد} وهذا الذنب بالفعل وقع فيه حزب الله فكثرأعداؤه والشامتين فيه شيئاً فشيئاً.

وهذا الخوف الحزبي من الحرب الأهلية مرض ينتاب الحكام دائماً بعد الثورات والحروب فيحذرون من أماكن قيام الثورات فيهم  واندلاعها فالجيش المصري على سبيل المثال لأنه قام بثورة 23 يوليو كان على حذر من تسليح الجيش واستخدام الذخيرة إلا بعد استئذان القيادة العليا حتى جاءت نكسة 1967 .

وفي ثورة 25 يناير 2011 لهلع الحكومة من الحركات الطلابية وتجمعات الإنترنت اعتقلت كل الحركات حتى التي دعمتهم في القضاء على حكومة الإخوان ,أخذوا يعتقلون أي شخص بمجرد كلمة على الفيس بوك لأنها ثورة قامت من الفيس بوك .

وهكذا في لبنان خوف حزب الله من الحرب الأهليه حوله إلى شريك للخونة واللصوص أوبصيغة أدق إلى شيطان أخرس .

بالإضافة إلى وقوع حزب الله في نفس خطأ الإخوان بمصر حيث لم ينتبه إلى أنه قد تحول وانتقل من مرحلة التنظيم إلى مرحلة الدولة وعليه بأن لا يفرق في المعاملة بين حزبي وغير حزبي سواء من حزب آخر أو حركة أخرى وبالتالي عليه أن يمد يد العون بإخلاص للجميع دون التظاهر الإعلامي وتكون الحقيقة غير ذلك  وهذا كان أهم أسباب زوال حكومة الإخوان بمصر لما قدموا الإخوان على بقية الشعب والثوار ولم ينتقلوا بالدولة من مرحلة الجماعات إلى مرحلة الدولة  فلما فعلوا ذلك استفزوا جموع الناس فتحداهم الشعب واحتدم الصراع وتدخلت قوى محلية وعالمية أصحاب مصالح حتى أسقطوهم من على عرش الحكومة إلى السجون والإعدامات .

لقد مر لبنان بفترة فضيحة قل نظيرها في العالم حتى أفلس اللصوص خزائن الدولة فأفرغوهاأفرغوها  أأ

فلماذا لم يقدم حزب الله مشروعاً تنموياً لإنقاذ لبنان ينفذه ولا يأخذ فيه رأي أحد لينضم إليه الجميع في مشروعه التنموي  واكتفى فقط بالتصريح بأن غيران مستعدة لإنقاذ لبنان .

وهنا فتح باب الكلام والقيل والقال وهذا الموقف حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله  [ …. حين طلب منهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – قبل عودتهم إلى المدينة أن يحلقوا رؤسهم ويذبحوا الهدى تحللا من الإحرام لم يفعلوا ومنهم صحابته فكررها ثلاث مرات فلم يقم أحد منهم فدخل على «أم سلمة» رضي الله عنها غاضباً قائلاً (هلك المسلمون وأخبرها ما حدث) وكأن الله تعالى أنطق الحل لهذه الغمة على لسان حواء الذكية الحكيمة حيث ردت قائلة: يانبي الله أتحب ذلك ؟ أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك.. فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك نحر بيده ودعا حالقه فحلقه.. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق لبعض حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً».  ] .

وهنا

لقد وقع حزب الله بدون تفاصيل ضحية بين اتفاقية الطائف وحكومة المرجع الأعلى في إيران فلم يتمكن من تقديم مشروعاً تنموياً لإنقاذ لبنان .

وبالتالي كانت النتيجة فشل الحزب في إدارة الدولة اللبنانية بعد علمه بمخزن 12 في مرفأ بيروت ووجود هذه المادة القابله للإنفجار بصاعق أو قصف وعدم علمه لا ينفي مسؤوليته عن تلك الجريمة والتي هى مدبرة لا محالة وبدون تحقيق ونؤكد بأنها مقدمة نهائية للقضاء على هذه الحركة التي وقعت في أخطاء كبيرة مع الله سراً كشفها الله تعالى بعد تحول الحزب من توازن الرعب إلى دعوات حنجورية استخدمها العرب قديما في حرب 67 حينما كانوا يقولون سنقاتل وأسقطنا 80 طائرة وسراً  يأمرون الجيوش بالانسحاب من الميدان في سيناء .

وأخيراً نؤكد بأن حزب الله  مدعوا أولاً للإصلاح بينه وبين الله تعالى والتوبة سريعاً فيما اقترفوه في حق الله وخذلان المسلمين وذبح شيعة أهل البيت (عليهم السلام) في كل مكان دون حركة منهم إلا الشجب واللطم فقط وهم قادرون على به وقف  مذابح شيعة أهل البيت والمستضعفين  في الخليج أو افريقيا أو الثأرلشهدائه والذي لم نراه حتى الآن كعماد مغنية أو غضمفر أبادي وستة من القيادات الأمنية العراقية في الحرم  أوقاسم سليماني وغيرهم مع العلم بأن قصف عدة صواريخ هذا ليس ثأر بل إنك إذا استفززت طفلا سيقذفك بالحجارة ويفر هارباً .

إنها دماء عند الله سيسأل عنها الجميع وهى سبب لنزول لعنات من الله تعالى على كل لهم اللعن وبداية نزول سخط الله تعالى على كل من خاف وخشى مخلوقاً ولم يخشى من الخالق و أخيراً نتمنى للبنان الخروج مما هو فيه بمشروعات جدية وليس أطروحة للأخذ والرد فالناس لن تأكل وتشرب كلاماً في كلام لا يسمن ولا يغني من جوع  والوقت يمر والأزمة تزدادا عمقاً بمرور الساعات وليس الأيام .

هذا وبالله التوفيق

خالد محيي الدين الحليبي