"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

شاب “مُسلّح” يقتحم الحرم المكّي ويُردّد هتافات مُوالية لتنظيم الدولة الإسلاميّة.. أشهر سلاحه وسار بين المُصلّين بكِمامته ولم يقتلهم.. رجال الأمن تتبّعوه واعتقلوه.. حادثة غير مسبوقة تُعيد للأذهان “اقتحام جهيمان” فهل من رسائل مقصودة؟

عمان- “رأي اليوم” :

في حادثة، قد تُعيد للأذهان ما جرى حين اقتحم جهيمان العتيبي الحرم المكّي، راغباً في إسقاط نظام الحُكم في بلاده، زاعماً أنه أتى بغرض الإصلاح، كون سلطات بلاده قد خرجت عن ضوابط الدين الإسلامي، يتكرّر المشهد بعد سنوات طويلة، وإن كان قد جرى تطويقه سريعاً، لكنه يطرح التساؤلات.

 

المشهد القادم من العربيّة السعوديّة، حيث شاب قيل إنه ينتمي لتنظيم الدولة الإسلاميّة، اقتحم الحرم المكّي، وصار يُردّد هتافات “تُمجّد” التنظيم الدموي، وهتافه بالله أكبر.

وظُهور الشاب بهذا الشكل، يُشكّل حادثة غير مسبوقة، لم تعهدها المملكة مُنذ أيّام جهيمان، واقتحامه الشهير ورجاله للحرم، ضمن خطّة وضعت الحرم تحت تصرّفه لأسابيع، وسط تدخّل أردني، وفرنسي، إلى جانب قوّات الأمن السعوديّة حسم الأمر لغير صالحه.

 

واللافت أنّ الشاب، وكما ظهر في مقطع فيديو مُتداول، كان يحمل سلاحاً، ويسير به علناً بين المُصلّين، وكان رجال الأمن يُحاولون تتبّعه، حتى نجحوا بالقبض عليه، وتحدّث بعض النشطاء عن سماع دوي إطلاق نار خلال تسجيل الحادثة الغريبة.

 

تُطرح تساؤلات حول قدرة هذا الشاب على الدخول إلى الحرم بسلاحه، وإشهاره، ومسيره بين المُصلّين، وترديده بصوت جهوري، هتافات التأييد لتنظيم الدولة “داعش”، وكان يرتدي ثوباً سعوديّاً تقليديّاً، ويلتزم بوضع الكمامة في ظل تفشّي فيروس كورونا.

 

ولم يصدر عن الجهات الأمنيّة توضيحات حتى كتابة هذه السطور، لكن صحف سعوديّة سارعت للقول بأن الشخص الذي ظهر في المقطع “داعشي” ينتمي كما وصفته للفئة الضالّة.

وفور تنبّه المُصلّين لوجود الشاب المُسلّح، بدأوا يُحاولون الابتعاد عنه، وظهر على بعضهم علامات الخوف، والقلق، لكن الشاب المُسلّح لم يستخدم سلاحه، وظل يُشهره، ويسير، ويُراقب رجال الأمن الذين يسيرون خلفه.

 

ومن غير المعلوم إذا كان المشهد عمل فردي، أم أنه يأتي ضمن خطّة لعودة التنظيم إلى السعوديّة، عبر خلاياه النائمة، فيما تشهد البلاد انفتاحاً على صعيد الحياة الاجتماعيّة، وتصدّر المرأة المشهد، بعد سيطرة المُؤسّسة الدينيّة لسنوات طويلة على الحياة العامّة.

 

وتداولت المنصّات مقطع فيديو الشاب، وسط تساؤلات حول أسباب فعلته تلك، وهدفه من ترويع المُصلّين، وعدم استخدامه لسلاحه، وارتكاب جريمة مُروّعة، أم أن ظهوره بهذا الاقتحام المُسلّح هو الرسالة بعينها، وتعمّده عدم سُقوط قتلى من المُصلّين الآمنين.