عمان- “رأي اليوم” :
لعلّه لم يخطر على بال السّودانيين يوماً، أن يتحوّل مشهد الحياة السياسيّة والاجتماعيّة في بلادهم من كونه إسلاميّاً إخوانيّاً، إلى علمانيٍّ، يقوم على فصل الدين عن الدولة، وهو مَشهدٌ أثار جدلاً على المنصّات التواصليّة، ولم يَمُر مُرور الكرام.
الحكومة السودانيّة، وقّعت بدورها اتفاق “إعلان المبادئ” والحركة الشعبيّة شمال جوبا، وهو الاتفاق الذي يُمهّد للتفاوض بين الطرفين.
مصير العلمانية القهرية المعلن عنها في #السودان اليوم لن يختلف عن مصير الإسلامية القهرية التي جاء بها انقلاب #البشير: رحلة طويلة في التيه ثم عودة لنقطة البداية. لا استقرار ولا ازدهار دون ديمقراطية حقة نابعة من وجدان الشعوب وقيمها. وشعب السودان كان وسيظل منحازا للإسلام ضد العلمانية pic.twitter.com/xsLkWybLxw
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) March 28, 2021
الاتّفاق وبشَكلٍ لافت، يَنُص على فصل الدين عن الدولة، والحياديّة في القضايا الدينيّة، وكفالة حُريّة المُعتقدات، وفي الشّق السّياسي، يمنح الاتّفاق الحُكم الذاتي للأقاليم السودانيّة، وإنشاء جيش قومي “يعكس التنوّع السوداني”.
ووفقاً للاتّفاق، وقد يكون هذا البند هو الأكثر جدليّةً، الذي يقول إنّ الدولة لا تتبنّى “أي ديانة لتكون رسميّةً في البلاد”.
1 ــ قادة #السودان اتخذوا من شماعة فشل وفساد نظام البشير ذريعة للتخلي عن مرجعية الشريعة الإسلامية في القوانين وإلغاء النص الذي يؤكد أن الإسلام دين الدولة في الدستور الجديد وقبل ذلك تعديل المناهج التعليمية وتقليص حصص القرآن وعلومه في المناهج التعليمية فهل العلمانية هي الحل ؟!!
— محمد مصطفى العمراني (@Moh222alamrni) March 29, 2021
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، يرى في التوقيع بداية حقيقيّة للمرحلة الانتقاليّة في السودان، أمّا رئيس الحركة الشعبيّة شمال رأى في الإعلان فرصة لإتاحة الحريّات الدينيّة، والعرقيّة، ويُحافظ على حُقوق الإنسان.
الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة رفض بدوره “إعلان المبادئ”، ورفضه رفضاً مُطلقاً، بل ووجّه اتّهاماً صريحاً للبرهان بتجاوز حُدود ما أنزل الله، وهذا الرفض يبدو مفهوماً للطرف الذي وجد في الاتّفاق خُروجاً عن ضوابط الدين الإسلامي، على اعتبار أنّ السودان لم يعد يتبنّى ديناً رسميّاً، ألا وهو الإسلام.
الجدل الدائر هذه الايام عن العلمانية في السودان ماهو الا جدل في الفارغة حتى مفهوم الدولة بمفهومها الحديث وبجغرافيتها المحدودة ماهو الا نتاج للعلمانية
— thommy (@tomassna7930) March 31, 2021
بكُل الأحوال لا يزال “إعلان المبادئ” هذا غير رسميّاً بعد، وأثار كل ذلك الجدل، والانتقادات والرفض، بعض الأصوات ترفض هذا الإعلان كونه اتّفاق بين حكومة انتقاليّة، وحركة مُسلّحة (الحركة الشعبيّة)، ولا يحق لهؤلاء البت في هذا الموضوع الحسّاس، دون الرّجوع لإرادة الشعب، وحُكمه.
علمانيّة الدولة، أو أسلمتها، يرى طرف ثالث فيها أمور جانبيّة، لا تلعب دورها في النهوض بالدولة، والأساس هو ما يجري تقديمه على الصعيد الاقتصادي والسياسي من إنجازات.
هؤلاء هم من اقنعوني ان العلمانية افضل للسودان . pic.twitter.com/jupdkOd6id
— حسن (@__8_____8__) March 30, 2021
الرّفض لم يقتصر على الاتحاد السوداني للعلماء، بل انضم لهم حركة الإصلاح، وتحالف الشباب الثوري في رفض اتّفاق إعلان المبادئ.
ومن غير المعلوم، إذا كان الرفض لعلمنة السودان، سيتحوّل إلى حجر عثرة في طريق المُوقّعين على الاتّفاق المُفضي للتّفاوض، لكن يبدو أن الشارع السوداني نفسه مُنقسم حيال تعريف الحريّة، وإن كان تطبيقها مُرتبطاً بالشريعة السماويّة، أو القوانين البشريّة، لكن قد تكون المرأة السودانيّة أوّل المُستفيدين من علمنة الدولة، فالحجاب كان حتى يُفرض على الإعلاميّات العاملات في القنوات التلفزيونيّة المحلّية التابعة لإعلام نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
هنالك عشرات الدول التي تتبنى العلمانية او الإسلام لكنها فاشلة ،فالعدل و المساواة بين الأفراد ومحاربة الفساد واحترام حقوق الانسان والاخلاق هو الذي يصنع دولة متطورة عظيمة تُراعي حقوق مواطنيها فالدين مكانه القلب و ليس في أنظمة الدولة.#اتحاد_مغردي_السودان
— Dr.Muaz | معاذ (@Mezzo_boosh) March 31, 2021