Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

لوموند : حرب بيانات سرية ضد “الجهاديين” بمشاركة 27 دولة ومركزه في بلد عربي

راي اليوم :

قالت صحيفة “لوموند”  الفرنسية إن 27 دولة تشارك  تحت رعاية الولايات المتحدة في برنامج سري يهدف إلى جمع وفرز ملايين الأدلة، من ملفات وهواتف وآثار حمض نووي في “مركز بيانات” ضخم في الأردن، لاستغلالها ضد من سمتهم بالجهاديين.

وفي تحقيق مشترك بين إليز فينسان وكريستوف عياد، قالت الصحيفة إن حرب البيانات الواسعة هذه كانت مطاردة صامتة تمت بدقة، واستمرت أكثر من 5 سنوات في قاعدة عسكرية أميركية في قلب الأردن، والهدف منها التمكن من تحديد ومركزة جميع الآثار التي خلفها “الجهاديون” من جميع الأطياف في كل مكان من العالم، من أجل تقديمهم أمام المحاكم، حسب “الجزيرة نت”.

ولفترة طويلة -كما يقول التحقيق- بقي هذا المشروع الاستثنائي الذي قادته الولايات المتحدة سريا تماما، إلا أن الأمر انتهى به مع مرور الوقت إلى الوصول إلى بعض وسائل الإعلام الأوروبية، من خلال إشارات موجزة من مصادر رسمية وبعض التسريبات من أجهزة المخابرات، رغم أنه ما يزال سريا.

ورغم أن تفاصيل هذا البرنامج لم تصل إلى الإعلام، فإن لوموند حصلت الآن -كما تقول- على ما يمكّنها من الكشف عن بداياته وسير عملياته، واسمه الرمزي “عملية العنقاء الكبرى” “غالانت فينيكس” (Gallant Phoenix).

ومع أن أجهزة الاستخبارات في الحرب ضد الإرهاب تفضل دائما تبادل المعلومات على أساس اتفاق ثنائي، فإن برنامج غالانت فينيكس -عكس ذلك تماما- طريق ذو اتجاهين يسمح للبلدان -التي اختارت أن تكون شريكا فيه منذ عام 2016- أن تأخذ ما تشاء وقتما تشاء، وتصب في المقابل جميع العناصر التي جمعتها أو استغلتها.

ويشير التحقيق إلى أن بيانات هذا البرنامج التي يسميها المختصون “دليل الحرب” لا مثيل لها، لأنها تشمل كل ما تُرك من آثار على الإنترنت والشبكات الاجتماعية أو تم التخلي عنه على الأرض من قبل “الجماعات الجهادية”، وكل ما تم العثور عليه معهم عند الأسر.

وقد ركزت شبكات “غالانت فينيكس” في البداية على مقاتلي القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ولكنها الآن تمتد إلى جميع أتباعهما، حتى أفغانستان واليمن وليبيا وأماكن أخرى في أفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل والصحراء.

وأوضح التحقيق أن مصدر هذه البيانات الضخمة هم أفراد القوات الذين خاضوا في المستنقع العراقي والسوري بالسنوات الأخيرة، وأتيحت لهم فرص جمع الصناديق أو الرقائق أو المستندات، إلا أن المشروع الأميركي ولد قبل كل شيء من الجنون الإداري لتنظيم الدولة، حيث وجدت كمية كبيرة من المستندات الرسمية المكتوبة بخط اليد ودفاتر الحسابات وكشوف التسجيل وقسائم الرواتب والاستشفاء وإيصالات الإيجار أو حتى إيصالات الدفع.

ويشمل “مركز البيانات” الضخم في الأردن -الذي يتم الحفاظ على سرية مكانه وحيث تصل البيانات التي تم جمعها الآن بالملايين- كل شيء، من الهواتف المحمولة إلى الكاميرات فأجهزة الكمبيوتر ووحدات تسجيل البيانات التي وجد بعضها سليما والبعض الآخر مدمرا كليا أو جزئيا، إضافة إلى قاعدة بيانات ضخمة لوثائق الهوية وبصمات الأصابع والحمض النووي.

وأشار التحقيق إلى أن كثيرا من البيانات أيضا عرض للبيع من قبل وسطاء، قبل أن تقوم استخبارات دول التحالف الدولي بجمع البيانات الميدانية بشكل منهجي، حتى إن سوريًّا عمل “وسيطا” بين تنظيم الدولة ومصنع الإسمنت الفرنسي “لافارج” الذي يخضع الآن لإجراءات قضائية لم تنته بعد.

وقد عرض على “لوموند” قوائم بـ”الجهاديين”، كما حصلت قناة “إن بي سي” (NBC) الأميركية عام 2016 على آلاف الوثائق من عنصر تائب (منشق) من تنظيم الدولة، تشمل سجلات تجنيد لأكثر من 4500 “جهادي”.