بقلم : خالد محيي الدين الحليبي
بالبحث في علامات الساعة والبداية كانت بالإطلاع على ما كتبه العلماء من السلف والخلف عن هذه الأشراط وما جمعوه من علم بينوا فيه انها علامات بسيطة تظهر في الأمم الغابرة دون الإلتفات للأحداث الجسام مع تضعيف الأحاديث التي ذكرت تلك الوقائع ,وتسطيح الحوادث والوقائع أو التشكيك فيها أو ربما تكذيبها في أكثر الأحيان فتم إخفاء علامات الساعة الدالة على قرب نزول عذاب الله بالأمة فعلى الرغم من أنها غيب إلا أن أحاديث النبي صلى الله عليه وآله ذكرتها فتجد متن الحديث قد وقع فيأت تشكيك البعض في السند على الرغم من تنبوء متن الحديث بأحداث مستقبلية لا يعلمها أحد وبالتالي الحديث هنا من دلائل وإعجاز النبوة وبالتالي كتمان العلم وضع هذه الأمة في تيه فعلاً لا يعلموا عنه اين نحن وما نحن مقبلون عليه خاصة مع حركة تعتيم كبيرة لإثبات صحة نظرية السلف الصالح وحكام دول الخلافة الأموية والعباسية حتى الكردية يدافعون عن صلاح الدين الأيوبي وكأنه نبي من الأنبياء تم الطعن فيه وكأن هؤلاء الحكام أنبياء أو ورقة أنبياء وورثة وحي أو نزل فيهم سيدنا جبريل ووزع عليهم النبوة أو ميراث النبوة فلا يقبلون حتى ذكر أخطائهم حتى الآن وأوهموا العوام أن العلامات تظهر فجأة في العصر الحديث بعد عصور من حكم ملائكي و الواقع يجافي ذلك بكثير خاصة بعد سفك دماء أهل بيت نبيهم في كل زمن والتماس المعاذير لقاتليهم وتبرئتهم فجاءت كل دولة تزيل سابقتها بالسيف وهو من علامات الساعة التدرجية والتي لا تظهر فجأة في العصر الحديث كما روج لذلك الكثير ولم ينتبهوا لذلك ولم يجعلوا كتاب الله تعالى ميزاناً لفهم النصوص النبوية وتحليلها على وجه الدقة .
ولقد اكتشفنا سقطة كبيرة وقع فيها الكثير لاعتمادهم على التقليد فقط وإطلاق شعارات أضاعوا فيها أعمارهم لينقل بعضهم عن بعض دون الرجوع إلى كتاب الله وتحليله والتدقيق فيه ليكون ميزاناً للفهم الصحيح من السقيم للنصوص أو تعصباً مذهبياً أو كبر أو أسباب دنيوية فانصرف أكثر الناس عن القرآن الكريم و عترة النبي أهل بيته الكرام وعلمهم (عليهم السلام) .
ولقد ذكروا في كتبهم ما يلي :
[ علامات الساعة الصغرى ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
١ – بعثة النبي وموته 2- كثرة المال 3- انتشار الفتن 4- ظهور مدّعي النبوة 5- ظهور نارٍ من الحجاز 6- علاماتٌ أخرى منها قبض العلم واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء والهرج والعقوق والكبائر والفحش والشذوذ والظلم … إلخ . وآخرها ظهور المهدي ثم العلامة الكبرى وهو رجوع سيدنا عيسى عليه السلام ليقتل الدجال وهنا نكون قد دخلنا في العلامات الكبرى .
وهى :
- ظهور المهدي 2- خروج المسيح الدجال 3- نزول عيسى عليه السلام 4- خروج يأجوج ومأجوج 5- طلوع الشمس من جهة الغرب 6- خروج الدابة 7- الدُخان 8- الخسوفات الثلاثة 9- النار التي تخرج الناس إلى محشرهم ] .
وبالبحث في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وجدنا حديث له يقول بأنه جلس صلى الله عليه وآله من بعد صلاة الفجر حتى صلاة المغرب يبين للناس كل ما هو كائن إلى يوم القيامة كدليل على أنها دول متعاقبة الانهيار حتى تأت القيامة الكبرى ولا تظهر فجأة كما أوهم الكثير من العلماء ذلك تنزيها للسلف الصالح جميعا والحق أن فيهم الصالح ومنهم دون ذلك كانوا طرائق قددا كما قالت الجن { وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا – الجن } .
قال صلى الله عليه وآله : [عَنْ أَبي زَيْدٍ عمْرُو بنِ أخْطَبَ الأنْصَارِيِّ قَال: صلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّه ﷺ الْفَجْر، وَصعِدَ المِنْبَرَ، فَخَطَبنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَل فَصَلَّى. ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَر حَتَّى حَضَرتِ العصْرُ، ثُمَّ نَزَل فَصَلَّى، ثُمَّ صعِد المنْبر حتى غَرَبتِ الشَّمْسُ، فَأخْبرنا مَا كان ومَا هُوَ كِائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أحْفَظُنَا. رواهُ مُسْلِمٌ. ] .
وحيث أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : [ لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة ما معنى هذا الحديث؟ وما المقصود بنقض الحكم؟ ] .
وهنا نفهم بالقطع أن رسول الله صلى الله عليه وآله بين كل دولة ومدة حكمها وصفة رجالها حتى قال في حديث له :
[ عن حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ثُمَّ سَكَتَ. [مسند أبي داود الطيالسي ].
و هذا الحديث الصحيح الجامع ، يكشف مختلف المراحل التي سيمر فيها المسلمون على مر التاريخ، وهو من دلائل النبوة، وقد صدَّق عليه الواقع في كل مرحلة مر بها حتى الآن: من مرحلة النبوة، إلى مرحلة الخلافة الراشدة، إلى مرحلة الملك العاضّ، إلى مرحلة الملك الجبري التي نحن بصددها، إلى مرحلة الخلافة الراشدة التي نحن بانتظارها. وهو إن شكل نذيرًا للمسلمين بانتقاله من الخلافة الراشدة إلى الملك العاض الوراثي، فإنه يشكل لهم اليوم بشيرًا بالتنبؤ الصادق بانتقال الأمة من مرحلة الحكم الجبري الذي يكتوون فيه إلى مرحلة الخلافة الراشدة التي هي أزهى العهود بعد النبوة.
وبالتالي علامات الساعة لا تظهر فجأة كما أوهمنا كثير من العلماء بل هى متدرجة في كل عصر وكلما ظهرت واكتملت فيهم علامات الزوال من ظلم لأهل بيت النبي وسفك لدماء الصالحين والكذب على الله تعالى ورسوله وفشى فيهم الظلم والفحش هنا تكون حكومات الدول قد كتبت نهايتها وهلاكها بتسلط بعضها على بعض فيتداول الحكم بينهم لقوله تعالى { وتلك الأيام ندوالها بين الناس – آل عمرن } .
والعجيب أن القرآن الكريم أشار زوال كل دولة بالدم على يد أختها بعد أن يلبثهم الله شيعاً في قوله تعالى { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ – الأنعام 65 } .
والسؤال هنا متى يكون ذلك أيضاَ يجيبنا الله تعالى أنه يحدث إذا كفروا بأنعم الله وأول نعمة أنعمها علينا هى نعمة كتاب الله يتلى بين أظهرهم وسنة رسوله وذراري الأنبياء وآخرهم وخاتمهم أهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بينهم وببركتهم ينالوا خيري الدنيا والآخرة والعمل للدنيا فقط دون الرجوع لكتاب الله تعالى والعمل بالوصايا الأخلاقية المذكورة في القرآن الكريم وهنا يكونوا قد كتبوا بأيديهم هلاكهم قال تعالى { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ – النحل 112 } .
ويظل العالم الإسلامي يتداول عليه الحكم بين القبائل فتنتقم كل أمة بحكومتها من سابقتها شر انتقام وذلك لأن سابقتها حصلت عليه بسفك الدماء وأصبح لا ينال الحكم إلا بالدم وكأن شيطاناً خرج من جزيرة العرب ينشر الرعب والفزع بين الناس ولقد بشرهم الله تعالى أنه عز وجل سيمتعهم بذلك سنين حتى يأتيهم وعده تعالى قريب من زماننا هذا قال تعالى { أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جائهم ما كانوا يوعدون – الشعراء 205-206 } .
ونقول قريب من زماننا هذا لوعد آخر في العذاب الثاني الذي قال فيه تعالى { سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم } والعذاب الثاني سيضرب في العرب بما يشبه صاعقة عاد وثمود وهى مازالت لم تقع عليهم حتى الآن ونراهم مقبلون ويهرولون بسرعة نحو هذا الوعد الحق الذي قال تعالى فيه : { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ – فصلت 8 – 13 } .
وذلك يحدث بعد أن افتتحتوا نظام الحكم بعد موت النبي صلى الله عليه وآله بالإنقلاب على منهاج الوصية لأهل بيت النبي (ع) كما في قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ – آل عمران } . ثم انتشار فقه التماس المعاذير لجبابرة التاريخ في كل زمن حتى اختفى الكثير من معالم الدين و حقائقه حتى ضرب الله تعالى عليهم التيه كما في قول الإمام علي (ع) : [ وليضربن عليكم التيه أكثر مما ضرب على بني إسرائيل – نهج البلاغة ] . وهذا هو التية المضروب على هذه الأمة بلإفسادها في الأرض أكثر مما فعلته الأمم من قبل لما قتلوا أهل بيت النبي وأولهم السيدة فاطمة والإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام فمازال بس الله تعالى ينزل على هذه الأمة حتى الآن وعن الكبائر والظلم والفحش ايضاً لم يظهر فجأة بزماننا بل كان خفية في العصور الأولى وبدأ يظهر في زمن الأمويين ثم على أكثر في عصر العباسيين ومعه المعازف والدفوف والفجور حتى يومنا هذا وهو قريب من زمن الزوال والتبديل والتغيير وذلك بفناء أكثر العرب لإصرارهم على عدم التوبة وإحلال أمم غيرهم كما في قوله تعالى { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } .
وهذا الهلاك لأمة بعد أمة حشر أمم افواجاً إلى الله تعالى أمة بعد أمة لقوله تعالى { يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا – النبأ 18} فإذا كان يوم القيامة قال تعالى { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا – الكهف 47} .
[ و الساعة في اللغة :
هي جزء من أجزاء الليل و النهار جمعها ساعات و ساع و الليل والنهار معا أربع وعشرون ساعة.
[ والمراد بالساعة في الاصطلاح الشرعي : الوقت الذي تقوم فيه القيامة و سميت بذلك لسرعة الحساب فيها أو لأنها تفجأ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة. – النهاية في غريب الحديث و الأثر 2\422 و لسان العرب 8\169 ]
و [ أشراط الساعة : [ هي علامات القيامة التي تسبقها و تدل على قربها، وقيل هي ما تنكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة ، وقيل : هي أسبابها التي دون معظمها و قيامها – النهاية في غريب الحديث والأثر2\460 و لسان العرب7\329-330 ] .
والساعة تطلق على معنيين في كتاب الله فقط لا ثالث لهما :
أ- ساعة صغرى وهى نزول عذاب على أمة بعينها واستأصالها :
{ ولِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ – الاعراف 34 } أي أن آجال الأمم كأعمار وآجال بني آدم لا يجليها لوقتها ولا يعلمها إلا هو وقال تعالى أيضاً { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ- النحل 61 } بالتالي كل أمة لها أجل مؤخر إلى زمان بعثة رسولها إو إمام لها من أهل بيت نبيها قال تعالى { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ – يونس 46-49 } .
وهذه الساعة الصغرى والكبرى لها أشراط قال تعالى فيها {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ – محمد 18 }
وهذه الأشراط للساعة الصغرى وهى التي تسبب نزول عقاب جماعي من الله تعالى على قرى وبلدان مسلمة أو غير مسلمة و التي تستوجب العقاب الألهي إذا فشى بينهم الظلم وارتكاب الفواحش والمنكرات وخذلان أهل بيت النبي وعدم نصرتهم كما فعل الحجاج بالأنصارفي وقعة الحرة الشهيرة وحتى الآن وإلى أن يشاء الله للعربوالمسلمين إما التوبة والرجوع للقرآن الكريم والعترة النبوية أو الإستئصال والإحلال لأمم أخرى محلهم بعد إبادة الكثير منهم فلا تقوم الساعة إلا والعرب أقل الناس كما في الحديث وذلك يحدث بعد تسلط حكام العرب على شعوبهم إبادة وتآمر حتى يهلك الله تعالى أكثرهم فيصبح العرب قلة .
ومن أشراط الساعة الصغرى التي ظهرت بعد موت النبي صلى لله عليه وآله وأخذت في التعاظم والإستفحال حتى يومنا هذا منها
– ومحاولات قتله صلى الله عليه وآله ثم موته صلى الله عليه وآله وسلم ثم الإنقلاب الذي قال فيه تعالى { أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } ثم قتل أهل بيت النبي وأولهم السيدة فاطمة بإحراق دارها وإسقاط جنينها المحسن فماتت في ظروف غامضة وعمرها 18 عاماً ثم قتل الإمام علي والإمام الحسن والحسين وأهل بيت النبي (عليهم السلام) وتبديل الدين والكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وتبديل نظام الحكم من شورى إلى ملكية ثم – فتح بيت المقدس. طاعون عمواس . – استفاضة المال والأستغناء عن الصدقة
-ظهور الفتن:
ظهور الفتن من المشرق.
مقتل أبي بكر وعمر و عثمان (ر)
موقعة الجمل.
موقعة صفين.
موقعة الحر وقتل الأنصار وعشرات الألاف من المسلمين .
– ظهور مدعي النبوة. – انتشار الأمن. – ظهور نار الحجاز . – قتال الترك. – قتال العجم .- ضياع الأمانه . – قبض العلم وظهور الجهل – فتنة المذاهب الكلامية بالعصر العباسي وتأسيس وتأصيل تفرق كلمة المسلمين لعدة مذاهب مختلفة متناحرة حتى الآن وإلأى أن يشاء الله – كثرة الشرط و اعوان الظلمة . – انتشار الزنا و الربا . – ظهور المعازف و استحلالها – كثرة شرب الخمر واستحلالها. – زخرفة المساجد و التباهي بها. – التطاول في البنيان . – ولادة الأمة لربتها. – كثرة القتل . – تقارب الزمان و الأسواق. – ظهور الشرك في هذه الأمة. – ظهور الفحش وقطيعة الرحم وسوء الجوار. – تشبب المشيخة. – كثرة الشح و كثرة التجارة وكثرة الزلازل . – ظهور الخسف والمسخ والقذف. – ذهاب الصالحين وارتفاع الاسافل. – أن تكون التحية للمعرفة. – التماس العلم عند الاصاغر. – ظهور الكاسيات العاريات . – صدق رؤيا المؤمن . – كثرة الكتابة وانتشارها. – التهاون بالسنن التي رغب فيها الإسلام . – انتفاخ الأهلة . – كثرة الكذب و عدم التثبت في نقل الاخبار . – كثرة شهادة الزور كتمان شهادة الحق. – كثرة النساء وقلة الرجال. – كثرة الموت فجأة. – وقوع التناكر بين الناس. – عودة أرض العرب مروجا وانهارا . – كثرة المطر وقلة النبات . – حسر الفرات عن جبل من ذهب . – كلام السباع و الجمادات للإنس. – تمني الموت من شدة البلاء .- كثرة الروم وقتالهم للمسلمين. – فتح القسطنطينية و خروج القحطاني. – قتال اليهود . – نفي المدينة لشرارها ثم خرابها آخر الزمان. – بعث الريح الطيبة لقبض أرواح المؤمنين . – استحلال البيت الحرام و هدم الكعبة عدة مرات آخرها من جهيمان العتيبي في زمن الملك فهد عام 1979 م .
ب – الساعة الكبرى ( القيامة) :
والساعة الكبرى هنا تطلق على يوم يأت بعد ظهور العلامات الكبرى وهى التي قال تعالى فيها { وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب – النحل 77 } وقال تعالى فيها أيضاً : { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيئ عظيم – النحل 1 }
وهذه الأشراط علامات غير معتادة الوقوع تظهر فجأة وهى كما في الأحاديث [ ظهور الدجال و نزول عيسى عليه الصلاة والسلام و خروج يأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها – التذكرة للقرطبي….ص 624 وفتح الباري 13\485 وكتاب اكمال المعلم شرح صحيح مسلم ]
أشراط الساعة قال تعالى فيها :
وفي كتاب الله تعالى تقسم الساعة من حيث ظهورها إلى ثلاثة أقسام :
1- قسم ظهر و انقضى بزوال كل دولة بظلمها وما جنته إيديهم في حق أنفسهم ودينهم وأهل بيت نبيهم وقومهم كما سنبين .
2- قسم مازال مستمراً بعد السقوط في دركات أسفل ومن هنا تأت استمرارية نزول العقاب الألهي على هذه الأمة .
3- قسم ثالث لم يظهر إلى الآن وهى العلامات الكبرى . .
هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
خالد محيي الدين الحليبي