وفاة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) (15 / رجب / السنة 62 هـ)

 رواق الحجاج :

السيدة زينب الكبرى(عليها السلام) :

هي حفيدة النبي(ص) ومنذ فجر الصبا كانت آية في ذكائها، فقد حفظت القرآن الكريم، والكثير من أحاديث جدها النبي(ص)، وخصوصاً ما يتعلق بأحكام الدين.

وقد بُهر أمير المؤمنين(ع) من فرط ذكائها، حينما قالت له: أتحبنا يا أبتاه؟،
فقال (ع): «وكيف لا أحبكم وأنتم ثمرة فؤادي». فأجابته – بأدب واحترام -: يا أبتاه إنّ الحب لله تعالى، والشفقة لنا([1]).

وقد روت عن أمها الزهراء(عليها السلام)([2]) أخباراً كثيرة([3])، وفي طليعتها خطبتها العظيمة في الاحتجاج على الخليفة الأول، وقد نقلها ابن أبي الحديد، عن أبي بكر الجوهري بأسانيد متعددة كلها تنتهي إلى زينب(عليها السلام)([4])، وروت أيضاً عن أبيها وأخويها الحسنين (عليها السلام)([5]). ولم تختزن العقيلة العلم لنفسها، بل أفاضت من معارفها ومروياتها على الأمة نساءً ورجالاً، فممن روى عنها ابن عباس الذي كان يفتخر بالرواية عنها، ويقول: حدثتنا عقيلتنا، وكان مع ما هو عليه من العلم يسألها عن المسائل التي لا يهتدي لحلها([6])، كما روى عنها غيره كثير([7]).

ويكفي لمعرفة نمير علمها، وعظيم معرفتها، ما شهده في حقها الإمام زين العابدين(ع)  حيث قال لها: «يا عمة أنت – بحمد الله – عالمة غير معلمة، وفهمة غير مفهمة»([8]).

جهاد العقيلة زينب(عليها السلام)

يحقّ لنا القول بأنّ زينباً(عليها السلام) ورثت الجهاد منذ نعومة أظفارها عن أمها فاطمة(عليها السلام)، فكانت – كما ذكرنا – تقف إلى جانب أبيها بعد فقد أمها، وانتقلت مع أبيها إلى الكوفة لتواصل جهادها المقدس، كما أنها رجعت مع الحسنين، إلى المدينة بعد شهادة أبيها وخذلان الناس لأخيها الحسن، وكذلك عندما أعلن الإمام الحسين الثورة على يزيد كانت إلى جانبه وخرجت معه إلى كربلاء، ورأت بأمّ عينها مصرع أخيها وأبنائها وأبناء عمومتها وإخوانها، ولشدّة صبرها وعقيدتها برسالة الحسين(ع)  جاءت إلى جثمانه الطاهر، ووضعت يديها تحته، وقالت: «اللهم تقبّل منا هذا القربان»([9]).

واصلت زينب مسيرة أخيها الحسين في مسيرة السبي من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام، موضّحة أهدافه، ومعرّفةً أنّ الذي قتله يزيد؛ هو الحسين ابن فاطمة بنت رسول الله وليسوا بخوارج، وقد أحدث خطابها في الكوفة اضطرابات خاف ابن زياد أن تتحوّل إلى ثورة فأسرع بتسريحها وسائر أفراد عائلتها إلى الشام، وقد خطبت في الشام خطاباً أفرغت فيه عن لسان أبيها أمير المؤمنين(ع) ، وبفعل هذا الخطاب، وخطاب الإمام زين العابدين كادت أن تندلع الثورة، فعجّل يزيد بتسريحهم إلى المدينة.

وفي المدينة أخذت تواصل الطريق الذي شقّه الحسين(ع) ، وكان لها الأثر البليغ في خروج الكثير عن بيعة يزيد، حتى كتب واليه إليه: «إن كان لك شغل بالمدينة فأخرج زينباً منها» فأخرجوا زينب (عليها السلام) من المدينة وتوجهت مع زوجها عبد الله بن جعفر إلى الشام، حيث كان عبد الله يملك أرضاً فيه، وبعد أن بقيت فيه مدة من الزمن انتقلت إلى جوار ربّها يوم الأحد 15/ رجب/ السنة 62هـ ودفنت في قرية رواية في غوطة دمشق بحسب القول المشهور، وقيل أنّها توفيت في مصر ودفنت فيها، وقيل أنها توفيت في المدينة ودفنت في البقيع وهو خلاف المشهور.

يا زائراً قبر العقيلة قف وقل منيّ السلام على عقيلة هاشم

 

هذا ضريحك في دمشق الشام قد عكفت عليه قلوب أهل العالم

([1]) زينب الكبرى: 35.

([2]) معجم رجال الحديث، للخوئي 23: 19.

([3]) أدب الطف، لجواد شبر 1: 243.

([4]) شرح النهج، لابن أبي الحديد 16: 210-211.

([5]) زينب الكبرى: 35.

([6]) السيدة زينب: 42-43.

([7]) راجع معجم رجال الحديث، للخوئي 23: 190، وأدب الطف 1: 238، ومقاتل الطالبيين: 91، وزينب الكبرى: 35، 37، وتراجم النساء: 119.

([8]) زينب الكبرى: 35.

([9]) الخصائص الزينبية: 135.

اقرأ ايضاً :

وفات عقيلة بني هاشم السيدة زينب عليها السلام
* في بداية نُعزي امام العصر والزمان الحجة بن الحسن العسكري ارواحنا وارواح العالمين لمقدمه الفداء بمناسبة وفاة عقيلة بني هاشم بطلة كربلاء (زينب بنت علي عليه السلام) ، ونُعزي الأمة الإسلامية بهذه المناسبة الأليمة ، ففي الخامس عشر من رجب عام 65 هجري توفيت زينب الكبرى بنت امير المؤمنين عن عمر يناهز الستين عاماً قضته مجاهدة في سبيل الله ، إذ أن عقيلة بني هاشم ولدت في العام الخامس للهجرة في بيت النبوة الطاهرة الذي ضمّ جدها خاتم النبيين وأباها سيد الوصيين وامها سيدة نساء العالمين، واخويها ريحانتي رسول رب العالمين، والسيدة الحوراء زينب ترعرعت في احضان الإيمان عند بضعة الرسول الأكرم فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ودرجت مع اخويها سيدي شباب اهل الجنة، واخذت العلم عن ابيها باب العلم، ثم خرجت من هذا البيت لتستقبل ما تختبئه لها الأيام بصدر واسع وقلب اثبت من الجبال، سلام عليها يوم ولدت ويوم رحلت إلى رحمة الله ويوم نبعث لتكون شفيعة اهل البيت عليهم السلام.

* من مثل هذا اليوم من عام 62 هـ توفيت العقيلة زينب بنت الإمام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام وكانت قد ولدت في 5 جمادي الأول من عام 5 هـ ، ومن القابها: الصديقة الصغرى العقيلة العارفة العالمة غير المعلمة – الفاضلة الكاملة وعقيلة الطالبيين وعقيلة بني هاشم وعابدة آل علي ويذهب علماؤنا إلى عصمتها ولكنها عصمة غير واجبة لانها لم تقع في طريق التبليغ كالنبي والإمام، فان عصمتهما واجبة لانهما في طريق التبليغ والرسالة. وللعقيلة زينب، مقامات عرفانية خاصة وخصال وجلالة قدر، وهي شريكة الحسين في واقعة عاشوراء بمواقفها الشجاعة امام يزيد وبني أمية وبصبرها في يوم الفاجعة.

* في رواية هذا اليوم من عام 148 هـ وفاة الإمام الصادق عليه السلام

* وفي عام 2هـ تحولت قبلة المسلمين من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة اثناء صلاة الظهر نحو مسجد بني سالم وعرف من بعد (ذو القبلتين).

* عام 60 هـ مثل هذا اليوم يوم هلاك معاوية بن ابي السفيان الخليفة الأموي والعدو الأول للإمام علي عليه السلام وهو رأس الفجور والفساد والمكر والحيلة والظلم في بني امية فلعنة الله عليه ابد الابدين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ” إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه”.

المرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المدرسي

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

15 شعبان…ولادة الإمام المهديّ (عج) وشواهدها التاريخية

مهر : السلام عليك يا صاحب العصر والزمان؛ يوافق 15 شعبان ذكرى ولادة الأمام الحجة …