تراثيات :
تقرأ في هذا التقرير «من هم خونة طومان باي غير المعروفين، أنواع الخونة في عهد طومان، نهايات الخونة قبل وبعد موت طومان، نهايات ما بعد سليم الأول»
كتب | وسيم عفيفي
ساهم تفاوت القوة بين الجيش العثماني والمماليك في نجاح سليم الأول، لكن القوة وحدها لم تكن لتكفي العثمانيين على هزيمة طومان باي إذ أن الأخير بعكس عمه قانصوه كان مقاتلاً تكتيكيًا بينما الغوري من هواة الهجوم الشامل؛ وبالتالي كان ضروريًا وجود عنصر على الأرض داخل محيط طومان باي.
اقرأ أيضًا
تراثيات ممالك النار «ملف خاص»
المعروف لدى الجميع أن خونة طومان باي كانوا 4 هم الزيني بركات وخاير بك وجان بردي وحسن بن مرعي، لكن تلك القائمة الرباعية ينقصها أسماء كُثُر، وسبب شهرة هؤلاء الأربعة هو مناصب بعضهم وقرب أحدهم من طومان باي شخصيًا؛ غير أن هناك كثيرون.
خونة طومان باي .. أعدادهم وأنواعهم
وصل عدد خونة طومان باي إلى 224 شخص مقسمين على 4 أنواع، أولهم أمراء وموظفين طالبوه بدخول مصر وسهلوا عليه اقتحامها، أما ثانيهم فكانوا قادة استغلوا هزيمة طومان باي ليساعدوا سليم الأول، بينما ثالثهم عملاء داخل المحروسة، ورابعهم العربان».
أسماء خونة طومان باي طلبوا من سليم الأول احتلال مصر
أربع شخصيات طالبوا سليم الأول بدخول مصر عقب انتصاره على الغوري، كان أحدهم هو أهم عناصر هزيمة المماليك في مرج دابق، وأسماء هؤلاء ونهايتهم هي :ـ
1 ـ خاير بك
ـ حاكم حلب ووالي مصر الأول في عصر العثمانيين
ـ سهل عملية هزيمة قانصوه الغوري وكان دليلاً بالعربان للصحراء المؤدية لمصر
ـ أحد من أشعل في ذهن سليم الأول ضرورة الاستمرار في مقاومة طومان باي
ـ عاش مذمومًا من المصريين وأطلقوا عليه لقب خاين بك حتى مات بمرض غير معروف.
2 ـ ناصر الدين بن الحسن
ـ تولى شياخة شيخ بلاد الدودار
ـ كان مسؤولا عن تنظيم صفقات بين العربان وسليم الأول ضد طومان باي
ـ لم تُعْرف نهايته
3 ـ ناصر الدين محمد بن الحنش
ـ والي صيدا والبقاعين
ـ ساعد سليم الأول في هزيمة قانصوه الغوري
ـ طلب الاستقلال عن حكم سليم الأول فقطع رأسه
4 ـ جان بردي
ـ أحد قادة جيش طومان باي
ـ خان طومان باي في الريدانية من الخلف
ـ ولاه سليم الأول حكم دمشق
ـ قُطِعَت رأسه في عهد سليمان القانوني حين قرر التمرد عليه
قادة عسكريون قرروا التعاون من سليم الأول
بعد هزيمة طومان باي في معركة الريدانية جرى انشقاق في جيش المماليك حيث أن بعضهم رفض الاشتراك في عمليات مقاومة وفضلوا الاستسلام ولخلافهم مع طومان باي قرروا التحالف مع سليم الأول.
اقرأ أيضًا
شاد بك الأعور «اعتقد العثمانيون أنه يحارب بالجن وقصف جبهة سليم»
عدد القادة الذين انشقوا عن طومان باي كانوا 13 شخص وقد قتلهم سليم الأول قبل دخوله مصر لشكه فيهم وهم «تقطباي نائب القلعة، أنس بن باي حاجب الحجاب، تنمر الزردكاش (مسئول تخزين السلاح)، أركماس أمير السلاح، أزبك المكحلجي (مسؤول المدافع)، قانصوه الفاجر، مغلباي الزردكاش، قاينك رأس نوبة، ماماي، يشبك ملوخية، جانبلاط الأبج، خاير الخازنداري، خاير المعمارجي».
عملاء داخل المحروسة
من الصعب إحصاء عدد العملاء داخل المحروسة الذين صاروا خونة طومان باي لكن المشهور منهم 4 هم
1 ـ الزيني بركات
ـ محتسب القاهرة وجاسوس العثمانية
ـ بقي في منصبه حتى موته في ظروف غامضة.
2 ـ الشهاب زكريا بن راضي
ـ كبير جهاز البصاصين الأمني
ـ تنافس مع الزيني على كسب ود العثمانيين
ـ قُتِل على يد أحد المماليك بعد دخول العثمانيين مصر
3 ـ جانم السيفي
ـ أحد قادة المماليك في حلب
ـ انشق عن طومان باي وانضم إلى سليم الأول بعد حرب غزة
ـ قُطِعَت رأسه في عهد سليمان القانوني لتمرده عليه
4 ـ فتاة التركمان
ـ سيدة من بلاد التركمان تسللت للقاهرة
ـ قامت بمحاولة اغتيال طومان باي لكنها فشلت
ـ تم إعدامها بعد تقطيع جسدها وعلقت عارية على باب النصر لمدة يومين
العربان خونة طومان باي
لا يمكن حصر خونة طومان باي من العربان فغالبيتهم كانوا قبائل، لكن البارزين في تصرفاتهم ونهايتهم 203 شخص
1 ـ عربان أطفيح
ـ وصل عددهم لـ 200 شخص
ـ أعاقوا كتيبة شاد بك الأعور في حربها ضد العثمانيين بالجيزة
ـ سلموا عددًا من قادة المماليك مثل كرتباي وعلان
ـ قتل سليم الأول زعماءهم بمجرد دخوله للقاهرة لكثرة مطالبهم
2 ـ عربان بَقَّار
ـ مجموعة من العربان نشأوا بين غزة والقاهرة واستوطنوا الصعيد
ـ ساعدوا في عمليات السلب داخل القاهرة
ـ قتل سليمان القانوني زعماءهم لتمردهم وسجن البقية حتى الموت
3 و 4 ـ حسن بن مرعي وبن أخيه شكر
ـ من عربان البحيرة
ـ سلما طومان باي للعثمانيين
ـ قتلهما المماليك بعد إعدام طومان باي بـ 3 سنوات وعلقت رأسيهما على باب النصر
تراثيات
شانق طومان باي «أعدمه لأخذ ثأر قديم ونهايته بنفس المصير»
كتب | وسيم عفيفي
ـ روُهْنُ أُلَاجام
ـ شوف شغلك
أربع كلمات فقط جمعت بين طومان باي وشانقه، فالأخير يقول «سآخذ روحك» بينما آخر سلاطين المماليك يجيبه «شوف شغلك»؛ لكن اعتقاد طومان كان خاطئًا فشانقه لم يكن مكلفًا بإعدامه ولم يتم اختياره عشوائيًا، ومات طومان دون أن يعرفه !.
الشانق والمشنوق وتصاريف القدر
ذاق طومان باي وشانقه مرارة اليُتْم بسبب المماليك قبل أن يبلغا سن الرشد، وعاشا طفولة عسكرية وهما منتميان لعائلة حاكمة، فطومان لم يعش مع أمه الأرملة وأخذه عمه سلطان المماليك، أما علي بك بن شهسوار أوغلو فوُلِد لأمير قتله المماليك.
اقرأ أيضًا
كيف قتل سليم الأول جده علاء الدولة ذي القادر
مثلما كان مسمار جحا سببًا في مشكلةٍ بين البائع والشاري أنهت عقدهما، كانت إمارة ذي القادر هي الأخرى «إسْفِيِن» العلاقات المملوكية العثمانية التي بدأت في عهد قايتباي ومحمد الفاتح واستمرت حتى عهدي سليم الأول وقانصوه الغوري؛ فقايتباي قبل 45 عامًا قتل شهسوار القادرلي أمير إمرة ذي القادر بتهمة الخيانة لصالح محمد الفاتح، قام سليم الأول بقتل جده أمير ذي القادر بتهمة الخيانة لصالح الصفويين والمماليك، الفارق أن الفاتح لم يقترب للشام ومصر، بينما حفيده أعلن الحرب فدخل للشام ومصر وكان ضمن قادته علي بك بن شهسوار أوغلو الذي وُلِد وفُطِم على كراهية كل ما هو مملوكي.
تشير روزنامة عصر سليم الأول للمؤرخ العثماني حيدر جلبي إلى أن علي بك بن شهسوار أوغلو كان قائدًا مهمًا في مرج دابق ومن داخله كان يطمح في قتل أكبر رؤساء المماليك حتى لو كان الثمن التحالف معهم، فصار صديقًا لخاير بك ضد قانصوه الغوري لكن الأخير مات بذبحة صدرية ورُحِم من انتقام علي بك بن شهسوار أوغلو.
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي «تقييم قصة المعارك الستة ووجود المصريين فيها»
في 6 معارك متتالية تمكن طومان باي من إجهاد قوات العثمانيين، حتى أُلْقِي القبض عليه، ويتفق جميع المؤرخين العثمانيين والأتراك على أن سليم الأول كان يريد سجن طومان باي تقديرًا لشجاعته وإذلالا له، لكن خاير بك ألح على ضرورة شنق طومان باي لأن الناس لا يصدقون خبر القبض عليه.
شانق طومان باي .. كيف مات ؟
«كبير بكبير وراس براس»
هكذا صعد علي بك بن شهسوار على السلالم لإعدام طومان باي وفي باله أنه أخذ ثأر أبيه من السلطان قايتباي بإعدام آخر سلاطين المماليك.
سمح سليم الأول لعلي بك بن شهسوار أوغلو أن يدخل التاريخ العثماني من بوابته الشرقية بشنقه لأحد أهم سلاطينهم الأواخر، لكن شانق طومان باي لم يحفظ هذه الميزة في عهد سليمان بن سليم، حيث فَرِيدُون أَمَجان يذكر في كتابه «سليمان القانوني سلطان البرين والبحرين» أن علي بك نظم تمردًا ضد القانوني مع التركمان ليتم شنقه عام 1526 م
تراثيات