المصري اليوم :

كتب: أسامة المهدي :

 «ملايين الصوفية الشاذلية يبحثون عن وصى لشيخ طريقة قاصر».. هذا هو ملخص أزمة الطريقة المحمدية الشاذلية، التى دخلت فى نفق مظلم، بسبب الانقسام داخل الطريقة على شخصية الوصى على «الشيخ يوسف»، حفيد «محمد زكى إبراهيم»، مؤسس الطريقة، والذى سيتولى أمام الدولة، رئاسة الطريقة بصفة مؤقتة. مشيخة الطرق الصوفية وهى صاحبة السلطة العليا داخل المجتمع الصوفى، ما زالت مترددة فى اختيار خليفة الشيخ الراحل، متخوفة من انقسامات يمكن أن تحدث داخل طريقة تجمع ملايين المتصوفة فى مصر والعالم، والمشيخة منتظرة توقف كافة الأطراف عن التراشق الإعلامى، والذى وصل إلى تأسيس صفحات على التواصل الإجتماعى لإثارة الشباب ضد القانون المنظم للشؤون الصوفية والذى يسمح بتولية طفل رئاسة الطريقة، وهو الأمر الذى جعل المشيخة تستعين برموز صوفية كبيرة لرأب الصدع واختيار شخصية متفق عليها للوصاية على يوسف الصغير لحين بلوغه سن الرشد.

 

«أبو العزايم»: الحديث عن تغيير بند ابن الشيخ «كلام فارغ»

 

 

محمد ابو العزايم شيخ مشايخ الطرق الصوفية – صورة أرشيفية

القانون 118 لسنة 1976، هو القانون الذى وضعته الدولة فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، للسيطرة على الطرق الصوفية، وتنظيمها باعتبارها الجزء الأكبر الذى يضم ملايين المصريين، ولدى مشايخها أتباع ومريدون ومقرات فى العالم، الأمر الذى جعل السادات يستدعى رموز التصوف والقانون لوضع قانون ينظم الطرق الصوفية، وإيجاد مجلس أعلى منتخب يمثل المشايخ أمام الدولة.

 

وأنشئ المجلس الأعلى للطرق الصوفية، منتخبا من عموم 76 شيخ طريقة صوفية، هدفه تقنين الطرق الصوفية، وتمصير أى طريقة صوفية شيخها خارج جمهورية مصر العربية، كذلك الحفاظ على العادات والتقاليد والعرف الصوفى ببنود قانون، وعلى رأسها إرث الشيخ فى رئاسة الطريقة لأبنائه أو أقربائه أو كبار الطريقة ممن ينطبق عليهم شروط الأهلية. المزيد

 

«هاشم» وشيرين حلمى أبرز المرشحين.. واعتراضات على «وهبة»

 

د.أحمد عمر هاشم لمرضى كورونا: لا تخف من أي شيء روعك وكن مع الله يكن ربى معك – صورة أرشيفية

أزمة تولية «يوسف الصغير»، لم تكن سوى تراكمات سابقة منذ وضع مؤسس الطريقة محمد زكى إبراهيم، داخل نفوس علماء ورموز الطريقة أنهم أبناؤه، وأنهم يختلفون عن المجتمع الصوفى الذى يورث فيه الشيخ ابنه الطريقة، كأنهم قطعة أرض أو عقار أو مصوغات، مما جعلهم يتفقون على ضرورة تولية العالم بينهم، الذى لديه القدرة العلمية على استكمال طريق الإصلاح.

 

الأزمة بدأت بالدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، الذى اعتبر أن التصوف لا يوجد به توريث، ووضعه ذلك فى خلاف مع شيخ الطريقة عصام زكى إبراهيم، لكن الأخير ترك له مساحة لإدارة الأكاديمية الصوفية التى تعد أهم أساسيات إصلاح التصوف فى رؤية مؤسس الطريقة زكى إبراهيم. ومع نية عصام زكى، التمسك بقانون الطرق الصوفية، فى تولية ابنه نور، 23 عاما، رئاسة الطريقة على علماء وكبار، اعتبر مهنا أنها بداية انهيار وانحدار الطريقة عن مسلكها، فى تولية العلماء لتنقيح التصوف. المزيد

 

 

 

«حضرة صوفية» داخل الطريقة المحمدية الشاذلية

الطرق الصوفية هى أقدم التيارات الإسلامية التى تركزت على تهذيب النفس وسلوك المسلم، والعبادة الصحيحة، واختلف الجميع فى توقيت نشأة التصوف الإسلامى ما بين القرن الأول والثانى الهجرى، فى هيئة أفراد ومجموعات دون شيخ أو قائد، لكن الثابت فى مصر أن انتشار الطرق الصوفية وظهور مؤسسين لها سُجّل بعهد الدولة الفاطمية، فلم تسجل أى طريقة الآن تاريخ نشأتها قبل 1000 عام.

 

مفتي الجمهورية الأسبق الدكتور على جمعة – صورة أرشيفية

ومع صعود التيار السلفى وتركيزه على الجوانب المسيئة للإسلام لدى بعض الطرق الصوفية، وإجماع رفضها من علماء التصوف بالأزهر الشريف، بدأ الشيخ محمد زكى إبراهيم، عضو الهيئة العليا للدعوة بالأزهر، وقت رئاسة الإمام عبدالحليم محمود للأزهر الشريف، فى إنشاء العشيرة المحمدية، بهدف العودة بالتصوف الإسلامى إلى أصوله بعيدًا عن منهج المؤسسين الأوائل. المزيد

أخبار متعلقة

المصري اليوم