وفى رواية ابن مسلم من باب (2) بدؤ التزويج من أبوابه قوله صلى الله عليه وآله تزوجوا فانى مكاثر بكم الأمم غدا في القيامة حتى أن السقط ليجيئ محبنطا على باب الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول لا حتى يدخل أبواي الجنة قبلي. وفى رواية الدعائم قوله صلى الله عليه وآله تزوجوا فانى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة وخير النساء الودود الولود وفى رواية العوالي قوله صلى الله عليه وآله تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة. وفى حديث الأربعمأة قوله صلى الله عليه وآله واطلبوا الولد فانى أكاثر ]
و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: الأحاديث الواردة في ذلك كثيرة، فأما حديث : فإني مكاثر بكم؛ فصح من حديث أنس بلفظ: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم يوم القيامة. أخرجه ابن حبان، وذكره الشافعي بلاغاً عن ابن عمر بلفظ : تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم. وللبيهقي من حديث أبي أمامة: تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى. وورد: فإني مكاثر بكم أيضاً من حديث الصنابحي وابن الأعسر ومعقل بن يسار بن حنيف وحرملة بن النعمان وعائشة وعياض بن غنم ومعاوية بن حيدة وغيرهم، وأما حديث: لا رهبانية في الإسلام فلم أره بهذا اللفظ .
تزوجوا فإِنَّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ ، ولَا تكونوا كرهبانِيَّةِ النصارى الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2941 | خلاصة حكم المحدث : صحيح – التخريج : أخرجه الروياني في ((مسنده)) (1188) باختلاف يسير، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (6/135)، والبيهقي (13839) واللفظ لهما .
أحاديث أخرى :
ورد في كتاب من فقه الزهراء :
[ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط – .جامع الأخبار ص101 الفصل58 في التزويج. وسفينة البحار: ج1 ص561، الطبعة القديمة. وفي الخرائج ص940 عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (تناكحوا تناسلوا فاني أباهي بكم الأمم) ومثله في غوالي اللئالي ج2 ص125 ح343. والغوالي ج2 ص261 ح1 باب النكاح.]
[وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (تزوجوا الودود الولود) – جامع الأخبار ص101 الفصل الثامن والخمسون في التزويج.]
[وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (سوداء ولود خير من حسناء عقيم) – جامع الأخبار ص101 الفصل الثامن والخمسون في التزويج. و مثله في (مسكن الفؤاد) ص22و23 الباب الأول.]
[وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (وخير النساء الودود الولود) – دعائم الإسلام ج2 ص191 ح689 فصل في ذكر الرغائب في النكاح. وغوالي اللئالي ج3 ص293 باب النكاح.]
[وقال (عليه السلام): (تناكحوا تناسلوا) – غوالي اللئالي ج3 ص288 باب النكاح ح38.]
[وقال (عليه السلام): (حصير ملفوف في زاوية البيت خير من امرأة لا تلد) .غوالي اللئالي ج3 ص288 باب النكاح ح39.]
وفي القرآن الكريم: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) نوح 10-12
وقال تعالى: (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين) الاسراء 6
وبالعكس من كل ذلك قطع الرحم فإنه يقصر العمر وينقص العدد، وربما أدي إلى اندثار أسر بكاملها.
قولها (عليها السلام): (منماة) لوضوح ان الأرحام إذا وصل بعضهم بعضاً ازدادوا تعاضداً وتعاوناً، وتنامي حالة التآلف والتعاون والتقارب بين الأرحام وتلك توجب كثرة النسل، إذ توفر الأرضية الطبيعية للزواج وتذلل العقبات التي تحول دونه، كما توجب اطمئنان العوائل والأسر بمستقبل أبنائهم فيحضهم ذلك على زيادة النسل، إلى غير ذلك من أسباب النمو العددي .
أما ما يرى اليوم في بعض البلاد الإسلامية من الحث على قلة النسل فهو من حيل الاستعمار
[ وفيه تحت عنوان (فكرة تحديد النسل من وراءها) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (تناكحوا تناسلوا تكثروا). وقال أيضاً: (تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط). والحديثان يتضمنان حكماً وإن كان على سبيل الاستحباب لكن خلافه كخلاف كل مستحب ومكروه لا يكون إلا في حالة الضرورة، فإن صلاة الليل مثلاً مستحبة ولا تسقط عن الاستحباب إلا لضرورة، وهكذا بقية المتسحبات، ويدخل إكثار النسل ضمن هذه القاعدة. لكن ما يجري اليوم خلاف هذه الحقيقة تماماً، فقد أصبحت فكرة (إكثار النسل) فكرة غريبة على المسلمين وأحلوا محلها فكرة (تحديد النسل) التي كانت مستهجنة عند المسلمين حتى قبل سنين. فحتى في أشد فترات التأريخ بؤسا من التاريخ الإسلامي لم نشاهد من يدعو إلى هذه الأفكار المخالفة للعقل والفطرة. صحيح إنه كان بعض الحكام يقترفون المنكرات لكن كانت قوانين الإسلام جارية ـ عادة ـ في المجتمع فكان الاقتصاد إسلامياً والمجتمع مسلماً، فلم تظهر في هذا المجتمع بوادر سلبية منحرفة. أما اليوم وبعد أن دخل الاستعمار الغربي بلادنا:
انقلب كل شئ.. انقلب الحرام حلالاً.. اصبح الغناء أمراً شائعاً.. أصبح القمار أمراً مألوفاً.. وأضحت الضرائب والمكوس والحدود الجغرافية ومصادرة الحريات والكبت والإرهاب والمنع عن الحج أموراً جائزة. وفي هذا الجو المنقلب على الإسلام أتتنا دعوة من الغرب تدعو المسلمين إلى تحديد النسل، بحجة تدني المستوى الاقتصادي للأسرة، وهبوط مدخولات الدول التي لا تستطيع أن تفي بتعهداتها، من قبيل فتح المدارس وإنشاء المستشفيات، وما إلى ذلك من الخدمات الاجتماعية. أما هم فيشجعون أبناءهم على الزواج المبكر، ويشجعون التناسل والدعوة إلى الزواج والإنجاب، تبدأ مع تدريس الأولاد في الابتدائية وصاعداً. وهناك مخاوف كبيرة لدى العديد من قادة الغرب مفادها: إن الشعوب الأوربية في طريقها إلى الانقراض إذا بقي العد العكسي في معدلات نمو السكان. وهم يعرفون لماذا تنقرض شعوبهم؟ يعرفون السبب الكامن وراء تناقص السكان في أوربا.. إن أهم سبب يكمن وراء ذلك هو الدعوة إلى تحديد النسل التي راجت أوربا في الستينات، والتي زرعت في الذهنية الأوربية فكرة: إن إنجاب الأولاد هو عمل خاطئ، وظل الأوربيون يحملون هذه الفكرة حتى تضائل نسلهم. واليوم اكتشفوا، إن الخطأ ليس في عملية الإنجاب بل في الدعوة إلى تحديد الإنجاب. واليوم ومع الأسف الشديد صدروا لنا هذه الدعوة بعد أن ذاقوا مساوئها، جاءوا بها إلى العالم الإسلامي ليدعوا المسلمين إلى تحديد النسل. وبعيداً عن الهالة التي أحاطوا بهذه الدعوة نستطيع أن نستقصي أهداف الغربيين منها، أنها من أجل دفع المسلمين إلى التضاؤل، فقد وجدوا في هذه الدعوة السلاح الفتاك القادر على أضعاف المسلمين بعد أن فشلت أسلحتهم الأخرى. نتساءل لماذا لا يطالبون اليهود في فلسطين المغتصبة بتحديد النسل؟ لماذا لا نجد اليهود لا يعيرون أية أذن صاغية لهذه الدعوة؟ لماذا تشجع إسرائيل الإكثار من النسل، حتى أصبح من المناظر المألوفة ـ كما يذكر الصحفيون الذين زاروها ـ منظر النساء الحوامل وهن يجلن في الشوارع أو يعملون في المتاجر أو يدرسن في المدارس أو يشتغلن كشرطيات؟ لماذا تحرم إسرائيل الدعوة إلى تحديد النسل ونحن المسلمون نحلها، حتى البعض منا يعتبرها من الواجبات كالصوم والصلاة والعياذ بالله. إن قضية تحديد النسل دعوة سياسية هدفها تضعيف المسلمين ولا علاقة لها بالأمور الاقتصادية بالرغم مما يقولون. فنحن نتساءل: لماذا تحديد النسل؟ هل أن السنن الإلهية تغيرت في الكون؟ أم أن الطبيعة ومخلوقات الله تبدلت؟ أم أن أحكام الله سبحانه تختص بزمان دون آخر؟ أم لقلة أراضينا ومياهنا؟ أم لقلة مواردنا وإمكاناتنا؟ فالعالم الإسلامي يمتلك أراضي شاسعة صالحة للزراعة والعمارة ويمتلك مخزوناً كبيراً من المياه، ويزخر بالموارد والإمكانات التي لا تعد ولا تحصى. فمن غير الصحيح إطلاق أبواق تحديد النسل، إذ ليس هناك أي موجب لهذا العمل. مثلاً: العراق الذي كان يسمى ببلد السواد كانت نفوسه أكثر من أربعين مليون إنسانا في العهد العباسي حسب تقديرات بعض المؤرخين، واليوم لا يزيد عدد سكانه عن نصف هذا الرقم. وبلد كالسودان ربما كان باستطاعته أن يشبع القارة الإفريقية بأجمعها لما يملكه من أراض صالحة للزراعة وموارد مائية، وهكذا بقية البلاد الإسلامية التي تمتلك ثروة هائلة زراعية ومعدنية ونفطية. لكن إلى أين تذهب هذه الموارد؟ ولماذا تجمد تلك الثروات؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نجيب عنه. هذه هي المشكلة التي يجب حلها. وكل المشاكل هي نابعة من هذه المشكلة. فمشكلة التضخم السكاني، ومشكلة التفاقم الاقتصادي، ومشكلة التخلف الاجتماعي، ومشكلة فقدان الاعتبار السياسي، كل هذه المشاكل مصدرها مشكلة واحدة هي جور الحكام وظلمهم. وتعسفهم ودكتاتوريتهم وسيطرتهم على رقاب المسلمين وتسييرهم لأمور البلاد حسب أهوائهم وليس حسب الخطط السليمة ومصالح الشعوب. إن حاكماً واحداً في بلاد إسلامية هو صدام، سرق ـ حسب بعض الإحصاءات ـ من قوت الشعب 300 مليار دولار، مع قطع النظر عما دمره من ثروات الشعب في حروب عدوانية. فلو أضفنا إليه سرقات الحكام الآخرين على مدى التاريخ الحديث للبلاد الإسلامية فكم من ثروة المسلمين تبددت على أعتاب أهواء ونزوات هؤلاء الحكام؟ إن هناك من يسرق قوت الشعب، فكان لابد أن نقول له الحقيقة، ونواجهه بالمشكلة ونقول له أنت سارق، وأن نطالبه بأن يرد أموال الناس إليهم، وليس أن نطالب الناس بأن يشدوا أحزمة الجوع على بطونهم، ونقول لهم كفوا عن الزواج وكفوا عن التناسل، فليس هناك طعام تملئون به أفواه أبناءكم. إن قسماً كبيراً من ثروات البلاد الإسلامية ذهبت إلى بلاد الغرب، فقد دلت الإحصاءات أن خمس البشر يستهلكون أربعة أخماس ثروات العالم، وهم الذين يعيشون في الدول الصناعية، أما أربعة أخماس البشر وهم الفقيرة الذين يسمونهم بالعالم الثالث فهم لا يستهلكون سوى خمس ثروات الأرض. هنا تكمن الكارثة… فانعدام العدالة في الأرض وعدم تطبيق القوانين الإسلامية في التنمية، كقانون (من سبق) وقانون (الأرض لله ولمن عمرها)، ووجود الحكومات الخانقة وسيطرتها على الأمور، وكثرة الموظفين الكابتين لحريات الناس، وسوء التوزيع في الثروة، وانعدام صوت المعارضة، نسفت الشعوب الفقيرة وديست كرامتها. منعوا عنا الكلام.. ثم منعوا عنا الطعام.. ثم جاءوا اليوم ليقولوا لنا كفى إنجابا للأولاد.. إن مشكلة النسل تعالج في الإسلام ضمن سياق النظام الإسلامي القائم على العدالة والتعددية: فبالعدالة يزيل الإسلام الفقر ويزيل الحواجز بين الغني والفقير والحاكم والمحكوم. وبالتعددية يجعل للشعب صوتاً عالياً قادراً على الكلام بحرية. إن نظرة الإسلام إلى الإنسان تختلف عن نظرة الأنظمة، فبعض الأنظمة ترى في الإنسان عبأً ثقيلاً وترى في كل مولود جديد ضيفاً غير مرغوب فيه، ترى فيه فما جديداً يضاف إلى الأفواه التي تطالب بالطعام، هذا هو الإنسان في ظل بعض الأنظمة.. أما في ظل الإسلام فالإنسان هو قوة حيوية ونشاط متوقد. فالقرآن الكريم يرى في الإنسان أقوى مخلوق على سطح الكرة الأرضية، ويرى فيه سر التقدم في الدنيا: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى). ويرى الإسلام في كل مولود جديد رقماً يضاف إلى التقدم والرقي، وقد نسب إلى الإمام علي (عليه السلام):
أتحســـــب أنــك جــرم صغــير وفيـــك انطــوى العـــالم الأكبر
يرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل ولادة رقماً جديداً للتفاخر أمام الأمم وحتى لو كان المولود سقطاً لم تكتب له الحياة، أليس هو القائل: (تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم يوم القيامة ولو بالسقط). فالمولود الجديد قد يكون عالماً أو مخترعاً أو مهندساً أو أي إنسان آخر يضيف إلى الحياة ساعداً جديداً للعمل، ويضيف للتاريخ قيمة وعبقرية جديدة. فالحياة لا تشيدها الأدوات والمكائن بل السواعد الهميمة. والحياة لا تديرها الكمبيوترات المتطورة ولا الأقمار الصناعية بل يديرها العقل الكامن في الإنسان، فكل مولود جديد هو عقل جديد،وهو ساعد جديد، وهو تقدم جديد، فلماذا هذا الخوف..؟ أليس الله سبحانه وعدنا ووعده حق وصدق: (نحن نرزقهم وإياكم)، وقال جل ذكره: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله). فالزواج هو سبب لإزالة الفقر، والأبناء هم سبب للرزق، هذا في منطق الوجدان والقرآن والشريعة. أما الذين يرون عكس ذلك، يرون أن الزواج الأبناء سبب لتقليل الرزق يبتعدون كل البعد عن الله سبحانه والقرآن، وعن منطق العقل والحكمة). –
راجع الإمام المؤلف السيد محمد الشيرازي في كتاب ( من فقه الزهراء ) ، ]