القدس العربي :
لوكسمبورغ: وقع أمس، اتفاق تاريخي لإعادة ممتلكات اليهود التي سلبت في الكارثة، في مراسم احتفالية في قاعة مركز المؤتمرات لزعماء الاتحاد الأوروبي. وأطراف الاتفاق: حكومة لوكسمبورغ ورجال الجالية اليهودية المحلية والمنظمة اليهودية العالمية لإعادة الممتلكات، التي بادرت إلى المفاوضات. وساعد السفير الأمريكي المنصرف في لوكسمبورغ، راندولف افنس، كثيراً في الوصول إلى الاتفاق.
يدور الحديث عن اتفاق هو الأول من نوعه، يوقع في السنوات الأخيرة، وهو كفيل بأن يشكل نموذجاً لاتفاقات تطالب بها المنظمة اليهودية لإعادة الأملاك في دول شرق ووسط أوروبا. وقع على الاتفاق رئيس الوزراء كسابيا البرت ابلالو، المندوب الأوروبي للمنظمة اليهودية، ورئيس الصندوق المحلي لذكرى الكارثة، فرانسوا موئيز، برعاية سفير إسرائيل عمانويل نحشون.
ويتضمن الاتفاق تحويل مبلغ لمرة واحدة ورمزي بمقدار مليون يورو للناجين من الكارثة في لوكسمبورغ وعائلاتهم. والمبلغ بعيد عن تغطية الأضرار التي لحقت بيهود لوكسمبورغ، ولكن بزعم الحكم، فإن النازيين هم الذين تسببوا بالأضرار الأساسية.
ومن خلال المنظمة اليهودية ولجنة الدعاوى، فإن موقع سنكفونتن، حيث جمع اليهود قبل طردهم إلى معسكرات الإبادة، ستشتريه الحكومة ليصبح موقع ذكرى باستثمار 25 مليون يورو. مبالغ أخرى ستستثمر في مشاريع للذكرى، في أرشيفات وفي دعم صناديق لتعليم الكارثة وتخليدها. وستحول حكومة لوكمسبورغ 160 ألف يورو كل سنة، ولمدة 30 سنة، إلى صندوق الذكرى الذي تأسس، والذي سيوزع هو أيضاً الأموال للناجين من الكارثة وعائلاتهم. كما أن لوكسمبورغ تتعهد بزيادة تنمية استراتيجية ضد اللاسامية.
أما في الموضوع الحساس المتعلق بحسابات بنكية “نائمة”، الأموال وبوليصات التأمين، فسيجري عمل بحث لاكتشافها من لجنة مشتركة للحكومة وللمنظمة اليهودية. وتعتقد مصادر يهودية بأنه في العام 1975، وفقاً للقانون الذي كان متبعاً في حينه، فتحت حسابات لم يكن لها مطالب في البنوك والتي يبدو أنها استخدمت هذه الأموال. نحو 75 في المئة من يهود لوكسمبورغ لم يعتبروا مواطنين في الدولة في فترة الكارثة، ولهذا لم يتلقوا تعويضات عن مصادرة أملاكهم.
كان يفترض بالاتفاق أن يوقع قبل تولي بايدن الرئاسة، بحضور وزير الخارجية مايك بومبيو، ولكن رئيس وزراء لوكسمبورغ كسافيا بتل، يقول لـ “معاريف” إنه بعد الهجوم على الكابيتول والذي ارتدى فيه المعتدون قمصاناً مع نجوم أوشفيتس، رفض الموافقة على أن يشارك في المراسيم أحد ما لم يندد بالحدث، فتأجلت المراسيم ليوم الكارثة.
وقال بتل إن “السفيرة لم تكن مذنبة، ولكني توقعت من رئيس الوزراء نتنياهو الذي أعرفه جيداً، أن يتصل ويندد”.
وعن الهجمات القاسية لوزير خارجيته، جان اسلبورن، ضد سياسة إسرائيل، والاقتراح الذي أدى إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، وشجب “اتفاقات إبراهيم” كاتفاقات تمس بالفلسطينيين، يقول بتل: مع أن لـ”اسلبولن” أسلوباً متحمساً، غير أن لوكسمبورغ، مثل باقي الدول الأوروبية، تعتقد أن الحل الوحيد يكون بدولتين. ومع ذلك، يشدد على أنه “يجب العمل بحوار مع الولايات المتحدة وليس شدها، والرئيس بايدن يعتزم تأييد استئناف المسيرة على هذا الأساس”.
بقلم: جدعون كوتس
معاريف 28/1/2021