[ من علامات الساعة توقف العربية ]
سبوتنك :
مسلحو “قسد” يعتقلون معلمين أكراد لاستمرارهم بتدريس المناهج العربية شرقي سوريا
وأفادت مصادر محلية لمراسل “سبوتنيك” في الحسكة بأن مسلحي ميليشيا “الأسايش”، وهي الذراع الأمني لتنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي، اعتقلوا اليوم الثلاثاء 19 يناير/ كانون الثاني، مجموعة من المعلّمين في مدينة الدرباسيّة شمالي محافظة الحسكة، بسبب استمرارهم في تقديم دورات تعليمية سرية في المناهج العربية السورية، للطلبة الأكراد.
وتابعت المصادر أنّ مسلحي التنظيم داهموا عدة منازل في مدينة الدرباسية واعتقلوا قرابة عشرة معلّمين واقتادوهم إلى جهةٍ مجهولة بسبب قيامهم بتقديمم دورات تقوية للطلبة “الأكراد” في مناهج وزارة التربية السوريّة للمرحلتين الإعداديّة والثانويّة، وذلك رغم إغلاق التنظيم جميع المدارس السورية في مدن محافظة الحسكة، باستثناء تلك التي تقع ضمن مناطق سيطرة الدولة السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وأضافت المصادر أنّ المداهمات شكّلت هاجساً من الخوف لدى أبناء المدينة ممن يحاولون الحفاظ على المستقبل التعليمي لأطفالهم في ظلّ الضغوطات الأمنيّة المتصاعدة التي يفرضها التنظيم الموالي للجيش الأمريكي.
وكشفت المصادر أنه في الأشهر القليلة الماضية اعتقل تنظيم “قسد” عددا من المعلمين وأبلغت آخرين بالكف عن تدريس الطلبة الأكراد والعرب في مناطق شمال محافظة الحسكة، تحت طائلة المسؤولية والاعتقال، مبينة بـأن الاعتقالات التي تواجه المعلمين، خصوصاً الأكراد منهم، يأتي على خلفية فشل الإجراءات القسرية التي فرضها التنظيم على السكان في مناطق سيطرة الجيش الأمريكي، إذ تشهد المنهاج المسيسة التي فرضها، رفضاً شعبياً كبيراً حيث لم تقم إلا عوائل قليلة بإرسال أبنائهم إلى المدارس التي يسيطر عليها التنظيم.
وتتكبد الأسر السورية من العرب والأكراد في محافظة الحسكة، أموالاً باهظة وظروفاً قاسية في سبيل إيصال أبنائهم إلى المدارس الحكومية في مدينتي الحسكة والقامشلي، أو التعاقد مع معلمين ومدرسين خاصين لتعليم أبنائهم مناهج وزارة التربية السورية.
وكانت مديرية التربية الحكومية في محافظة الحسكة وافقت خلال العام الحالي والماضي على افتتاح مدارس منزلية ضمن المدن والبلدات والقرى في أرياف محافظة الحسكة، وزودتها بالمعلمين والكتب والمستلزمات الأخرى بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال الذين يرغبون هم وذويهم بدراسة المناهج الوطنية.
ورغم قلة عددها ومعاناتها الزحام الشديد، والمضايقات المستمرة من قبل تنظيم “قسد”، إلا أن المدارس السورية تشهد إقبالا كبيرا من التلاميذ والطلاب الأكراد بشكل خاص، ومن بينهم أبناء قياديين وموظفين فيما يسمى “الإدارة الذاتية الكردية” التي شكلها مسلحو التنظيم في مناطق سيطرة الجيش الأمريكي شرقي سوريا، وذلك رغم مواصلتهم منه الطلاب من الالتحاق بالمدارس الوطنية في مدينتي الحسكة والقامشلي تحت طائلة العقاب والغرامات المالية الكبيرة، في مسعى لتلافي تدني أعداد الطلاب الذين التحقوا بالمدارس التي تعتمد المناهج الكردية.