Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

عشرات الأدلة التاريخية تؤكد : «يويا» هو يوسف عليه السلام

ماسبيرو :

أيمن الحكيم

٢٠  – ٢٠١٩/١٠/٢٥

الباحث أحمد عثمان: أطالب بعمل تحليل DNA على المومياء لكشف الحقيقة
يحتل نبى الله يوسف عليه السلام مكانة خاصة فى كل الأديان السماوية، ويتسابق المسلمون والمسيحيون واليهود فى إطلاق اسمه على أولادهم، وفى القرآن الكريم سورة كاملة تحكى قصته (الدرامية) منذ أن أنجبه والده نبى الله يعقوب فى أرض كنعان، وغيرة إخوته منه لمكانته التى احتلها فى قلب الأب، وتخلصهم منه بإلقائه فى البئر ليخلو لهم وجه أبيهم، ثم مجيئه إلى مصر صبيا وعبدا، ليبدأ رحلة صعوده الأسطورية التى انتهى فيها لأن يكون (عزيز مصر) والمتحكم فى خزائن الأرض .

يوسف النبى الصديق الذى أعطاه الله شطر الحُسن، والذى يتمتع بكل هذه الهالة من التقدير والتقديس.. هل جثمانه موجود فى المتحف المصرى؟!

هناك باحث مصرى يقول بيقين إن مومياء (يويا) التى ترقد فى المتحف هى لنبى الله يوسف.. وأعلن أحمد عثمان اكتشافه قبل 35 سنة، ويعود اليوم من جديد ليؤكد نظريته بعد أن تجدد الجدل حولها من جديد فى الصحافة العالمية بمناسبة نقل محتويات المتحف المصرى إلى المتحف الكبير ومن لندن جاءنى صوت أحمد عثمان الباحث المصرى المعروف فى التاريخ المصرى القديم يطالب بعمل فحوصات الحمض النووى (dna) على المومياء لإثبات أنها تخص نبى الله يوسف، مؤكدا أنه فى حال (ثبوت الرؤيا) فإن مصر تضمن عشرة ملايين سائح على الأقل سيتوافدون من كل أنحاء العالم لمتابعة الحدث ورؤية المومياء النبوية!

قبل أن نذهب إلى (يويا) لنقدم أولا الباحث المصرى الذى أثار كل هذا الضجيج والجدل قبل مغادرته مصر مهاجرا فى ديسمبر 1964 كان أحمد عثمان صحفيا لامعا فى دار أخبار اليوم وصحفها، إذ بدأ مشواره بها فى العام 1959، وفى تلك السنوات القليلة لمع اسمه صحفيا وكاتبا مسرحيا، وارتبط بقصة حب مع السندريللا سعاد حسنى كادت تنتهى بالزواج، وهى حكاية مليئة بالتفاصيل المشوقة لا يتسع لها المقام الآن، المهم أنه كان يخطط لأن يصبح من كبار كتاب المسرح المصرى، وكتب خمس مسرحيات، ظهرت واحدة منها فقط للنور، ثم إذا به يدخل فى أزمات مع الرقابة بسبب ما تضمنته أعماله من آراء وأفكار سياسية، وإذا بالخلاف مع الرقيب يتطور إلى تهديدات بالاعتقال، وإذا بالمؤلف الشاب يجد نفسه هاربا إلى لندن لينجو بنفسه من السجن، وفى لندن تخصص فى الكتابة عن التاريخ المصرى القديم، وكانت له كتبه ونظرياته التى أثارت الجدل ومازالت، أشهرها نظريته عن موسى النبى وإخناتون داعى التوحيد!

ولنذهب الآن إلى (يويا) ولنبدأ القصة من البداية.. فى سنة 1905 عثرت بعثة مصلحة الآثار المصرية على مقبرة جديدة فى وادى الملوك تخص (يويا) وزير مالية

الملك أمنحتب الثانى الذى تربى يوسف فى قصره وراودته امرأته زليخة وتسببت فى دخوله السجن، فلما فسّر للملك حلم البقرات السمان كافأه بأن جعله على خزائن الأرض، وبعده جاء ابنه تحتمس الرابع الذى اتخذ من يوسف وزيرا، وتولى بعده (أمنحتب الثالث) حيث بلغ يوسف فى عهده قمة مجده ونفوذه..

ورغم ذلك بدا وجود مقبرة لوزير فى وادى الملوك أمرا مثيرا لدهشة الأثريين وقتها، فالوادى مخصص لمقابر الملوك وحدهم، فمن يكون هذا الوزير الذى حظى بهذا التقدير الاستثنائى؟!

ومما أثار الدهشة أيضا أن مقبرة (يويا) الواقعة بين مقبرتى رمسيس الثانى عشر ورمسيس الثالث كانت على حالها لم يعبث بها اللصوص كما فعلوا ببقية مقابر الوادي الملكى، كما أن المومياء بحالة ممتازة وكأن صاحبها مات بالأمس، وكأن هناك قوة خفية كانت تحمى المقبرة وصاحبها.واهتمت مصلحة الآثار بـ (يويا ) ومقبرته واستعانت بالسير جرافنون إليوت سميت أستاذ التشريح (الإنجليزى) فى مدرسة طب قصر العينى لفحص المومياء، وكان الطبيب الإنجليزى يمتلك خبرات فى فحص المومياوات الفرعونية، وكان قبلها بعامين قد فحص مومياء الملك تحتمس الرابع باستخدام الأشعة، وأثبت أنه مات وعمره 24 سنة فقط.

بعد فحص مومياء (يويا) كتب د. إليوت تقريرا عبّر فيه عن شكوكه فى سلالة صاحبها، فمن خبراته فى مومياوات الفراعنة تكونت لديه ملامح عامة تميز المصرى القديم فى الطول وشكل الجمجمة وقسمات الوجه، لكن هذه المومياء تبدو غريبة ومتفردة وتدل على أن صاحبها (أجنبى):

– فهو فارع الطول، ويبدو طوله متفوقا بشكل واضح على أطوال المصرى القديم.

– ووجهه وشكل جمجمته مختلفان.. وعلى عكس المصرى القديم الذى كان يتميز بأنف مخروم، فإن (يويا) سليم الأنف، وفوق ذلك فإنه يتمتع بأنف مقوسة مما يجعله أقرب للساميين.

-إن مقبرته خالية من الرسوم والنقوش الفرعونية.. وبدا ذلك مقصودا، رغم ما تمتع به صاحب المومياء من تقدير ملكى، بل إن جثمانه قام بتحنيطه المحنطون الملكيون.

سجّل د. إليوت شكوكه فى سلالة الوزير، لكنه لم يقطع بحكم ولا رأى، وجرى حفظ المومياء (الغريبة) فى القسم الشرقى بالطابق الثانى من المتحف المصرى بين أهم المومياوات الفرعونية.

وبعد آلاف السنين جاء الباحث المصرى أحمد عثمان ليلقى بقنبلته: (يويا) هو نفسه نبى الله يوسف!

بعد سنوات من الدراسة والبحث أعلن أحمد عثمان اكتشافه، مدللا بشواهد وأدلة وبراهين:

– اسم (يويا) لم يكن له معنى فى اللغة المصرية القديمة، كما أن اختلاف الكتبة المصريين فى طريقة كتابته يدل على أنه ليس مصريا، وأغلب الظن أن (يو- يا) هى اختصار لـ يو- سف بن يا – يعقوب.. ومن الوارد أن تكون (يو) نسبة إلى (يهوه) وهو الاسم العبرانى للإله.

– الألقاب التى وجدت على مقبرة (يويا) والتى منحها له المصريون تنطبق على نبى الله يوسف، فهو (وزير المالية)، (الحكيم)، (موضع ثقة الملك)، (محب الرب).. وهى أوصاف أثبتها القرآن الكريم فى سورة (يوسف).. فهو صاحب حكمة: ” ولما بلغ أشده أتيناه حكما وعلما”..” قال اجعلنى على خزائن الأرض”..” وكذلك مكنّا ليوسف فى الأرض”.. والثابت أن يوسف كان الرجل الثانى فى مصر بعد ملكها (أمنحتب الثالث)، فكان وزير ماليته ومستشاره وأقرب المقربين إليه خاصة بعد أن تزوج الملك من (تاى) ابنة يوسف من زوجته المصرية (تويا)، وتشير التوراة إلى زواج يوسف من امرأة مصرية كان والدها من أكابر الكهنة..

– عندما شاهدت المومياء فى المتحف المصرى – يقول أحمد عثمان- كان واضحا مقدار الوسامة والمهابة التى كان عليها (يويا)، ورغم أن عمره حين وفاته كان يتجاوز المائة عام كما تقول التوراة أو يتجاوز الستين كما قال طبيب التشريح الإنجليزى الذى كتب أول تقرير عن المومياء عام1905، أو فى السبعين كما تقول رواية ثالثة، فإنه ظل محتفظا بوسامته ومهابته ويظهر على قسماته الوقار والحُسن، كما أنه كان فارع الطول، قوى البنية، لا أثر فيه للبدانة، طويل الرقبة، لونه مشرب بحمرة، أبيّض شعره ولكنه ظل محتفظا بشعره الطويل.. وكلها سمات تؤكد أنه يوسف النبى الذى اشتهر بالجمال والمهابة..

– وفى سفر التكوين فى الإصحاح الخمسين تقول التوراة

” ثم مات يوسف وهو ابن مائة وعشر سنين فحنطوه ووضع فى تابوت فى مصر”.. فالتوراة تؤكد تحنيط جثمانه على الطريقة الفرعونية, وأجزم – يضيف أحمد عثمان – أن مومياء (يويا) الوزير الفرعونى والتى أعتقد أنها مومياء يوسف عليه السلام وجدت فى حالة ممتازة بل كأن صاحبها دُفن بالأمس، وهى المومياء الوحيدة التى عُثر عليها بتلك الحالة الاستثنائية، وكأن هناك قوة علوية تحرسها وتحميها.

-عندما قام يوسف بتفسير حلم الملك فإنه أمر له بمكافأة خاصة – كما تحكى التوراة- عبارة عن خاتم وعقد من الذهب الخالص وعجلة حربية.. والهدايا الثلاث وجدت فى مقبرة (يويا)..

– التكوين البدنى للمومياء خاصة شكل الجمجمة والأنف يدل أن (يويا) ليس مصريا.. وأقرب إلى سلالة العبرانيين الذين سكنوا أرض فلسطين.. ومنهم جاء يوسف طفلا إلى مصر، ليتربى فيها ويصعد إلى قمة السلطة ويموت فى أرضها ويُدفن.

ورغم وجاهة الأدلة وقوة البراهين فإن هناك بالطبع من رفض ما توصل إليه أحمد عثمان وهاجمه بشراسة، وكان على رأس حزب المعترضين عالم الآثار المصرية ووزيرها الشهير فيما بعد د. زاهى حواس.. يحكى أحمد عثمان:

عندما توصلت إلى أن مومياء يويا الموجودة فى المتحف المصرى هى جسد يوسف الصديق فى عام 1984، كان زاهى حواس – وزير الآثار المصرى السابق – يدرس فى جامعة فيلادلفيا بالولايات المتحدة. وبدلا من تحمسه لاهتمام الإعلام الأمريكى الذى تحمس لعثور مصر على مومياء النبى يوسف, فقد انزعج كثيرا لهذا الاهتمام. لهذا أرسل حواس رسالة إلى صديق صحفى مشترك لكلينا فى القاهرة،الذى أعطانى صورة منها أنشر بعضا هنا.

“أخى الأستاذ محمد

تحياتى الطيبة… تابعت الموضوعين المنشورين بأخبار اليوم عن مومياء يويا وربطها بسيدنا يوسف عليه السلام. وقد وجدت من واجبى أن أوضح بعض النقاط … خاصة في هذا الموضوع الذى تناولته وكالات الأنباء فى الصحف الأمريكية ونشر أكثر من مرة. وقد تعرضت لأسئلة كثيرة فى هذا الموضوع أثناء محاضراتى فى أمريكا، حيث يسألنى الكل “هل عثروا فى مصر على مومياء سيدنا يوسف؟”.

إذا نظرنا إلى الرأى الذى نشره الأخ أحمد عثمان فسوف نجد أنه رأى يضاف إلى آراء كثيرة فى هذا الموضوع، وهذه الآراء تنال ضجة إعلامية هائلة وخاصة أنها متصلة بالأنبياء الذين زاروا مصر…

نعود الآن إلى أصل يويا وهل هو من أصل مصرى أم من أصل آسيوى … النصوص الأثرية تؤكد بأن يويا وزوجته تويا من بلدة أخميم محافظة سوهاج … وقد عاش أمنحتب الثالث (الملك الذى عين يويا قائدا لسلاح العجلات)… وفى بداية حياته أحب تلك الفتاة “تى” (طاى ابنة يويا التي تزوجها الملك).. التى تؤكد النقوش أنها من أصل مصرى… وقد دفن يويا وتويا فى الوادى الملكى بالأقصر، وقد زين التابوت بأجمل النصوص والنقوش الجنائزية… وإذا حدث وكان هو يوسف عليه السلام فكيف يسمح بأن يسجل على تابوته النقوش المصرية القديمة وهو المؤمن بالله…

وكان على الباحث أن ينظر إلى النقوش والنصوص قبل أن يعلن هذا الرأى الذى أحدث بلبلة فى أمريكا… لأنه رأى جاء من مصرى عاش فى لندن عشرين عاما، …أخيك زاهى حواس”.

لم يستند زاهى حواس على أى دليل تاريخى لنفى العلاقة بين يويا ويوسف، وإنما اعتمد على نقطتين فقط: أن الأنبياء لا يحنطون وأن يويا كان صعيديا من بلدة أخميم.

بالنسبة لعدم تحنيط الأنبياء فقد جاء فى آخر آية من سفر التكوين التوراتى أن يوسف مات وحنطوه ودفنوه فى مصر. كما قال لى الشيخ أحمد حسن الباقورى – وزير الأوقاف السابق – عندما جمعنى لقاء به فى العام 1984ونُشر فى مجلة (أكتوبر):”ليس فى التحنيط ما يحمل معنى إهانة الجسد أو صاحبه ..والأنبياء بشر يجوز عليهم ما يجوز على كل البشر مما لا ينتقص من المروءة.. وليس ببعيد أن يكون يوسف عليه السلام قد تم تحنيطه عقب وفاته حسب عادات المصريين الذين عاش بينهم.. وإذا ثبت هذا فلا يجوز أن تبقى مومياته فى المتحف بين الوثنيين وهو رسول كريم “.

أما فيما يتعلق بعلاقة يويا بمدينة أخميم، فاللقب الوحيد الذى حصل عليه بالنسبة لأخميم، لا ينسبه إلى هذه المدينة. وهذه بعض ألقاب يويا:

الأب المقدس، الأب المقدس لسيد الأرضين، سيد الخيالة،وكيل الملك لسلاح العجلات، حامل ختم ملك مصر السفلى، حامل ختم ملك مصر العليا، الأمير، مشرف على مواشى الإله مين فى أخميم، مشرف على مواشى الإله آمون، المفضل لدى الرب (فرعون)، موضع ثقة الملك، السمير (الصديق) الأوحد، الحكيم، الذى يمتدحه إلهه, الذى يمتدحه الرب”.

وفى العام 1987 أصدر أحمد عثمان كتابا عن قصته مع (يويا) اسماه ” غريب فى وادى الملوك.. حل لغز مومياء مصرية قديمة ” أثار اهتمام الإعلام العالمى حينها وكتبت عنه كبريات الصحف وكتابها ..

وعاد الاهتمام العالمى من جديد بـ (يويا) بعد الإعلان عن نقل المومياء إلى المتحف الكبير، وهو أمر يعتبره أحمد عثمان فرصة لفحص المومياء باستخدام أحدث أجهزة (dna) والوصول إلى نتائج علمية موثقة عن عمر (يويا) والزمن الذى عاش فيه، والإعلان رسميا – فى حال ثبوت الحقائق- أنه نبى الله يوسف الصديق، وهو حدث جلل، سيتدفق بسببه ملايين السياح من كافة أنحاء العالم لمشاهدة (يويا) ومتابعة نتائج فحص الحمض النووى.. ليتهم يفعلون حتى تطمئن قلوبنا ونحسم الجدل الطويل ونجيب عن السؤال المحير: هل جثمان نبى الله يوسف يرقد فى المتحف المصرى؟! .

رابط :

https://www.maspero.eg/wps/portal/home/radio-and-tv-magazine/culture/details/2c5617f8-60dd-48fd-9dda-d64f8e8e9274/