Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

أردوغان أغضب طِهران.. الرئيس التركي وصل “فاتِحَاً” لأذربيجان وتلا أبياتاً شعريّة “أسِفَ” فيها على “الانفصال الإجباري” بين شطريّ نهر أرس داخل أراضي إيران وأذربيجان.. الخارجيّة الإيرانيّة استدعت سفير أنقرة والوزير ظريف تحدّث عن “عزيزتنا أذربيجان”.. هل تعمّد أردوغان المس بوحدة أراضي إيران أم قرأ بيتاً “لا يعرف معناه”؟

 عمان- “رأي اليوم” :

ثمّة أحاديث على المنصّات الافتراضيّة، والخليجيّة منها، تُشير إلى وجود خشية من وجود تحالف تركي- إيراني “إسلامي”، على خلفيّة تنامي العلاقات بين دول الخليج، وإسرائيل، لكن ما ارتكبه الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، قد يكون قد أثار امتعاض طهران، والحديث هُنا ليس في سورية حليفة إيران، كما قد يخطر للقارئ.

الرئيس أردوغان، لم يُغنّ على ليلى طهران، حين ألقى الأخير أبياتاً شعريّة، تضمّنت إشارة انفصاليّة عن نهر أرس على الحدود بين إيران، وأذربيجان، وهو ما استدعى تدخّلاً إيرانيّاً، وصل إلى حدّ استدعاء السفير التركي في إيران، وتبليغه بأن تصريحات أردوغان تدخّليّة.

جاء إلقاء أردوغان للأبيات الشعريّة، خلال عرض عسكري للقوّات الأذربيجانيّة في باكو الخميس، وبحسب المُتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة سعيد خطيب زادة، تم إبلاغ سفير أنقرة، بالاعتراض الشديد على كلام أردوغان، وأنّ حقبة ادّعاءات الامبراطوريّات الساعية للحرب، والتوسّع قد انتهت.

 

المنصّات اشتعلت غضباً من كلام أردوغان، ويعود بيت الشعر الذي ألقاه الرئيس التركي، للشاعر الأذربيجاني محمد إبراهيموف، وضمن قصيدة تتحدّث عن نهر أرس، وقيمته التاريخيّة لدى شعب أذربيجان.

ويعود سبب الغضب الإيراني تحديدًا، لأنّ الأبيات الشعريّة التي قرأها أردوغان، تُعبّر عن الأسف للفصل الإجباري الذي يقع بين شطري نهر أرس، اللذين يقعان داخل أراضي أذربيجان، وإيران، وهو ما اعتبرته إيران مسّاً بوحدة أراضيها.

وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف، كان قد غرّد أيضًا حول فعلة أردوغان، وأكّد في على حسابه في “تويتر”، بأنّ الرئيس التركي قرأ أبياتاً، لا يعرف معناها، وأضاف ظريف بأنّ الشعر الذي قرأه بالخطأ في باكو يرتبط بالفصل الإجباري لمناطق أرس الشماليّة عن الأرض الأم إيران.

 

وأكّد ظريف بأنه لا يُمكن لأحد، أن يتحدّث عن عزيزتنا أذربيجان، والأخيرة التي وصفها الوزير بالعزيزة، هي أذربيجان الإيرانيّة التي تقع على الشطر الآخر لنهر أرس، وهي التي فيما يبدو عبّر أردوغان عن أسفه، وربّما وفق الغضب الإيراني رغبته بضمّها لأذربيجان حتى يجتمع شطريّ نهر أرس بعد الفصل الإجباري الذي ورد في بيت الشعر.

وطالبت الخارجيّة الإيرانيّة، الحكومة التركيّة، بتقديم توضيحات، فيما لم يصدر عن أنقرة أي تعليق بالخُصوص، حتى كتابة هذه السطور، وسط تساؤلات يطرحها مُعلّقون، حول تعمّد أردوغان استخدام هذه الأبيات، من عدمه، وهل كان لا يعلم فعلاً معناها، كما اتّهمه الوزير ظريف، وهو السياسي المُحنّك، كثير الإطلالات الإعلاميّة، وإلقاء الخطابات.

 

من غير المعلوم إذا كانت السلطات التركيّة، ستُقدّم اعتذارًا عن أبيات أردوغان، وإن كانت المسألة ستأخذ أبعادًا أكبر، لتدخل في أزمة دبلوماسيّة بين البلدين، لعلّه يكون توقيتها، في خدمة خُصوم طهران، وأنقرة، اللتين يزداد نُفوذهما في المِنطقة، والإقليم.

 

وتداولت المنصّات، مقاطع فيديو، للحظة وصول استقبال أذربيجان لأردوغان، ووصول موكبه، واعتباره الفاتح على حد وصف بعض الحسابات، وذلك على خلفيّة الدعم الذي قدّمه على خلفيّة أزمة إقليم قرة باغ الأذري، وتحريره كاملاً من قوّات أرمينيا، بعد حرب 44 يوماً، وهي الزيارة التي تخلّلت أبيات الشعر التي أغضبت إيران.