"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

اغتيال نصر الله سيحسِم المُواجهة القادِمة.. دراسة جديدة لمركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيليّ : حرب الشمال المُقبِلة مدمّرة وعشرات آلاف الصواريخ ستسقط على الجبهة الداخليّة

الناصرة – “رأي اليوم”  :

أنهى مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجمعة تل أبيب مؤخرًا ورشة أبحاث جرى خلالها دراسة تحديات إسرائيل المتوقعة في الحرب المقبلة في الشمال، ونشر الوثائق أمس الاثنين على موقعه الالكترونيّ. جديرٌ بالذكر أنّ الإعلام العبريّ لا يهتّم بتاتًا بأبحاث هذا المعهد أوْ ذاك، ويُواصِل الاعتماد على الخبراء العسكريين والأمنيين الذين يعملون لديه.

ويتبيّن أنّ الدراسة التي نشرها المركز بعنوان “المعركة المقبلة في الشمال”، تتألّف من 73 صفحة تتضمّن سيناريوهات المواجهة وبدائل إستراتيجية وتوصيات للسياسيات الإسرائيلية، مع الإشارة إلى أنّ المدير العّام للمركز هو الجنرال بالاحتياط، عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة (أمان).

وفي الدراسة، يحذّر مدير المركز العميد احتياط أودي ديكل من أنّ الجبهة الداخلية ستُهَاجَم في الحرب المقبلة بآلاف الصواريخ، بينها عشرات الصواريخ الدقيقة، وبطائرات مُسيّرة هجومية من عدة جبهات بشكل متوازٍ: لبنان، سوريّة، غرب العراق، ومن الممكن أيضًا غزة، ويجِب الإشارة هنا إلى أنّ هذا التحذير ليس جديدًا بالمرّة، بل يقوم المركز ومعاهد أبحاث أخرى في إسرائيل بنشره بصورةٍ دوريّةٍ وبصيغٍ مُختلفةٍ.

ووفقًا لمعدّي البحث، فإنّ هدف الدراسة هو التأثير على تفكير وتنظيم المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، عبر التطلّع إلى العقد المقبل، والاستنتاج الأساسيّ من البحث، كما أوضحت الدراسات المُرفقة، هو أنّ المواجهة المقبلة ستحدث مقابل المحور الإيراني – الشيعي. وعلى ضوء تبلور هذا المحور، يتشكّل تواصل برّي من طهران إلى بيروت، بما في ذلك بناء قدرات مختلفة لمُهاجمة إسرائيل بعددٍ كبيرٍ من الصواريخ، وبطائرات غير مأهولة، وكذلك من خلال مجموعات لمقاتلي “حرب عصابات” ستدخل إلى إسرائيل وتحتلّ مستوطنات ومواقع حيوية بالقرب من الحدود مع لبنان والجولان.

علاوةً على ذلك، استنتج معدو الدراسة أنّ الحرب المقبلة ستكون على عدة جبهات: لبنان، سوريّة، غرب العراق، مع إمكانية انضمام حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلاميّ” من قطاع غزة. وجاء في الدراسة أنّ إيران بواسطة بناء القدرات الهجومية وانتشار حلفائها بالقرب من الحدود في الجولان وحزب الله في لبنان، زادت من مساحة الاحتكاك بين المحور “الشيعي” وإسرائيل. وأكد معدّو البحث أنّ هناك تغيّرات مهمة في التهديد تتمثّل في تعاظم قوة حزب الله، وبشكلٍ خاصٍّ مساعيه للتزوّد بصواريخ دقيقة.

وكان نُقِل عن جنرالٍ رفيعٍ في جيش الاحتلال (19.01.19) قوله إنّ الأمين العّام لحزب الله، حسن نصر الله هو ألّد أعداء الدولة العبريّة، مُشدّدًا في الوقت عينه، بحسب موقع (روتر) الإخباريّ، على أنّه إذا تمكّنت دولة الاحتلال من اغتيال نصر الله في المُواجهة العسكريّة القادِمة، فإنّ ذلك سيحسِم المعركة مع حزب الله، الذي يُصّنفه التقدير الإستراتيجيّ الإسرائيليّ للسنة الثالثة على التوالي على أنّه العدوّ الأخطر على إسرائيل، بالإضافة لكلٍّ من إيران وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس).

أمّا القائد السابِق لسلاح الجوّ الإسرائيليّ، الجنرال تسفيكا حايموفيتش، فكان قد أكّد في حديثٍ لصحيفة (معاريف) العبريّة أنّه عندما يتحدّث نصر الله عن ضرب حيفا والخضيرة، فلا يبقى أمام إسرائيل إلّا الاستعداد وتحسين القدرات على الردّ مع تعديلات في بناء القوة وتشغيلها، لتحسين القدرة على المواجهة في حال الترجمة العمليّة للتهديدات.

مهما يكُن من أمر، فإنّ إسرائيل ما زالت تنتظِر الردّ الإيرانيّ على اغتيال العالِم النوويّ، محسن فخري زادة، مع أنّ التشديد في التحليلات التي ينشرها الخبراء في المجاليْن الأمنيّ والعسكريّ تتركّز على السؤال الجوهريّ: هل الرئيس الأمريكيّ المُنتخب، جو بايدن، سيتوصّل لاتفاقٍ جديدٍ مع إيران في المسألة النوويّة؟ وهل إسرائيل مدعومةً من الشركاء العرب، أيْ الدول الخليجيّة، بقدرتها فرض موقفها على الإدارة الجديدة في البيت الأبيض؟.