"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

حركة الشباب الصومالية النشأة والأفكار وعلاقتها بالقاعدة

شفقنا :

تقرير خاص…فصيل صومالي مسلح له أسماء كثيرة مثل: حركة الشباب الصومالية والشباب أو المجاهدون وحركة المجاهدين وحركة الشباب الإسلامي، وحركة الشباب المجاهدين، والشباب الجهادي. انفصل عن اتحاد المحاكم الإسلامية، وأعلن عن سعيه لإقامة دولة إسلامية، وشن حربا ضد الحكومة الصومالية وحلفائها في الداخل والخارج.

ظهرت حركة الشباب على سطح الأحداث في الصومال في العام 2006 بقيادة مجموعة من المقاتلين القدامى وأبرزهم “آدم عيرو” كإسم جديد يدخل إلى دائرة الصراع المسلح الذي تشهده البلاد منذ ثمانينات القرن الماضي، إلا أن جذور الحركة التي قامت على خليط من قدامى تنظيمات إسلامية مسلحة مثل اتحاد المحاكم الإسلامية، وعناصر قاتلت في أفغانستان في مرحلتي الحرب السوفييتية والحرب الأمريكية، وأنضم إليهم لاحقاً فلول تنظيم القاعدة الذي تآكلت قوته مع بدايات الألفية الجديدة.

وجاء ظهور الحركة تحت مبررات إنقاذ المجتمع من الفساد وإقامة حكم إسلامي لتسويق اسمها وأفكارها لكنها كانت أعنف من غرس أنيابه في التاريخ الحديث للصومال عبر استهداف عدة مناطق داخل وخارج الصومال من خلال سلسلة عمليات مروعة راح ضحيتها آلاف الأبرياء خلال الأعوام الماضية.

يعود تأسيس حركة الشباب الصومالية إلى العام 2004، غير أن كثافة نشاطها وتداولها اسمها في الإعلام يعود إلى العام 2007، ظلت الحركة توصف في البداية بأنها الجناح العسكري للمحاكم الإسلامية خاصة في فترة استيلاء المحاكم على أكثرية أراضي الجنوب الصومالي في النصف الثاني من العام 2006.

كانت هزيمة المحاكم أمام مسلحي الحكومة الصومالية المؤقتة المدعومة من طرف الجيش الإثيوبي وانسحاب قيادتها خارج الصومال، وتحالفها مع المعارضة الصومالية في مؤتمر أسمرا المنعقد في سبتمبر/ أيلول 2007، من أكبر الأسباب وراء انشقاق حركة الشباب الصومالية عن المحاكم متهمة إياها بالتحالف مع العلمانيين والتخلي عن “الجهاد في سبيل الله”.

تتبنى الحركة التوجه “السلفي الجهادي” وتهدف إلى إقامة “دولة إسلامية”. وصفت تقارير غربية الحركة بأنها عضو في التنظيمات الجهادية السلفية العالمية التي يوجد فيها مسلحون من الصومال ومن دول عربية وإسلامية شتى. تستغل حركة الشباب الصومالية شبكة الإنترنيت لنشر بياناتها وتسجيلاتها في مواقع ذات صبغة سلفية جهادية.

انفصلت حركة الشباب الصومالية في منتصف عام 2007 عن المحاكم الشرعية بعدما تحالفت مع العلمانيين والمسيحيين -حسب تعبير الحركة- وأعلنت أنها تخوض جهادا مسلحا ضد ما سمته “العدوان الإثيوبي”. استطاعت تحقيق مكاسب على الأرض، وأسست ولايات إسلامية في مناطق وسط وجنوب الصومال.

وفّرت أميركا دعما جويا للقوات الحكومية والإثيوبية بقصف مقرات الحركة مطلع 2007 بواسطة سفينة تابعة للجيش الأميركي، كما قصفتها أيضا في يونيو/حزيران 2007، وفي ديسمبر/كانون الأول من السنة نفسها.

وقد قتل قائد الحركة آدن حاشي عيرو المكنى أبو حسين الأنصاري في قصف جوي أميركي فجر فاتح مايو/أيار 2008 بمدينة طوسمريب وسط الصومال. وكان آدن مطلوبا من أميركا لاتهامها إياه بالضلوع سنة 1998 في تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام.

صنفت وزارة الخارجية الأميركية حركة الشباب الصومالية في قرار صادر في 29 فبراير/شباط 2008 بأنها حركة إرهابية، وأنها مجموعة متطرفة عنيفة ووحشية تنتمي إلى تنظيم القاعدة، وأعلنت الوزارة تجميد أموال الحركة في الولايات المتحدة.

ذكر موقع منظمة “جلوبال إيكونوميست” في تقرير عن مصادر تمويل حركة الشباب، أنها تتمثل في ما تتلقاه من الجمعيات الخيرية والمتعاطفين معها، ودعم القبائل الصومالية التي إما ينتمي لها قادة الحركة، أو تسيطر عليها، والتجارة وتربية المواشي والإنتاج الزراعي مستغلة فقدان ثقة شيوخ القبائل في الحكومة الصومالية الضعيفة وغير المستقرة.

قامت الولايات المتحدة بعمليات عسكرية استهدفت مواقع حركة الشباب، ومنها العلمية التي أعلن عنها البنتاغون في بداية سبتمبر/أيلول 2014، وفي اليوم الثامن من الشهر نفسه أعلنت عن أميرها الجديد الشيخ أحمد عمر أبو عبيدة بعد مقتل أحمد عبدي غودان في ضربة جوية أميركية.

وفي الأسبوع الأول من فبراير/شباط 2015، أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة شنت ضربة جوية بواسطة طائرة من دون طيار استهدفت قياديا في حركة الشباب الإسلامية في الصومال دون أن يحدد نتيجة الضربة.

توصف عمليات حركة الشباب وهجماتها بأنها تعتمد الطريقة العراقية من تفجير عبوات مزروعة في الطرقات، وسيارات مفخخة، وعمليات قصف مدفعي شملت القصر الحكومي ومقرات الجيش الإثيوبي.

تولى أبو منصور الأمريكي قيادة الحركة خلفا لآدن حاشي عيرو، وقامت بعمليات وهجمات عسكرية عديدة ضد الحكومة الصومالية وكينيا وأوغندا من بينها:

– الهجوم على مركز للتسوق بالعاصمة الكينية نيروبي في سبتمبر/أيلول 2013 خلّف عشرات القتلى والجرحى من بينهم غربيون، وبررت الهجوم بالتدخل العسكري الكيني في الصومال، معتبرة الهجوم رسالة وتحذيرا لكينيا والغرب.

وقال زعيم الحركة الشيخ مختار أبو زبير في كلمة نشرت في مواقع صومالية “إن هذا الهجوم قصاص من الغرب لدعمه الحملة العسكرية الكينية على الولايات الإسلامية لإراقة دماء المسلمين”.

– تفجير فندق بمقديشو في 20 مارس/آذار 2015، أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 70 شخصا على الأقل بينهم وزير ونائبان في البرلمان.

– اقتحام جامعة في مدينة “غاريسا” شمال شرق كينيا يوم 2 أبريل/نيسان 2015، واحتجاز رهائن مسيحيين ومسلمين، وقتل أكثر من 140 شخصا وجرح العشرات.

أعلنت حركة الشباب الصومالية ولاءها لتنظيم القاعدة عام 2012، وبعد ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” ذكرت بعض التقارير الإعلامية أن الحركة عرفت نقاشا داخليا بعد مقتل أحمد عبدي غودان، بين من يريد تجديد الروابط مع القاعدة ومنهم الزعيم الجديد للحركة أحمد عمر، ومن له رغبة في الانضمام إلى تنظيم الدولة، ومنهم مهاد كراتي مسؤول جناح الأمن الداخلي.

وقد تبنت الحركة يوم 2 أبريل/نيسان 2015 اقتحام جامعة غاريسا بشمال شرق كينيا، وقتل نحو 147 شخصا. وقال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية في الحركة: إن المقتحمين أفرجوا عن المسلمين الذين كانوا داخل مبنى الجامعة، وقتلوا في المقابل رهائن مسيحيين.

عام 2011، قامت القوات الحكومية بدعم من الاتحاد الإفريقي وكينيا إلى صدهم وإجبارهم على التراجع، وكينيا تدخلت أكثر من مرة وشنت غارات على الحدود مع الصومال وهذا ما دفع الشباب تهديدها ومحاولة الانتقام منها.

الحركة مسؤولة عن الهجوم الدموي الذي شهدته العاصمة الأوغندية كامبالا في العام 2010، مما تسبب بمقتل 76 شخصا كانوا يتابعون المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم، كما أنها أعلنت مسئوليتها عن الهجوم على قاعدة للاتحاد الافريقي في الصومال في فبراير من العام 2009 أودى بحياة أحد عشر شخصا وغيرها من الهجمات.

الإدارة التنظيمية للحركة:

تتمتع الحركة بقوة تنظيمية والمحافظة على التسلسل الهرمي لهذه الإدارة، ويتبع الأفراد بشكل مطلق الأمير الذي يُدير الملفات الحساسة، لهذا استطاعت الحركة أن تتوسع عسكريًا، وأن تسيطر على 9 مناطق حيوية من الجنوب من أصل 18 منطقة من جمهورية الصومال- بحسب بوابة الحركات الإسلامية.

يقود حركة شباب المجاهدين أحمد عبدي جودان وتتواصل مع التنظيم الدولي للقاعدة الذي كان ولا يزال داعمًا أساسيًا لأمير الحركة.

يتكون الهيكل التنظيمي للحركة من أربعة أقسام أولها مجلس الشورى وهو شبيه إلى حد كبير من حيث الوظيفة والمسؤولية باتحاد المحاكم الإسلامية، ويعد أمير الحركة هو رئيس المجلس وله السيطرة الكاملة على الحركة الشباب.

القسم الثاني “الدعوي” ويهتم بنشر الإسلام ويهدف لتجنيد ميليشيات جديدة ومقاتلين جدد.

والقسم الثالث للحركة هو “الحسبة” وهو عبارة عن شرطة دينية التي يتمثل دورها في مراقبة وصيانة احترام الأحكام والأعراف الإسلامية، وهو القسم مسؤول عن عمليات تدمير الأضرحة الصوفية.

أما القسم الرابع فهو الجهاز العسكري ويتم فيه تدريب الشباب عسكريًا، في عدد من مخيمات التدريب، المنتشرة في البلاد.

أسلحة الحركة وتمويلها:

أشار تقرير للأمم المتحدة صدر في 13 يوليو 2013، أن الحركة استطاعت جمع وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.

وأضاف التقرير أن القوة العسكرية لحركة الشباب المجاهدين تبلغ حوالي 5 آلاف مقاتل.

وبحسب التقرير؛ تتفادى حركة الشباب المواجهة العسكرية المباشرة مع أعدائها واعتمادها على حرب العصابات قد مكنها من الحفاظ على قدرتها القتالية ومصادرها.

كما أكد التقرير أن هيكل وبناء حركة الشباب لا يسمح لأي انقسامات بالتأثير في قدرتها على قيادة العمليات على الأرض حتى الخلافات حول اقتسام السلطة والمصادر لا يمكنها إضعاف الحركة.

ويوضح التقرير أن السبب في هذه القوة التي يتمتع بها التنظيم تعود إلى تولي الشيخ مختار أبو الزبير الإدارة المباشرة للأمنيات وتتمكن الحركة من العمل بسرية تامة وتجمع المعلومات الإستخباراتية ثم تضرب الأماكن المحددة.

وزادت عمليات الحركة عامي 2012 و2013 بنسبة 11.42 %، و العبوات الناسفة ازدادت بـنسبة 54.5%، والاغتيالات بنسبة20.9%.

وبحسب منظمة “جلوبال ايكونوميست” فإن المصدر الرئيسي لتمويل الحركة يتمثل في دعم القبائل الصومالية المستمر، والتي ينتمي إليها بعض قادة الحركة، أو المسيطرة عليها، وتوفر لهم المناخ والجو الملائم للتجارة وتربية المواشي والإنتاج الزراعي مع القدرة على إعطاء شيوخ القبائل مكانتهم وقد عززت هذه العوامل فقدان الثقة في الحكومة الصومالية بسبب أنها غير مستقرة وغير متزنة وأنها مصدر للعنف والفساد.

إضافة لذلك، أموال التي تتلقاها الحركة من الجمعيات الخيرية والأفراد المتعاطفين معها والمؤمنين بها، والجماعات الإرهابية الأخرى.

وتنفق الأموال لدعم أعضاء المجموعة وأسرهم، بالإضافة لغايات التدريب والتوظيف، الأسلحة والمعدات اللازمة للحفاظ على حركة التمرد الصومالية.

وتقوم الحركة بعمليات قرصنة على السفن العابرة لمضيق باب المندب بالساحل الأفريقي، والذي يعد ممرًا ملاحيًا هامًا في التجارة العالمية، ولهذا تستغل الحركة موقع الصومال لتنفذ العديد من عمليات خطف السفن المحملة بالبضائع و الأسلحة، إلى جانب مطالبتها الحكومات بدفع فدية مقابل الإفراج عن رهائنها.

واستطاعت حركة الشباب في أقل من أربع سنوات منذ 2007 وحتى 2011 السيطرة على أكثر من 80% من مناطق وسط وجنوب الصومال، وكانت كلما فرضت سيطرتها على مكان تعلن التطبيق المتشدد لأحكام الشريعة فيه؛ مما أدى إلى خسارتها للتأييد الشعبي والقبلي الذي حظت به أثناء قتالها للقوات الإثيوبية، ثم تغيرت الأوضاع في أواخر عام 2011؛ حينما تمكنت بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، (أميسوم) (AMISOM) African Union Mission to Somalia إخراجها من العاصمة مقديشو ومناطق أخرى هامة أبرزها منطقة وميناء كيسمايو الاستراتيجي، وأدى ذلك إلى إلحاق هزائم كبيرة بين صفوف الحركة، وفي شهر سبتمبر 2014 استطاعت طائرة أمريكية بدون طيار استهداف زعيم الحركة أحمد عبدي غودني Godane (الملقب بالشيخ عبدالرحمن مختار أبو زبير) أمير التنظيم، وقتلته واعترفت حركة الشّباب بمقتله, حيث بادرت بإصدار تقريرٍ تحت شعار (ربح البيع أبا الزّبير) ذكرت فيه مقتل زعيمها متوعّدة بالثّأر له برد مزلزل من أعدائها, كما نشرت عبر مواقعها على الإنترنت بفيديو لمتحدّثهم علي محمود راجي (علي طيري) يؤكد به تلك الواقعة.

لكن الحركة استطاعت تنظيم صفوفها من جديد والاستمرار في القيام بعملياتها داخل العاصمة مقديشو بل وامتدت إلى خارج الصومال، ومثال ذلك الهجوم الدامي الذي نفذته في الثاني من إبريل 2015 في جامعة غارسيا بكينيا وأدى إلى مقتل 147 طالبا.

اتخذت الحركة موقفا فكريا متشددا من الأطراف التي تختلف معها أيديولوجيا وصلت إلى تكفيرهم، وإباحة القتال المسلح ضدهم، وهذا ما يتضح من خلال العرض التالي:

1- الموقف من علماء الصومال التقليديين:

حرصت حركة الشباب ضمن استراتيجيتها بعيدة المدى على القضاء على الزعامات التقليدية الدينية في الصومال، وعدم السماح للعناصر التي تنضم إليها بتلقي فتاوى ونصائح وإرشادات دينية خارج إطار الحركة بل وصفو العلماء والدعاة البارزين في العالم الإسلامي خصوصا الشيخ ابن باز والألباني بأنهم “علماء سلطة” تخلوا عن الجهاد “!.

2- موقف الحركة الفكري من رؤساء الصومال وحلفائهم: وصفتهم بالخونة والمرتدين الذين لا يحكمون بكتاب الله ويتعاونون مع الغرب الكافر، وانسحب هذا الموقف على كل من عبدالله يوسف أحمد، والشيخ شريف شيخ أحمد، والرئيس الحالي حسن شيخ محمود.

3- الموقف من قوات أميسوم والدول الغربية:

اعتبرت حركة الشباب أن قوات بعثة الاتحاد الأفريقي أميسوم ما هي إلا قوات غازية، مدعومة من الدول الغربية الصليبية التي لا تريد إلا تدمير الصومال وقتل أهله؛ لذا وجب الجهاد ضد هذه القوات، كما اعتبرت الدول الغربية أهل كفر تريد الهلاك للمسلمين وتسعى إلى تحويلهم عن دينهم، وخاصة الولايات المتحدة، مؤكدة أن الجهاد هو الدواء الوحيد لأمراض الأمة؛ لأنه فَرْضُ عَيْنٍ بإجماع أهل العلم، ولا يَسَعُ لأحد تَرْكُهُ أو التَّخَلُّفُ عنه، عالما كان أو عاميا

ولا تزال التدخلات الدولية والإقليمية عاملا أساسيا من عوامل اضطراب الوضع في الصومال، ويمكن تحديد الولايات المتحدة وإثيوبيا وكينيا كأبرز الأطراف التي لا تريد استقرار الأوضاع هناك، في ظل غياب للدور العربي عما يجري في الصومال، فالمتابع للشأن الصومالي يجد أن الموقف العربي لم يملك أي استراتيجية تجاهها، ولم يكن على قدر جسامة التدخلات الإقليمية والدولية التي تريد تدميرها، واقتصر على الدعم الإغاثي من خلال الاكتفاء بإرسال مؤن غذائية للمتضررين من المجاعة والجفاف، وافتقد العرب وجود موقف واضح من التجاذبات السياسية والتدخلات العسكرية لدول الجوار في الصومال، في الوقت الذي تتواصل فيه تدخلات الولايات المتحدة وإسرائيل مع إثيوبيا وكينيا لزيادة اضطرابات الصومال، كما أن بيانات وقرارات جامعة الدول العربية المتعلقة بالصومال ظلت حبيسة الأدراج، كما أن الجهود العربية لتحقيق المصالح الوطنية تعثرت؛ نظرا لانعدام الدعم العربي، وهو ما أتاح لدول الجوار التفرد بملف القضية الصومالية بعيدا عن الجامعة العربية.

المنابع:صحف ومواقع