"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

تصنيف أمريكي محتمل لجماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية يثير مخاوف المنظمات الإغاثية

ديبريفر :
تقول منظمات الإغاثة العاملة إن تصنيف الولايات المتحدة المحتمل لجماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية سيمنع وصول مساعدات حيوية إلى اليمن

تقرير (ديبريفر) – يبدو أن اليمن الذي تمزقه الحرب منذ نحو ست سنوات، وجعلته يعيش أوضاعاً إنسانية واقتصادية كارثية، على موعد مع محنة شديدة، تتمثل بوقف أنشطة المنظمات الدولية الإغاثية، خاصة في مناطق سيطرة جماعة أنصار الله(الحوثيين) في المناطق الواقعة شمال وغربي البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.
وكانت تقارير أمريكية ذكرت أن هناك توجه لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب لتصنيف جماعة الحوثيين “منظمة إرهابية”، وهو أمر إذا حدث فسيكون له مؤثراً بشكل مأساوي على الأوضاع الإنسانية بالنسبة لشعب بات وشيكاً من “المجاعة” لكن المساعدات الغذائية لا تزال تقف أمام وصوله إلى المجاعة رغم شحة ما تقدمه من مساعدات.
ومنذ أبريل الماضي، خفض برنامج الأغذية العالمي مساعداته إلى النصف في مناطق سيطرة الحوثيين، بمبرر قلة التمويل.
والخميس، أكدت منظمات إغاثة دولية، أن تصنيف الولايات المتحدة المحتمل، لجماعة أنصار الله (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية، سيمنع وصول مساعدات حيوية إلى البلد الذي يمزقه الصراع وتتزايد المخاوف فيه من المجاعة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهدد بإدراج الجماعة في قائمة سوداء في إطار حملة “الضغوط القصوى” على طهران.
وذكرت مصادر أن المخاوف تزايدت على مدى الأسابيع القليلة الماضية بين وكالات الإغاثة الإنسانية من أن هذا التصنيف ربما صار وشيكا، وفقاً للوكالة.
وقال مصدران منفصلان لـ”رويترز” إن نحو 12 موظف إغاثة أمريكياً غادروا اليمن هذا الأسبوع.
وأفادت مصادر أخرى إن مذكرة غير رسمية أُرسلت إلى موظفي إغاثة أمريكيين الأسبوع الماضي، تحسبا لمخاوف أمنية محتملة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأشارت الوكالة إلى أن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحجم عن التعليق على قضايا أمنية، لكنه قال إن هناك بعض عمليات “التناوب الأساسية للموظفين”.
دوجاريك، وعند سؤاله عن تصنيف الحوثيين المحتمل قال إنه لن يعلق “على أمر لم يحدث بعد”.
وأضاف المسؤول الأممي:” خطر المجاعة المتنامي في اليمن يسلط الضوء على ضرورة استمرار السماح بتوصيل المساعدات” لافتاً إلى أن “الوضع الإنساني في اليمن لم يكن أسوأ منه الآن على الإطلاق”.
وتقول “رويترز” أن منظمات الإغاثة تخشى من أن عملها قد يدخل في إطار التجريم، خاصة وأن جماعة الحوثيين هم السلطة الفعلية في شمال اليمن، وتضطر منظمات الإغاثة للحصول على تصاريح منهم لتنفيذ برامج مساعدات والعمل مع الوزارات والأنظمة المالية المحلية.
ويرى يان إيجلاند الذي شغل من قبل منصب منسق عمليات الإغاثة لدى الأمم المتحدة ويرأس حاليا المجلس النرويجي للاجئين الذي له عمليات في اليمن إن على الحكومة الأمريكية إذا قررت المضي قدما في تلك الخطوة أن تصدر “تصريحا عاما” يضمن لمنظمات الإغاثة إمكانية مواصلة العمل مع السلطات الحوثية وتقديم المساعدات.
وشدد إيجلاند، على ضرورة أن تكون ضرورة التفاوض مع كل أطراف الصراع في اليمن من أجل توصيل المساعدات وحماية المدنيين.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة في اليمن بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يعتمد نحو 80 بالمئة من سكانه على المساعدات.
وتسببت جائحة فيروس كورونا المستجد، والتراجع الاقتصادي والسيول وتصاعد الصراع المسلح والنقص الحاد في تمويل المساعدات في زيادة احتمالات المجاعة في اليمن.
ونوهت سلطانة بيجوم من المجلس النرويجي للاجئين في اليمن أن هذا التصنيف المحتمل “سيأتي في وقت احتياج غير مسبوق، لكن “قدرتنا على الاستجابة تتضاءل”.
كما يخشى موظفو الإغاثة أن يؤثر التصنيف على قدرة اليمنيين على التعامل مع الأنظمة المالية والمصرفية والتحويلات التي تأتي من الخارج، ويعقد إجراءات الاستيراد ويزيد من ارتفاع أسعار السلع.
وفي ذات الشأن، قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الأربعاء الماضي، إن الأمم المتحدة نقلت موظفيها الأمريكيين وبعض العاملين في المنظمات غير الحكومية إلى خارج المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، استباقاً لإعلان الولايات المتحدة تصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً.
وأفاد مسؤولون مطلعون على القرار، بأن أكثر من عشرة أمريكيين يعملون لدى الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية في اليمن نُقلوا مؤقتاً من مناطق سيطرة الحوثيين في صنعاء.
وكانت المجلة نقلت قبل عدة أيام عن مصادر دبلوماسية قولها إن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب تخطط لتصنيف جماعة الحوثيين تنظيماً إرهابياً قبل مغادرة منصبه في يناير.
وأضافت المصادر “لقد كانوا يفكرون في ذلك منذ فترة، لكن بومبيو يريد تسريع هذا المسار، الذي يعد جزءا من سياسة الأرض المحروقة التي تتخذها الإدارة الأمريكية منذ فترة”.
ورأت المجلة أن هذه الخطوة من شأنها تقويض جهود السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة بين الجماعة والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وذكرت المصادر أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، كان يضغط خلال الأسابيع الأخيرة، على الولايات المتحدة للتراجع، ومناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التدخل بغية التأثير على بومبيو.
وأشارت إلى أن قرار التصنيف الوشيك سيمنح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو “انتصارا آخر” في استراتيجيته المناهضة لإيران