"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

تفاصيل لا تعرفها عن حياة “السيدة زينب”

كتب- أحمد الجعفري

عاشت حياة مليئة بالأهوال، فقدت جدها العظيم وهى بنت خمس سنين، وفقدت أمها الزهراء بعد شهور قليلة لا تتجاوز الستة بعد مرض شديد وضيق من العيش والاعتكاف فى حزن، فألقى على عاتقها وهى صبية صغيرة عبء إدارة بيت أبيها ورعاية شئون أخوتها، ثم صدمت فيما بعد بمصرع أبيها الإمام “على” إثر طعنة قاتلة، ثم رأت الإمام الحسين شهيدا حين نزل بأرض كربلاء، رغم ذلك صبرت على ما ابتلاها به ربها صبر النبيين، إنها السيدة زينب بنت الإمام على كرم الله وجهه.

 

ولادة السيدة زينب

السيدة زينب هى البنت الكبرى رضى الله عنها للسيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وُلدت فى شهر شعبان بعد مولد شقيقها الحسين بسنتين، وعاصرت إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسَمَّاهَا “الرسول”- صلى الله عليه وسلم- “زينب” على اسم ابنته.

 

زواج السيدة زينب

تزوجت السيدة زينب بابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار بن أبى طالب، وأنجبت منه جعفر وعلى وعون الأكبر وأم كلثوم وأم عبد الله، وكان للسيدة زينب درس حافل وهو أنها عندما انشغلت بأمر الدعوة مع أخويها الإمامين الحسن والحسين رأت أنها لا تستطيع أن تجمع بين واجب الجهاد والواجبات الزوجية، فأذنت لزوجها عبد الله بن جعفر أن يتزوج، فتزوج (الخوصاء الوائلية)، ثم تزوَّج بـ (جمانة الفزارية) بنت المسيب أمير التوابين- حسب ما أكده عدد من العلماء.

 

مقام السيدة زينب

وفى عام 61 من التقويم الهجرى، أمر يزيد بن معاوية الأموى، بإخراج السيدة زينب بنت الإمام على بن أبى طالب، خارج حدود المدينة، طالبًا منها أن تختار لها بلدًا تسكن فيه، بعد أن أصبح بقاؤها يؤجج نيران الثورة ضد الخلافة الأموية، فأبت فى أول الأمر وقالت “أأترك بلد أبى وجدى”، فقال لها عبد الله بن عباس “يا ابنة بنت رسول الله، اذهبى إلى مصر، فإن فيها قومًا يحبونكم لله، ولقرابتكم لرسول الله، وإن لم تجدى أرضًا تسكنيها هناك، فستجدين قلوب أهلها وطنًا”.

 

استعدادات المولد الرجبى للسيدة

اختارت السيدة زينب مصر لتقيم فيها، ووصلت إليها فى شعبان عام 61 هجرية، وعلى مشارف مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، خرج لاستقبالها جموع المسلمين بالدفوف والزغاريد، وعلى رأسهم والى مصر الأموى آنذاك مسلمة بن مخلد الأنصارى، وأقامت فى بيت الوالى حتى وافتها المنية فى الـ 14 من شهر رجب عام 62 هجرية، ودفنت فى بيت الوالى، الذى تحول إلى ضريح لها فيما بعد.

 

ألقاب السيدة زينب

عُرف عن السيدة زينب تحليها بالعلم والتقوى، والشجاعة والإقدام، والبلاغة وقوة البرهان، ولها كنايات كثيرة منها ” أم هاشم” كنيت بأم هاشم لأنها حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الإمام الحسين، و”صاحبة الشورى” لأن كثيرا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها فى الرأى، و”عقيلة بنى هاشم” ولم توصف سيدة فى جيلها أو غيره أو فى

آل البيت بهذا إلا السيدة زينب رضى الله عنها، و”الطاهرة” فقد أطلقه عليها الإمام الحسن أخوها عندما قال لها “أنعم بك يا طاهرة حقا إنك من شجرة النبوة المباركة ومن معدن الرسالة الكريمة”، عندما شرحت حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وآله: “الحلال بين والحرام بين”.

تزيين المسجد استعدادا للاحتفال بالمولد

كما لقبت السيدة زينب بـ”أم العزائم” فكانت تكنى عند أهل العزم بأم العزائم وعلى قدر أهل العزم تأتى العزائم، و”أم العواجز” كنيت بهذه الكنية عندما شرفت مصر بقدومها وساعدت العجزة والمساكين، و”رئيسة الديوان” لأنها عندما قدمت مصر وكان الوالى وحاشيته يأتون إليها وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم فيتفهموا الأمور الدينية فى ديوانها وهى رئيسته.

 

أول نساء آل البيت اللاتى شرفن أرض مصر

وتعتبر السيدة زينب من أول نساء أهل البيت اللاتى شرفن أرض مصر بالمجىء إليها فوصلت مع بزوغ هلال شهر شعبان بعد ستة أشهر على استشهاد أخيها الحسين ومعها “فاطمة” و”سكينة” و”على” أبناء اللإمام الحسين، واستقبلها أهل مصر وواليها فى داره بالحمراء القصوى عند بساتين الزهرى (حى السيدة الآن).

 

حلقات ذكر للطريقة البرهانية بمسجد السيدة زينب

وفى شهر رجب من كل عام، يحرص آلاف من أبناء الطرق الصوفية ومحبى السيدة، على إحياء المولد الرجبى للسيدة زينب، فى أجواء تسودها المحبة، وتعم فيها الأفراح، وتقام فيها حلقات الإنشاد الصوفى، فقد توافد الآلاف على مسجد حفيدة “رسول الله”- صلى الله عليه وسلم، استعدادا للاحتفال بالليلة الكبيرة لرئيسة الديوان، الثلاثاء القادم.

 

وافتتحت الطريقة البرهانية أبناء الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى، مولد رئيسة الديوان، بإقامة حلقات الذكر داخل الساحة الزينبية وترديد المدائح النبوية وقصائد فى حب السيدة الطاهرة، فى حين استقبلت السرادقات الخاصة بمشايخ الطرق الصوفية والتى من بينها “الطريقة الجعفرية والدسوقية والبكرية والأحمدية والشاذلية والرفاعية والخلوتية وغيرها من الطرق” والمنتشرة بمحيط المسجد، مريديها من كل محافظات مصر